Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هذيان المستشفى

سبب الهذيان عند الذهاب إلى المستشفى

في الكثير من الحالات، يلاحظ إصابة كبير السن بالهذيان ما أن يتم إدخاله إلى المستشفى، إذ يصبح يعاني من أعراض إدراكية مختلفة وتغييرات مفاجئة على سلوكياته واهتماماته، فما هي الأسباب وراء هذا الهذيان وكيف يمكن الوقاية منه؟

 

ما هو هذيان المستشفى؟

هذيان المستشفى (Hospital Delirium) هو الهذيان الذي يعاني منه المريض خاصة كبير السن عند دخوله إلى المستشفى والإقامة في قسم الطوارئ أو وحدة العناية المركزة أو الخضوع لعملية جراحية، فعلى عكس ما كان متوقع فإن هذا الهذيان غير مرتبط بإصابة الشخص بالخرف أو مرض ألزهايمر.

 

سبب الهذيان عند الذهاب إلى المستشفى

على الرغم من عدم وجود سبب محدد لدى غالبية المرضى للهذيان عند الذهاب إلى المستشفى، إلا أن بعض المحفزات قد تساعد في ظهور هذا الذهان لدى البعض، ومن هذه المحفزات:

    • الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
    • الأعراض الانسحابية لعدم تناول الكحول أو المخدرات في المستشفى.
    • الإصابة ببعض أنواع الالتهابات.
    • بعض الحالات الطبية قد تسبب الهذيان.
    • الشعور بالألم.
    • عدم التمكن من النوم.
    • الخضوع للعمليات الجراحية.
    • انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم.
    • انخفاض نسبة السكر في الدم.
    • سوء التغذية أو رفض المريض للطعام.
    • التعرض لصدمة نفسية.

    إلا أن احتمالية التعرض للآثار الجانبية لبعض الأدوية وتأثيرها على النواقل العصبية خاصة الأسيتيل كولين، مما يخل بوظائف الدماغ ويحفز حدوث الهذيان، حيث أن المريض كبير السن الذي يتناول أكثر من 5 أنواع من الأدوية قد يكون أكثر عرضة للهذيان، ومن ضمن هذه الأدوية:

      • المهدئات.
      • الحبوب المنومة.
      • المسكنات المخدرة.
      • أدوية الحساسية.
      • أدوية ضغط الدم.
      • أدوية سلس البول.
      • المضادات الحيوية.

      يسبب عدم التمكن من النوم لعدة أيام متتالية نتيجة المراقبة الطبية الليلية، والتزامن في تناول بعض الأدوية المهدئة إصابة الشخص الطبيعي بالهذيان.

       

      عوامل الخطر لهذيان المستشفى

      يلاحظ الهذيان لدى نصف كبار السن عند ذهابهم إلى المستشفى، إلا أن أي شخص هو عرضة لخوض هذه التجربة في حال توفر بعض العوامل المحفزة، مثل:

        • إصابة الشخص بالخرف أو الباركنسون أو ألزهايمر بشكل مسبق.
        • الخضوع لعملية جراحية.
        • إصابة الشخص بالهذيان في أي وقت ماضٍ.
        • الإصابة بعدة مشكلات صحية في الوقت ذاته.
        • التقدم بالعمر وما يصاحبه من مشكلات صحية مثل مرض السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والسكتات الدماغية السابقة.

        الأشخاص المصابين بالخرف معرضون بشكل أكبر للإصابة بالهذيان.

         

        أعراض هذيان الشخص في المستشفى

        يعتبر الهذيان ارتباك ذهني وتغير مفاجئ على الحالة العقلية للشخص، حيث يعاني من حالات وعي متذبذبة، ينتج عنها:

          • عدم القدرة على التركيز ومروره ببعض الأوقات من الغفلة أو الضياع.
          • حدوث هلاوس متنوعة.
          • مستوى متقلب من الانتباه، حيث قد يكون مفرط اليقظة والانتباه في لحظة وما يلبث إلى أن يصبح مشوشاً بعدها تماماً.
          • عدم القدرة على الاستيقاظ أو صعوبة الاستجابة للبيئة المحيطة به.
          • الشعور بالقلق والاضطراب.
          • عدم منطقية الحديث.
          • فرط النشاط.
          • العدوانية والعبث بالملابس أو الأجهزة الطبية أو الإبر الوريدية.
          • الإصابة بجنون العظمة.
          • صعوبة في ممارسة بعض النشاطات اليومية مثل الأكل والمشي.
          • حدوث تقلبات مزاجية متكررة، وتغييرات على صعيد الشخصية.
          • غناء بعض الأغاني الغريبة.
          • وضع خطط للهروب من المستشفى.

           

          مضاعفات هذيان المستشفى

          في حال حدوث هذيان للمريض خلال فترة ذهابه إلى المستشفى فإن لهذا الأمر بعض النتائج السلبية على صعيد الصحة، منها:

            • غالباً ما تطول فترة إقامته بالمستشفى.
            • تسارع التدهور المعرفي لدى المريض وضعف الذاكرة.
            • زيادة احتمالية وفاته بعد عام من حدوث هذا الهذيان.
            • تقلص حجم الدماغ.

