Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب التحدي المعارض

تعرف على اضطراب التحدي المعارض

في عمر معين، معظم الأطفال يظهرون تحديهم لآبائهم في محاولة للشعور بالاستقلالية والتحكم بالذات، إلا أن الأمر قد ينطوي على أبعاد أكثر حدة، فيعاني الطفل من اضطراب التحدي المعارض، فما هو هذا الاضطراب وكيف يتم علاجه.

 

اضطراب التحدي المعارض (ODD)

هو اضطراب سلوكي، يظهر الطفل فيه سلوكاً يندمج فيه كل من التحدي وعدم التعاون والعدوانية تجاه الجميع وخاصة من هم أعلى منه في السلطة (الآباء والمعلمين)، حيث يؤثر هذا الأمر على حياته العائلية والمدرسية.

 

أسباب اضطراب التحدي المعارض

تجتمع الكثير من العوامل لتسبب إصابة الطفل بهذا الاضطراب، ومن ضمن هذه الأسباب:

    • العوامل الوراثية: إذ أثبتت الدراسات أن الجينات مسؤولة عن ظهور أعراض الاضطراب بنسبة 50%، حيث أن إصابة أحد أفراد العائلة بإحدى الاضطرابات النفسية تزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب.
    • العوامل البيولوجية: المتعلقة بالتغييرات الحاصلة في مناطق معينة بالدماغ، بالإضافة إلى اختلال توازن المواد الكيميائية بين الأعصاب.
    • العوامل البيئية: والتي تتضمن التربية غير الصحيحة، بالإضافة إلى الرفقة غير السوية، وعوامل اجتماعية واقتصادية تتفاعل جميعها لتؤدي إلى المساهمة في ظهور الاضطراب.
    • سلوكيات مكتسبة: حيث أن رؤية المحيطين يتعاملون بطرق غير مرغوبة، يمكن للطفل أن يتبنى هذه الطرق، بل ويطور عليها إلى أن يعاني من هذا الاضطراب.
    • عوامل تطورية: في أعمار معينة يبدأ الطفل الرغبة بالشعور بالاستقلالية عن والديه، لذلك يطور طرقاً خاصة به للتحكم بقراراته وسلوكياته.

    30% من الأطفال الذين يعانون من اضطراب التحدي المعارض مصابون باضطراب السلوك.

     

    عوامل الخطر لاضطراب التحدي المعارض

    على الرغم من أن الاضطراب عادة ما يظهر عند الأطفال والمراهقين، إلا أن البالغين يمكن أن يعانوا منه، بالإضافة إلى أن الذكور هم أكثر عرضة لإصابة من الإناث، وتلعب العوامل التالية دور أساسي في زيادة احتمالية الإصابة بالاضطراب:

      • تعرض الطفل إلى إساءة معاملة نفسية أو العنف الجسدي.
      • أن يعاني أحد الوالدين من اضطرابات معينة، مثل الاضطرابات العاطفية أو الاضطرابات نفسية أو الإدمان.
      • عدم الالتزام والإشراف على التربية أو إهمال الطفل.
      • شعور الطفل بعدم الاستقرار، مثل وجود حالة طلاق بين الوالدين، أو التنقلات الكثيرة في المسكن والمدرسة.
      • المشكلات المالية التي تعاني منها العائلة.
      • إصابة الطفل ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى.

       

      أعراض اضطراب التحدي المعارض

      في معظم الحالات تبدأ الأعراض بالظهور في العمر ما بين (5 – 10) أعوام، ويمكن تقسيم الأعراض إلى المجموعات التالية:

      الغضب أو الانفعال

      من الأعراض الأساسية عند تشخيص الاضطراب، حيث تشتمل أعراض الغضب أو الانفعال على:

        • فقدان الأعصاب بسهولة وسرعة.
        • يعاني الطفل من نوبات متكررة من الغضب أو الاستياء.
        • غالباً ما يكون حساس ويتأثر من الآخرين بسهولة.
        • إظهار عدم الاحترام للآخرين.

        الجدل والتحدي

        حيث تظهر أعراض الجدل أو التحدي من خلال بعض السلوكيات، مثل:

          • يقوم الطفل بمجادلة الأشخاص الكبار بشكل مفرط.
          • رفض الطفل الامتثال للقواعد أو الطلبات.
          • يقوم بلوم الآخرين على الأخطاء التي يرتكبونها.
          • القيام بمحاولة إزعاج الآخرين بشكل مقصود.

          العدوانية والانتقام

          تظهر العدوانية والميل للانتقام عند الطفل المصاب باضطراب التحدي المعارض من خلال:

            • الحقد على الآخرين أو السعي خلف الانتقام منهم.
            • التفوه بأقوال سيئة عند الانزعاج أو الغضب.

             

            أنواع اضطراب التحدي المعارض

            قد يختلف اضطراب التحدي المعارض في شدته من حالة إلى أخرى، ومن هذه الأنواع:

              • الخفيف: حيث تظهر الإعراض في مكان واحد فقط، إما المدرسة أو البيت أو مع الأصدقاء.
              • المتوسط: وفيه تظهر الأعراض في مكانين اثنين على الأقل.
              • الشديد: وهنا تظهر أعراض الاضطراب في 3 أماكن أو أكثر.

              تبدأ الأعراض عادةً في سن 8، وتستقر حتى عمر 10 سنوات تقريبًا.

