Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب الشخصية الاتكالية (DPD)

اضطراب الشخصية الاتكالية (DPD)

يعتبر اضطراب الشخصية الاتكالية (اضطراب الشخصية المُعتمِدَة) من الاضطرابات التي يكثُر تشخيصها بشكل عام، ويحدث بشكل متساوٍ بين الرجال والنساء، وعادةً ما يظهر في مرحلة الشباب أو بعدها عندما تكون علاقات البالغين مهمة.

 

ما هو اضطراب الشخصية الاتكالية (DPD)؟

هو نوع من اضطرابات القلق، وغالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون به بالعجز، أو الخضوع، أو عدم القدرة على رعاية أنفسهم، وقد يواجهون صعوبة في اتخاذ القرارات حتى البسيطة منها؛ ولكن مع الحصول على المساعدة اللازمة يمكن للشخص أن يتعلم الثقة بالنفس والاعتماد على الذات.

تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 10٪ من البالغين يعانون من اضطراب في الشخصية.

 

أعراض اضطراب الشخصية الاتكالية

الشخص الاتكالي أو من يعاني من الاضطراب غالبًا ما تظهر عليه الأعراض التالية:

    • يعتمد عاطفيًا على الأشخاص الآخرين في حياته.
    • يبذل جهداً كبيراً أو مهما تطلبه الأمر لإرضاء الآخرين.
    • السلوكيات المحتاجة أو السلوكيات المتشبثة.
    • عدم القدرة على اتخاذ القرارات دون استشارة الآخرين، وحتى القرارات اليومية مثل ما يجب ارتداؤه.
    • تجنب مسؤوليات الكبار أو البالغين، وذلك من خلال التصرف بشكل سلبي وعاجز؛ والتي تتمثل في الاعتماد على الزوج أو الصديق لاتخاذ القرارات مثل مكان العمل أو العيش.
    • الخوف من الهجران، مع الشعور بالحزن الشديد أو العجز عندما تنتهي العلاقات.
    • الانتقال بين العلاقات، وعدم القدرة على العيش دون وجود علاقات في حياته، أو مواجهة صعوبة في أن يكون وحيدًا.
    • الحساسية المفرطة للنقد.
    • التشاؤم وعدم الثقة بالنفس، حتى إنه يعتقد أنه غير قادر على رعاية نفسه لوحده.
    • تجنب الاختلاف مع الآخرين؛ خوفًا من فقدان الدعم أو خسارة القبول من الآخرين.
    • عدم القدرة على بدء أي مشاريع أو أهداف، أو تنفيذ المهام بسبب عدم الثقة بالنفس.
    • تحمّل سوء المعاملة والاعتداء من الآخرين.
    • وضع احتياجات الشخص الآخر الذي يعتمد عليه فوق احتياجاته.
    • الميل إلى السذاجة أو التخيل.

    تشير دراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يكونون أكثر عرضة للعلاقات غير الصحية التي تنطوي على الإساءة.

     

    أسباب اضطراب الشخصية الاتكالية

    لم يتم التعرف على أسباب الاضطراب بشكل قطعي حتى الآن، ولكن يوجد بعض الأسباب المحتملة، وأبرزها:

    العلاقات المؤذية

    الشخص الذي لديه تاريخ من العلاقات المسيئة يكون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية المُعتمدة.

    صدمات الطفولة

    التعرّض للصدمات النفسية في مرحلة الطفولة يزيد من احتمالية أن يصبح الشخص اتكاليًا عندما يكبر، وذلك يشمل:

      • إساءة معاملة الأطفال؛ بما في ذلك الإساءة اللفظية. 
      • الإهمال في مرحلة الطفولة.
      • المعاناة من مرض يهدد الحياة أثناء الطفولة.

      عادة ما تبدأ أعراض اضطراب الشخصية الاتكالية في مرحلة الطفولة أو البلوغ المبكر. وغالبًا قبل سن الثلاثين.

      التاريخ العائلي

      امتلاك شخص في العائلة مصاب باضطراب الشخصية الاتكالية أو أي اضطراب قلق آخر يزيد من مخاطر إصابته بالاضطراب.

      البيئة الثقافية أو الدينية أو الأسرية

      قد يصاب بعض الأشخاص باضطراب الشخصية المعتمدة بسبب الممارسات الثقافية أو الدينية التي تجعله يتكل أو يعتمد كثيرًا على الآخرين، وتكون هذه الصفة حميدة بالنسبة لهذه الثقافة أو الدين أو الأسرة.

       

      متى عليك مراجعة الطبيب؟

      بمجرد أن تظهر عليك الأعراض أو العلامات التالية يجب عليك زيارة الطبيب للحصول على تشخيص الإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية، والحصول على العلاج المناسب:

        • مشاعر القلق المتكررة.
        • التهيج أو المزاجية والتقلب المزاجي.
        • فقدان الشهية أو تغير الشهية.
        • الأفكار السلبية المستمرة عن نفسك.
        • صعوبة في التركيز.

