ما ستجده في هذا المقال:
يُعد ذهان السجن (متلازمة غانسر) ظاهرة نفسية فريدة تتجلى بشكل خاص بين السجناء. وتتميز هذه الحالة بظهور أعراض مختلفة غالبًا في سياقات تتعلق بالضغوط النفسية الناتجة عن العزلة أو السجن لفترات طويلة. فما هي أعراضها؟ وكيف يمكن علاجها؟
ما هو ذهان السجن (متلازمة غانسر)؟
يعد ذهان السجن أو ما يطلق عليه أحيانًا (متلازمة جانسر) تشخيصًا نادرًا ومثيرًا للجدل إلى حد ما:
- يطلق عليها “ذهان السجن” لأنها لوحظت لأول مرة لدى السجناء.
- يدعي الشخص المصاب بهذه المتلازمة عمدًا وبوعي بأنه مصاب بمرض نفسي أو جسدي بينما لا يكون مريضًا حقًا.
- يقلد الأشخاص المصابون بمتلازمة جانسر السلوك النموذجي للمرض النفسي، مثل الفصام.
- يتصرف المصابون بها لهذه الطريقة بسبب الحاجة الداخلية إلى أن يُنظر إليهم على أنهم مرضى أو مصابون – وليس لتحقيق فائدة واضحة، مثل المكسب المالي.
- يكونون على استعداد حتى للخضوع لاختبارات أو عمليات مؤلمة أو محفوفة بالمخاطر من أجل الحصول على التعاطف أو الاهتمام الخاص الممنوح للأشخاص المرضى حقًا.
- يعاني المصابون بمتلازمة غانسر من حاجة داخلية تتمثّل في رغبتهم لأن يُنظر إليهم على أنّهم مرضى، مقابل الحصول على الاهتمام. ولا توجد فائدة مادية لذلك، مثل المكاسب المالية.
وصف هذا المرض لأول مرة الطبيب النفسي سيجبرت جانسر في عام 1898 بعد دراسة سلوك ثلاثة نزلاء في أحد السجون.
كيف تظهر أعراض ذهان السجن (متلازمة غانسر)؟
تشمل أبرز الأعراض النفسية التي يعاني منها المريض والتي تصف التدهور النفسي الحاصل ما يأتي:
- نوبات أو أعراض تحاكي أعراض أمراض عقلية أخرى مثل الفصام أو مرض الاكتئاب.
- عدم القدرة على التماسك.
- التخلف العقلي (عندما يكون الفرد غير قادر على إعطاء إجابات دقيقة أو إعطاء إجابات غير منطقية).
- التلفظ بعبارات سخيفة.
- الشلل الهستيري (عدم القدرة على تحريك الأطراف مثل الذراعين أو الساقين).
- نوبات فقدان الذاكرة.
- استخدام عبارات أو خطابات سخيفة.
- نوبات الهلوسة.
ما هي أسباب ذهان السجن؟
ذكر علماء النفس بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى تطور متلازمة جانسر. ومن بين الأسباب المحتملة:
- الظروف المرهقة، مثل المحاكمة (كما هو الحال مع السجناء).
- إدمان الكحول (الاستخدام المزمن أو المفرط للكحول).
- صدمة الرأس (التي تسبب إصابة أجزاء من الدماغ) أو السكتة الدماغية.
- الاكتئاب (يصاب الأفراد المصابون بالاكتئاب أيضًا بمتلازمة جانسر).
- الفصام (هناك مخاطر عالية للإصابة بمتلازمة جانسر بين الأفراد المصابين بالفصام).
- اضطرابات الشخصية (غالبًا اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو اضطراب الشخصية الهستيرية).
- اضطرابات نفسية أخرى مثل اضطرابات المزاج أو اضطرابات الأكل أو الخرف.
- اضطرابات عصبية مثل الصرع أو النوبات.
- الصدمة العاطفية أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
يمكنك إجراء اختبار القلق أو اختبار فرط الحركة أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
كيف يمكن تشخيص ذهان السجن (متلازمة غانسر)؟
يعد تشخيص متلازمة جانسر أمرًا صعبًا:
- يجب على الأطباء استبعاد أي مشاكل جسدية محتملة، مثل السكتة الدماغية أو إصابة الرأس.
