ما ستجده في هذا المقال:
يحق للسجناء كجزء من المجتمع الأوسع الذي ينتمون إليه الحصول على نفس الخدمات المتاحة لهم خارج السجن. وبالتالي، فإن لهم الحق في الحصول على الخدمات العلاجية كافة ومنها الاستشارات والعلاجات النفسية. ولكن هل إجراء استشارة نفسية للمساجين يمكن الاستفادة منها؟
هل يستفيد المساجين من الاستشارة النفسية؟
يعاني الأشخاص المحتجزون في السجون من مستويات أعلى بكثير من الأمراض النفسية مقارنة بالسكان بشكل عام. وتشمل هذه الاضطرابات:
- اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب الشديد، أو الاضطراب الذهاني أو اضطراب الشخصية.
- أكثر عرضة للانتحار، وإيذاء أنفسهم والآخرين في السجن أو حتى ارتكاب جريمة أخرى عند إطلاق سراحهم.
السجناء معقدون وغالباً ما يظهرون أمراضاً متعددة، وخاصة تعاطي المخدرات أو اضطراب الشخصية وبمستويات عالية جدًا.
تشير الدراسات أن بعض العلاجات النفسية لمشاكل الصحة النفسية في السجون يمكن أن تنجح:
- يعد العلاج المعرفي السلوكي أكثر الأساليب فعالية إضافة إلى العلاجات القائمة على اليقظة والتي تعمل على تحسين أعراض الاكتئاب والقلق بشكل معتدل.
- يكون هذا العلاج أفضل عند السجناء الذين لم يسبق لهم تلقي أي علاج نفسي آخر.
- يمكن للعلاجات قصيرة الأمد أو الجماعية أن تكون طريقة فعالة لتحسين النتائج للسجناء.
- أكدت الدراسات أن نتائج العلاج النفسي للسجناء متشابهة بشكل ملحوظ مع العلاج النفسي والدوائي في المجتمع بشكل عام. وتختلف في أن الفوائد للسجناء د يصعب الحفاظ عليها بمرور الوقت.
- تمت تجربة برامج العلاج النفسي للسجناء في العديد من البلدان لعقود من الزمان.
يمكن للعلاجات النفسية القائمة على العلاج المعرفي السلوكي أو اليقظة الذهنية أن تحسن نتائج الصحة النفسية للسجناء مقارنة بعدم تقديم أي تدخل.
كيف يستفيد المساجين من الاستشارة النفسية؟
تشمل أبرز الطرق التي يستفيد منها السجناء من العلاج النفسي ما يأتي:
تطوير مهارات حل المشكلات
يمكن أن يساعد العلاج المساجين على:
- تطوير مهارات حل المشكلات، وتوقع العواقب واتخاذ خيارات مستنيرة حول كيفية الاستجابة للمواقف، بدلاً من التصرف بناءً على الاندفاع بأساليب معتادة.
- يكون أسلوب السجين في إدارة المشكلات سلوكيًا أكثر منه لفظيًا. وغالبًا ما يتصرف بمشاعر الإحباط والغضب والحزن بالاعتداء على الآخرين أو الممتلكات أو على نفسه.
- يأتي العديد منهم من خلفياتهم مليئة بحوادث الإساءة والإهمال ويمكن أن يصبحوا عالقين في عقلية “الضحية”، والتي يمكنهم استخدامها لتبرير عدم احترامهم أو إساءة معاملتهم للآخرين.
- يكون العمل الأكثر أهمية مع هؤلاء العملاء هو مساعدتهم على أن يصبحوا أكثر مراقبة لأنفسهم من مراقبة الآخرين.
- مساعدتهم أيضًا على تعلم كيفية التعبير عن المشاعر الصعبة والمؤلمة. ثم ممارسة الاستجابة للتحديات بطريقة أقل تفاعلية وأكثر تمكينًا للذات.
وفقًا لتقارير فإن حوالي 37 بالمئة من السجناء لديهم تاريخ من مشاكل الصحة النفسية.
تطوير مهارات التعاطف
من أبرز ما يمكن ذكره ما يأتي:
- تعد مساعدة العملاء على تطوير المهارات التعاطفية أمرًا مهمًا في بناء الدافع الداخلي لإنهاء الإجرام.
- يكون هذا بدلاً من اتخاذهم القرارات للعودة إلى الجريمة بناءً على عوامل خارجية. فمثلًا الأنانية لدى الجاني تمنعه من إدراك الأذى الذي يلحقه بأحبائه والضحايا.
