ما ستجده في هذا المقال:
قد يبدو التأكد من قفل الباب عدة مرات أو التأكد من إطفاء موقد النار ذو جانب إيجابي، لكن الانخراط بالسلوكيات القهرية الناتجة عن الوسواس القهري يعد من المشكلات الحقيقية التي يعاني منها الكثيرين وتحتاج إلى علاج للمساعدة في استرجاع السيطرة على الأفكار المتطفلة والسلوكيات المزعجة.
تعرف معنا على خطوات علاج الوسواس القهري بأسلوب التعرض ومنع الاستجابة وما قد تواجهه في هذا العلاج.
كيفية عمل علاج التعرض ومنع الاستجابة في حالات الوسواس
يعد أسلوب التعرض ومنع الاستجابة من أساليب العلاج المعرفي السلوكي الفعالة في علاج حالات الوسواس القهري لدى الأشخاص.
وفيه يتم تعريض المريض لمخاوفه سواء كان ذلك بشكل حقيقي أو عن طريق التخيل، مع التركيز على تغيير طريقة استجابته للمحفز ومن ثم عدم إبدائه للقلق.
يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعليم الشخص كيفية التعامل مع مشاعر الضيق أو الانزعاج. بالإضافة إلى إيجاد طرق جديدة للاستجابة دون الانخراط بالسلوكيات غير المرغوبة.
خطوات علاج الوسواس بالتعرض ومنع الاستجابة
في البداية لا بد أن يفهم المريض أن محاولاته المستمرة لتجنب الأفكار المتطفلة أو المواقف المحفزة لا تساعد في علاج حالته. بل أنها تعد أساليب غير مباشرة في تعزيز الوسواس لديه.
وبدلاً من ذلك، يجب عليه مواجهة أفكاره ومخاوفه من خلال تعلم أساليب فعالة للتعامل معها. حيث يقوم العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة بتوفير ما يلزمه في ذلك، والذي يتم من خلال الخطوات التالية:
التثقيف النفسي
في بداية الجلسات العلاجية لا بد أن يقوم المعالج النفسي بشرح مبدأ عمل هذا الأسلوب العلاجي، وما يجب على المريض توقعه خلال الجلسات. حيث يزيل هذا الشرح أي غموض قد ينتاب المريض حول الخطة العلاجية، كما يساعد في تعزيز الثقة أو الطمأنينة لديه.
فهم مخاوفك وسلوكياتك القهرية
للتمكن من المباشرة في العلاج، يجب أن يقوم المعالج النفسي بشرح المزيد من المعلومات حول الوسواس القهري وما يمكن أن يفاقم الحالة بدلاً من علاجها.
من هنا، يبدأ الانطلاق، حيث يوضح المريض مخاوفه الخاصة والسلوكيات القهرية التي يرغب في التخلص منها. قد يكون غير مدركاً لجميع مخاوفه أو سلوكياته، لكن من خلال التحدث مع المعالج قد تصبح الأمور أكثر وضوحاً وشفافية.
تحتاج إلى التحدث عن الأعراض الجسدية والنفسية التي تلاحظها قبل ممارسة السلوكيات القهرية وبعدها. بالإضافة إلى التحدث عن مخاوفك في حال عدم قدرتك على ممارسة طقوسك المريحة.
ترتيب المخاوف
بشكل متعاون، يقوم المريض والمعالج النفسي بترتيب المحفزات التي تثير المخاوف لديه بشكل هرمي من الأقل تأثيراً إلى الأكثر تأثيراً. وغالباً ما يتم اللجوء إلى ترتيبها بناءً على مقياس (0 – 10) من التحفيز.
في بعض الأحيان، قد يلاحظ المعالج أن مجرد ذلك بعض المحفزات يثير مخاوف المريض بشكل مبالغ به. مما يجعله مؤهلاً بشكل أكبر في ترتيب هذه المحفزات أيضاً.
التسامح مع عدم اليقين
الأساس في ممارسة السلوكيات أو الطقوس القهرية هو شعور المريض بعدم اليقين والتأكد من الأمور. من هنا تأتي أهمية هذا العلاج في زيادة التسامح والتقبل لفكرة عدم القدرة على التحقق من الأمور المخيفة. وبالتالي التخلص من الوسواس القهري.
