ما ستجده في هذا المقال:
في مرحلة المراهقة قد يقوم المراهق بالعديد من السلوكيات الخاطئة والتي تختلف في مدى تأثيرها، إلا أن كونه مدمن للإباحية قد يجعل الوالدين في حيرة من أمرهما بكيفية التعامل السليم معه للتمكن من تشجيعه على الإقلاع عن هذا السلوك،
كيف أتعامل مع المراهق المدمن للإباحية؟
مع مرور الوقت قد يكتشف الوالدين أن ابنهم المراهق مدمن للإباحية، مما يجعلهم يضعون خطة لتعديل سلوكه غير المرغوب هذا والتي قد تتضمن النقاط التالية:
الحصول على المعلومات من المراهق
يساعد الحديث الهادئ مع المراهق على التقليل من مشاعر الخزي أو الخجل التي قد يشعر بها عند معرفته باكتشاف أمره، وبالتالي عدم التمكن من الحصول على المعلومات المطلوبة منه، مثل:
-
- متى أصبح المراهق مدمن للإباحية.
- متى كانت آخر مرة شاهد فيها المواد الإباحية.
- مدى تكرار هذا السلوك.
- ما هي المواد التي يشاهدها المراهق.
من الضروري التقليل من شعوره بالخجل لأن الشعور بالذنب يمكن أن يمنعه من التحدث أكثر عن هذه المشكلة.
توضيح آثار الأمر على المراهق المدمن للإباحية
إن التكلم مع المراهق بشكل يجعله مرتاح للحديث يساعد في تقبله النصيحة بشكل أفضل، حيث يجب توضيح الآثار المترتبة على إدمان الإباحية عليه، ومنها:
- تشويه التصورات الخاصة لدى المراهق عن الجنس والحب.
- تغيير رؤية المراهق للأشياء، فلا يراها إلا من منظور جنسي، مما يؤثر على قدرته على تكوين العلاقات الاجتماعية الصحية في المستقبل.
- حدوث بعض المشكلات الجنسية في هذه المرحلة العمرية، وذلك ما أثبتته الكثير من الدراسات.
- فقدان مدى الحساسية بالرضا الجنسي.
- سبب أساسي في تدمير الزواج المستقبلي في حال استمراره كمدمن للإباحية.
- يقلل من الاتصال الروحي والديني لدى الشخص.
- يعيق تطور شخصيته والتقليل من نزاهته بين الآخرين.
معرفة السبب الحقيقي لهذا الإدمان
يجب على الوالدين معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك للتمكن من معالجته أو التعامل معه بالشكل الصحيح، حيث يمكن أن يكون هذا السبب:
الرفقة السيئة
وقد يبدأ الأمر بإرسال رابط إلكتروني ثم يتطور شيئاً فشيء.
الفضول غير الصحي
في سبيل الحصول على معلومة بريئة وبنية حسنة، يمكن للبحث على الإنترنت أن يكون بوابة للوصول إلى الإدمان.
تقليد الآباء
فقد يكون أحد الوالدين ترك أثراً لإدمانه المواد الإباحية، فيتلقى المراهق هذا الأثر ويتحول هو الآخر إلى مدمن للإباحية.
الاعتداء الجنسي
في حال تعرض المراهق للاعتداء الجنسي في هذه المرحلة أو خلال طفولته قد يتطور الأمر إلى إدمان الإباحية.
المشاكل البيتية
يجد المراهق نفسه تائهاً بسبب المشكلات الواقعة بين والديه، لذلك يلجأ إلى الإباحية للشعور بالراحة المؤقتة، وما أن يعتاد الأمر حتى يتحول إلى إدمان.
الوازع الديني أو الروحي
عندما يترعرع المراهق في جو يخلو من الوازع الديني أو المعتقدات الروحية تصبح جميع الأمور مباحة ولا يجد مشكلة بالإباحية.
حسب الدراسات يتمكن 36% من المراهقين الوصول إلى موضوعات جنسية عبر الإنترنت.
تعليم المراهق المدمن للإباحية كيفية إدارة توتره
عندما لا يستطيع المراهق التعامل مع الإجهاد والتوتر الذي يشعر به، قد يظن أنه يجد في المواد الإباحية ضالته، لذلك فإن الأمر يتمحور حول إدارته لتوتره والمشاعر السلبية التي تنتابه، ومن هنا أهمية تعليم المراهق الأساليب الأمثل مثل:
-
- تقنيات الاسترخاء المناسبة.
- ممارسة الأنشطة الصحية المفضلة، سواء الرياضة أو الرسم أو الكتابة.
التثقيف الجنسي
قد يكون المراهق مدفوعاً من خلال فضوله للتعرف على الأمور الجنسية، وبهذا أصبح مدمن للإباحية دون أن يصل إلى المعلومات الصحيحة، لذلك يقع على عاتق الوالدين المبادرة بتثقيفه على الفور.
