ما ستجده في هذا المقال:
جلسات تنظيم إيقاع المخ هي من العلاجات التي يتم اللجوء إليها في بعض الحالات الأمراض النفسية. وعلى الرغم من الجدل الدائر حوله إلا أنه يعتبر أكثر فاعلية من العلاجات النفسية والدوائية في حالات محددة. اكتشف معنا المزيد من المعلومات حول هذا النوع من العلاج واعرف ماذا يتم خلال هذه الجلسات.
ما هي جلسات تنظيم إيقاع المخ
جلسات تنظيم إيقاع المخ أو العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) هي إجراء يستخدم لعلاج بعض الحالات النفسية. ويتم فيها تمرير تيار كهربائي عبر الدماغ لتنشيط بعض المناطق فيه. غالباً ما تكون جلسات تنظيم إيقاع المخ مرتين في الأسبوع لمدة (3 – 8) أسابيع. وتحدث تحت التخدير العام مما يعني أن المريض سوف يكون نائماً في هذه الأثناء ولا يشعر بشيء. ومن ضمن الحالات التي تحتاج إلى هذا النوع من العلاج:
- عدم نجاح الخيارات العلاجية الأخرى فمثلاً بعد تجربة العديد من الأدوية النفسية دون الحصول على الفائدة المتوقعة.
- عندما يشكل المريض خطراً على نفسه أو على الآخرين، وتستغرق الأدوية أياماً أو أسابيع حتى يتحسن الشخص.
- وجود بعض المحددات التي تمنعه من تجربة العلاجات الأخرى.
- عندما يعاني المريض من حالة تسمى كاتاتونيا أو الجامود بحيث يبدو كأنه تمثال لا يتحرك.
وللتقليل مما يدور حول هذا النوع من العلاجات من جدل، تابع معنا القراءة للتعرف على الإجراءات التي تتضمنها هذه الجلسات.
تفاصيل الخضوع لجلسات تنظيم إيقاع المخ
هناك مجموعة من النقاط والإجراءات التي يتم القيام بها في جميع مراحل الخضوع لجلسات العلاج بالصدمات الكهربائية. حيث تتوزع هذه الإجراءات على المراحل التالية:
قبل الخضوع للجلسات
قبل البدء بالجلسات يقوم المعالج بإجراء مجموعة من الفحوصات والاختبارات للتأكد من صحة المريض ومن ضمنها:
- اختبارات الدم والبول: وتشتمل على فحص الدم الشامل وعمليات الأيض ووظائف كل من الكلى والغدة الدرقية.
- تصوير الإشعاعي: لكل من الجمجمة والدماغ والعمود الفقري بواسطة الأشعة السينية والتصوير المقطعي (CT).
- تخطيط كهربية القلب (ECG): للتأكد من عمل القلب أو وجود أي مشكلات غير طبيعية.
حيث أن بعض المشكلات أو الأمراض التي قد يعاني منها المريض قد تقف حاجزاً أمام الخضوع لجلسات تنظيم إيقاع المخ. ومن ضمن هذه المشكلات:
- التعرض لنوبة قلبية مؤخراً أو أي حالة غير مستقرة في القلب.
- الحالات التي تزيد من الضغط داخل الجمجمة (مثل ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة أو أورام الدماغ).
- الإصابة بسكتة دماغية مؤخراً أو تمدد الأوعية الدموية أو وجود نزيف في الدماغ .
- أمراض الرئة الحادة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- بعض الحالات الأخرى التي تهدد الحياة.
في بعض الحالات أو الأمراض يقوم المعالج بإجراء بعض التعديلات في العلاج بالصدمة الكهربائية ليتمكن المريض من تلقي العلاج والاستفادة منه.
وقبل الخضوع للجلسة لا بد أن يقوم المعالج بتنبيه المريض أو الشخص المرافق له بمجموعة من النقاط من أهمها:
- الصيام قبل الخضوع للجلسة لتفادي المشكلات المتعلقة بالتخدير. فغالباً ما يطلب المعالج التوقف عن تناول الطعام لمدة 8 ساعات والابتعاد عن تناول السوائل قبل ساعتين من الجلسة.
- إزالة الأجهزة الطبية أو الملحقات أو الأطراف الاصطناعية قبل إجراء هذا الإجراء. مثل إزالة النظارات أو العدسات اللاصقة أو أدوات السمع أو أطقم الأسنان أو صفائح الأسنان وما إلى ذلك. مما يساعد في تجنب أي مخاطر للإصابة أو التعرض للاختناق.
