يعد العلاج المعرفي السلوكي من العلاجات الفعالة للعديد من المشكلات النفسية التي يواجهها الشخص، وتوفر أساليب التدخل في النموذج المعرفي السلوكي تنوع كبير في الطرق المتكاملة في العلاج.
كيفية عمل النموذج المعرفي السلوكي
يربط العلاج السلوكي المعرفي (CBT) بين المشكلات النفسية والمكونات الثلاث الرئيسية فيها (الأفكار والسلوكيات والمشاعر)، ومن خلال تقسيم المشكلة إلى هذه المكونات، يضمن المعالج النفسي فهم أوضح وأسهل للمواقف الصعبة التي يمر بها المريض.(المرجع 1)
أساليب التدخل في النموذج المعرفي السلوكي
توفر أساليب التدخل والتمارين المتنوعة التي يقدمها المعالج النفسي وسيلة سهلة لفهم أوضح للمشكلات، حيث أنها غالباً ما تعمل على المكونات الثلاث في الوقت ذاته، ومن ضمن هذه الأساليب:
إعادة الهيكلة المعرفية Cognitive Restructuring
ويطلق عليه إعادة التقييم المعرفي، وهو أسلوب يستخدم لفحص أنماط التفكير الخاطئة أو المسببة للمشكلة ، واستحداث أنماط فكرية جديدة للتفكير بالمشكلة، ويتم هذا الأسلوب من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)
- القيام بتمرين الرسم المعرفي البياني.
- التدقيق في الأفكار.
- استخدام الأساليب المعرفية لتقليل القلق لدى المريض.
- عدم التأكد من الأفكار، ومعاملتها على أنها تخمينات غير مثبتة.
- استخدام القلق البنّاء (Constructive Worry).
- ممارسة تمارين القبول لتقليل القلق.
- تحديد التشوهات الفكرية.
جدولة النشاطات Activity Scheduling
غالباً ما يستخدم هذا الأسلوب مع مرضى الاكتئاب، إذ جدولة النشاطات خلال الأسبوع للقيام بها بأوقات إعادة النشاطات التي تم التوقف عنها إلى روتين حياة الشخص بالتدريج، حيث يعمل على:(المرجع 1) (المرجع 2)
- التعرف على السلوكيات المسببة للمشكلة النفسية.
- الاستمرار في النشاطات السلوكية.
كتابة اليوميات Journaling
يطلب المعالج النفسي من المريض تدوين الأفكار اليومية السلبية، بالإضافة إلى الأفكار المرضية البديلة وابتكار أنماط جديدة للتعامل، ومن خلال هذه التدوينات يمكن أن:(المرجع 2)
- يتم تتبع حالة المريض من قبل المعالج النفسي.
- توصل المريض بشكل ذاتي إلى أفكار يستطيع استخدامها كبديل مناسب للأفكار السلبية.
التعرض المتدرج Graded Exposure
يعد هذا الأسلوب من الأساليب الفعالة في حالات القلق والخوف، حيث أن:(المرجع 1)
- تعريض المريض للمواقف التي يخاف منها بشكل متدرج، يجعله يألفها ويقل مع الوقت هذا الخوف والقلق.
- تجنب المواقف المخيفة يعمل على زيادة القلق منها والخوف.
التجارب السلوكية Behavioral Experiments
يمكن أن تكون التجارب السلوكية من أساليب التدخل الهادفة، حيث أنها تقوم على:(المرجع 2)
- الطلب من المريض توقع النتائج الكارثية للمواقف التالية.
- مقارنة ما حصل فعلاً ما تم توقعه بشكل سابق.
- مع مرور الوقت يتعلم المريض أنه في معظم الأحيان لا تحدث النتائج بالشكل الكارثي المتوقع.
- يقل القلق المتعلق بالمواقف المقلقة للشخص.
التقريب المتتالي Successive Approximation
من أساليب التدخل في النموذج المعرفي السلوكي هو التقريب المتتالي، حيث أن الشخص يقوم بإنجاز المهمة الصعبة بشكل متدرج أو قريب، كما لو أنه قام بها بشكل مباشر، فيمكن للشخص أن:(المرجع 1) (المرجع 2)
- يقسم المهمة التي يصعب القيام بها إلى أجزاء، وبالتالي ينجز على جزء بشكل مستقل إلى أن يتمم المهمة بشكل كامل في النهاية.
- إنجاز مهمة مشابهة للمهمة الصعبة المطلوبة، لكنها أقل صعوبة منها، وبذلك يتم تدريبه بشكل مسبق للقيام بها.