- يجب استبعاد أيضًا الحالات النفسية كسبب للأعراض قبل النظر في تشخيص المتلازمة (Syndrome).
- إذا لم يجد الطبيب أي سبب جسدي للأعراض، فقد يحيل الشخص إلى طبيب نفسي أو متخصصين في الصحة النفسية (Mental Health).
- يستخدم الأطباء النفسيون أو علماء النفس مقابلات وأدوات تقييم مصممة خصيصًا لتقييم الشخص من حيث الحالات النفسية.
- يستند الطبيب في تشخيصه على استخدام هذه الأدوات بالإضافة إلى استبعاد الأمراض الجسدية أو النفسية الأخرى ثم مراقبته لموقف وسلوك المريض.
ما هي طرق العلاج المتاحة؟
لا توصف الأدوية عادة لهذا المرض. وإنما توصف للمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية أخرى مصاحبة لهذا الذهان (Psychosis)؛ مثل الاكتئاب والكآبة أو مرض الفصام أو اضطرابات القلق.
في حالة إصابة الفرد بنوبات شديدة من الاكتئاب أو القلق، يتم وصف العلاج الدوائي الفوري للمساعدة في علاج هذه النوبات مثل أدوية الاكتئاب أو مضادات الذهان. وبالمثل، في حالة الفصام الخفيف إلى المتوسط، يتم وصف العلاج الدوائي.
أثبت العلاج النفسي أنه وسيلة علاج فعالة، سواء بشكل فردي أو حتى كمكمل للعلاج الدوائي.
ما هو دور الدعم النفسي في التعافي من ذهان السجن (متلازمة غانسر)؟
يُعتبر الهدف الأول من العلاج ضمان عدم تسبب المصاب بالضرر لنفسه أو لغيره. ولهذا يعد العلاج النفسي العلاج الأفضل لمتلازمة جانسر:
- يعرف العلاج النفسي أيضًا بالعلاج بالكلام أو الاستشارة.
- يُنصح به في حالة الاضطرابات العاطفية أو النفسية أو السلوكية.
- يهدف إلى جعل المريض يشعر بالراحة حتى يتحدث عن مخاوفه أو عواطفه أو مشاعره التي يعاني منها ويشعر بها.
- توجد العديد من أنواع العلاج النفسي؛ ويعتمد العلاج الذي يطابق معايير المريض على الطبيب النفسي.
- يشعر المرضى الذين يعانون من متلازمة جانسر بالحافز للتحدث عن ادعاءاتهم أو أمراضهم.
- يشعرون نتيجة لذلك بالثقة في أطباء النفس وبذلك يتمكنوا من التحدث مع مستشارهم بشكل مريح.
يجب في بعض الحالات المتطرفة أو الشديدة الدخول إلى المستشفى بسبب إمكانية تسبب المصاب بالضرر لنفسه أو لغيره.
كيف يمكن الوقاية من ذهان السجن (متلازمة غانسر)؟
يمكن الوقاية من الإصابة بهذة المتلازمة من خلال:
- أخذ العلاج الوقائي الموصوف من طبيب الأعصاب؛ إذ إن الأدوية الموصوفة في هذه الحالة سوف تساعد في دعم الجهاز العصبي وتقوية الجسم.
- المحافظة على التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي مع ضرورة تجنب العزلة (Isolation) والانغلاق على النفس.
- تجنب الصراعات أو المواقف المُجهدة غير المحتملة.
- تنظيم اليوميات، مثل الذهاب إلى الفراش في وقت محدد وملائم، ثم تحديد أوقات تناول الطعام ثم الالتزام بها.
- الانخراط في التربية البدنية أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- عدم إساءة استخدام المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
من الصعب التنبؤ بما إذا كانت أعراض متلازمة جانسر ستختفي ومتى، وقد تختلف احتمالية التعافي اعتمادًا على كيفية نشوء الأعراض.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تواجه تحديات نفسية نتيجة ذهان السجن، فإن عرب ثيرابي هنا لدعمك. يقدم فريقنا من المعالجين المحترفين برامج علاجية متخصصة تهدف إلى مساعدتك في فهم تجربتك واستعادة توازنك النفسي. لا تدع الضغوط تؤثر على حياتك؛ اتخذ الخطوة الأولى نحو الشفاء اليوم وابدأ رحلة التعافي معنا. صحتك النفسية تهمنا.
