ما ستجده في هذا المقال:
يعتبر الطفل العصبي مشكلة حقيقية للوالدين، حيث أن نوبات العصبية التي تنتابه تؤثر بشكل سلبي على ردود الوالدين في معظم الحالات، إلا أن معرفة طريقة التعامل الصحيحة مع هذا الطفل تخفف من حدة التوتر الناتج عن سلوكياته غير المرغوبة.
نصائح للتعامل مع الطفل العصبي
غالباً ما يعاني الطفل العصبي من نوبات من الغضب والانفعال غير المبررة، كما يمكن أن تتطور الحالة ليقوم ببعض السلوكيات العدوانية اتجاه المحيطين به، لذلك لا بد من التعامل معه بطريقة سليمة وتعليمه المهارات اللازمة في هذه المواقف. ومن ضمن الأساليب المتبعة للتعامل معه نذكر ما يلي:
عدم تصعيد الموقف
يمكن السيطرة على الموقف وعدم تصعيده من خلال تعامل الوالدين بطريقة هادئة أثناء نوبات الطفل العصبي، حيث أن عدم مقابلة الأمر بالمثل والصراخ أو تحدي الطفل في هذه الأثناء يعمل على:
- مساعدة الوالدين على رؤية الأمور بشكل أفضل والتعامل دون انفعال.
- تقليل حدة الطفل وشعوره بالمزيد من الاسترخاء.
الابتعاد عن المنطق قدر الإمكان
الأطفال ليسوا كالكبار، فهم لا يستطيعون العودة إلى المنطق والتفكير بشكل جيد خلال نوبات العصبية. لذلك يجب عدم محاولة التحدث مع الطفل العصبي في هذه الأثناء بل تركه إلى أن يهدئ، مما يقلل من الصراع على السلطة بين الطرفين.
اعرف المزيد: القواعد الذهبية لتربية الأطفال
التحدث مع الطفل حول المشاعر
لا يزال الطفل غير مدرك للكثير من المشاعر التي قد تنتابه مما يتركه في نوبات من الغضب في محاولة لتوصيل ما يشعر به. وهنا يأتي دور الوالدين في توضيح ماهية هذه المشاعر من خلال:
- تعريف الطفل على المشاعر المتنوعة وتسميتها باسمها ليتمكن من التعبير عما يشعر به، من خلال تعبير الوالدين عن مشاعرهما والإشارة إلى مشاعر الآخرين أمام الطفل.
- التوضيح للطفل ماهية مشاعره اللحظية التي تنتابه وكيف يتعرف عليها.
- تشجيع الطفل على الحديث عن مشاعره التي لا يستطيع التعامل معها، الأمر الذي يضمن تقليل تراكم أو كبت هذه المشاعر.
قبول المشاعر ورفض السلوك
يجب عدم رفض مشاعر الطفل أو إنكارها أو الطلب منه تغييرها، بل على العكس يفضل الاعتراف بها مع ضرورة تغيير السلوك أو ردة الفعل المتعلقة بها وجعلها أكثر مناسبة، حيث يعمل قبول المشاعر على:
- تقليل حدة الطفل، فبدلاً من شعوره بالعصبية اتجاه المواقف الأصلي بالإضافة إلى عدم تفهم الوالدين له، فقد انحصرت المشاعر السلبية بالموقف فقط.
- زيادة تقبله لتغيير السلوك بدلاً من رفضه، وبالتالي اتباع الأسلوب الأنسب للتعبير عن مشاعره.
- تجنب تراكم المشاعر السلبية الداخلية.
وجود قدوة حسنة
الطفل مرآة لوالديه، حيث أن الطفل الذي يرى والديه يتعاملان مع المواقف المزعجة بنوبات من العصبية لن يفعل شيء خارج هذا الإطار. أما في حالة إعطاء الطفل العصبي نموذج يمكن تقليده في التصرفات يمكن تغيير سلوكه لما هو أفضل في المواقف العصيبة.
الاعتراف بأنك غاضب وتحتاج إلى بعض الوقت لتهدأ ليس ضعفًا، يتطلب الأمر الكثير من القوة لقول هذه الكلمات بصوت عالٍ، تذكر أنك تعلم درسًا حول كيفية إدارة غضبك، وهذا بالضبط ما تريد أن يتعلمه طفلك.
الابتعاد عن العدوانية
في نوبة غضب الطفل العصبي يجب عدم الانجرار وراء ذلك وفقدان الأعصاب، حيث أن القيام بضرب الطفل في هذه الأثناء يعود بالكثير من النتائج السلبية ويعلم الطفل إمكانية التعامل مع الآخرين بالعدوانية، لذلك في حال القيام بذلك لا بد من:
- الاعتذار أو الاعتراف بالخطأ بشكل مباشر وببساطة.
- عدم إلقاء اللوم على الطفل في فقدان الأعصاب، بل تحمل المسؤولية بذلك.
