ما ستجده في هذا المقال:
قد نرى أطفال لا يجدون صعوبة في بقائهم مع الغرباء، في الوقت نفسه نرى أطفال آخرين على العكس تماماً، إذ لا يمكنهم أن ينفصلوا عن والديهم بل لديهم قلق الانفصال، حيث يبدأ هذا الأمر لديهم في سن 8 أشهر ويمتد إلى 3 سنوات، ويبلغ ذروته عند العام والنصف.
ما هو قلق الانفصال
قلق الانفصال (Separation anxiety) هو خوف الأطفال من الابتعاد عن والديهم أو الأشخاص القائمين على رعايتهم. فيبدأوا بالبكاء والتمسك بهم، ومن الجدير بالذكر أن قلق الانفصال هو جزء من نمو الطفل، والذي يعني أن الطفل بدأ يعلم الأشخاص الذين يشعر معهم بالأمان.
أسباب قلق الانفصال
تتعدد الأسباب التي قد يكون لها دور في إصابة الطفل بهذا القلق، ومن هذه الأسباب:
- التاريخ العائلي للأسرة في الإصابة بالقلق أو الاضطرابات، حيث تكون الوراثة قاعدة مهمة يؤخذ بها.
- في حال كان الطفل من الشخصيات الخجولة.
- الرعاية أو الحماية المفرطة من قبل الوالدين للطفل، وقد يعطي عدم الاهتمام أيضاً النتائج نفسها.
- وضع الأسرة المالي أو الاقتصادي المنخفض.
- العلاقات غير الطبيعية بين الوالدين.
- ضغوط الحياة التي تحتم ابتعاد الطفل عن والديه.
- فقدان أحد الوالدين أو غياب أحدهما لفترة طويلة.
يعد قلق الانفصال جزءًا شائعًا من نمو الأطفال بدءًا من عمر 6 أشهر تقريبًا.
أعراض قلق الانفصال
يمكن معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في الانفصال أم لا من خلال ملاحظة مدى تطابق الأعراض التالية عليه:
- التمسك بالوالدين بشدة عند محاولة تركه.
- البكاء الشديد عند الانفصال.
- رفض الاستجابة لأي أمر يترتب عليه الانفصال.
- ظهور أعراض مرض حقيقي مع احتمالية التقيؤ، والشكوى المستمرة من ألم الرأس والمعدة عند توقع الانفصال.
- حصول نوبات من الغضب الشديد.
- رفض الذهاب إلى المدرسة.
- عدم التفاعل بالطريقة الصحيحة مع الأطفال الآخرين.
- رفض النوم المنفرد دون والديه.
- رؤية الكوابيس عند النوم.
- الخوف المستمر من الضياع.
- رفض الابتعاد عن المنزل.
- الإصابة بنوبات هلع متكررة.
تجنب الانتقاد أو التصرف بشكل سلبي بشأن صعوبة طفلك في الانفصال. مثل قول “لا تكن طفلًا”.
التعامل مع قلق الانفصال عند الأطفال الصغار
لا يثير الخوف من الانفصال عند الأطفال القلق الحقيقي، حيث يمكن التعامل معه بطريقة سهلة إذا اتُّبعت خطوات معينة تناسب مع عمر الطفل، وذلك حسب الأماكن المراد ترك الطفل بها كما يلي:
الأماكن غير المألوفة
عند ترك الطفل في مكان غير مألوف وجديد عليه لا بد من مراعاة الأمر والتعامل معه بأساليب تجعله يشعر بالأمان بشكل تدرجي، حيث يمكن اتباع الأساليب التالية:
- البقاء معه لفترة من الوقت قبل المغادرة ليتمكن من الشعور أن المكان مألوف لوجود أحد الأشخاص المألوفين فيه.
- السماح للطفل بإحضار بعض الأشياء الخاصة به من المنزل كلعبة أو بطانية، فهذا الأمر يساعد الطفل على الشعور بالاستقرار والانتماء للمكان.
- إخبار المسؤول في المكان أن الطفل يعاني من قلق الانفصال، ليتمكن من مساعدة الطفل في حال شعر بالقلق.
- ترك الطفل بالتدريج، مع اخباره بالمغادرة لوقت محدد.
- جعل الطفل يشارك في نشاط بدني مثير قبل تركه.
- توديع الطفل مع المحافظة على ابتسامة على الوجه وعدم إبداء التوتر، والتأكد من عدم ترك الطفل يخرج إلى الخارج خلال توديعه.
الأماكن المألوفة
لا بد من التدرج عند ترك الطفل الذي يعاني من قلق الانفصال في الأماكن المألوفة مثل المنزل، وقد تفيد بعض الأساليب في معالجة الأمر، حيث يمكن اتباع الخطوات التالية:
- البدء في ترك الطفل في غرفة أخرى ومع شخص آخر لفترة قصيرة، بعد ذلك يمكن زيادة المدة وجعلها تمتد لفترة أطول.
- يجب تجنب انتقاد الطفل على ما يعانيه من قلق الانفصال.
- قراءة بعض القصص للطفل تتحدث عن الانفصال، حيث سيشعر بأنه ليس الوحيد في هذا الأمر.
- تعزيز الطفل إيجابياً عند نجاحه في أي محاولة لتخطي قلق الانفصال.
متى نلجأ للاستشارة الطبية لقلق الانفصال
معظم الأطفال يتجاوزوا مشكلات الانفصال بعمر لا يتعدى 3 سنوات، ولكن الأمر سيؤثر على تفاعل الطفل الاجتماعي وعلى القيام بالمهام الموكلة لوالديه، لذلك يجب اللجوء إلى الاستشارة الطبية إذا:
- تجاوز عمر الطفل 3 سنوات ولا يزال يعاني من من ذات المشكلة.
- إذا أصبحت فترات البكاء أو التعلق فترات أطول مما سبق.
اضطرابات قد ترافق الخوف من الانفصال
بالإضافة إلى تأثير قلق الانفصال على الحياة اليومية وعلى النشاطات، فإن الطفل قد يعاني من بعض الاضطرابات الأخرى نتيجة لقلق الانفصال، ومن هذه الاضطرابات:
- اضطرابات قلق أخرى مثل نوبات الهلع أو القلق الاجتماعي.
- اضطرابات الوسواس القهري.
- الاكتئاب.
نصيحة عرب ثيرابي
لا يوجد طريقة محددة للوقاية من امتداد الخوف من الانفصال بعد عمر 3 سنوات، ولكن يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن باتباع النصائح التالية يحصل الوالدين على الفائدة المرجوة:
- طلب المشورة الطبية في حال كان الوضع يزداد سوءاً عما كان عليه في مرحلة نمو الطفل، حيث أن التشخيص والمتابعة المبكرة تجدي نفعاً.
- في حال وجود خطة علاجية فلا بد من الالتزام بها بشكل كامل لتجنب حدوث الانتكاسات النفسية.
- محاولة توفير بيئة آمنة أو أكثر استقرار للطفل في غياب الوالدين.