ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن ثنائي القطب يبقى حالة نفسية صعبة سواء كانت عند الرجال أم النساء، إلا أن الوضع قد يختلف نوعاً ما بينهما. حيث أن السلوكيات التي قد تبديها المرأة أقل حدة في حالة الهوس مما قد يبديه الرجل. لذلك لا بد من التعرف بشكل أكبر على أعراض ثنائي القطب لدى النساء وما المحفزات المحتملة لظهور أعراضه.
أعراض ثنائي القطب لدى النساء
هناك حالات مختلفة يمكن للمرأة أن تعاني منها في حال كانت مصابة بثنائي القطب، وتعتمد الأعراض على نوع الحالة بشكل عام.
إلا أنه تم ملاحظة أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب المتعلقة بهذا الاضطراب من الرجال. وقد يحتاجن إلى دخول المستشفى خلال هذه الأوقات للمساعدة في إدارة الأعراض والمخاوف المحتملة المتعلقة بالسلامة.
مرض ثنائي القطب وأعراضه خلال الحمل | كيفية السيطرة عليها
فقد تعاني من مجموعة من الأعراض التالية بناءً على حالتها:
نوبات هوس
خلال نوبات الهوس يمكن أن تظهر المرأة الأعراض التالية:
- الشعور بالنشوة أو المزاج المرتفع.
- تضخم الشعور بالذات.
- توارد الأفكار بشكل متسارع ومع ذلك فهي تفتقر إلى الحكمة.
- عدم الحاجة إلى النوم أو الشعور المفرط بالنشاط.
- عدم القدرة على التركيز أو التشتت السريع.
- الانخراط في أنشطة خطيرة أو التي تنطوي على عواقب سلبية.
في الحالات الشديدة من الهوس يمكن أن تعاني المرأة من نوبات من الذهان (الأوهام أو الهلوسة أو الأفكار غير المنظمة والكلام والسلوك غير المتزن).
هوس خفيف
تعتبر هذه النوبات من الهوس أقل حدة وخطورة من نوبات الهوس السابقة، حيث أنها لا تشتمل على الأعراض الذهانية المزعجة. فقد تنطوي فقط على التهيج وزيادة الإنتاجية والتغيرات في عادات النوم والكلام المتسارع والأفكار المبالغ بها.
نوبات الاكتئاب
وهي الأكثر وضوحاً في حالة إصابة المرأة بثنائي القطب. وتتضمن الأعراض التالية:
- الشعور بالحزن والكآبة أو المزاج المنخفض غالبية اليوم.
- امتلاك مشاعر سلبية مثل اليأس أو الإحباط.
- سرعة التهيج أو الانفعال.
- عدم الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة اليومية المعتادة أو المفضلة.
- مواجهة صعوبة في الذاكرة أو التركيز.
- حدوث تغيرات في الشهية وأنماط النوم.
- فقدان الطاقة والدافعية.
- امتلاك أفكار حول الموت أو التفكير في الانتحار.
من المرجح أن يتم تشخيص إصابة النساء بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، ولديهن المزيد من نوبات الاكتئاب مع الحالات المختلطة والتقلبات السريعة.
نوبات من الهوس المختلط
في الحالات المختلطة تعاني المرأة من أعراض كل من الاكتئاب والهوس خلال فترة زمنية قصيرة. وما يميز هذه النوبات:
- الشعور بالقلق.
- الاندفاع أو التسرع المبالغ به.
- التفكير بالانتحار.
- احتمال حدوث أعراض ذهانية.
لكن هل هناك عوامل تساهم في ظهور الأعراض لدى المرأة بالإضافة إلى العوامل والمحفزات المعروفة؟ اكتشف ما يمكن أن يؤثر على النساء ويساهم في إصابتهن بهذا الاضطراب.
محفزات ومخاطر الإصابة بثنائي القطب لدى النساء
من الأسباب المحتملة للإصابة بثنائي القطب بشكل عام العامل الوراثي والأحداث الحياتية المجهدة المستمرة والتعرض لصدمة. لكن في حالة المرأة هناك أسباب أخرى تلعب دوراً أساسياً في تحفيز ظهور أعراض الاضطراب لديها وتشكل خطراً لحدوث أمور أخرى. ومن ضمنها:
- التقلبات الهرمونية: من الطبيعي أن تمر المرأة في تقلبات هرمونية خلال فترة حياتها، حيث أن حدوث الدورة الشهرية والحمل والولادة جميعها عوامل محفزة لظهور تغيرات مزاجية حادة لديها ومستوى طاقتها.
