ما ستجده في هذا المقال:
يعد مرض الوهم أحد الاضطرابات الذهانية التي تجعل من الصعب على الشخص أن يميز بين الأمور الحقيقية والأمور المتخيلة أو غير الحقيقية. والعرض الأساسي لهذا المرض هو وجود الأوهام، وهي معتقدات غير عقلانية وغير صحيحة وهذا لا يعني أنها غير واقعية تماماً.
وفي معظم الأحيان يستمر المصابون بمرض الوهم في التواصل الاجتماعي الجيد بصرف النظر عن الأوهام التي يعانون منها. وهذا عكس الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ذهانية أخرى. وتختلف أنواع الاضطرابات الوهمية فما هي هذه الأنواع؟
أنواع مرض الوهم
تختلف أنواع الاضطراب الوهمي اعتماداً على الموضوع الرئيسي للأوهام التي يعاني منها المريض. ومن أبرز هذه الأنواع:
- الوهم العاطفي أو هوس العشق: يعتقد المصابون بالوهم العاطفي أن شخصاً آخر يحبهم وغالباً ما يكون شخصاً مشهوراً أو مهماً. وقد يحاول بعض المرضى مراقبة أو تعقب الآخرين.
- أوهام العظمة: يمتلك هؤلاء المرضى شعوراً مبالغاً فيه بالقوة أو الأهمية أو العظمة. وقد يعتقدون أنهم يملكون مواهب عظيمة أو أنهم حققوا اكتشافات مهمة.
- الغيرة الوهامية: يعتقد المصابون به بأن الزوج غير مخلص دون أي أدلة ملموسة.
- الوهم الاضطهادي: يظن المصابون بهذا الوهم أن شخصاً ما أو شيئاً ما يسيء معاملتهم أو يحاول أن يؤذيهم أو يتجسس عليهم. وقد يقدمون شكاوى متكررة إلى السلطات القانونية.
- وهم التغير الجسدي: يعتقد المرضى بهذا النوع أن لديهم مشكلات جسدية أو طبية مثل الرائحة الكريهة أو الطفيليات.
- الوهم المختلط: يعاني هؤلاء الأشخاص من نوعين أو أكثر من أنواع الأوهام التي ذكرت.
- وهم غير محدد: لا يوصف الوهم عند المريض بوصف محدد وإنما يكون غير واضح تماماً.
إن الاضطراب الوهمي بحد ذاته نادر إلى حد ما؛ إذ يعاني ما يقرب من 0.05% إلى 0.1% من السكان البالغين من اضطراب الوهم.
تعد الأوهام العرض الرئيسي لهذا الاضطراب والتي تختلف باختلاف النوع. وغالباً ما يفتقر المصاب إلى الوعي بأن أوهامه تمثل مشكلة له. وعادة ما يكونون غير قادرين على تقبل أن أوهامهم غير عقلانية. ويمكن أن تظهر أعراض أخرى على مريض الوهم فما هي أبرز هذه الأعراض؟
أعراض مرض الوهم
من أبرز أعراض مرض الوهم نذكر:
- العصبية الشديدة أو الغضب أو انخفاض المزاجية.
- الهلوسة (رؤية أو سماع أشياء ليست موجودة في الحقيقة) وتكون مرتبطة بالوهم.
- الانشغال بالدوافع الخفية لأفراد الأسرة أو الأصدقاء.
- الشك أو عدم الثقة.
- الخوف من التعرض للخداع أو سوء المعاملة أو الاستغلال.
- السلوك الدفاعي للرد على الأوهام.
- الانشغال بمدى مصداقية الأصدقاء وولائهم.
لا يعرف الباحثون كما هو الحال مع الاضطرابات الأخرى السبب الدقيق لمرض الوهم. ومع ذلك يظن هؤلاء الباحثين أن هناك دوراً لأسباب مختلفة. فما هي أبرز هذه الأسباب؟ وكيف يختلف عن مرض الفصام؟
أسباب مرض الوهم
من أبرز أسباب الاضطرابات الوهامية ما يلي:
- العوامل الوراثية: يعتقد الباحثون أن الاضطراب الوهامي قد ينتقل من الآباء إلى أبنائهم البيولوجيين وذلك لاحتمالية وجود عامل وراثي.
- العوامل البيئية: يمكن أن ينجم مرض الوهم عن التوتر، أو اضطرابات الإدمان في هذه الحالة.
- العوامل النفسية: يمكن للعزلة الاجتماعية أو الحسد أو عدم الثقة أو الشك أو تدني احترام الذات أن تساهم في مرض الوهم.
- العوامل البيولوجية: مثل الخلل في مناطق محددة من الدماغ كالخلل في الناقلات العصبية الموجودة في الدماغ.
