ما ستجده في هذا المقال:
يبحث الكثير من الآباء عن معايير محددة يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان الطفل سليم من التوحد أو لا، فعلى الرغم من اختلاف سلوكيات التوحد من طفل إلى آخر، ولكن بعض السمات يمكن تمييزها بوضوح في سن مبكر.
كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد
يعتبر ملاحظة الفروقات البسيطة في النمو التطوري للطفل من الأمور الصعبة والدقيقة في الغاية، حيث يختلف كل طفل عن الآخر، إلا أنه يمكن للوالدين ملاحظة بعض العلامات للتمكن من التأكد من أن الطفل سليم من التوحد، ومن هذه الفروقات:
في عمر 6 شهر
يبدأ الطفل في هذا العمر بالابتسام وإظهار بعض التعبيرات الجميلة، أما طفل التوحد فلا يمكن ملاحظة الابتسامات الكبيرة التي يتميز بها هذا العمر.
عند عمر 9 شهر
في هذه المرحلة العمرية يبدأ الطفل بإصدار الأصوات الناتجة عن ملاحقته لحركة الآخرين، ولكن الأمر لا يحدث في طفل التوحد.
في عمر 12 شهر
بالوقت الذي يلتفت الطفل السليم عند سماعه اسمه نحو مصدر الصوت، فإن الطفل المصاب بالتوحد لن يلتفت لاسمه، بينما يستجيب للأصوات الأخرى.
عند عمر 18 شهر
عندما يتأخر الطفل السليم في الكلام، فإنه يعوض ذلك من خلال الإيماءات وتعابير الوجه في محاولة لتوضيح ما يريده. أما طفل التوحد فلن يحاول تعويض افتقاره للكلام، وفي حال تكلم سيقتصر الكلام لديه على الكلمات الدارجة على مسامعه.
في عمر السنتين
يشارك الطفل السليم المشاعر والتفاعلات مع والديه، كما يمكنه التعبير بجملة من كلمتين، إلا أن طفل التوحد يلجأ إليهما لمساعدته دون إبداء أي مشاعر أو تحفيز للعب معاً، ولا يستطيع تكوين جملة من كلمتين فقط.
الأعراض غالبًا ما تظهر بين (12 – 18) شهرًا ولكن نادرًا ما يتم التشخيص قبل عمر السنتين.
لماذا يتأخر تشخيص الطفل بالتوحد
غالباً لا يفضل الأطباء تشخيص حالة إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد إلا بعد دخول الطفل إلى المدرسة. ويرجع ذلك لأسباب عدة، منها:
- رغبة الطبيب بمعرفة مدى التطور النمائي لدى الطفل، حيث أن الأطفال يختلفون فيما بينهم في تطوير المهارات التي يمتلكونها.
- لا بد من اللجوء إلى طبيب متخصص للتمكن من تشخيص حالة التوحد لدى الطفل، حيث أن الأعراض وشدتها قد تختلف من طفل إلى آخر.
- لا يفضل الأطباء تشخيص حالة الطفل باضطراب مزمن قبل المحاولة في علاج ما يمكن علاجه في فرط الحركة وقلة الانتباه.
- يستغرق تشخيص حالة التوحد لدى الطفل لعدة ساعات متواصلة، لذلك يحاول الوالدين عدم اللجوء للطبيب النفسي والاكتفاء بالطبيب العام.
- قد يصعب التعرف على جميع السلوكيات المرافقة لطيف التوحد، حيث يمكن أن يلاحظ الطبيب سلوك في وقت محدد. بينما يرى الوالدين أكثر من ذلك في البيت.
لا بأس من طلب رأي طبيب آخر أو أكثر من طبيب للتأكد من إصابة طفلك أو سلامته.
نقاط يجب التركيز عليها في الطفل الصغير
تعتبر ملاحظة الوالدين هي الأساس في متابعة حالة الطبيب، حيث أن التركيز المستمر على سلوكيات وتفاعلات الطفل يمكن أن توضح حالة الطفل، ومن هذه الملاحظات نذكر:
المهارات العاطفية والاجتماعية والمعرفية
لا بد من الانتباه إلى نمو مهارات الطفل في الجوانب المتعددة، فقد يشير تأخر الطفل في المهارات العاطفية والاجتماعية والمعرفية على الإصابة بالتوحد.
