ما ستجده في هذا المقال:
تعد نوبات الهلع تجربة جسدية وعاطفية شديدة يدخل فيها الجسم في حالة تأهب كامل. ويمكن أن تحدث عند الأطفال حتى في حالة عدم وجود خطر حقيقي، لكن الدماغ عند الطفل يرى شيئًا ما على أنه تهديد. ولكن ما هو سبب نوبات الهلع عند الأطفال؟
سبب نوبات الهلع عند الأطفال
تشمل أبرز أسباب نوبات الهلع عند الأطفال ما يأتي:
العوامل البيئية
من أبرز ما يمكن ذكره ما يأتي:
- قد تزيد العوامل البيئية مثل صدمة الطفولة أو الإساءة العاطفية من تعرض الطفل لنوبات الهلع.
- يمكن لبعض أساليب التربية، مثل التربية الاستبدادية أن تجعل الطفل يشعر بضغط كبير في المنزل أو المدرسة.
- يمكن لهذه العوامل جميعها أن تؤدي إلى تفاقم القلق، والذي قد يتزامن مع نوبات الهلع.
علم الوراثة سبب لنوبات الهلع
قد يكون للمرض النفسي عنصر وراثي، حيث تظهر الأبحاث أن اضطرابات القلق تنتشر في العائلات. الأطفال الذين يعانون من اضطرابات القلق هم أكثر عرضة بنسبة 2-3 مرات لأن يكون أحد الوالدين على الأقل يعاني من اضطراب القلق.
تشير دراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب الهلع هم أكثر عرضة لأن تكون أمهاتهم (ليس الآباء) مصابات باضطراب الهلع.
الرهاب المحدد
يشير الرهاب المحدد إلى مخاوف معينة ومتزايدة.:
- يمكن أن يكون لدى الطفل رهاب من أي شيء، ولكن بعض أنواع الرهاب الشائعة تشمل رؤية العناكب أو الكلاب أو الظلام أو الطيران أو المرتفعات.
- يؤدي الرهاب عادةً إلى سلوك الإبطال، حيث لا يرغب الطفل في تجربة الموقف الذي يخاف منه. ولذلك فإن التعرض المباشر لرهابهم قد يسبب نوبة هلع.
الاضطرابات النفسية سبب لنوبات الهلع
يمكن أن تكون نوبات الهلع أحد أعراض بعض مشكلات الصحة النفسية في مرحلة الطفولة، مثل الاكتئاب وأعراضه أو اضطراب الوسواس القهري (OCD) أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
قد تكون نوبات الهلع أكثر حدة واستمرارًا في أوقات التوتر. وإذا لم يحصل الطفل على الدعم الكافي للصحة النفسية؛ فقد يشعر بمزيد من القلق، مما يجعله أكثر عرضة للخطر.
قد يهمك: تشخيص الحالة النفسية للأطفال (اختبار لتقييم السلوك والمشاعر)
بعض المواد أو الأدوية
قد تكون بعض المواد سبب نوبة الهلع. إذ قد يزيد تناول الكافيين أو النيكوتين أو الكحول أو الأدوية الموصوفة (مثل المنشطات أو الستيرويدات) من القلق. لذلك من المهم أن تأخذ في الاعتبار استهلاك طفلك لهذه المواد عند تقييم معاناته مع نوبات الهلع.
نوبات الهلع هي مشاعر شديدة من القلق والخوف يمكن أن تصل إلى ذروتها في حوالي 10 دقائق ولكنها قد تستمر أيضًا لفترة أطول.
التوتر الحاد سبب لنوبات الهلع
يمكن أن يؤدي التوتر مع العائلة أو الأقران أو المدرسة إلى تفاقم القلق. فإذا كان طفلك لا يعرف كيفية إدارة التوتر بشكل مناسب فقد يكون أكثر عرضة لنوبات الهلع. وإذا كان الحزن الناجم عن الصدمة مرتبطًا بالتوتر، فقد تكون هناك مضاعفات إضافية للصحة النفسية.
تغييرات كبيرة في الحياة
لا يدرك الآباء دائمًا تأثير التحولات بما في ذلك الانتقال إلى منزل جديد، أو بدء المدرسة، أو تجربة رياضة مختلفة، أو بدء البلوغ على الصحة النفسية للطفل.
ضع في اعتبارك أنه حتى التغييرات الإيجابية غالبًا ما تكون مرهقة، خاصة إذا كانت تعطل إحساس طفلك بالأمان أو الروتين الثابت. ولذلك قد ترتبط هذه التغييرات بنوبات الهلع.
