يتفاعل الأشخاص مع الظروف الحياتية القاسية أو المواقف المجهدة بطرق مختلفة حسب الاستعداد النفسي لكل منهم، حيث أن الشخص المتمتع بمناعة نفسية عالية يمكنه البقاء متفائلاً وحيوياً على الرغم من جميع الظروف، فكيف يمكن تعزيز النفس بهذا الشكل؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية.
ما هي المناعة النفسية؟
تشير المناعة النفسية إلى قدرة الشخص على البقاء إيجابياً ومرناً في التعامل مع المواقف الحياتية الصعبة أو عند التعرض للإجهاد، بالإضافة إلى القدرة على التعافي النفسي السريع بعد التعرض للمواقف الصادمة في الحياة، مما يساعد في الحفاظ على العافية النفسية بشكل أكبر.(المرجع 1)
كيفية تعزيز المناعة النفسية
تؤثر طريقة رؤيتنا للمواقف الصعبة على أسلوب التعامل معها، حيث يمكن أن نراها أكثر صعوبة مما هي عليه، إلا أن مناعة الشخص النفسية تلعب دوراً أساسياً في جعل الأمور أكثر تحملاً، ويمكن تعزيز هذه المناعة النفسية من خلال:
إعادة النظر إلى الموقف السلبي
غالباً ما نحكم على المواقف السلبية من اللحظات الأولى بأنها سلبية، إلا أن إعادة النظر فيها مرة أخرى قد يتيح للشخص:(المرجع 1) (المرجع 4)
- اكتشاف بعض الأمور المشرقة أو الإيجابية في الموقف، والتمكن من الاستفادة منه.
- التقليل من التأثيرات النفسية السلبية للأحداث، وبالتالي القدرة على التعامل مع الموقف بطرق أفضل.
زيادة الوعي الذاتي
يساعد الوعي الذاتي الشخص على التعرف بشكل أكبر لما يدور بداخله والطريقة التي يتعامل بها مع الأحداث مما يتيح للشخص إعطاء الأمور حجمها الصحيح، وبالتالي الحد من القلق والتوتر المرافق للموقف، ويمكن زيادة الوعي الذاتي من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)
- اليقظة الذهنية والسماح للأفكار السلبية بالمرور دون إصدار أحكام أو أهمية لها.
- التأمل.
- التنفس العميق خلال الموقف السلبي.
ممارسة الهوايات
يوفر قضاء المزيد من الوقت في ممارسة الأنشطة المفضلة تحسين الحالة المزاجية، بالإضافة إلى الشعور بالإنجاز مما يزيد من مناعة الشخص النفسية.(المرجع 1) (المرجع 4)
المرونة النفسية
من خلال المرونة النفسية يتمكن الشخص الحصول على الكثير من الفوائد التي تصب في نهاية الأمر بخانة المناعة النفسية، ومن هذه الفوائد:(المرجع 1) (المرجع 3)
- القدرة على التعامل مع الظروف الصعبة.
- التعافي السريع من المشاعر السلبية.
- القدرة على وضع الأهداف الواقعية.
- التعلم من الأخطاء.
الاعتراف بالمشاعر
يعد عدم الاعتراف بالمشاعر السلبية من أكثر الأمور التي تساعد في نموها داخلنا، لذلك يفضل تفريغ هذه المشاعر بأي طريقة كانت، مما يشعر الشخص بالانتعاش والسعادة من جديد.(المرجع 2)
تحديد وقت للقلق
لا تسمح لنا الأمور الحياتية بالبقاء سعيدين في جميع الأوقات، حيث أن القلق أو التوتر من الأمور الحتمية، إلا أن زيادة القلق قد يتحول في النهاية إلى اضطراباً نفسياً يحتاج إلى المعالجة، لذلك لا بد من:(المرجع 2)
- تحديد وقت محدد في اليوم لا يتعدى 10 دقائق للتفكير بالأمور المقلقة.
- عدم السماح للنفس بالتفكير بهذه الأمور خارج إطار المدة المحددة.