حيث أن تعريض المريض للمواقف المحفزة بشكل تدريجي ومنعه من إبداء الاستجابة غير المرغوبة يساعد على تقبل فكرة عدم يقينه من الأمور. ومع مرور الوقت والتعرض لمواقف أكثر حدة خلال العلاج، يصبح عدم تحسسه لهذه المواقف تلقائياً.
منع الاستجابة
من الطبيعي أن تكون المشاعر الصعبة في أوجها في بداية العلاج. حيث أن منع الشخص من ممارسة سلوكياته القهرية كاستجابة تلقائية للمحفز يداً أمراً مرهقاً.
من المفيد أن يعطى المريض بعض الوقت ما بين التعرض للمحفز وبين الانخراط بالسلوكيات القهرية. فهذا يتيح له الوقت لاختيار طرق بديلة للتعامل مع المحفز. مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الحد من ردود الفعل القهرية أو القضاء عليها.
مع مرور الوقت، يتعلم المريض كيفية تنفيذ منع الاستجابة عند التعرض للمواقف المحفزة في الحياة الخاصة أو بعيداً عن الجلسات العلاجية.
تعديل السلوكيات القهرية
على الرغم من أن ممارسة السلوكيات القهرية لا يساعد في علاج الوسواس القهري، لكن يمكن اللجوء إلى تعديل هذه السلوكيات لإعطاء المريض شعوراً أقوى بالسيطرة على حالته. فمثلاً إن كان يتأكد من قفل الباب 4 مرات في العادة ليشعر بالراحة. يمكن تعديل هذا السلوك ليصبح فقد 3 مرات في المرحلة المبكرة من العلاج.
مدى فاعلية علاج الوسواس بالتعرض ومنع الاستجابة
يعتبر العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة من أكثر أنواع العلاجات النفسية فاعلية لحالات الوسواس القهري، فقد تم تصميمه خصيصاً لهذه الحالات.
حيث أن من نسبته (50 – 60)% ممن أكملوا الجلسات العلاجية هذه قد وجدوا تحسناً كبيراً وملحوظاً على أعراض الوسواس القهري لديهم. كما تم ملاحظة أن فاعلية هذا الأسلوب أكبر بكثير من فاعلية العلاج بالأدوية النفسية فقط.
يمكن لعلاج التعرض ومنع الاستجابة أن يكون مفيداً للأشخاص الذين لا يبدون استجابة جيدة لمضادات الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين.
ما المدة علاج الوسواس القهري بالتعرض ومنع الاستجابة؟
تستمر الخطة العلاجية لمدة 8 أسابيع في معظم الحالات، بغض النظر ما إذا كانت الجلسات ممتدة أم جلسات أسبوعية لمدة ساعة واحدة. فإن بعض الأشخاص يجدون تحسناً ملحوظاً بعد جلسة علاجية واحدة. بينما يحتاج البعض الآخر إلى عدة جلسات لتظهر النتائج الإيجابية الأولية على أعراضهم.
بغض النظر عن الجدول الزمني، يجب على الأشخاص أن يبذلوا قصارى جهدهم للتحلي بالصبر والبقاء متسقين مع العلاج.
طرق علاجية أخرى للوسواس القهري
على الرغم من أن التعرض ومنع الاستجابة هي الأسلوب العلاجي الأمثل لحالات الوسواس القهري، إلا أن هناك مجموعة أدوية علاجية بديلة يمكن الاعتماد عليها في علاج الأشخاص. مثل:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): أثبتت مضادات الاكتئاب هذه فعاليتها في علاج الوسواس القهري لدى الأشخاص.
- كلوميبرامين (Clomipramine): وهو مضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات. يتم اللجوء إليه في حال كانت مثبطات امتصاص السيروتونين لا تأتي بالنتائج المتوقعة.
يمكن علاج الوسواس القهري من خلال العلاج السلوكي المعرفي أو علاج القبول والالتزام أو علاجاً مزيجاً من هذه الأساليب العلاجية والدوائية.
كلمة من عرب ثيرابي
في حال كنت تعاني من أي نوع من أنواع الوسواس القهري، فغالباً قد لاحظت مدى تأثير حالتك على جميع تفاصيل حياتك. لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة اللجوء إلى المساعدة المتخصصة وطلب العلاج لتفادي تفاقم الحالة. ومن ثم منع التعرض لمضاعفات قد تمنعك من ممارسة حياتك بالشكل الطبيعي.