ما ستجده في هذا المقال:
تحدث نوبات الهلع الليلية خلال فترة النوم لدى الشخص، إذ أن الأعراض التي ترافقها تسبب في استيقاظه في حالة من القلق والذعر غير المسيطر عليه.
فلا ينحصر الأمر على الخوف أو الذعر، بل يتجاوز ذلك ليشعر الشخص بمجموعة من الأعراض الجسدية التي تجعله يفكر بأنه شارف على الهلاك.
إن كان أحد المقربين منك يعاني من هذه الحالة، فتعرف معنا على الأعراض التي يجربها في هذه الأثناء وأخبره على طرق التخلص منها.
ما هي أعراض نوبات الهلع عند النوم؟
لن تختلف أعراض نوبات الهلع التي تحدث أثناء النوم أو في الليل عن تلك النهارية، ومع ذلك فإن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نوبات ليلية أكثر عرضة لتجربة أعراض نفسية أكثر خطورة.
فمن الأعراض التي ترافق نوبات الهلع الليلية ما يلي:
- الشعور بألم صدر.
- القشعريرة أو حدوث الهبات الساخنة.
- الشعور الشديد بالرعب والخوف والقلق.
- الشعور بالغثيان أو الدوار أو آلام البطن أو الإغماء.
- الشعور بالاختناق.
- الغربة عن الواقع أو تبدد الشخصية.
- ضيق في التنفس.
- التعرق المفرط.
- تسارع ضربات القلب.
- الشعور بوخز أو تنميل أو حرقان في أصابع اليدين أو القدمين.
- الارتجاف.
- الخوف من فقدان السيطرة أو الموت.
عادة ما تصل أعراض نوبة الهلع الليلية إلى ذروتها في أقل من 10 دقائق ثم تهدأ. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعودة إلى النوم.
كيفية إدارة أعراض نوبات الهلع عند النوم
في حال استمرار الاستيقاظ من النوم على أعراض نوبات الهلع، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيب نفسي للحصول على المساعدة اللازمة والتمكن من إدارة الحالة بشكل ملائم.
فغالباً ما يقوم الطبيب المعالج بوضع خطة علاجية قد تشتمل على:
العلاج الدوائي
هناك الكثير من الأدوية التي يمكن للطبيب الاعتماد عليها في التحكم بالأعراض التي يعاني منها الشخص. ومن هذه الأدوية:
- مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق: تعمل هذه الأدوية على الحد من تكرار وشدة نوبات الهلع. وفي بعض الأحيان قد تختفي نوبات الهلع بشكل كامل. لكن يحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت قد يصل إلى (6 – 8) أسابيع حتى حتى يلاحظ التحسن التام.
- البنزوديازيبينات: تعمل هذه الأدوية على تقليل الأعراض الشديدة بسرعة. لكن لها تبعيات غير مرغوبة، حيث أنها تسبب الاعتياد، وتصبح الجرعات الموصوفة بلا فائدة خاصة عن الاستخدام المتكرر. ومن الأمثلة عليها ألبرازولام (Alprazolam) وكلونازيبام (Clonazepam).
- حاصرات بيتا: مثل بروبرانولول (Propranolol)، تساعد هذه الأدوية على الحد من الأعراض الجسدية لنوبة الهلع.
غالباً ما يتم وصف أدوية حاصرات بيتا لاستخدامها عندما يشعر الشخص بقرب حدوث نوبة الهلع.
العلاج النفسي
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي (CBT) يعد من أكثر العلاج النفسية شيوعاً، حيث أنه يعالج الكثير من الاضطرابات النفسية. وغالباً ما يكون فعّال بشكل استثنائي لعلاج نوبات الهلع، فهو يساعد الشخص على التعرف على أنماط تفكيره التي تساهم في تفاقم أعراض النوبات.
كما يمكن لهذا العلاج أن تساعد الشخص في التعرف على محفزات الحالة لديه وتحسين طرق الاستجابة التي يبديها. ليتوصل في النهاية إلى القضاء على هذه النوبات وتوقفها بشكل تام.
بالإضافة إلى ذلك هنا علاج معرفي سلوكي موجه لحالات الأرق التي قد تنتج عن حدوث نوبات الهلع الليلية. لذلك لا تتردد في سؤال الأخصائي النفسي عنها.