التفريق بين الشخصية والحالات المزاجية
قد يحكم الشخص على ذاته بسبب حالة مزاجية تنتابه أثناء المرور بموقف مجهد، إلا أن تذكير النفس بأنها مجرد حالة مزاجية وتمضي يساعد في التقليل من التأثير السلبي على الصحة النفسية.(المرجع 2)
التمارين الرياضية
غالباً ما يكون من الصعب البدء بالنشاط البدني عندما نكون بحالة مزاجية سيئة، لذلك ينصح بممارسة الرياضة خلال الفترة المزاجية الجيدة للتمكن من الاستمرار في الأوقات العصيبة، فقد ثبت أن للرياضة التأثير الكبير في تحسين الحالة المزاجية على الأمد القصيرة والطويل على حد سواء.(المرجع 2) (المرجع 6)
التقليل من التحفيز الدماغي
يبقى الدماغ في حالة عمل سواء كان ذلك في حالة الاستيقاظ أو النوم، لذلك لا بد من إعطائه فترة راحة دون التفكير بأي من الأمور الحياتية، حيث يمكن في هذه الأثناء:(المرجع 2)
- سماع الموسيقى.
- قراءة كتاب شيق.
- الاسترخاء تحت المياه الساخنة.
الحد من مواقع التواصل الاجتماعي
تزيد مواقع التواصل الاجتماعي من المقارنات لدى الشخص، والتي لها دوراً سلبياً واضحاً على المناعة النفسية.(المرجع 2)
الابتعاد عن العلاقات السامة
على الرغم من ضرورة العلاقات الاجتماعية وإحاطة الشخص بالمقربين، إلا أن البعض يكون تأثيره ساماً ومضراً بشكل كبير، لذلك يجب الابتعاد عنهم.(المرجع 2)
التعاطف مع الذات
يجب أن يتعاطف الشخص مع ذاته بالطريقة ذاتها التي يتعاطف بها مع الآخرين، مما يساعد في تعزيز المناعة النفسية لديه.(المرجع 2) (المرجع 6)
التقليل من سماع الأخبار
إن الاستماع الدائم للأخبار العالمية أو اطلاع على أحدث الأمور العالمية من كوارث وأوبئة وحروب تؤثر على طريقة تعاملنا مع الأمور، لذلك لا بد من البقاء متيقظاً لكمية الأخبار التي نحصل عليها مما يقلل من تأثرنا سلباً بها.(المرجع 3)
فواصل الراحة
يساعد الحصول على فواصل زمنية للشعور بالراحة أو القيام بتحريك الجسم خلال ممارسة المهام الصعبة أو الأعمال اليومية على زيادة المرونة والمناعة النفسية.(المرجع 3)
وضع الحدود الشخصية
للمحافظة على الطاقة النفسية لدى الشخص، لا بد من وضع الحدود الشخصية والالتزام بها قدر الإمكان، ومعرفة متى يقول لا لوقف استنزافه النفسي.(المرجع 4)
مهارات حل المشكلات
لتجاوز الصعاب والمشكلات التي يواجهها الشخص يجب تعلم مهارات حل المشكلات بطرق تضمن المحافظة على الصحة النفسية.(المرجع 5)
تعزيز التفاؤل
يجب على الشخص المحافظة على تفاؤله ونظرته الإيجابية للأمور مهما صادف من تحديات، الأمر الذي يساعده على مواجهتها بتكيف أفضل.(المرجع 5)
نصيحة عرب ثيرابي لزيادة المناعة النفسية
بالإضافة إلى النقاط السابق، لا بد من التركيز على بعض النقاط الأساسية والتي لها دور مهم في التأثير على الصحة النفسية، وبالتالي تعزيز هذا النوع من المناعة لدى الشخص، حيث أننا في عرب ثيرابي ننصح بما يلي:
تكوين قاعدة اجتماعية
من خلال العلاقات الاجتماعية التي يكونها الشخص والتحدث مع الأشخاص عند الأمور التي يواجهها يستطيع الحصول على منظور آخر للمواقف، بالإضافة إلى أنه يساعد في:
- التخفيف من المشاعر المكبوتة والتي قد يعاني منه الشخص.
- الابتعاد عن العزلة والوحدة.
طلب الدعم النفسي
في الكثير من الأحيان لا يستطيع الشخص التعامل مع الضغوطات الحياتية لعدم امتلاكه مهارات التأقلم الصحيحة، ومن خلال الجلسات النفسية يمكن للشخص تعلم المزيد من هذه المهارات.
الأعمال التطوعية
تساعد المشاركة في الأعمال التطوعية ومساعدة الآخرين في زيادة المشاعر الإيجابية عن الذات لدى الشخص، وبالتالي زيادة المناعة النفسية.