ما ستجده في هذا المقال:
يعاني الكثير من الناس من درجات مختلفة من القلق والاكتئاب في مراحل حياتهم المختلفة. ويمكن أن يسبب الاكتئاب مشكلات كبيرة للصحتين العقلية والجسدية، والاكتئاب هو اضطراب مزاجي يتسبب في الشعور المستمر بالآلام العاطفية مثل الحزن وفقدان الاهتمام. ويمكن للاكتئاب أن يساهم في نشوء مشكلات جسدية واسعة. كما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض والحالات الجسدية المختلفة. فما هي آثار الاكتئاب؟ وما هو علاجها؟
آثار الاكتئاب
يمكن أن تنقسم آثار الاكتئاب إلى آثار نفسية وأخرى جسدية كما يأتي:
آثار الاكتئاب النفسية
تشمل الأعراض النفسية واحداً أو أكثر مما يلي:
- صعوبة في النوم أو الأرق: يؤدي الاكتئاب إلى الأرق وعدم النوم أثناء الليل بسبب تفكير المصابين الدائم وعدم قدرتهم على تهدئة أفكارهم.
- مشكلات في الذاكرة: يسبب تغيرات معرفية في الدماغ والتي بدورها تؤثر على قدرة الشخص على التعلم، وذاكرته، وإدراكه، ويركيزه.
وجد الأطباء علاقة بين الاكتئاب والالتهاب؛ إذ يزيد الاكتئاب من فرصة حدوث الالتهابات، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات صحية أخرى مثل: متلازمة القولون العصبي، والتهاب المفاصل.
آثار الاكتئاب الجسدية
تشمل الأعراض الجسدية واحداً أو أكثر مما يلي:
- آلام الجسم: يعد من الآثار الأكثر شيوعاً، فقد يشعر المصاب بألم في الأطراف، والمفاصل، أو الصداع. وقد يكون الألم قوياً ومزعجاً، وقد يتحول إلى آلام مزمنة.
- مشكلات في الجهاز الهضمي: يؤثر الاكتئاب على التغذية والشهية تأثيراً كبيراً. وقد يعاني المصاب من الإمساك، والإسهال، والانتفاخ، وفقدان الشهية، وآلام المعدة. كما قد يفقد الاهتمام بتناول الطعام الأمر الذي يؤدي إلى نقص التغذية.
- انخفاض المناعة: تقلل الإصابة بالاكتئاب من المناعة الأمر الذي يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. كما قد يبطئ عملية الشفاء من الأمراض.
- التعب: قد يشعر المريض بالتعب طوال اليوم، بغض النظر عن عدد ساعات النوم. ولذلك تبدو الأنشطة اليومية مثل تناول الطعام، أو الاستحمام، أو الأعمال الأخرى صعبة عليهم وغير مثيرة للاهتمام. وقد يرتبط التعب بعادات النوم السيئة نتيجة للاكتئاب. ويمكن لمضادات الاكتئاب أن تزيد من هذه الحالة.
- مشكلات القلب والأوعية الدموية: يمكن أن تؤدي الهرمونات التي يفرزها جسم مريض الاكتئاب إلى تسريع معدل ضربات القلب وشد الأوعية الدموية. الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب. ويرتبط التوتر المزمن الناتج عن الاكتئاب بارتفاع ضغط الدم الذي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
آثار الاكتئاب العاطفية
تشمل الآثار العاطفية واحداً أو أكثر مما يلي:
- المزاج المكتئب: مثل التعبير الدائم عن الحزن، أو البكاء المستمر، أو العدوانية، أو الشعور باليأس والفراغ، والمعاناة من العصبية والقلق.
- الشعور بالذنب أو عدم القيمة: يشعر المصاب بالذنب تجاه أشياء خارجة عن سيطرتهم.
- قلة الاهتمام بالحياة واللامبالاة: يتوقف المصاب عن ممارسة الأنشطة التي كان يستمتع بها، كما يتجنب التجمعات الاجتماعية.
- آثار أخرى: مثل وجود أفكار لإيذاء النفس، أو الموت، أو الانتحار.
يعد الإرهاق عرضًا خطيرًا من أعراض الاكتئاب وغالبًا ما يستمر حتى بعد العلاج. تحدث إلى طبيبك إذا كنت تعاني من أعراض التعب حتى تتمكن من معالجة المشكلات التي قد تسبيه.
الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب
تشمل الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب واحداً أو أكثر مما يلي:
- تغيرات في الشهية، سواء زيادة أو خسارة في الوزن.