قد يهمك: اختبار القلق (اعرف نسبة قلقك مباشرةً)
ما هي مضاعفات عدم علاج أعراض نوبات الهلع عند النوم؟
لن يتوقف الأمر عند عدم القدرة على الحصول على الكمية الكافية من النوم الليلي عند حدوث أعراض نوبات الهلع أو تأخر الذهاب إلى السرير أو الأرق، بل الأمر له انعكاسات أخرى أكثر شدة. حيث أن عدم علاج هذه النوبات قد يؤدي إلى:
- زيادة مستويات التوتر والانفعال: بعد قضاء ليلة مع أعراض نوبات الهلع، قد يصبح الشخص في اليوم التالي أكثر توتراً وأسرع انزعاجاً عند مصادفته لأي موقف بسيط.
- حدوث نوبات هلع أثناء النهار: غالباً ما تؤدي هذه النوبات الليلية غير المعالجة إلى تطور في الحالة. حيث أن من يعاني من هذه المشكلة أكثر عرضة لتجربتها خلال فترات النهار أيضاً.
- تدني الأداء في الحياة اليومية: بسبب عدم الحصول على النوم الكافي في الليل، فإن قدرة الشخص على التركيز والتذكر والانتباه تتراجع إلى مستويات منخفضة. الأمر الذي يظهر بوضوح على مدى إنتاجيته وقدرته على أداء المهام الموكلة إليه بغض النظر عن نوعها.
- تغيرات حادة في الجسم: هناك الكثير من التغيرات التي تنتج عن الشعور بالتوتر والقلق المرافقة لنوبات الهلع. حيث أن ذلك يؤثر على شهيته وبالتالي زيادة وزنه. كما يواجه الشخص ضبابية غير مسبوقة في الدماغ وتأثيرات سلبية على الجسم بسبب التعب المفرط. بالإضافة إلى ذلك يرتبط الأرق وقلة النوم بالإصابة بالاكتئاب بشكل أو بآخر.
نوبات الهلع الليلية هي أكثر من مجرد نوم سيئ في الليل، بل يمكن أن تؤثر هذه النوبات على حياتك اليومية بعدة طرق.
هل يمكنك منع الشعور بأعراض نوبات الهلع عند النوم؟
قد يكون من الصعب منع حدوث نوبات الهلع المرافقة للنوم، لكن يمكن التقليل منها ومن الأعراض التي تصاحبها من خلال بعض الخطوات والإجراءات. فمثلاً يمكنك تجربة:
- اتبع نظاماً حياتياً صحياً، من تناول طعام متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
- تعلم أساليب صحية لإدارة التوتر، مثل التأمل أو التنفس العميق أو الاتصال بصديق.
- تعرف على أعراض نوبة الهلع، فعند الاستيقاظ بهذه الأعراض ليلاً قم بتذكير نفسك بأنها مصاحبة لنوبة الهلع. فذلك يساعدك في تقليل الخوف ويعيد السيطرة على الأمور.
- ابقي بعض الإضاءات الليلية، حيث أن الظلام الدامس في بعض الأحيان قد يؤدي إلى زيادة الذعر.
- احتفظ بأشياء مريحة في مكان قريب، مثل بطانية مريحة أو كرة التوتر المطاطية أو حتى رائحة مهدئة. هذه يمكن أن توفر الشعور بالأمان والراحة.
- قم بتدوين ما يدور في ذهنك من مخاوف وأفكار ومشاعر قبل الذهاب إلى النوم مباشرة. حيث أن هذا الأمر يساعدك في تهدئة وتصفية دماغك والتقليل من القلق. قد يكون من المفيد في بعض الأحيان تدوين ما تشعر به عند الاستيقاظ على نوبة هلع.
هناك الكثير من الأعشاب أو الزيوت العطرية التي من شأنها أن تقلل الشعور بالتوتر والقلق. حاول أن تبقيها في متناول اليد في هذه الحالة.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً ما يشعر الشخص الذي يعاني من حدوث نوبات الهلع الليلية بهذه الأعراض والتي تؤثر على تفاصيل يومه التالي. إلا أن الأمر قد يكون له تبعياته لدى الشريك أو أي شخص يشاركه غرفة النوم. مما ينتج عنه الاستيقاظ ليلاً بشكل مفاجئ وتأثر اليوم التالي بسبب ذلك.
هذا بالإضافة إلى أن رؤية شخص يعاني من هذه الحالة قد يسبب الشعور بالحزن والتألم النفسي، لذلك إن كنت تشعر أنك بحاجة للحديث مع أحد الأخصائيين النفسيين عن ذلك، فلا تتردد حيث أننا في عرب ثيرابي يمكننا تقديم الدعم والمساعدة اللازمتين.