- التأثير الموسمي: تعتبر التقلبات الموسمية ذات تأثير كبير على الحالة المزاجية للمرأة المصابة بثنائي القطب، حيث يلاحظ مدى تأثيرها على النساء بشكل أكبر منه على الرجال. فمثلاً تنتشر نوبات الاكتئاب لديهن في فصلي الشتاء والخريف ويظهرن انخفاض مستويات الطاقة والتغيرات في أنماط نومهن.
- الحالات المصاحبة: أظهرت الدراسات أن النساء المصابات بثاني القطب هن أكثر عرضة للإصابة بحالات أخرى مثل اضطرابات الشخصية أو اضطرابات الأكل أو تعاطي الكحول والمخدرات أو مشكلات الغدة الدرقية أو الصداع النصفي.
- الانتحار: هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الانتحار لدى المرأة المصابة بهذا الاضطراب، ومنها وجود اضطراب في الشخصية أو تعاني من حالات الاضطراب المختلطة أو نقص الدعم الاجتماعي أو تاريخ من الأعراض النفسية خلال حياتها.
تشير التقارير إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص مصابين بثنائي القطب يموت بسبب الانتحار، وأن (20 – 60)% منهم يحاولون الانتحار مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
لا تقلقي، فمن خلال اتباعك للخطة العلاجية المناسبة يمكنك التحكم بأعراضك والاستمتاع بحياة طبيعية قدر الإمكان. تابعي القراءة لتتعرفي على أفضل الخيارات العلاجية المتاحة.
إدارة أعراض ثنائي القطب لدى المرأة
يعتبر اضطراب ثنائي القطب من الحالات النفسية المزمنة التي تحتاج إلى إدارة مدى الحياة. حيث يهدف العلاج إلى استقرار الحالة المزاجية للمريض فقط، وبالتالي التمتع بفترات خالية من حدوث أي من النوبات المزعجة. ويمكن ذلك من خلال خطة علاجية تتضمن:
العلاج الدوائي المتاح لثنائي القطب
لا يقتصر علاج ثنائي القطب على نوع واحد من الأدوية، فقد تحتاج المرأة إلى مجموعة من الادوية مثل:
- مثبتات المزاج: مثل الليثيوم (Lithium) أو لاموتريجين (Lamotrigine).
- مضادات الاكتئاب: ويستخدم لعلاج أعراض الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب. لكن في حالة النوع الأول من هذا الاضطراب فقد تكون مضادات الاكتئاب محفزاً لأعراض الهوس.
- مضادات الذهان: وخاصة غير التقليدية منها للتحكم في الهوس والاكتئاب.
- المهدئات: مثل دواء ديكسميديتوميدين (Dexmedetomidine) حيث يساعد في علاج الانفعالات العاطفية المرتبطة بالاضطراب.
الكثير من هذه الأدوية يمكن أن تسبب تشوهات لدى الجنين، لذلك لا بد من تقييم مدى الفائدة والخطورة قبل البدء في تناول هذه الأدوية.
علاج ثنائي القطب نفسياً
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي CBT من أفضل العلاجات النفسية التي تساعد المرأة المصابة بثنائي القطب في فهم حالتها وتعلم المهارات اللازمة. حيث يساعد هذا النوع من العلاج في التغلب على الأفكار أو السلوكيات غير الصحية.
كما يمكن للعلاج الذي يركز على الأسرة أن يساعد المقربين على فهم الحالة وأعراضها بشكل أكبر وتقديم الدعم المناسب.
يمكن أن يكون العلاج النفسي مع الأدوية وسيلة فعالة لإدارة الاضطراب ثنائي القطب. يمكن أيضاً أن يدعم الأشخاص في الالتزام بنظام دوائي.
كلمة من عرب ثيرابي
عند الإصابة باضطراب ثنائي القطب فإن الرعاية الذاتية تعد من الأمور الغاية في الأهمية للسيطرة والتحكم قدر الإمكان في الأعراض واستقرار الحالة.
لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة تركيز المرأة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث أنها تساعد في:
- إدارة الحالة المزاجية.
- إعادة التوازن لإيقاع الساعة البيولوجية.
- التقليل من التوتر وأعراض الاكتئاب.