ما ستجده في هذا المقال:
يمكِن تفسير الهستيريا على أنها آلية دفاع الجسم بعد تجربة مؤلمة، و أنواع الهستيريا المختلفة تبدأ بالظهور عادةً عند الشباب، ولكن قد تظهر عند الأطفال في بعض الأحيان أيضًا.
ما هي الهستيريا؟
هي اضطراب يعبّر من خلاله الشخص عن الاضطراب العاطفي بتحويله إلى أعراض جسدية، والتي أصبحت تُسمى العوامل النفسية التي تؤثر على الظروف الطبية. وبشكل عام الهستيريا تنتشر عند الإناث أكثر من الذكور، وعند المراهقين أكثر من الأطفال.
أنواع الهستيريا
بشكل عام هناك نوعان للهستيريا، ويعتقد أن السبب خلفها هو تجربة نفسية أو عاطفية مكبوتة تتجلى بطريقة جسدية، وهي:
اضطراب التحويل
في هذا النوع من أنواع الهستيريا يكون المريض عادةً يشكو من مرض جسدي ليس له أي سبب طبي، ويعتبر النوع الأكثر شيوعًا، وبشكل خاص خلال الحربين العالميتين عندما عانى الكثيرون من تجارب مؤلمة، وتشمل الأعراض الشائعة:
- الألم وعدم القدرة على استخدام جزء من الجسم مثل عدم القدرة على رفع الذراعين.
- عدم القدرة على الوقوف أو الجلوس، ولكن الشخص يمكنه تحريك ساقيه بسهولة عندما يكون في وضع مريح مثل الاستلقاء.
- فقدان السيطرة على حاسة معينة واحتمالية الإصابة بالعمى، أو الصمم، أو سماع أصوات معينة باستمرار.
- الشعور بشلل جزئي أو ضعف عام في الجسم.
الاضطراب الفصامي
وهو من أنواع الهستيريا التي تسبب للمريض انقطاع في الذاكرة أو الوعي أو الإدراك لما يحيط به، وغالبًا ما يعاني المريض من نوبات لا يتصرف بها بنفسه، ولا يتذكر الأحداث، والاضطراب الفصامي يزيد من مخاطر الإصابة بـ:
- فقدان الذاكرة الانفصامي؛ حيث لا يكون الشخص قادرًا على تذكر فترة زمنية معينة ومعلومات حول هويته مثل العنوان، أو الأقارب، أو أفراد العائلة.
- اضطراب الهوية الانفصامي؛ حيث يلاحظ أن المريض لديه العديد من الهويات، والتي قد تظهر بشكل مفاجئ خلال اللحظات العصيبة، وعادة لا يتم تذكر انتقالات الهوية هذه.
- الشرود الفصامي.
- اضطِراب قلق المرض.
- الاضطِراب المفتعل.
الهستيريا الجماعية
هِي اندلاع سلوكيات غير عادية مشتركة بين مجموعة كبيرة من الناس، ولا يعاني أي من هؤلاء من أي حالة طبية، ولكن قد يكون لديهم محفزات أو أنماط سلوك مماثلة بشكل منتظم، ويمكن اعتبارها من أحد أشكال أو أنواع الهستيريا.
على سبيل المثال في حادثة جماعية حدثت في جميع أنحاء أوروبا في العصور الوسطى؛ حيث بدأت مجموعة من الناس بالرقص دون توقف حتى سقطوا بسبب الإرهاق.
أعراض الهستيريا
الفرد المصاب بأي من أنواع الهستيريا يُمكن أن يعاني من مجموعة متنوعة من الأعراض، وأبرزها:
الأعرَاض الشائعة
أكثر أعراض الهستيريا شيوعًا:
- العمى.
- الانفجارات العاطفية.
- الهلوسة.
- الانفعال بشكل مفرط أو السلوكيات الدرامية.
- زيادَة الإيحاء.
- خسارة الإحساس.
- الإحسَاس في حالة نشوة.
- تطوير فقدان الذاكرة.
- الإغماء أو فقدان الوعي.
- الإصَابة بنوبات تشبه الصرع.
- زيَادة الإحساس بالألم.
- تصلّب العضلات أو تشنجها.
الاضِطرابات الحسية
تشمل الاضطرابات الحسية الأعراض التالية:
- تنمّل الأطراف.
- فرط الحساسية.
- فقدان كامل أو جزئي للإحساس.
- ضرر بالأعضاء الحسية والتي قد تسبب العمى، أو فقدان السمع، أو فقدان التذوق أو الشم.
الأعراض الحركية
مِن أبرز الأعراض الحركية للهستيريا:
- الشلل التام أو الرعشة أو التشنجات.
- فِقدان القدرة على الكلام.
- القيء أو الفواق.
- فحوصات الجهاز العصبي تكون سليمة، والنشاط الكهربائي طبيعي، وحتى الاستجابة والتحفيز تكون طبيعية.
الأعراض النفسية
تؤثر أنواع الهستيريا المختلفة على الصحة النفسية للمريض، وتسمى بـ ردود الفعل الانفصالية، وتشمل الأعراض النفسية للهستيريا:
- نوبَات فقدان الذاكرة.