المعايير الرئيسية للعمر
يمكن لطفل أن يمشي بسن مبكر، وقد يتأخر آخر، ولكن يوجد معايير رئيسية تحكم مدى التأخر في المشي والكلام. لذلك في حال كان الأمر مقلق، فلا بد من مراجعة مختص.
الاكتشاف
من المعروف أن الأطفال في العمر المبكر يكونون في أعلى مستويات النشاط والرغبة بالاكتشاف، إلا أن هذا الأمر لا يمكن ملاحظته في طفل التوحد.
التهيج
قد لا تتمكن الأم من تهدئة طفلها المصاب بالتوحد، سواء من خلال لعبة أو طعام ما، على عكس الطفل الطبيعي.
لفت الانتباه
لا يعير طفل التوحد الآخرين أي انتباه، وفي المقابل فهو لا يحاول لفت انتباههم، على عكس الطفل السليم من التوحد، فغالباً ما يحاول الأطفال لفت انتباه الآخرين بشتى الطرق.
اللعب مع الأطفال
لا يتمكن طفل التوحد اللعب مع الأطفال الآخرين، وقد يتبع أنماط غريبة أو غير معتادة أثناء لعبه.
سمات طفل التوحد
يتميز طفل التوحد بسمات محددة، حيث أن عدم ملاحظتها يساعد في طمأنة الوالدين أن الطفل سليم من التوحد، وتتضح هذه السمات كما يلي:
صعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعي
يجد طفل التوحد صعوبة في التفاعل مع الآخرين بشكل واضح، حيث يمكن ملاحظة:
- لا يمكنه التواصل البصري مع الشخص المقابل وإن كان أحد والديه.
- عدم القدرة على استخدام الكلمات أو الإيماءات في التواصل مع الأشخاص.
- عند حديثه تكون الكلمات مشوشة ومتقطعة أو غير مفهومة.
على الرغم من أن التأخر في النمو لا يشير تلقائيًا إلى الإصابة بالتوحد، إلا أنه قد يشير إلى زيادة مخاطر الإصابة به.
قلة الاهتمامات
في الوقت الذي يرغب الأطفال اكتشاف جميع أنواع الألعاب ويميلون للاهتمام بشتى الأمور التي يقابلونها، فإن طفل التوحد تكون اهتماماته محدودة بشكل كبير، فقد لا يلعب سوى بلعبة واحدة لفترة طويلة.
السلوكيات التكرارية
لا يستطيع طفل التوحد السيطرة على نفسه، حيث أنه يقوم بتكرار بعض السلوكيات بطريقة واضحة، ومن الأمثلة على هذه التكرارات:
- هز الجسم أو رفرفة اليدين.
- الضغط على مفتاح الإضاءة لتشغيلها وإطفائها بشكل متواصل.
- إصدار أصوات محددة.
سمات حسية
قد يعاني طفل التوحد من بعض الاضطرابات الحسية، حيث قد يكون لديه فرط للتحسس أو قلة في التحسس، ومن الأمثلة على ذلك:
- الانزعاج السريع من بعض الأصوات، خاصة الضوضائية منها.
- تناول الأطعمة المتشابهة في القوام، مثلاً قد يعتمد على الشوربة فقط في الطعام.
- البحث عن الأجهزة التي تصدر اهتزازات مثل اهتزازات الغسالة.
- الحاجة إلى ملاحظة وميض الضوء، ويمكنه ذلك من خلال رفرفة يديه أمام عينيه.
الارتباك في تشخيص التوحد
في الوقت الذي قد لا يظهر طفل التوحد جميع السلوكيات المتوقع للإصابة بالتوحد، فإن الطفل السليم من التوحد قد يظهر بعض هذه السلوكيات، مما ينتج عنه ارتباك في التشخيص، لذلك لا بد من اللجوء إلى طبيب متخصص في الأمر للحصول على التشخيص الصحيح.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً ما يشعر الوالدين بالقلق عند معرفة أن طفلهما مصاب بالتوحد، إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن من خلال الانتباه إلى بعض الأمور يمكن تقبل الأمر بشكل أسهل، ومن ضمن هذه الأمور:
- امتلاك الأمر حيث أن العلاجات المتوفرة حالياً تساعد على التقليل من الأعراض.
- تكوين نظام دعم قوي يقدم المساعدة المطلوبة.
- تخصيص الوقت الكافي للشريك.
- البحث عن نقاط القوة التي يمتلكها الطفل.
- العمل على تحقيق الأهداف الصغيرة الخاصة بالطفل.