- عدم وضوح الرؤية.
- الدوخة.
- جفاف الفم.
- صعوبة في التركيز.
- التعب.
- الأرق.
- الغثيان.
- جفاف بالفم.
ما هي أسباب الإصابة بالاكتئاب؟
يمكن أن تشترك عوامل مختلفة وتؤدي إلى إصابة الفرد بالاكتئاب، ونذكر من هذه الأسباب ما يلي:
- الهرمونات: قد تكون التغيرات الهرمونية سبباً أو لها علاقة بالتسبب في الإصابة بالاكتئاب أو تحفيزه. وهذه التغيرات يمكن أن تحدث نتيجة الحمل، أو الأشهر التي تلي الولادة، أو مشكلات الغدة الدرقية، وغيرها.
- المورثات: ينتشر الاكتئاب أكثر عند الأشخاص الذين يعاني أقاربهم من هذه الحالة. وما زال الباحثون يحاولون العثور على الجينات المسببة للاكتئاب.
- كيمياء الدماغ: من المرجح أن يكون للناقلات العصبية الموجودة في الدماغ دور في الإصابة بالاكتئاب.
- الاختلافات البيولوجية. قد تؤثر الاختلافات البيولوجية والفيزيائية بين الناس على مدى قابلية الجسم للإصابة بالاكتئاب.
تشير البحوث الأخيرة إلى أن التغيُّرات في وظيفة الناقلات العصبية، وتأثيرها وكيفية تفاعلها مع الدوائر العصبية المشاركة في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية قد تلعب دورًا مهمًا في الاكتئاب وعلاجه.
كيف يُعالج الاكتئاب؟
يمكن علاج الاكتئاب باتباع الاستراتيجيات التالية:
- الأدوية: يمكن وصف مضادات الاكتئاب للمساعدة في تعديل كيمياء الدماغ، وقد يلاحظ التحسن خلال الأسبوع الأول أو الثاني من بداية العلاج. ولكن فوائد العلاج الكاملة قد لا تظهر إلا بعد (2-3) أشهر.
- العلاج النفسي: يستخدم هذا النوع من العلاجات وحده لعلاج الاكتئاب الخفيف. وقد يستخدم العلاج المعرفي السلوكي مع الأدوية.
- العلاج بالصدمات الكهربائية: يشيع استخدام هذا العلاج بين مرضى الاكتئاب الحاد، أو الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى.
يعد الاكتئاب واحداً من أكثر الاضطرابات النفسية التي يمكن علاجها؛ إذ يستجيب ما بين 80 إلى 90% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب في النهاية بشكل جيد للعلاج.
نصائح لتجاوز آثار الاكتئاب
يمكن للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أن يستخدموا استراتيجيات مختلفة للاعتناء بأنفسهم ومحاولة إدارة الأعراض المختلفة. ويشار إلى أن الخطوة الأولى للمضي قدماً في هذا الطريق ستكون الأصعب، ويمكن البدء بذلك باتباع ما يلي:
- الحديث عن المشاعر: يمكن أن يقلل الحديث مع شخص موثوق، أو الانضمام لمجموعات الدعم من العزلة. كما يمكن التعرف على وجهات نظر جديدة أثناء الحصول على الدعم.
- التغذية الجيدة: يساعد الغذاء الصحي والجيد الجسم على الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها لمواجهة الاكتئاب. ويجب الابتعاد عن الوجبات السكرية، والمشروبات المحلاة، والغازية قدر الإمكان. ويجب تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب مثل الحمضيات، والبروكلي، والخضروات. إضافة إلى تناول الحبوب المدعمة بحمض الفوليك الذي يدعم صحة الجهاز العصبي المركزي ووظائف الدماغ المختلفة.
- البقاء نشيطاً: يمكن أن تساعد الأنشطة البدنية المختلفة مثل المشي، أو الركض، أو التنزه في التخفيف من هذه الآثار.
- تجنب استخدام الكحول أو المخدرات: يمكن أن يتحول استخدام الكحول أو المخدرات إلى إدمان مما يؤدي إلى حدوث عوامل خطر إضافية.
نصيحة عرب ثيرابي
لا بد من اللجوء إلى العلاج المناسب عند المعاناة من الاكتئاب، ونحن في عرب ثيرابي ننصح في الحصول على الاستشارات النفسية للتعرف على أسباب الاكتئاب وحلها. فإذا كنت تبحث عن المساعدة فلا تتردد في البحث ثم طلب المساعدة. نحن هنا لمساعدتك وتقديم الدعم الكامل لك.