- يمكن أن ينطوي العلاج على تعزيز مشاعر الذنب لدى العميل، من خلال زيادة الوعي بالألم الذي يعاني منه الآخرون، ثم تسخير هذا الوعي لتحفيز التغيير.
الحد من الأثر السلبي المحتمل
تحتوي السجون على أنظمة اجتماعية غير رسمية ذات قواعد سلوكية محددة يتعرض لها النزلاء الجدد ويتعلمونها:
- تجمع هذه الأنظمة المجموعات معًا وتمنحهم الفرصة لتعليم بعضهم مهارات أو مواقف منحرفة.
- يمكن أن يخدم الحكم بالسجن في ترسيخ الفرد في مهنة إجرامية أو إدمان مزمن للمخدرات.
- يمكن أن ينغمس في عقلية أو أسلوب جماعي مناهض للمؤسسة ويركز على الاحتياجات والمصالح قصيرة الأجل بدلاً من الصورة طويلة الأجل.
- يعمل العلاج مع العملاء على تصحيح هذا الخلل، حيث يتم تشجيع القدرة على تصور الصورة طويلة الأجل.
- يساعد العلاج العميل على اتخاذ القرارات حول كيفية استخدام وقت السجن لصالحه بدلاً من أن يكون وقتًا لمزيد من الانغماس في حياة الجريمة أو الإدمان.
تشير دراسات إلى تشخيص أكثر من 24% من النزلاء باضطراب اكتئابي رئيسي، و17% باضطراب ثنائي القطب، و13% باضطراب الشخصية.
تلبية احتياجات الصحة النفسية للسجناء
يتوجه السجناء إلى طلب العلاج النفسي لأنهم يعانون من الاضطرابات النفسية. ويتم تنفيذ معظم العمل العلاجي النفسي في السجون مع العملاء الذين يتعاملون مع واحد أو أكثر من الأمور التالية:
- مرض الاكتئاب أو القلق.
- نوبات الهلع أو تاريخ من الإيذاء البدني، أو الإهمال، أو الاعتداء الجنسي على الأطفال أو الاغتصاب.
- الحزن أو انخفاض احترام الذات.
- صعوبات العلاقات والاضطرابات النفسية الأخرى.
هل هناك نصائح عند إجراء استشارة نفسية للمساجين؟
يجب عند إجراء العلاج النفسي مع المسجونين مراعاة ما يأتي:
- التعرف على تقنيات إدارة الأزمات أو الصدمات أو الحزن ومعالجة مشاكل التأقلم الأولية مثل الأرق.
- تعلم ثم استخدام تقنيات العلاج النفسي الداعم كأداة أساسية.
- تقييم خطر الانتحار واعتبار علاج السلوكيات المؤذية للذات تحديًا جديدًا في كل مرة تحدث فيها.
- محاولة النظر إلى كل شخص بشكل مختلف عن الآخر وتجنب التعميمات غير المدعومة.
- اكتشاف سبب ارتكاب الشخص للجريمة مع التفكير في نوع النهج الذي سيعالج السلوكيات المستقبلية بما في ذلك العنف بين الأشخاص.
- فهم أن الظلم الاجتماعي قد أثر على وضع العديد من الأفراد المسجونين في مؤسسة إصلاحية وخبرتهم بالمرض النفسي.
- وضع في الاعتبار أن بعض الأفراد قد يتم تصنيفهم على أنهم مصابون بمرض نفسي بسبب آثار الظلم الاجتماعي.
- تعلم أساسيات علم الإجرام والمواقف تجاه السلوك الإجرامي وحتى المفاهيم الأكثر عمومية للخير والشر.
يمكن للتفاعلات بين موظفي السجن والسجناء أن تؤثر على الصحة النفسية للمساجين، ولذلك ينصح بتدريب الموظفين للتعامل مع أصحاب الاضطرابات النفسية.
نصيحة عرب ثيرابي
تختلف احتياجات السجناء للعلاج النفسي اعتمادًا على حالة كل واحد منهم. ويذكر لك عرب ثيرابي أبرز هذه الاختلافات كما يأتي:
- يجب أن تعتمد الطرق العلاجية المستخدمة على خطة العلاج الموضوعة لتتناسب مع احتياجات الفرد الذي يتلقى العلاج النفسي.
- قد يعتمد الإطار الزمني للعلاج بشدة على عقوبة الفرد.
- قد يعتمد العلاج على الشكاوي التي يعاني منها السجين مثل القلق أو الاكتئاب أو الأرق.
- يعد العلاج النفسي الداعم العلاج الأنسب للذين يعانون من الأزمات أو الذين لديهم ومهارات محدودة في التعليم والتأقلم.