         

        تشخيص اضطراب الشخصية الاتكالية

        يمكنك تشخيص اضطراب الشخصية المعتمد من قبل طبيب أو أخصائي نفسي، وذلك بناءً على بعض الاختبارات والتقييمات، وتشمل:

        التاريخ الطبي

        سوف يطرح عليك الطبيب أو الأخصائي أسئلة حول تاريخك الطبي الشخصي والعائلي، ومن المحتمل أن يسأل عن:

          • أي دواء تتناوله.
          • الحالات الصحية التي لديك حاليًا أو كنت تعاني منها في الماضي.
          • أي حالات طبية أو نفسية مر بها أفراد عائلتك.

          اختبارات الشخصية

          هناك بعض من اختبارات الشخصية قد يستخدمها الطبيب أو الأخصائي في تحديد إصابتك بالاضطراب أو لا.

          المقابلة السريرية

          أحد أدوات التشخيص تتضمن مقابلة سريرية؛ حيث يقوم الطبيب أو الأخصائي الخاص بك لإجراء مقابلة سريرية مفصلة لأجل الآتي:

            • معرفة المدة وشدة الأعراض التي تعاني منها.
            • فهم أفكارك ومشاعرك أو دوافعك.

            اختبارات أخرى

            قَد يحتاج الطبيب أو الأخصائي الخاص بك إلى إجراء فحص جسدي أو اختبارات جسدية أو نفسية أخرى؛ لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى التي قد تسبب أعراضك.

            التقييم والتشخيص

            أخيرًا وبناءً على جميع العوامل السابقة يتم تقييم ما إذا كانت أعراضك تفي بمعايير اضطراب الشخصية المعتمد حسب معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM).

             

            هل يمكن الوقاية من اضطراب الشخصية الاتكالية؟

            الوقاية من الإصابة في اضطراب الشخصية المعتمدة أمرًا لا يمكن تحقيقه، ولكن يمكن علاجه والتخلص من أغلب أعراضه بأكثر من طريقة تتناسب مع التشخيص الخاص بك.

             

            علاج اضطراب الشخصية الاتكالية

            يوجَد أكثر من علاج معتمد وفعّال في علاج اضطراب الشخصية المعتمدة، وأبرزها:

              • مضادات الاكتئاب: تساعد في تخفيف الأعراض بشكل عام، وتحسين عملية التفكير الفردي والتفكير الإيجابي، مثل دواء زولفت أو باكسيل.
              • المهدئات: مثل  البنزوديازيبينات أو الباربيتورات تعمل على تهدئة الجهاز العصبي والدماغ، مما يقلل من التوتر أو القلق.
              • مهدئات الأعصاب: أدوية تعمل على خلق نظام عصبي هادئ مع إزالة الآثار الجسدية والنفسية للخوف أو القلق، مثل الفاليوم أو الليبريوم أو زاناكس.
              • العلاج النفسي: يهدف إلى توجيه الفرد ليكون أكثر استقلالية، وتكوين علاقات صحية، ورفع الثقة بالنفس.
              • العلاج السلوكي المعرفي: يساعدك على تحديد الأفكار السلبية وأنماط السلوك واستبدالها ببدائل أكثر إيجابية أو واقعية.
              • عِلاج الاضطرابات المصاحبة: غالبًا ما يصاحب اضطراب الشخصية المعتمدة الاكتئاب أو اضطرابات القلق، والتي يجب علاجها للتخلص من الاضطراب.

               

              كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية الاتكالية

              إذَا تم تشخيص إصابتك بهذا الاضطراب وبدأ العلاج اتبع ما يلي للتعامل معه والتأقلم معه بطريقة جيدة:

                • افعَل الأشياء بمفردك: أول ما عليك فعله هو تفعل الأشياء بنفسك، وابدأ بالأمور السهلة وانتقل للصعبة تدريجيًا، يمكنك البدء بالذهاب لشراء البقالة بمفردك أو تناول وجبة في مطعم بمفردك.
                • تحرّك: من الجيد أن تبدأ في ممارسة التمارين الرياضية؛ يمكن أن تساعدك على الشعور بأنك أقوى وأكثر قدرة.
                • ثِق بنفسك: ابدأ في الاستماع إلى أفكارك ومشاعرك أو غرائزك قبل أن تسعى للحصول على آراء الآخرين أثناء اتخاذ القرار.
                • ثِق في حدسك: من المهم أيضًا أن تثق في حدسك وقدرتك على التعامل مع نتيجة قراراتك مهما كانت.
                • تخلى عن حاجتك للموافقة: الحصول على موافقة أو قبول الآخرين أمرًا جميلًا، ولكن لا يجب أن تنتظرها حتى تتخذ القرارات أو تفعل أي أمر تراه مناسبًا لك.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                غالباً عندما يعاني الشخص من هذا الاضطراب فهو يمتلك مجموعة من الأفكار الخاطئة المتأصلة لديه، لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج المعرفي السلوكي يعتبر علاجاً فعّالاً في هذه الحالة، حيث يمكن اتباع الاستراتيجيات العلاجية التالية خلال الجلسات:

                • تحديد المواقف الحياتية التي تسبب الشعور بالضيق للشخص.
                • مواجهة المخاوف بدلاً من تجنبها.
                • استخدام تقنيات الاسترخاء المناسبة للتقليل من أعراض التوتر الجسدية والذهنية.
                • تحديد الأفكار غير الصحية واستبدالها بأخرى مفيدة.