تقديم بعض الخيارات
غالباً ما يقوم الوالدين بتهديد الطفل العصبي بالعقاب ما لم يتوقف عن سلوكياته في هذه الأثناء، إلا أن اتباع أساليب أخرى أو تقديم خيارات للطفل يمكن أن تكون أكثر فائدة، حيث يمكن تجربة:
- التوضيح للطفل أن الوالدين لا يمكنهما مساعدته في هذه الوضعية.
- الطلب من الطفل الذهاب إلى غرفته إلى أن يهدئ من تلقاء ذاته.
تعليم الطفل أساليب لتهدئة ذاته
لن يبقى الوالدين على أهبة الاستعداد لتهدئة هذا الطفل فور تعصيبه، لذلك لا بد من تعليمه أساليب يمكنه من خلالها التعامل مع مشاعره السلبية وتحمله مسؤولية مشاعره، فمثلاً يمكنه القيام بما يلي:
- الرسم أو التلوين.
- قراءة كتاب مفضل.
- اللعب باللعبة المفضلة.
الأطفال ليس لديهم نفس القدرة على التوقف والتفكير مثلنا. انتظر حتى يهدأ طفلك ثم تحدث معه لاحقًا.
اختيار العقوبات المناسبة
قد يصعد الطفل في نوبة العصبية وفي المقابل يصعد الوالدين في مستوى العقوبة، إلا أن الأمر بمجمله لا يتعدى فقدان للعاطفة بشكل لحظي وتكديس للنتائج. مع ملاحظة:
- لن يهون الطفل على الوالدين في تطبيق العقوبة، لذلك لن يتم تنفيذ العقوبة الحقيقية مما يقلل من جدية المواقف اللاحقة.
- الهدف الأساسي إيقاف نوبة الغضب لدى الطفل وليس معاقبة الطفل.
أخذ فترة راحة
كما هو الحال عند التعامل مع الكبار والدخول في بعض الصعاب، فإن الوالدين يحتاجان إلى فترة من الراحة خلال نوبات الطفل العصبي للتمكن من تقليل التوتر والشعور بالمزيد من الأريحية في التعامل.
تشجيع الطفل العصبي على وصف مشاعره يساعده برؤيتها صغيرة بعد الاعتراف بها، وشعوره بإمكانية التغلب عليها في هذه الحالة.
عبارات لتهدئة الطفل العصبي
يمكن للوالدين التقليل من حدة العصبية التي يشعر بها الطفل وبالتالي الحد من السلوكيات المزعجة التي يقوم بها في هذه الأثناء من خلال بعض العبارات المحفزة، مثل:
لا بأس من الشعور كذلك
قد يكون الأمر بسيطاً بنظر الوالدين إلا أنه غير ذلك للطفل، والتوضيح أنه لا يوجد شعور خاطئ طالما تم التعبير عنه بطريقة صحيحة.
أنا هنا إذا احتجتني
من خلال إظهار مدى الاستعداد لتقديم المساعدة للطفل يمكن أن يشعره ذلك بالأمان والطمأنينة، إلا أنه يجب التركيز على ضرورة ترك الحرية في الاختيار بين:
- إذا احتاج إلى المساعدة فله أن يطلب ذلك من والديه.
- الاعتماد على النفس في حل الموقف بالطريقة الصحيحة.
دعنا نتكلم عن الأمر
من خلال التحدث بهدوء ودون فقدان الأعصاب يتمكن الطفل من إلقاء ما بجعبته من مشاعر سلبية والتخلص مما يضايقه.
لا تدخل في جدالات مع طفلك، ولا تستسلم وتمنحه ما يرغب به بسهولة.
كيف يمكننا حل المشكلة
بهذه العبارة يفهم الطفل أن والديه مشتركين معه بالمشاعر ذاته، مما يساعد في:
- طرح بعض الأفكار أو المقترحات من وجهة نظر الطفل.
- تمكن الوالدين من فهمه واستيعابه بشكل أفضل.
كيف يمكن أن أساعدك
بعد هذا السؤال لا بد من الاستماع جيداً لما هو بحاجته، ففي الكثير من الأحيان تكون أمور بسيطة يمكن حلها بسهولة.
أنا أحبك
هكذا ببساطة مما قد يقلب الأمور في الاتجاه المعاكس وتهدئ الطفل العصبي من جديد.
نصيحة عرب ثيرابي
قد تكون من السمات الشخصية لبعض الأطفال العصبية والانفعال السريع، الأمر الذي يجعل التعامل مع هذا النوع من الأطفال صعباً وشاقاً. كما أن هناك بعض الحالات التي تستدعي طلب المساعدة المتخصصة للتمكن من تعديل سلوكيات الطفل خلال نوبات غضبه، فقد يكون الامر متعلقاً بحالة نفسية يجب معالجتها.
لذلك، ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الوالدين بعدم التردد بطلب المساعدة في حال كان الطفل:
- يواجه صعوبة في تكوين العلاقات.
- يسبب بسلوكياته اضطراب أنشطة الأسرة بأكملها.
- عدوانيته المفرطة.
- لا تتناسب سلوكياته مع عمره الحقيقي.