يحدث متوسط ظهور الهجمات خلال سن المراهقة أو سنوات البلوغ المبكرة، وليس من الشائع تعرض الأطفال الصغار للهجمات، ولكنها يمكن أن تحدث.
بعد أن تعرفنا على أبرز الأسباب الممكنة التي يمكن أن تنشأ عنها نوبات الهلع عند الأطفال ننتقل إلى الحديث عن أبرز النصائح التي يمكن أن تساعد على دعم الطفل أثناء النوبات.
نصائح لدعم الطفل الذي يعاني من نوبات الهلع
من أبرز ما يمكنك فعله لعدم الطفل الذي يعاني من النوبة ما يأتي:
- كن هادئًا: يجب أن يتحلى أفراد الأسرة بالهدوء والاحتواء ليشعر الطفل بالأمان، وهذا سوف يساعدهم على التعافي بسرعة أكبر.
- علم طفلك استراتيجيات التنفس: ساعد طفلك على إبطاء تنفسه من خلال هذه التمارين. خذ نفسًا بطيئًا لمدة 5 ثوانٍ تقريبًا، ثم أطلق أنفاسك ببطء شديد وثبات واجعل طفلك يقوم بذلك معك.
- انتظر حتى تمر النوبة: اجلس بهدوء مع طفلك حتى تمر نوبة الهلع، وذكّره بإبطاء وتعميق التنفس بانتظام.
- عرف طفلك بالنوبات: تحدث إلى طفلك وعلمه المزيد من المعلومات عن نوبات الهلع. لأن هذا يساعده على معرفة كيفية التعامل معها.
- اصرف انتباهه: افعل شيئًا مع طفلك يتطلب الكثير من التركيز، مثل ألعاب الألغاز أو العد التنازلي من 100 إلى 3.
- جرب مهارة التأقلم: أرشد طفلك إلى ممارسة مهارات اليقظة الذهنية، أو استرخاء العضلات التدريجي.
- اسأله عن مشاعره: أثناء وبعد نوبة الهلع، قد يكون من المفيد أن تسأل طفلك عما يشعر به أو ما الذي يريده.
- تحقق في اليوم التالي: حتى لو بدا طفلك بخير في اليوم التالي فلا تفترض أن كل شيء قد مر. لكن نهاية نوبة الهلع لا تعني نهاية القلق.
قم بوضع خطة لكيفية حصول طفلك على الدعم النفسي في حالة حدوث نوبة الهلع مرة أخرى، سواء في المنزل أو في المدرسة.
إذا استمرت نوبات الهلع أو بدا أن القلق يتفاقم فمن المهم طلب المساعدة المتخصصة. ولكن ما الإجراءات المحتملة في العلاج المتخصص؟
علاج نوبات الهلع عند الأطفال
قد تشمل خيارات العلاج لنوبات الهلع في مرحلة الطفولة ما يلي:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يركز على العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات. ومن خلال تغيير الأفكار المقلقة قد يشعر الأطفال بالتحسن بشكل عام.
- العلاج الأسري: غالبًا ما يوصى بالعلاج الأسري عندما يعاني الطفل من القلق. لذلك سوف يدرس المختصون كيف تلعب الأسرة دورًا في الحفاظ على أنماط القلق أو تعزيزها.
- العلاج باللعب: قد يكون العلاج باللعب مفيدًا للأطفال الصغار الذين يعانون من نوبات الهلع.
- إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR): يوصى باستخدامه إذا تزامنت نوبات الهلع مع مسببات الصدمة.
- العلاج الجماعي: يمكن أن يوفر العلاج الجماعي دعم الأقران للأطفال الذين يعانون من القلق.
قد يكون الدواء مناسبًا لعلاج نوبات الهلع أو الوقاية منها عند الأطفال، ويكون الدواء أكثر فعالية عندما يقترن بالعلاج.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن أن تكون نوبات الهلع مثيرة للقلق. ومع ذلك فإنك كوالد تلعب دورًا أساسيًا في دعم طفلك خلال هذه النوبات:
- اهدف إلى أن تكون رحيمًا ومتفهمًا ومصدقًا بغض النظر عن الموقف.
- إذا استمر القلق في التصاعد أو إذا كان يؤثر على حياة طفلك اليومية فاطلب الدعم من عرب ثيرابي الذي يمكن أن يساعدك على إيجاد طرق فعالة لتجاوز هذه النوبات.