- السير أثناء النوم.
- ظهُور شخصيات متعددة أو انقسام الشخصية.
- نسيان الاسم، أو عنوان المنزل.
- السلوكيات العاطفية أو الخروج عن نطاق السيطرة بالسلوكيات.
ما هي عواقب أنواع الهستيريا؟
بغض النظر عن نوع الهستيريا يمكن أن يكون لكلاهما تأثير طويل المدى على المريض، وذلك على النحو الآتي:
- السلوك المزمن لسوء التكيّف عند الأطفال، وبشكل خاص المصابين باضطرابات التحويل.
- الدخول في الكثير من الصراعات والمشاكل مع الأشخاص الآخرين عند البالغين والمراهقين.
- ظهور صعوبات شخصية بشكل أساسي، وعدم القدرة على التمسك بوظيفة واحدة.
- ترتفع مخاطر الإصابة بالفصام بشكل كبير عند الإصابة بالهستيريا.
الهستيريا بين الماضي والحاضر
في الماضي أطلق عليها أبقراط اسم هستيريا؛ لأنه اعتقد أن سبب المرض هو هيستيرون، وهي حركة الرحم باللغة اليونانية، ولكن بالماضي كان يعتقد أنه اضطراب تصاب به الإناث فقط.
بالوقت الحاضر أصبح يطلق عليه اضطراب التحويل، ويوصف بأنه سلوك مشحون عاطفيًا؛ حيث يتفاعل الشخص بشكل غير لائق أو غير مناسب مع الموقف.
أظهر الدراسات الحديثة انخفاض كبير في السلوكيات الهستيرية بسبب المعايير الاجتماعية والاقتصادية المحسنة.
أسباب الإصابة بالهستيريا
هنَاك العديد من الأسباب خلف الإصابة بالهستيريا، ومنها:
- الأمراض لأسباب مختلفة.
- الصدمة التي تحدث خلال سنوات النمو أو في مرحلة الطفولة سواء كانت جسدية، أو عاطفية، أو جنسية.
- إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة.
- إهمال الوالدين أو عدم الحصول على الاهتمام والرعاية الكافية في مرحلة الطفولة.
أثبتت الدراسات أن جلسات العلاج النفسي وإدارة التوتر فعالّة في تقليل الأعراض، واكتشاف الجذر الحقيقي للهستيريا.
كيف أعرف إذا كان الطفل يزيف الأعراض؟
تزييف الأعراض ليس هستيريا؛ حيث أن الهستيريا اضطراب نفسي حقيقي، وأعراضها لا يمكن تزييفها أبدًا أو التظاهر بها. وللتأكد من ذلك يجب عليك الحصول على تشخيص معتمد من أخصائي أو طبيب نفسي مرخص وموثوق.
تشخيص أنواع الهستيريا
قد يتم التشخيص بأنواع مختلفة من الاضطرابات التي كانت تعرف سابقًا بالهستيريا، وذلك على النحو الآتي:
الاضِطرابات الفصامية
وهي اضطرابات نفسية تنطوي على انقطاع في جوانب الوعي المتعلقة بالذاكرة أو الهوية، وتشمل:
- فقدَان الذاكرة الانفصامي.
- الشُرود الانفصالي.
- اضْطراب الهوية الانفصامي.
الأعرَاض الجسدية أو اضطرابها
حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية يوجد العديد من الحالات التي يمكن تشخيصها ضمن هذه الفئة، ومنها:
- اضِطراب التحويل أو اضطراب الأعراض العصبية الوظيفية.
- الاضطرَاب المفتعل أو متلازمة مانشاوزن المفروضة على الذات.
- قَلق المرض أو المراق سابقًا.
علاج الهستيريا
إذا كنت مصابًا في أي من أنواع الهستيريا بعد أن تحصل على التشخيص سوف يصف لك الطبيب أو الأخصائي أحد العلاجات التالية بالأغلب:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
- العلاج الجدلي السلوكي (DBT).
- إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR).
- العِلاج القائم على اليقظة.
خرافة شائعة ليس عليك فعلها: جعل المريض يشم البصل يساعد في إنهاء نوبة الهستيريا.
نصيحة عرب ثيرابي
إذَا عانيت أنت أو أحد أفراد أسرتك من أعراض الهستيريا فإن اتباع النصائح المقدمة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي غالباً ما تكون ذات فائدة، ومنها:
- مارس تمارين اليقظة؛ للتركيز على الحاضر بدلًا من الماضي أو المستقبل.
- انتظم في ممارسة تمارين التنفس المختلفة لتهدئة مشاعر القلق لديك.
- اكتب ما تشعر به في مدونة أو دفتر.
- كن نشيطًا وتحرك ومارس التمارين الرياضية، أو امشي بالخارج في مكان طبيعي، أو اركب دراجتك في جولة حول المنزل.
- ضع جدولًا ثابتًا للنوم وامنح جسمك الراحة التي يحتاجها.