             

            كيف يمكن الوقاية من الهذيان عند الذهاب إلى المستشفى؟

            غالباً ما يرافق كبار السن عند ذهابهم إلى المستشفى أحد أفراد العائلة، ومن خلال تركيز هذا الشخص على بعض النقاط يمكنه التقليل من احتمالية حدوث الهذيان لدى كبير السن، ومن هذه النقاط:

              • التأكد من أنه تم إطلاع الكادر الطبي بجميع أنواع الأدوية التي يتناولها المريض سواء كانت بوصفة طبية أو دونها.
              • جعل المستشفى مكاناً أكثر ألفة، وذلك من خلال أخذ البطانية المفضلة أو كتاب لقراءته للمريض، حيث أن أشياء المريض المفضلة تقلل من حدة قلقه.
              • ملاحظة أي تصرفات غير طبيعية يقوم بها المريض، حيث أن أفراد العائلة هم أكثر قدرة على تقدير هذه الأمور من الكادر الطبي.
              • المحافظة على روتين نوم منتظم للمريض، والتأكد من حصوله على القدر الكافي من النوم للتقليل من التوتر والاضطراب الناتج من عدم النوم.
              • عند الإقامة بالمستشفى، غالباً ما يتم إزالة النظارات أو السماعات أو أطقم الأسنان، مما يجعل المريض أكثر ارتباكاً، لذلك يفضل في هذه الحالة تركها مع المريض.
              • فحص المريض الذي يعاني من مشكلات إدراكية مسبقة بشكل جيد فور وصوله إلى المستشفى وقبل القيام بأي إجراءات طبية، للتمكّن من تقديم الخدمات العلاجية بشكل يضمن عدم تفاقم الحالة الإدراكية لديه.
              • تشجيع المريض على القيام بالنشاطات البدنية والعقلية، حيث يفضل مساعدته على المشي مرتين أو ثلاث مرات يومياً، بالإضافة إلى التحدث معه في بعض المواضيع العامة التي يمكن أن تحفز دماغه أكثر.

              غالباً ما تساعد الأنشطة البدنية المريض في الحفاظ على حالته النفسية، إذ أنها تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وحدة القدرات العقلية، بالإضافة إلى تسريع التعافي البدني والخروج من المستشفى.

               

              كيفية التفريق بين الهذيان والخرف خلال الإقامة في المستشفى

              في كثير من الأحيان، يتم الخلط ما بين الخرف الذي يعاني منه الشخص قبل دخوله إلى المستشفى وما بين الذهان الذي قد يحدث بسبب الإقامة في المستشفى، إلا أنه يمكن التفريق بين الحالتين من خلال:

                • يشير الهذيان إلى حدوث خلل مفاجئ في الجسم يحتاج إلى تدخل واهتمام بأسرع وقت ممكن، حيث يُلاحظ تغير سريع في القدرات العقلية.
                • لا يحدث الخرف بشكل مفاجئ، بل هو الشعور بالارتباك المزمن وفقدان الذاكرة بشكل تدريجي ومستمر.

                 

                كم تستمر هذه الحالة؟

                غالباً ما تلاحظ هذه الحالة في غضون ساعات قليلة بعد التعرض للمحفز أو المسبب داخل المستشفى، وقد يستمر الذهان فترة متفاوتة ما بين عدة ساعات إلى عدة أشهر، إلا أنها تؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد في كثير من الحالات.

                يقدر الخبراء أن حوالي 40% من حالات الهذيان يمكن الوقاية منها.

                 

                علاج الهذيان عند زيارة المستشفى

                بسبب شيوع هذه الحالة خاصة لدى كبار السن، فإن طريقة علاجها تكون معروفة من قبل الطاقم الطبي. حيث يكون العلاج على النحو التالي:

                • تحديد المحفزات التي تسبب هذه الحالة. فمثلاً إن كان الشخص يعاني من التهاب في المسالك البولية (تعد سبباً للحالة) فيجب علاج الأمر واكتشاف أي عامل ممكن أن يساهم في ذلك.
                • المحافظة على ظروف بيئية مناسبة. مع مراعاة الابتعاد عن التغيرات المفاجئة والمتكررة في غرفة المريض، بالإضافة إلى فتح النوافذ للسماح لضوء النهار بالدخول.
                • حماية المريض من التعرض للمخاطر، خاصة أن بعض المرضى عندما يصبحون مشوشين ينعكس ذلك على سلوكياتهم المحفوفة بالمخاطر.
                • اللجوء إلى جرعات بسيطة من مضادات الذهان أو الأدوية المهدئة.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                على الرغم من أن هذه الحالة غير دائمة، إلا أن التعامل بطريقة مناسبة مع المريض يعد أساسياً في تجاوز الأمر. لذلك، ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي مرافق المريض على الانتباه إلى الأمور التالية:

                • محاولة التحدث مع المريض عن الأحداث الأخيرة التي مر بها، وعن سبب وجوده في المستشفى.
                • تشجيع المريض على النظر من النافذة والاستمتاع بالمنظر والطقس.
                • التحلي بالصبر، فقد يصبح الشخص المريض أكثر عدائية وغضباً.

                واعلم أنه من الطبيعي أن تشعر بالخوف والإحباط في هذه الأثناء. لا تتردد في التحدث مع أحد الأخصائيين النفسيين إن طال الأمر ولم تستطيع التعامل مع مشاعرك.