ما ستجده في هذا المقال:
يعد العمل المرن من الأمور التي يفضلها معظم الموظفين، وقد أصبح شائعًا جدًا في السنوات الأخيرة خاصة بعد ظهور فيروس كورونا. وظل هذا النظام شائعًا في أماكن العمل المختلفة وذلك لفوائده المتعددة التي سنتعرف عليها في ثنايا المقال.
مفهوم العمل المرن
يشير العمل المرن إلى ترتيب متفق عليه بين أصحاب العمل والموظفين، وهو يوفر للعمال حرية اختيار مكان وزمان وكيفية عملهم. وتوجد أشكال مختلفة من العمل المرن، بما في ذلك:
- العمل بدوام جزئي: يحدث هذا عندما تكون ساعات عمل الموظف أقل من عقد الشركة والدوام الكامل المتفق عليه.
- مرونة الوقت: يتيح ذلك درجة من المرونة فيما يتعلق بموعد بدء يوم عمل الموظفين وانتهائه.
- ساعات عمل أكثر بفترة أقصر: عندما يعمل شخص ما ساعات بدوام كامل خلال فترة أقصر، على سبيل المثال، العمل لوقت أطول لمدة أربعة أيام ليصبح الأسبوع أربعة أيام.
- العمل عن بعد: حيث يعمل الموظفون من المنزل، أو من موقع مختلف مثل المقهى، أو من أي مكان آخر.
- تقاسم الوظيفة: عندما يتشارك شخصان أو أكثر في الوظيفة المطلوبة.
- الساعات السنوية: يركز هذا الترتيب على إجمالي ساعات العمل على مدار عام بدلًا من جدول زمني محدد. ويمكن للموظفين تغيير ساعات عملهم بناء على تقلبات ضعوطات العمل.
- إجازة غير محدودة: توفر هذه السياسة للموظفين المرونة في أخذ إجازة حسب الحاجة، دون الحاجة إلى تتبع الأيام أو الساعات الفردية.
- التقاعد المرحلي: يسمح هذا الترتيب للموظفين الأكبر سنًا بتقليل ساعات عملهم أو مسؤولياتهم تدريجيًا قبل التقاعد الكامل.
- العمل الهجين: يجمع هذا النموذج بين العمل عن بعد والعمل داخل المكتب، مما يسمح للموظفين بتقسيم وقتهم بين الاثنين.
إذا كنت تفكر في إدخال العمل المرن إلى عملك فستحتاج إلى تقييم ما إذا كان بإمكان الشركة دعمها، ثم وضع إرشادات وسياسات لضمان المساواة.
يمكن للشركات الاستفادة من العمل المرن بطرق مباشرة وغير مباشرة. ويتيح العمل المرن للموظفين درجة أكبر من المرونة خلال ساعات عملهم. ولذلك له العديد من الفوائد تابعها في الفقرة التالية.
فوائد العمل المرن
تشمل أبرز الفوائد ما يأتي:
يقلل من التوتر والإرهاق
يعاني العاملون بشكل عام من مشاكل الصحة النفسية مثل التوتر أو الاكتئاب أو القلق. وكلها ناجمة (أو تفاقمت) بسبب عملهم. وهذا يجعل العمل المرن أو العمل عن بعد أمرًا بالغ الأهمية لرفاهية الموظف ثم تخفيف القلق والتوتر.
يعزز التوازن الصحي بين العمل والحياة
يعد إدخال استراتيجيات العمل المرنة طريقة ممتازة للمساعدة في تعزيز التوازن الصحي بين العمل والحياة لدى الموظفين. ويتيح العمل عن بعد للموظفين الابتعاد عن العمل أو الاستمتاع بمزيد من الوقت مع العائلة، وبالتالي التقليل من التوتر وعدم الرضا والإرهاق.
رضا وظيفي أفضل
تشمل فوائد العمل عن بعد أيضًا تحسين الرضا المهني للموظفين. ويؤدي تحسين الرضا الوظيفي للموظفين ورفاهيتهم إلى فوائد تجارية غير مباشرة. تشير الدراسات إلى أن العمال المرنين أكثر سعادة والتزامًا وأكثر عرضة لبذل جهد من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.
تعد مرونة العمل حقًا قانونيًا لبعض الموظفين. ومع ذلك يمكن لأي شخص طلب ترتيبات عمل مرنة من مدير العمل.
العمل المرن يجذب أفضل المواهب
تشمل فوائد العمل عن بعد أيضًا اكتساب المواهب. إذ يتفق 73% من أصحاب العمل على أن العمل المرن ضروري للاحتفاظ بالموظفين الموهوبين وجذبهم، حيث يشعر الموظفون بالرضا بشكل عام.