               

              الاضطرابات المتعلقة اضطراب التحدي المعارض

              غالباً ما يعاني الطفل أو المراهق المصاب باضطراب التحدي المعارض من إحدى الاضطرابات التالية:

                • نقص الانتباه وفرط الحركة.
                • اضطرابات القلق ومنها اضطراب الوسواس القهري.
                • صعوبات التعلم.
                • الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب.
                • اضطرابات السيطرة على الانفعالات.

                 

                تشخيص اضطراب التحدي المعارض

                عند تشخيص الاضطراب، لا بد أن يعاني الطفل من الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر، حيث يجب أن تظهر في هذه الفترة 4 أعراض أو أكثر من أعراض الاضطراب للتمكن من تشخيص الاضطراب، عندها يعمل أخصائي نفسي الأطفال بالتفريق بين هذا الاضطراب واضطرابات أخرى تتشابه بالأعراض منها:

                 

                علاج اضطراب التحدي المعارض

                عند اللجوء إلى الأخصائي النفسي لعلاج الطفل أو المراهق من هذا الاضطراب، لا بد من وجود خطة متكاملة تضمن نجاح العلاج، وتتضمن الخطة عادة:

                تدريب الأهل

                وهي عبارة عن جلسات للأهالي تستمر عدة أسابيع، يتعلم فيها الآباء أمور متعددة للمساهمة في علاج الطفل، ومن الأمور التي يتعلمونها:

                  • كيفية التعزيز الإيجابي للتقليل من السلوكيات غير المرغوبة.
                  • التمكن من تحديد سلوكيات الطفل التي تسبب المشكلات.
                  • تطبيق العقوبات حسب مجريات محددة.

                  العلاج النفسي

                  يمكن للأخصائي النفسي الاختيار بين أنسب طرق العلاج بالكلام لعلاج اضطراب التحدي المعارض لدى الطفل، حيث تتمثل العلاجات بما يلي:

                    • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يتم في هذا العلاج تمكين الطفل من التعرف على أفكاره التي تؤثر بشكل مباشر على سلوكياته، بالإضافة إلى تعليمه وسائل لإدارة غضبه أو مهارات حل المشكلات.
                    • العلاج المركز على العائلة: وفيه ينضم كل من الطفل والوالدين إلى جلسات العلاج، بحيث يتم تحديد العوامل المنزلية التي تساهم في زيادة سلوكيات الطفل، بالإضافة إلى تحسين مهارات التواصل بين الطرفين.

                    قد يحتاج الأطفال إلى تجربة معالجين مختلفين وأنواع مختلفة من العلاجات قبل أن يجدوا ما يناسبهم.

                    التدخلات المدرسية

                    تعمل هذه التدخلات على زيادة أداء الطفل المدرسي، بالإضافة إلى تحسين علاقاته مع أقرانه ومعلميه، ومن هذه التدخلات:

                      • اتباع طرق محددة في التدريس ومن ثم استخدام بعض الأدوات.
                      • وضع تقنيات محددة لمنع السلوكيات المرفوضة.
                      • استخدام طرق جديدة لتحفيز الطفل على اتباع القواعد السلوكية أو التفاعلات الاجتماعية الصحيحة.

                      العلاج الدوائي

                      قد يصف الطبيب النفسي بعض الأدوية التي من شأنها أن تقلل من أعراض الاضطرابات الأخرى المرافقة لاضطراب التحدي المعارض، حيث انه لا يوجد دواء محدد لهذا الاضطراب.

                       

                      أسس علاج اضطراب التحدي المعارض

                      يعتمد علاج هذا الاضطراب على عدة عوامل منها:

                        • عمر الطفل المصاب بالاضطراب.
                        • حدة الأعراض لدى الطفل.
                        • مدى قدرة الطفل في المشاركة في علاجات معينة.
                        • الاضطرابات النفسية الأخرى التي يعاني منها الطفل.

                         

                        مضاعفات اضطراب التحدي المعارض

                        في حالة عدم علاج هذا الاضطراب فقد يتحول إلى اضطراب سلوكي، وهو اضطراب يتميز بالعدوانية المفرطة تجاه الآخرين، بالإضافة إلى وجود انتهاكات خطيرة للعديد من الأمور فيه، بالإضافة إلى المضاعفات التالية:

                          • مشكلات في التحصيل الدراسي.
                          • مشكلات اجتماعية.
                          • الإدمان.
                          • الإصابة ببعض الاضطرابات الأخرى، مثل الاكتئاب أو القلق.

                           

                          الفرق بين اضطراب التحدي المعارض واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة

                          في كثير من الأحيان، يتزامن ظهور كلا الاضطرابين، إلا أنهما اضطرابين منفصلين ويجب التفريق بينهما من خلال:

                            • اضطراب التحدي المعارض هو اضطراب سلوكي موجه تجاه الوالدين والمعلمين والأصدقاء والأخوة.
                            • اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب عصبي ينتج عنه قلة في تركيز الطفل وتشتته بسهولة وقلقه المفرط.

                             

                            نصيحة عرب ثيرابي

                            للتمكن من العناية بالطفل المصاب بالاضطراب لابد من القيام ببعض الأمور بالإضاة إلى الحصول على العلاج المناسب. حيث أن الخبراء في عرب ثيرابي ينصحون الوالدين بما يلي:

                            • القيام بتعزيز الطفل والثناء عليه عندما يظهر السلوكيات الإيجابية.
                            • وضع الحدود والعقوبات المتناسبة مع عمر الطفل.
                            • الرعاية الذاتية للتمكن من تحمل الأمر، من خلال قضاء بعض الوقت في الأمور المفضلة.