تأمل اليقظة Mindfulness Meditation
من التمارين المناسبة للكثير من الحالات، حيث يقوم الشخص فيها بالتركيز على الوقت الحالي والتخلص من الانخراط بالأفكار والهواجس، والتي غالباً ما تحسن التركيز وترتيب الشعور بالألم وتنظم العاطفة، وتتم من خلال:(المرجع 1)
- تمرين نصف الابتسامة.
- تمارين مهارات اليقظة كيف.
- تمارين اليقظة ماذا.
- البحث عن العقل الحكيم في الأمور.
لعب الأدوار Role Playing
يعمل لعب أدوار مختلفة وتنفيذ سيناريوهات متنوعة على:(المرجع 2)
- تقليل الخوف المتعلق بالمواقف الصعبة التي يمر بها الشخص
- اكتساب مهارة حل المشكلات.
- تطبيق المهارات الاجتماعية المتنوعة.، ومهارات التواصل أيضاً
- التدرب على الإصرار في المواقف الإيجابية.
التدريب على المهارات Skills Training
يعمل هذا الأسلوب على تدريب الشخص على المهارات التي لا يتقنها بالشكل الصحيح، من خلال لعب الأدوار والنمذجة والتعليمات المباشرة للمريض، ومن أكثر المهارات التي يتم التدريب عليها:(المرجع 1)
- مهارة التواصل.
- المهارات الاجتماعية.
- مهارات الإصرار.
حل المشكلات Problem Solving
يمكن أسلوب حل المشكلات الشخص من أمور متنوعة، منها:(المرجع 1)
- الإستفادة بالشكل الصحيح من المواقف.
- شعور الشخصص بسيطرته على الأمور.
- بالإضافة إلى تقليل احتمالية إصابته بالمشكلات النفسية الناتجة عن تراكم المشكلات غير المحلولة في حياته.
التدريب على الاسترخاء Relaxation Training
يمكن من خلال تقنيات الاسترخاء المتنوعة أن يقلل الشخص من الأعراض التي يعاني منها عند شعوره بالقلق أو التوتر، حيث أن المواظبة على تمارين محددة تعمل على زيادة التحكم بالتنفس والأعراض الجسدية التي يمكن أن يعاني منها الشخص.(المرجع 1) (المرجع 2)
التشوهات المعرفية التي يتم علاجها بالنموذج المعرفي السلوكي
يركز العلاج المعرفي السلوكي على حل المشكلات من خلال معرفة طريقة التفكير بها، وانعكاس هذا التفكير على المشاعر والسلوك، لذلك لا بد من معرفة أنماط التشوهات المعرفية لدى الأشخاص، وهي:(المرجع 3) (المرجع 4)
- التصفية Filtering: وخلالها يقوم الشخص بتخطي جميع الأمور الإيجابية في حياته والتركيز على السلبية منها.
- التفكير الأبيض والأسود: وهو التطرف في الأمور، بحيث أن الأمر حصل بشكل كامل أو لم يحدث، فالحكم هنا إما نعم أو لا، مثلاً في حالة عدم التمكن من التمييز فيعني ذلك الفشل.
- التعميم المفرط Overgeneralization: وفيه يقوم الشخص بالبناء على موقف وحيد، والحكم على باقي الأمور من خلال هذا الموقف، مما يقلل فرصة الشخص في تجربة الأمور مرات العدة والاكتفاء بالمرة الواحدة.
- التسرع في الحكم: ويقوم الشخص بالحكم على الأمور دون البحث عن الدلالات والتأكد من حقيقة الأمر.
- تكبير الأمور أو تصغيرها Catastrophizing: يعتمد هذا النمط على تضخيم الأمور البسيطة والقلق من آثارها المدمرة، أو تصغير الأمور الكارثية وعدم المبالاة بها.
- الطابع الشخصي Personalization: يقوم الشخص بأخذ الأمور على محمل جدي، وبأنها موجهة إليه بشكل مباشر، مما يترتب عليها الكثير من المواقف الاجتماعية المضطربة.
من يمكنه الاستفادة من النموذج المعرفي السلوكي
يتميز نموذج العلاج هذا بتنوع أساليبه وتعددها، حيث يتيح هذا الأمر لفئات كبيرة من الأشخاص اللجوء إليه والاستفادة منه، ومن ضمن هذه الفئات:(المرجع 5)
- الأشخاص الذين يعانون من صعوبات الحياة بشكل عام.
- من يعاني من الاضطرابات النفسية المختلفة وأنواع الفوبيا المتعددة.
- يمكن الاستفادة من هذا النوع من العلاج للأشخاص الذين لا يعانون من اي اضطراب نفسي، وإنما بحاجة إلى زيادة المرونة النفسية لديهم.