ما ستجده في هذا المقال:
إن كنت تظن أن التنمر يحدث فقط للأطفال الصغار، فأنت مخطئ في ذلك. حيث أن الصفات التي يمتلكها كل من الشخص المتنمر والضحية تساعد في انتشار أنواع التنمر المختلفة بين جميع الفئات العمرية.
لتكتشف ما إذا كان الشخص الذي يزعجك هو متنمر أم لا، تعرف معنا على الصفات الشائعة بين الأشخاص المتنمرين.
صفات الشخص المتنمر
يحاول الشخص المتنمر التأثير على الضحية من خلال إيذائه وإخافته والسيطرة عليه، وذلك من خلال الاعتداءات الجسدية والعاطفية. فغالباً ما يقوم الشخص المتنمر باختيار الضحية بحيث تكون أضعف منه.
وفي العموم، فغالباً ما يلاحظ الصفات التالية في الشخص المتنمر:
ممارسة السلطة والرغبة بالسيطرة
من الصفات الأساسية التي يمتلكها الشخص المتنمر هي الرغبة بالسيطرة على الآخرين وجعل الآخرين يتبعون أهوائه. فهو يستمتع بجعل الضحية تشعر أنها أقل تأثيراً أو أقل قوة منه. ويستخدم في ذلك:
- قوته الجسدية.
- استراتيجيات التلاعب المختلفة.
- التهديدات اللفظية المباشرة.
قلة التعاطف مع الآخرين
من خلال تجاهل مشاعر الضحية وتجاربه القاسية يكون الشخص المتنمر قليل التعاطف مع الضحية. لذلك فهو لن يشعر بما تسبب به من أذى نفسي أو جسدي للضحية لأنه غير قادر على فهم ذلك.
في تلك الأثناء يكون الشخص المتنمر منشغلاً في شعوره بالسلطة والسيطرة، ويهمل في الوقت ذاته ما يشعر به الضحية.
لن يكتفي المتنمر بعدم التعاطف مع الضحية، بل يستمتع بمعاناتها بشكل كبير. قد يعود ذلك إلى طريقة تربيته والبيئة المحيطة به.
الرغبة في إيذاء الآخرين
هدف الشخص المتنمر هو جعل الضحية تشعر بالألم الجسدي أو الضغط النفسي. حيث أن الطبيعة القاسية التي يتمتع بها المتنمر تجعله يقوم بأذية الآخرين جسدياً مثل القيام بالضرب، أو نفسياً بتفوه بأقوال محرجة أو قاسية أو نشر الشائعات المسيئة عنه.
ينتج عن هذا الأذى النفسي أو الجسدي الشعور بالخوف المستمر، والذي قد يبقى لفترات طويلة من الزمن مع الضحية.
ممارسة السلوك المتلاعب
التلاعب من الصفات السيئة التي يتصف بها الشخص المتنمر، حيث أنه يحتاج إلى الكثير من أساليب التلاعب ليتمكن من السيطرة ومن ثم بسط القوة في النهاية على الضحية. ومن أساليبه في التلاعب:
- الكذب بشكل عام، أو إخبار الضحية ببعض القصص الكاذبة التي تساهم في شعورها بالتعاطف والأمان تجاه المتنمر.
- التظاهر بتكوين صداقة مع الضحية لتسهيل إيذائه.
ينتج عن هذا السلوك السيء تدمير ثقة الضحية بنفسها وبمن حولها، فتشعر دائماً بالقلق وعدم الأمان. الأمر الذي ينعكس على قدرتها في تكوين العلاقات الصحية.
التخويف
يحتاج الشخص المتنمر إلى تخويف الضحية باستمرار لضمان دوام سيطرته عليها. فقد يلجأ إلى التهديد أو التخويف أو ممارسة السلوك العدواني المباشر.
فمثلاً، إن كان طالب يتنمر على آخر في المدرسة للحصول على أمواله. فهو غالباً ما يحتاج إلى تهديده بالضرب أو معاقبته، مما يشعر الضحية بالخوف والعجز. وغالباً ما يتم اللجوء إلى السلوك العدواني ذاته للقيام بالأمر عدة مرات.
غالباً ما يكون لدى الشخص المتنمر الميول العدوانية المتأصلة فيه. فهو يحتاجها لبسط هيمنته وقوته على من حوله.
الصفات المشتركة بين جميع الأشخاص المتنمرين
من الملاحظ أن جميع الأشخاص المتنمرين يشتركون ببعض الصفات على الرغم من وجود اختلافات بينية لديهم. ومن ضمن الصفات التي تجمعهم:
- الاندفاع.
- عدم القدرة على إدارة الغضب.
