ما ستجده في هذا المقال:
غالباً ما تستجيب معظم حالات الاكتئاب للأدوية العلاجية، إلا أن هناك بعض الحالات التي لا تظهر أي تحسن في أعراضها. حيث أن الاكتئاب المقاوم للعلاج يعد من الحالات الصعبة، وعلى الرغم من هذا المصطلح إلا أنه يمكن التغلب على الأمر من خلال بعض الأساليب العلاجية.
حيث نتعرف في السطور التالية على هذا النوع من الاكتئاب وأهم أعراضه وكيفية القدرة على علاجه.
ما هو الاكتئاب المقاوم للعلاج
الاكتئاب المقاوم للعلاج (TRD) هو نوع من الاكتئاب الحاد الذي لا يستجيب لنوعين مختلفين من الخط الدوائي الأولي من الأدوية المضادة للاكتئاب، بشرط أن تكون هذه الأدوية بجرعات مناسبة ولمدة كافية (6 – 8 أسابيع). وهذا الخط الدوائي الأولي يتضمن:
- مثبطات امتصاص السيروتونين (SSIs).
- مثبطات امتصاص السيروتونين – النورينيفرين (SNRIs).
- بوبروبيون (Bupropion).
- ميرتازابين (Mirtazapine).
أظهرت الدراسات أن ما نسبته 30% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب الحاد لديهم اكتئاب مقاوم للعلاج.
أعراض الاكتئاب المقاوم للعلاج
على الرغم من أن الشخص المصاب بهذا النوع من الاكتئاب يعاني من الأعراض المرافقة لحالات الاكتئاب بشكل عام، إلا أن هناك مجموعة أخرى من الأعراض التي يمتاز بها. فمثلاً يمكن أن يعاني الشخص من:
- الأعراض الاكتئابية تكون أكثر حدة.
- استمرار نوبات الاكتئاب لفترات أطول.
- انعدام التلذذ أو الشعور بالمتعة في جميع الأمور.
- التعرض لعدد أكبر من نوبات الاكتئاب.
- الشعور بالمزيد من القلق.
- التفكير بالانتحار أو القيام بمحاولات فعلية.
لكن لتفادي هذه الحالة من الاكتئاب لا بد من معرفة عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية التعرض لها.
عوامل الخطر في الإصابة بالاكتئاب المقاوم للعلاج
عند مقارنة فئة الأشخاص الذين يظهرون مقاومة لدواء الاكتئاب مع الآخرين الذين يستجيبون بشكل مناسب للعلاج، فقد تبين أن لدى الفئة الأولى بعض المشكلات العضوية. مثل:
- أمراض المناعة الذاتية.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- أمراض القلب.
- أمراض الأوعية الدموية في الدماغ.
كيفية تشخيص هذا النوع من الاكتئاب
بعد ملاحظة عدم الشعور بالتحسن مع استخدام الأدوية النفسية الأولية للفترة الكافية، يقوم الطبيب النفسي بتشخيص الحالة من خلال تقييم التاريخ المرضي للمريض. حيث يبحث في الأمور التالية:
- التدقيق في جميع الأدوية المستخدمة سواء الموصوفة من قبل الطبيب أو التي يتناولها المريض بشكل ذاتي أو المكملات الغذائية أو الأعشاب. حيث يمكن أن تتداخل المواد الكيميائية فيها أو تؤثر على فاعلية الأدوية المضادة للاكتئاب.
- التأكد من دقة تناول أدوية الاكتئاب بالكيفية التي وصفها الطبيب.
- معرفة ما إذا كانت جلسات العلاج النفسي ساعدت في إدارة أعراض الاكتئاب أم لا.
- مراجعة الحالة الصحية البدنية للمريض، والبحث عن الحالات التي من شأنها أن تزيد حالة الاكتئاب سوءاً، مثل مشكلات الغدة الدرقية والألم المزمن.
- تقييم مدى تعاطي المخدرات أو تناول الكحول.
- الانتباه إلى الأعراض بشكل دقيق ومعرفة مدى تطابقها مع حالات نفسية أخرى مثل اضطراب ثنائي القطب أو الاضطرابات الشخصية.
في بعض الحالات يمكن للشخص الذي أظهر استجابة جيدة لأدوية الاكتئاب سابقاً أن يقاوم العلاج في المرات القادمة.
بعد التأكد أن الحالة التي يعاني منها المريض هي اكتئاب مقاوم للعلاج، يتم التخطيط لعلاجه من خلال تغيير الأدوية العلاجية واتباع أساليب علاجية أخرى. تابع القراءة لمعرفة أفضل الخيارات العلاجية المتاحة.
