Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الذكاء

هل الذكاء المرتفع يقلل الإصابة بالفصام؟

دائماً ما يشاع أن الأشخاص الأكثر ذكاءً هو أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية والنفسية، لكن جاءت الدراسات على عكس ذلك، حيث أن مستويات الذكاء المرتفعة تقلل من خطر إصابة الشخص بواحد من أكثر الأمراض النفسية خطورة وهو الفصام.

 

هل الذكاء المرتفع يقلل الإصابة بالفصام؟

على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات حول ذلك، إلا أنه من الملاحظ أن الذكاء المرتفع من شأنه أن يقلل من احتمالية الإصابة بالفصام لدى الشخص، حيث تتناسب معدلات الذكاء المرتفعة (QI) بشكل عكسي مع هذا المرض، حيث أن المصابين بالفصام كانت نتيجة اختبارات الذكاء الخاصة بهم منخفضة قبل تشخيص حالتهم.

 

العلاقة بين الذكاء والإصابة بالفصام

من خلال الدراسات، تم ملاحظة بعض الأمور التي تجعل العلاقة بين الذكاء والفصام واضحة، حيث أن:

    • الكثير من المصابين بالفصام لديهم مشكلات معرفية أو إدراكية كعلامة أولية على الإصابة بالفصام على الرغم من اختلاف حدة الأمر ما بين شخص وآخر.
    • الأطفال الذين لم يتجاوزوا مرحلة الدراسة المتوسطة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالفصام.
    • تعرض الأم أثناء حملها للكثير من المواقف المجهدة كان سبباً في تدني قدرات الطفل العقلية وزيادة احتمالية إصابته بالفصام.
    • القدرات الدماغية المرتفعة تقلل من خطر الإصابة بالفصام لدى الشخص الأكثر عرضة للإصابة بسبب جيناته.
    • خطر الإصابة بالفصام المرتبط بالقدرات العقلية المنخفضة يمكن أن تزيد في حال توفر بعض العوامل مثل تعاطي المخدرات في سن مبكر أو الإصابة بالصدمة في مرحلة الطفولة.
    • الأعراض السلبية للفصام تقل بشكل واضح في حال كانت مستوى القدرات العقلية لدى الشخص مرتفع.
    • كلما تدنى مستوى الذكاء لدى الشخص التي تمتلك تاريخ مرضي للفصام كان احتمالية تعرضه للإصابة به أكبر من غيره.

    لا يعني ذلك أن الأشخاص ذوي المستويات المرتفعة من الذكاء لن يصابوا بالفصام، حيث أن عالم الرياضيات الأمريكي جون ناش كان مصابًا بالفصام.

     

    هل يمكن أن يؤثر الفصام على مستوى الذكاء؟

    من خلال ملاحظة أداء المصابين بالفصام في اختبارات الذكاء المعتمدة على التفكير بشكل أساسي، فقد تم ملاحظة أن الإصابة بالفصام كان لها تأثير كبير في تقليل مستوى الأداء فيها، حيث أن:

      • إصابة الشخص بسن المراهقة المبكرة بالفصام أدى إلى تراجع نتائج اختبارات الذكاء لديه 16 نقطة قبل وصولهم لسن البلوغ.
      • حصول بعض المصابين بالفصام على مستويات مرتفعة في القدرات العقلية دليل على أن مستواهم كان أعلى من ذلك بكثير.
      • يتأثر ذكاء الشخص المصاب بالفصام بشكل أكبر مما يتأثر به المصاب بالاضطرابات الذهانية الأخرى.

      الأشخاص الذين حققوا نتائج متدنية باختبارات القدرات العقلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض فصام الشخصية بنسبة 40%.

       

      آلية تأثير القدرات العقلية على الفصام

      هناك بعض النظريات التي تفسر كيفية تأثير القدرات العقلية لدى الشخص على احتمالية إصابته بالفصام، ومن هذه النظريات:

        • قد تدل مستويات الذكاء المتدنية على أن الشخص يعاني من مشكلة دماغية خفية، قد تتطور مع مرور الوقت لتظهر على شكل أعراض ذهانية في النهاية.
        • تعمل مستويات الذكاء المرتفعة على تمكن الشخص من تفسير المنبهات والمواقف بشكل أدق، مما يقلل حِدّة الأعراض الذهانية والإجهاد المهلك للدماغ.

        غالباً ما يتم ملاحظة التدهور المعرفي بشكل واضح لدى المصاب بالفصام عند بدء الأعراض الإيجابية للاضطراب بالظهور (مثل الأوهام والهلاوس الحسية).

         

        كيفية التقليل من التدهور المعرفي لدى مصابي الفصام؟

        أظهرت الأبحاث أن أكثر المناطق الدماغية المتضررة بسبب الفصام هي الفص الجبهي والحُصين الدماغي، إلا أنه يمكن التقليل من التدهور المعرفي في هذه المناطق من خلال:

          • تناول مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين.
          • المحافظة على تناول الأدوية المضادة للذهان.

          يمكن الاعتماد على هذه الأدوية كخطة وقائية للأطفال الذين ينتمون إلى عائلات ذات تاريخ في مرض الفصام.

           

          الأعراض المعرفية لمرضى الفصام

          بالإضافة إلى الأعراض الذهانية والجسدية التي يعاني منها مريض الفصام، فإنه يعاني أيضاً من مجموعة من الأعراض الإدراكية (المعرفية) في هذه الأثناء والتي تظهر من خلال تدني مستوى القدرات العقلية لديه، ومنها:

            • مواجهة صعوبة في التركيز أو تذكر الأمور.
            • التفكير المشوش أو غير المنظم أو غير الواضح.
            • البطء بالتفكير والحاجة إلى المزيد من الوقت قبل إصدار الأحكام.
            • مواجهة صعوبة بفهم الأمور أو حديث الآخرين.
            • عدم التمكن من التعبير عن الأفكار التي يمتلكها الشخص.
            • عدم تمكن الشخص من دمج المشاعر والأفكار بالسلوك المناسب.

            أثبت العلماء أن الفصام مرض عائلي؛ حيث يحدث في حوالي 10% من الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى – مثل أحد الوالدين أو الأخ أو الأخت – مصاب بهذه الحالة.

             

            نصيحة عرب ثيرابي

            يمكن علاج الفصام بطرق مختلفة، يذكر لك عرب ثيرابي أبرزها كما يأتي:

            • مضادات الذهان التي يوصى بها عادة كعلاج أولي لأعراض نوبة الفصام الحادة.
            • يمكن استخدام العلاج المعرفي السلوكي لتحديد أنماط التفكير التي تسبب مشاعر وسلوكيات غير مرغوب فيها، ثم تعلم كيفية تغييرها إلى أفكار أكثر واقعية ومفيدة.
            • قد يستخدم العلاج الأسري الذي يهدف إلى دعم المصاب بالفصام والأشخاص الذين يعيشون معه مثل الشركاء أو أفراد الأسرة.
            • قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من نوبة فصام شديدة جدًا إلى رعاية المرضى الداخليين في المستشفى أو عيادة الطب النفسي.