- السيطرة والتي تختلف عن القيادة.
- التعرض للإحباط والشعور بالانزعاج بسرعة كبيرة.
- لوم الضحية بقول أشياء مثل “غباء هذا الشخص وضعفه هو ما جعلني اعتدي عليه”.
- عدم القدرة على اتباع القواعد والأنظمة.
- القليل من احترامه للسلطة.
- النظر إلى سلوكيات العنف بطريقة إيجابية، مثل شكل من أشكال الترفيه أو وسيلة جيدة لتلبية احتياجاته.
- القوى الجسدية وضخامة الجسم في بعض الأحيان.
صفات أخرى للشخص المتنمر
بالإضافة إلى جميع ما سبق، يمكن ملاحظة صفات أخرى قد تكون مميزة للشخص المتنمر. من بينها:
- تكرار الأعمال الضارة: يقوم الشخص المتنمر بشكل متعمد بتكرار سلوكياته المسيئة للضحية، على الرغم من معرفته أن ما يقوم به يزعج الشخص المقابل ويؤذيه نفسياً أو جسدياً.
- استهداف الأشخاص الضعفاء: من الطبيعي أن لا يقوم الشخص المتنمر بأذية من يشعر أنه اقوى منه. بل يبحث بالأشخاص الضعفاء عن نقاط الضعف التي يتوقعونها، ومن ثم يقومون باستغلال هذه النقاط بشكل سيء.
- التأثير على تفاعلات الضحية الاجتماعية: لن يسمح المتنمر للضحية بالتواصل مع الآخرين كما كان بالسابق. ويتم ذلك من خلال نشر الشائعات عنه، أو عزله عن أصدقائه، أو إبعاده عن الأحداث الاجتماعية بشكل متعمد.
غالباً ما يكون السبب الرئيسي لسلوك استهداف نقاط الضعف هو السعي وراء السلطة وزيادة احترام المتنمر لذاته من خلال التقليل من شأن الآخرين.
عوامل تساعد في ظهور صفات الشخص المتنمر
لا تظهر صفات الشخص المتنمر من العدم، حيث أظهرت الدراسات أن هناك مجموعة من العوامل التي تسبب مثل هذه السلوكيات. ومن ضمن هذه العوامل:
- عدم الشعور بالأجواء الأسرية السليمة: الأسرة المتفككة أو الوالدين المنفصلين أو انشغال الوالدين بالعمل عن تربية الطفل والاعتناء به، جميعها عوامل تؤدي إلى زيادة احتمالية تنمر الطفل.
- التربية المتساهلة: فمثلاً عدم معاقبة الطفل عن الإساءة أو الدلال المفرط للطفل تساهم في زيادة رغبته بالسيطرة على من حوله. كما أن عدم توجيه الطفل أو عدم وجود الحدود المحددة والواضحة لها تأثيرات سلبية في الأمر.
- الانضباط المفرط: تعتبر العقوبات الجسدية أو تلك التي تصل إلى حد الإساءة محفزاً لتطور التنمر لدى الأطفال أو تبقى بداخلهم إلى أن تسمح لهم قوتهم بذلك.
- المواقف المؤلمة نفسياً: غالباً ما يرغب المراهقون الذين تعرضوا للعار في فضح الآخرين.
- التنمر داخل المنزل: إن وجود أشقاء متنمرين يمارسون السلوكيات المسيئة على أفراد المنزل، تجعل هؤلاء الأفراد عرض للتنمر على الآخرين.
دون الإشراف المناسب، يتعين على المراهقين أن يدافعوا عن أنفسهم ذاتياً. مما يحفزهم على أن يكونوا أكثر لؤماً وتسلطاً في ذلك.
كلمة من عرب ثيرابي
لا تعود سلوكيات التنمر بالضرر على الضحية فقط، فغالباً ما يتضرر الشخص المتنمر ذاته. حيث يلاحظ:
- تزيد خطر تعاطي المخدرات.
- ترك المدرسة لدى الأطفال المتنمرين.
- المشاركة بالكثير من المعارك القتالية أو العنيفة.
- الانخراط في نشاط جنسي في سن أصغر.
- زيادة احتمالية التعرض للمساءلة القانونية أو الجنائية.
ومع ذلك، فقد يكون لدى الشخص المتنمر والمدرك لسلوكياته المؤدية مناقشة محفزات تنمرهم على الآخرين. لذلك، يشجع الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي اللجوء إلى العلاج النفسي في حال وجدت في نفسك القدرة على ذلك.
يساعدك العلاج النفسي في الحد من التأثيرات الضارة المعرض لها، وتكوين العلاقات الاجتماعية الصحية، والشعور بالرفاهية النفسية من جديد.