كيفية علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج
عند تأكد الطبيب المعالج أن الأدوية الأدوية الأولية لا تأتي بأي من النتائج الإيجابية، يلجأ إلى الخيارات العلاجية الأخرى. مثل:
الأدوية المضادة للذهان من الجيل الثالث
يمكن لهذه الأدوية أن تحسن أعراض الاكتئاب من خلال التأثير على مستويات السيروتونين ونوربانينفرين في الدماغ. ومن الأمثلة عليها: أريبیبرازول (Aripiprazole) أو البريكسبيبرازول (Brexpiprazole).
الأدوية المضادة للذهان من الجيل الثاني
يتم دمج هذه الأدوية مع الأدوية المضادة للاكتئاب (مثل فلوكستين)، حيث يتم التأثير على مستويات الدوبامين. وتعتبر أدوية الذهان في هذه الحالة أدوية مساعدة كما أنها تعمل على تهدئة المريض أيضاً. ومن ضمن هذه الأدوية: كويتيابين (Quetiapine) أو أولانزابين (Olanzapine).
رذاذ الأنف الإسكيتامين (Esketamine)
يعتبر الإسكيتامين علاجاً خاصاً بالبالغين الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج. والذي يتم استخدامه بالتزامن مع مضادات الاكتئاب الاعتيادية، وغالياً ما يتم ملاحظة أعراضه الإيجابية خلال ساعتين من الاستخدام.
لا بد من الخضوع للمراقبة الطبية عند استخدام هذا الدواء لما له من تأثيرات التخدير والانفصال، كما يمكن إساءة استخدامه بسهولة.
الليثيوم
من خلال التزامن باستخدام كل من الليثيوم مع مضادات الاكتئاب مثل سيتالوبرام (Citalopram). وبالتالي تحسن على حالة الاكتئاب هذه.
مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs)
يتم اللجوء إلى هذه الفئة من مضادات الاكتئاب في حال لم يجد أي نوع من الأدوية الأخرى نتائج إيجابية. ويعود ذلك إلى أن لهذه الأدوية الكثير من الآثار الجانبية المزعجة.
دواء براميبيكسول (Pramipexole)
يعتبر هذا الدواء من الأدوية الموصوفة لحالة الباركنسون، إلا أن الدراسات أظهرت نتائجه الإيجابية في علاج الاكتئاب الذي يعاني منه مريض هذه الحالة. لذلك يستخدم في حالات قليلة لعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج.
طرق علاجية أخرى
بعيداً عن الأدوية العلاجية، يمكن علاج هذه الحالة من الاكتئاب بطرق علاجية أخرى، مثل:
- العلاج بالصدمات الكهربائية: من خلال تمرير تيار كهربائي معتدل عبر الدماغ، يتم فيها التسبب بنوبة قصيرة ينتج عنها تحفيز للخلايا العصبية ومن ثم تحسين الحالة المزاجية.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: يتم بهذا العلاج التأثير على النشاط الكهربائي في الدماغ، كما قد يسبب تغير في مناطق دماغية محددة تساعد في تحسين الحالة المزاجية.
- تحفيز الدماغ العميق: وفيه يتم تمرير تيار كهربائي خفيف إلى منطقة محددة من الدماغ، ومن ثم تحفيز الخلايا الدماغية فيها.
- تحفيز العصب المبهم: يتضمن هذا العلاج زراعة جهاز يولد نبضات كهربائية منتظمة إلى الدماغ عن طريق العصب المبهم. مما يؤثر على مستويات الناقلات العصبية في الدماغ، وبالتالي تحسين الحالة المزاجية.
كلمة من عرب ثيرابي
إن كنت تعاني من الاكتئاب المقاوم للعلاج فذلك لا يعاني أنك ستبقى تعاني من الاكتئاب بشكل مزمن، بل هناك بعض الأساليب العلاجية لمثل هذه الحالات. كما أننا في عرب ثيرابي ننصح نرى أن الإجراءات التالية يمكنها أن تساعد في العلاج:
- إعطاء الدواء المضاد للاكتئاب الحالي المزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كان له مفعول أم لا.
- زيادة جرعة مضادات الاكتئاب من الخط الدوائي الأولي، لكن مع الانتباه إلى أن يكون من النوع ذاته.
- إضافة فئة مختلفة من مضادات الاكتئاب بحيث تتناول نوعين مختلفين.
- اللجوء إلى العلاج النفسي المتخصص، حيث أن لهذا النوع من العلاج التأثير الإيجابي الكبير على الحالات المشابهة.