Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
إحصائيات الصحة النفسية في الوطن العربي

إحصائيات الصحة النفسية في الوطن العربي

تنتشر الاضطرابات النفسية بصورة متزايدة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل جائحة كورونا التي سيطرت على العالم، وتشير إحصائيات الصحة النفسية في الوطن العربي إلى أن انتشار الأمراض والاضطرابات النفسية في الوطن العربي يصل إلى 35.5%.

ولكن قليلًا ما يتم اللجوء للعلاج! إذ تشير التقديرات إلى أنه في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل؛ (76%-85%) من المصابين باضطرابات نفسية لا يتلقون أي علاج على الإطلاق.

 

إحصائيات الصحة النفسية في الوطن العربي | الاكتئاب والقلق

وفقًا لآخر الدراسات عالمية؛ تعاني منطقة الشرق الأوسط من أعلى معدلات الاكتئاب واضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والانتحار. إلى جانب وجود نقص في الوعي حول الصحة النفسية، إضافة إلى محدودية خدمات الرعاية النفسية، مما يزيد الوضع سوءًا.

يشكل الاكتئاب والقلق 73% من الاضطرابات النفسية عند العرب

ووفقًا لمنصة عرب ثيرابي للخدمات والاستشارات النفسية، فإن الاكتئاب والقلق تشكل 73% من الاضطرابات النفسية لمستخدمي المنصة. ويعود السبب في ذلك إلى بعض العوامل التي تزيد من انتشار الاكتئاب في العالم العربي، ومن هذه العوامل:

وصمة العار

ترتبط في المجتمعات العربية مشكلة الصحة النفسية بالخزي والعار، كما تعتبر من أسباب رفض الشخص ونبذه واعتباره مجنونًا أو مختلًا. لذلك يتردد الناس في طلب المساعدة الطبية أو حتى التحدث عن مشاكلهم النفسية أو أعراضها. مما يزيد الضغط النفسي على المصاب ليؤدي في النهاية إلى الاكتئاب السريري أو حالات الانتحار في بعض الحالات.

نقص الوعي

يفتقر العالم العربي للوعي بأهمية الصحة النفسية، حيث إن المجتمع العربي يرتبط بثقافة دينية؛ لذلك يتم تشجيع الناس على التعامل مع المشاكل النفسية من خلال الحفاظ على علاقة جيدة مع الله تعالى. والمشاركة في الأنشطة والعبادات، وعدم الحديث عن المشاكل النفسية مع الآخرين، مما يؤدي إلى غياب المساعدة النفسية المهنية المختصة. وذلك لاعتقاد الناس بأنهم قادرون على التعامل مع مشاكلهم لوحدهم دون اللجوء لمقدمي الرعاية النفسية.

نقص النشاط الجسدي

مع تطور التكنولوجيا وسبل الراحة والأجهزة الحديثة، أصبح الكثير من الناس يقومون بعملهم وهم جالسون دون ممارسة أي نشاط بدني. مما يتسبب في الخمول البدني الذي يؤدي إلى الشعور بالتعب النفسي والاكتئاب.

الهواتف المحمولة

ساهمت الهواتف المحمولة في تقليل التفاعل الاجتماعي بين الناس، لا سيما بين الأزواج وأفراد العائلة الواحدة. وأدى الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة إلى الانعزال والسهر لوقت متأخر من الليل، إلى جانب ضعف التركيز، إلى جانب الكسل والإرهاق والأرق، مما يساهم في الإصابة بالاكتئاب والقلق.

 

إحصائيات الصحة النفسية في الوطن العربي | المغتربين

مع ازدياد الاضطرابات النفسية في البلدان العربية، إلا أن الإقبال على العلاج يواجه تحديات وعوائق تتمثل بالجهل ووصمة العار كما تم ذكره سابقًا. إضافة إلى أن المعتقدات الثقافية مثل تأثير السحر والحسد تؤثر على تفسير الأعراض النفسية للفرد مما يؤخر أو يحول دون خضوع الفرد للعلاج اللازم.