الفرق بين مرض الوهم والفصام
من أبرز الفروقات نذكر ما يأتي:
- ينطوي اضطراب الفصام على أعراض ذهانية تشمل كلاماً أو سلوكاً غير منظم إضافة إلى أعراض سلبية مثل قلة العاطفة وذلك على عكس اضطراب الوهم الذي لا ينشأ عنه إلا الأوهام.
- الاضطراب الوهمي نادر نسبياً على عكس الفصام.
- لا يضعف مرض الوهم الأداء اليومي عكس مرض الفصام.
من المرجح أن يطلب الطبيب التاريخ الطبي الكامل للمريض إضافة إلى إجراء فحوصات بدنية إذا كان يعاني من أعراض الاضطراب الوهمي. ويمكن تشخيص هذا المرض باختبارات مختلفة. فما هي هذه الاختبارات؟ وكيف يمكن علاجه؟
تشخيص مرض الوهم
يحدد مقدم الرعاية هذا المرض من خلال النظر في الأعراض إذ يجب أن تكون:
- استمرت الأوهام لمدة شهر على الأقل.
- ألا يعان يالشخص من الهلوسة أو أي أعراض مزاجية أخرى.
- عدم حدوث ضعف ملحوظ في الأداء اليومي للمريض.
- معاناة الشخص من واحد أو أكثر من الأوهام.
يمكن أن يتضمن التشخيص أيضاً:
- استبيانات أخرى أو اختبارات مختلفة.
- مقابلة نفسية شاملة.
- فحوصات متعددة لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى مثل الصرع أو الزهايمر أو اضطراب الوسواس القهري أو الانفصام وغيره.
علاج مرض الوهم
يشمل علاج مرض الوهم في معظم الأحيان العلاج بالأدوية أو العلاج النفسي. ويمكن التفصيل على النحو الآتي:
مضادات الذهان التقليدية
استخدمت هذه المضادات لعلاج الاضطرابات العقلية منذ منتصف الخمسينات، وتعمل عن طريق التأثير على هرمون الدوبامين. ومن أمثلتها:
- كلوربرومازين (Chlorpromazine) أو فلوفينازين (Fluphenazine).
- هالوبيريدول (Haloperidol) أو لوكسابين (Loxapine)
- بيرفينازين (Perphenazine) أو ثيوريدازين (Thioridazine).
- الثيوتيكسين (Thiothixene) أو تريفلوبيرازين (Trifluoperazine).
النوع الأكثر شيوعًا من الاضطراب الوهمي هو النوع الاضطهادي، عندما يعتقد شخص ما أن الآخرين يريدون أذيته على الرغم من وجود أدلة تشير إلى عكس ذلك.
مضادات الذهان غير التقليدية
تتميز هذه المضادات بآثارها الجانبية الأخف مقارنة مع مضادات الذهان التقليدية. وتعمل عن طريق التأثير على هرمون السيروتونين والدوبامين في الدماغ. ومن أبرزها:
- أريبيبرازول (Aripiprazole) أو أسينابين (Asenapine).
- البريكسبيبرازول (Brexpiprazole) أو كاريبرازين (Cariprazine).
- الكلوزابين (Clozapine) أو إيلوبيريدون (Iloperidone).
- أولانزابين (Olanzapine) أو اللوراسيدون (Lurasidone).
أدوية أخرى
يمكن استخدام بعض الأدوية الأخرى مثل المهدئات أو مضادات الاكتئاب لعلاج أعراض القلق أو المزاج إذا كانت مصاحبة للاضطراب الوهمي.
العلاج النفسي
يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيداً إلى جانب الأدوية لمساعدة المرضى على إدارة الضغوطات المرتبطة بالأوهام وتأثيرها على حياتهم بشكل أفضل. ومنها:
- العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد المريض على كيفية التعرف على السلوكيات التي تؤدي إلى المشاعر المزعجة ثم تغييرها.
- العلاج العائلي الذي يمكن أن يساعد العائلات على التعامل مع أفراد الأسرة المصابين بالاضطراب الوهامي.
- العلاج النفسي الفردي الذي يهدف إلى مساعدة الشخص على التعرف على الأفكار السلبية ثم تصحيحها.
غالبًا ما يحدث الاضطراب الوهمي في منتصف العمر إلى أواخره، حيث يظهر في المتوسط عند عمر 40 عامًا.
نصيحة عرب ثيرابي
من المهم التوجه إلى الطبيب النفسي أو المعالج النفسي عند الشك في إصابتك أو أحد أفراد أسرتك بالاضطراب الوهامي. وذلك لإمكانية حدوث مضاعفات منها:
- الاكتئاب الذي غالباً ما يكون ناشئاً عن الصعوبات المرتبطة بالأوهام.
- العزلة الاجتماعية.
- إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين.
- المسائل القانونية التي قد تنجم عن ملاحقة أو مضايقة بعض الناس.
ويمكنك الاستعانة بالأطباء والمختصين في عرب ثيرابي على مدار الساعة والذين يمكنهم أن يقدموا لك المساعدة والتشخيص ثم العلاج.