- التوقف أو تقليل جرعات بعض الأدوية التي يحددها المعالج لما لبعض الأدوية من تأثيرات على مدى فاعلية العلاج. لا تقم بإيقاف أدويتك بشكل ذاتي واتبع تعليمات المعالج في هذا الصدد.
الخضوع للجلسة العلاجية
على الرغم من أن الجلسة العلاجية لا تأخذ الكثير من الوقت، إلا أنها تنطوي على:
التخدير
أول خطوة تتم بهذا العلاج تخدير المريض بشكل العام، مما يساعده على النوم ويمنعه من الشعور بأي ألم أو إزعاج أو قلق أثناء العلاج.
إعطاء الأدوية
تعتبر الأدوية المرخية للعضلات من الأدوية المهمة في هذا العلاج، حيث تُعطى لتجنب أي إصابات أو إجهاد قد يحدث أثناء النوبة.
الأجهزة الواقية
يتم إدخال واقي الغض في الفم لحماية الشخص من الضغط بشكل كبير على أسنانه أو عض لسانه.
الإبر الوريدية
للتمكن من التعامل مع الحالات الطارئة يقوم الفريق الطبي بإدخال إبرة وريدية في إحدى الذراعين كإجراء احترازي.
وضع الأقطاب الكهربائية
يقوم المعالج بوضع الأقطاب الكهربائية على فروة الرأس والتي تعد الأساس في إمداد الدماغ بالتيار الكهربائي. ويتم اختيار الموضع المناسب لهذه الأقطاب اعتماداً على احتياجات المريض وأقلها تسبباً بالآثار الجانبية. حيث أن هناك 3 مواضع يمكن وضع الأقطاب فيها، وهي:
- الجانب الأيمن من الرأس: يتم وضع قطبين كهربائيين على الجانب الأيمن من الرأس. أحدهما بين الصدغ ونهاية الحاجب. بينما الآخر سيكون بالقرب من أعلى الرأس فوق الأذن اليمنى مباشرة.
- ثنائي الجبهي: يتم وضع الأقطاب الكهربائية في هذه الحالة على الجانبين المتقابلين من الجبهة في أعلى نهاية الحاجب بشكل مباشرة.
- ثنائي الصدغ: يتم وضع قطب كهربائي واحد في منطقة الصدغ على كل جانب من الرأس.
على الرغم من أن التيار الكهربائي قليل جداً، إلا أن احتمالية التعرض للحروق أو تهيج الجلد لا تزال قائمة. لذلك يتم وضع مادة هلامية موصلة على الأقطاب الكهربائية لمنع حدوث ذلك.
تشغيل التيار الكهربائي
يعتبر التيار الكهربائي المستخدم في هذا العلاج قليل جداً حيث يصل إلى حوالي 0.4 أمبير. وغالباً ما تكون مستويات التيار منخفضة في البداية ثم يبدأ المعالج بزيادتها للحصول على التأثير المطلوب. وفي معظم الحالات يستمر التيار الكهربائي لبضع ثواني فقط.
بعد الجلسة العلاجية
يبقى المعالج يراقب الحالة بعد توقف النوبة حتى يستيقظ المريض من التخدير. حيث يتم مراقبة العلامات الحيوية وملاحظة أي آثار جانبية أو مشاكل واردة. غالباً ما يستيقظ المريض خلال (10 – 15) دقيقة من انتهاء النوبة، ويستطيع التحرك بعد نصف ساعة.
النوبات المتولدة خلال جلسات تنظيم إيقاع المخ
الفائدة من العلاج بالتيار الكهربائي هو توليد نوبة صرع من خلال زيادة النشاط الكهربائي في منطقة محددة من الدماغ. مما يؤدي إلى تحفيزها والتسبب بتغيرات كهربائية وكيميائية وبالتالي إحداث تحسينات في عمل تلك المنطقة الدماغية
تستمر النوبات الناتجة عن العلاج بالصدمات الكهربائية عادة ما بين (30 – 90) ثانية. في الحالات التي تستمر فيها النوبة لفترة أطول، يقوم المعالج بإيقاف النوبة باستخدام الأدوية القابلة للحقن.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً ما تكون العلاجات النفسية مفيدة في معظم الحالات النفسية، إلا أنه في بعض الحالات تعتبر جلسات تنظيم إيقاع المخ هي الحل المثالي أو الوحيد. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنها فعّالة في حال إصابة المريض بإحدى المشكلات التالية:
- الاكتئاب خاصة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً حيث أن الآثار الجانبية لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب تكون شديدة.
- الفصام بما في ذلك حالات طيف الفصام الأخرى والاضطرابات الذهانية.
- الاضطراب ثنائي القطب أو الحالات النفسية التي تتضمن نوبات من الهوس.