فوائد أخرى للعمل المرن
تشمل أبرز الفوائد الأخرى:
- من خلال تمكين الموظفين من العمل من أي مكان، يمكن فتح طرق جديدة للعمل وزيادة الإنتاجية وتحسين رضا الموظفين وتوفير تكاليف المكتب.
- يمكن أن يكون العمل من المنزل أو العمل لساعات أقل أو استخدام الوقت المرن مفيدًا للغاية مع النساء والظروف الصحية الطويلة.
- يمكن أن يؤدي العمل المرن إلى تقليل معدلات الغياب لأنه يمكن أن يسمح للموظفين بموازنة عبء عملهم بشكل أفضل مع الإعاقة والصحة النفسية والظروف الصحية طويلة المدى.
يمكن للشركات تحسين مواردها وتوفير النفقات العامة، ويمكن للموظفين توفير تكاليف التنقل في العمل المرن.
وجدت دراسة أن العمال المرنين لديهم زيادة بنسبة 30٪ في الإنتاجية، وهذا يدل أن زيادة الإنتاجية من أبرز فوائد العمل المرن. فما العلاقة بينهما؟
تأثير العمل المرن على الإنجاز
يمكن فهم هذا التأثير من خلال النقاط التالية:
الاستقلالية
من أبرز ما يمكن ذكره ما يأتي:
- يكتسب الموظفون عندما يتمتعون بحرية اختيار كيف ومتى وأين يعملون إحساسًا بالاستقلالية.
- يعني هذا أن لديهم سيطرة أكبر على عملهم وأنهم أكثر تحفيزًا ليكونوا منتجين.
- تمنح المرونة الأشخاص خيار التغلب على الالتزامات الشخصية مما يجعلهم أكثر سعادة وهذا سيدفعهم إلى بذل جهد إضافي عند أداء مهامهم ثم زيادة إنتاجيتهم.
الثقة والمسؤولية
لا يمكن أن توجد خيارات عمل مرنة بدون الثقة والمسؤولية:
- من خلال السماح للموظفين باختيار ترتيبات العمل الخاصة بهم فإن الشركة تظهر أنها تثق بهم في إدارة وقتهم وإكمال مهامهم أو مشاريعهم بنجاح.
- سيشجع هذا على إعادة ثقة الموظف بالشركة وبالتالي الشعور بالارتباط العميق بها ثم العمل على تحقيق مهمتها.
- يتطلب هذا الأمر مستوى كبيرًا من المسؤولية لتنظيم المهام والتحكم في عمل الفرد، وهذا يعني أن القوى العاملة ستعرف أن الشركة تعتبرها مسؤولة بما فيه الكفاية.
رفاهية الموظف
إن امتلاك القدرة على تخصيص وقت شخصي عند الحاجة إليه إليه يُحدث فرقًا كبيرًا في كيفية التعامل مع المسؤوليات، بما في ذلك العمل:
- بما أن ترتيبات العمل المرنة تمنح الموظفين مزيدًا من التحكم فإنها تقلل من مستويات التوتر والإرهاق النفسي.
- سيركز الموظفون بدون التنقل وحركة المرور وأمور العمل غير المريحة بشكل أفضل وسيحصلون على تجربة عمل أكثر إيجابية.
- سيتمتع الموظفون أيضًا بمزيد من الوقت لأنفسهم حيث يمكنهم ترك أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم لمدة ساعة أو ساعتين والاستمتاع بأنشطة مثل ممارسة التمارين والهوايات أو التسوق أو قضاء الوقت مع أحبائهم.
- يمكنهم العودة بعد إلى العمل ومواصلة مهامهم. وهذا التوازن يمكن أن يزيد من الإنتاجية في العمل.
قد تكون هناك حاجة إلى التكنولوجيا من أجل العمل عن بعد؛ ستحتاج إلى القدرة على التواصل الفعال مع الموظفين أثناء وجودهم في المنزل.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت قائدًا أو مديرًا لشركة وأردت بناء ثقافة عمل مرنة فإننا في عرب ثيرابي نذكر لك أبرز الخطوات:
- كن قدوة يُحتذى بها.
- أنشئ فكرة التواصل المفتوح بين الموظفين.
- كن شفافًا عند مراقبة تقدم الأشخاص وأدائهم، وكذلك عند متابعة اتخاذ القرارات المتعلقة بالخيارات المرنة المتاحة.