العرب المغتربون أكثر إقبالًا على العلاج

وعلى الرغم من ذلك وبحسب الإحصائيات الأخيرة؛ فإن العرب المغتربين أعلى تقبلًا للعلاج النفسي. فتبعًا لموقع عرب ثيرابي؛ شكلت نسبة العرب المغتربين الذين لجأوا للمنصة للحصول على الدعم والعلاج النفسي حوالي 60% من كافة مستخدمي الموقع.

 

النساء أكثر تعرضًا للاضطرابات النفسية

بحسب الإحصائيات الصحية للبنك الدولي فإن ظاهرة الاكتئاب لدى النساء تتصدر في 7 دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

حيث إن النساء في الوطن العربي أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية مقارنة بالرجال، كما تعتبر فئة الشباب من النساء الفئة الأكثر عرضة للاضطرابات والمشاكل النفسية الشائعة.

26% من النساء الشابات تعانين من الاضطرابات النفسية مقارنةً بـ 9.1% من الرجال

تشير إحصائيات الصحة النفسية في الوطن العربي إلى أن أكثر من 26% من النساء الشابات يعانون من اضطراب نفسي شائع مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل، وذلك أكثر بثلاثة أضعاف تقريبًا مقارنة بالشباب الذكور، إذ تشكل نسبتهم 9.1%.

 

النساء أكثر تقبلًا للعلاج النفسي من الرجال

تعتبر النساء بشكل عام أكثر تقبلًا للعلاج النفسي من الرجال، إذ يلجأون إلى طلب المساعدة من أصحاب الاختصاص. حسب المعهد الوطني للصحة العقلية؛ فإن نسبة النساء الذين تلقوا علاج نفسي 51.2%، مقارنة بنسبة الرجال التي بلغت 37.4%

ويعود السبب إلى أن الرجال يرفضون طلب المساعدة، حيث تفرض المجتمعات العربية على الرجل أن يكبت مشاعره وأن يكون منفصلًا عن عواطفه، مما يجعله لا يدرك مشاعره ويرفض التعبير عما بداخله.

 

بحسب موقع عرب ثيرابي، فإن النساء في الوطن العربي يثقون بالعلاج النفسي ويلجأون له أكثر من الرجال بنسبة 130%

 

الشباب أقل خوفًا من الوصمة الاجتماعية

تشير الدراسات إلى أن نسبة الذين تلقوا استشارة نفسية أو علاجاً نفسياً من الفئة العمرية (18-44) سنة تبلغ 13.2%. أما الفئة العمرية (45-64) سنة فتتناقص فيها نسبة من يتلقى العلاج في هذه الفئة 9.2%. أما فئة كبار السن (65 فما فوق) فبلغت نسبة من خضع لعلاج نفسي 4.7%.

بحسب منصة عرب ثيرابي فإن فئة الشباب العرب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 21 إلى 38 عامًا هم أقل خوفًا من الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالعلاج النفسي مقارنة بالفئات الأكبر عمرًا.

 

أسباب توقف الناس عن العلاج

دائمًا ما تكون الخطوة الأولى نحو العلاج هي الأصعب، لكن ما إن يبدأ الفرد برحلته العلاجية حتى يشعر بأهمية الصحة النفسية وضرورة وجود معالج مختص يستطيع أن يبوح بمشاكله أمامه دون خوف أو تكلف. ولكن يضطر بعض الناس إلى التوقف عن العلاج لعدم قدرتهم على تحمل تكاليفه رغم إيمانهم بمدى حاجتهم إليه.

تشير التقارير في منصة عرب ثيرابي للخدمات النفسية أن 65% من المستخدمين أخبروا أن عدم إكمالهم لجلسات العلاج النفسي يعود إلى أسباب مادية بحتة. لذلك فإن منصة عرب ثيرابي توصي بضرورة تخصيص ميزانيات لازمة لتعزيز خدمات الصحة النفسية للأفراد والشعوب.