يعاني حوالي 4% من الأشخاص من الهيموفوبيا أو فوبيا الدم، ففي الوقت الذي قد لا يكترث الكثير من الأشخاص لبقع الدم، فإن ما نسبته 80% من المصابين بالهيموفوبيا معرضين لخطر الإغماء فور رؤيتهم لقطرة واحدة من الدم. (المرجع 1)
ما هي الهيموفوبيا
الهيموفوبيا (Hemophobia) أو فوبيا الدم هي الخوف الشديد من رؤية الدم أو التواجد في مكان يوجد فيه دم، سواء كان دم سائل أو جرح أو صورة أو حتى الوخز بالإبرة، ويشمل دم الشخص نفسه أو دم شخص آخر أو دم حيوان.(المرجع 1)
أسباب الهيموفوبيا
على الرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي وراء الإصابة بالهيموفوبيا، إلا أن الإحتمالات التالية وارده، فقد يكون السبب:
- تعرض الشخص لتجربة سابقة في طفولته أو في سن المراهقة، مما انعكس عليه مباشرة بشكل سلبي.
- سماع تجربة سيئة لشخص آخر مما أثر عليه وجعله يكون ردة الفعل المتطرفة هذه.(المرجع 1)
أعراض الهيموفوبيا
تتنوع الأعراض المصاحبة للهيموفوبيا، إذ يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين تندرج تحتهما أعراض مختلفة، وهذه الأعراض هي:(المرجع 1)(المرجع 3)
أعراض الهيموفوبيا الجسدية
تشمل الأعراض الجسدية المصاحبة للهيموفوبيا مجموعة متنوعة في الشدة، منها:
- صعوبة بالتنفس.
- الإحساس بالإغماء.
- تعرق الجسم.
- تسارع ضربات القلب، ثم يتبعه انخفاض في النبضات وانخفاض في ضغط الدم، الأمر الذي يشكل خطر حقيقي على الصحة.
- الشعور بألم في الصدر.
- الشعور بالدوخة والغثيان.
- اضطراب الجهاز الهضمي وألم في البطن.
- الارتعاش أو الرجفان.
أعراض الهيموفوبيا النفسية
أما الأعراض النفسية للهيموفوبيا فهي واضحة ويمكن ملاحظتها بسهولة، ونذكر منها ما يلي:
- الإحساس بالذعر والقلق.
- رغبة في الهروب من الموقف بأسرع وقت.
- الإحساس بـالارتباك والتشويش وعدم وضوح الموقف.
- الشعور بالاشمئزاز.
- الإصابة بنوبات الهلع.
- يقوم الأطفال بالبكاء والإلتصاق بذويهم وعدم الحركة أو الإختباء.
علاج الهيموفوبيا
تشمل الخطة العلاجية للهيموفوبيا جوانب مختلفة، يمكن تقديمها كاملة للمريض أو قد يكتفي المعالج بجزئية معينة، جوانب العلاج هي:
العلاج النفسي للهيموفوبيا
حيث يمكن للمعالج النفسي اختيار الأسلوب الأنسب مع المريض من ضمن عدة أساليب، هي:(المرجع 1)(المرجع 2)
- العلاج السلوكي المعرفي: وفيه يتم التحديد مع المريض الأسباب الكامنة وراء خوفه من الدم، وتعليمه طرقاً لمواجهة خوفه، وتنظيم الإنفعال وتغيير ردود الأفعال غير العقلانية إلى أفعال أكثر واقعية ومنطقية.
- العلاج بالتعرض: حيث يقوم المعالج بتعريض المريض للدماء بشكل مباشر أو تدريجي تحت ظروف آمنة ومحكمة ليتمكن من السيطرة على انفعاله وتوجيهه إلى ردود الفعل الملائمة.
- علاج التوتر التطبيقي: وخلال هذا العلاج يقوم المريض بتوجيه توتره إلى عضلات أرجله وذراعيه وبطنه، للوقاية من الإغماء.
- العلاج بالاسترخاء: تساعد تمارين التنفس واليوغا وتمارين التخيل على الشعور بالاسترخاء والتقليل من الأعراض المصاحبة للهيموفوبيا.
العلاج الدوائي للهيموفوبيا
قد يتطلب الأمر اللجوء إلى أدوية مضادة للاكتئاب والقلق للتقليل من الأعراض والتحكم بالقلق والرعب الناتج من الهيموفوبيا، وبذلك يتمكن المريض من إكمال خطته في العلاج النفسي على أتم وجه.(المرجع 3)
عوامل الخطر في الهيموفوبيا
قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالهيموفوبيا من أشخاص آخرين، إذ أن وجود عوامل معينة تعزز ظهور الهيموفوبيا لديهم، وهؤلاء الأشخاص هم:(المرجع 1)(المرجع 2)
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى مثل اضطرابات الهلع أو نوع آخر من أنواع الفوبيا معرضين بشكل أكبر للإصابة بالهيموفوبيا من الأشخاص الذين لا يشكون من أية الاضطرابات.
- الأشخاص الذين ينتمون إلى عائلات يوجد فيها مصابين بالهيموفوبيا، تكون إحتمالية إصابة شخص آخر من العائلة أكبر، حيث يلعب العامل الوراثي دور في الإصابة.(المرجع 4)
- يمكن أن يتكون لدى الأطفال الخوف من الدم كسلوك مكتسب من ذويهم وتقليداً لهم أيضاً.(المرجع 4)
- الأشخاص الذين عايشوا في سن مبكر تجربة سيئة تتعلق بالدم، تشكل تجربتهم حافز قوي للإصابة بالهيموفوبيا.
- الأشخاص الذين يتسمون بسمات شخصية معينة مثل العصبية والضيق السريع قد يكونوا عرضة للإصابة بالهيموفوبيا.
- تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالهيموفوبيا من الرجال، بالإضافة إلى ظهور الأعراض في مرحلة مبكرة بين (7 -16) عام.(المرجع 4)
الآثار السلبية للإصابة بالهيموفوبيا
يحاول المصاب بالهيموفوبيا تجنب جميع المواقف التي قد تشكل قلقاً له، الأمر الذي يؤدي إلى تجنبه الكثير من المواقف الحياتية، مما يؤثر ذلك على أصعدة عديدة في حياة الشخص المصاب، منها:(المرجع 1)(المرجع 3)
- الصعيد الصحي: حيث بتجنب الذهاب لتلقي الكثير من العلاجات الطبية مثل علاجات الأسنان أو القيام بالفحوصات الطبية اللازمة، الأمر الذي يشكل خطراً على حياته، وبالتالي عدم تمتعه بالحالة الصحية السليمة.
- الصعيد الاجتماعي: إذ ينعكس ذلك على حياته اليومية فتقل نشاطاته العائلية، بالإضافة لعدم تمكنه من تحمل المسؤوليات المنصبة عليه بشكل كامل في حال حدوث حوادث والإصابات في المنزل.