وضع الحدود الثابتة
بقدر أهمية التحدث مع المراهق بالأمر، فإن وضع الحدود الواضحة والثابتة حول الممارسات اليومية يُعد من أكثر الأمور أهمية في هذه الحالة، حيث لا بد من:
-
- تحديد الفترة الزمنية التي يسمح فيها استخدام الأجهزة الإلكترونية.
- السماح باستخدام الأجهزة الإلكترونية بين الوالدين وليس بشكل منفرد في الغرفة الخاصة بالمراهق المدمن للإباحية.
- مواكبة التكنولوجيا، حيث أن التحديثات تسمح للمراهق الوصول إلى المواد الإباحية بطرق متجددة باستمرار.
- مراقبة استخدام المراهق لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن الكثير منها يروج للإباحية بشكل أو بآخر.
- تحديد أوقات معينة للنوم، حيث أن وضع نظام روتيني محدد للمنزل يساعد في إقلاع المراهق المدمن للإباحية عن سلوكياته.
- استخدام برامج الرقابة الأبوية وبرامج تصفية مواقع الإنترنت.
طلب المساعدة النفسية
في بعض الحالات التي لا يستطيع فيها الوالدين السيطرة على المراهق المدمن للإباحية، يجب اللجوء إلى العلاج النفسي، حيث يقدم الكثير من الخيارات العلاجية الفعّالة في هذا الصدد، ومن ضمن العلاجات المتبعة:
-
- الجلسات العلاجية النفسية، والتي تعتمد على العلاج بالكلام، سواء كان العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج الجدلي السلوكي.
- الإقامة بالمستشفى للسيطرة على الرغبة العارمة في مشاهدة المواد الإباحية.
- الرعاية الصحية السلوكية في الهواء الطلق (Wilderness Therapy) والمتعلق بتقديم العلاج النفسي للمراهقين.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال يتأثرون بآبائهم وبما يعلمونهم إياه عن الجنس. إذا لم يتحمل الآباء هذه المسؤولية، فسيتم تعليم الأطفال عن طريق وسائل الإعلام والإنترنت.
التحلي بالصبر
لأي حالة إدمان فإن التحلي بالصبر من الأساسيات للوصول إلى الهدف المرجو، حيث أنه غالباً ما يحتاج المراهق إلى مدة (3 – 5) أشهر للتغلب على التأثر الحاصل دماغه من إدمان الإباحية، لذلك يجب على الوالدين:
-
- تشجيع ابنهم المراهق على الاستمرار بالامتناع عن السلوكيات المحفزة للرغبة طوال هذه الفترة بأسلوب لطيف ومحبب.
- تعليم المراهق الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع الإغراءات وطرق للوقاية من الانتكاسات المحتملة.
علامات تدل على المراهق المدمن للإباحية
غالباً ما يظهر على المراهق مجموعة من العلامات والدلالات التي تثير الشك في نفس الوالدين، وللتمكن من مساعدة المراهق والتعامل معه بالشكل المطلوب، لا بد من التعرف على هذه العلامات، ومنها:
-
- دائماً ما يغلق باب غرفته على نفسه عند استخدامه الأجهزة الإلكترونية.
- يقوم بإغلاق التبويبات أو صفحات الإنترنت بسرعة في حال دخول أحد على غرفته.
- قيام المراهق بمنع أحد استخدام أجهزته الإلكترونية الخاصة.
- عند استخدام الأجهزة الإلكترونية غير الخاصة به، يقوم بمسح سجل التصفح قبل ترك الجهاز.
- امتلاك المراهق العديد من العناوين البريدية ذات الأسماء الوهمية.
- الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية برغبة ذاتية.
- ممارسة المراهق للعادة السرية.
- ممارسة بعض السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
- امتلاك معرفة ومعلومات جنسية لا تتناسب مع عمر المراهق.
- امتلاك صور أو القيام برسم الصور الإباحية.
- الانفعال المفاجئ وربما الغضب عند مناقشة السلوكيات الجنسية الصحية.
- عدم الانتظام في أنماط النوم.
- التفوه بالإيماءات الجنسية أو استخدام تعابير جنسية.
- القلق الدائم.
- تقلبات على صعيد الوزن.
كلمة من عرب ثيرابي
عند البدء بالحديث مع المراهقة حول موضوع إدمانه للإباحية، لا بد من الانتباه إلى أسلوب الحديث لضمان النتائج الإيجابية، حيث يجب على الوالدين:
- التأكيد للمراهق أن ما يفعله لن يؤثر على مدى حبهما له.
- تذكير المراهق أنه يعتبر ضحية لأشخاص سيئين يروجون لمواد غير أخلاقية.
- الثناء على مدى صدق المراهق.
ومع ذلك قد تستمر سلوكيات المراهق كما هي، في هذه الحالة يكون من الضروري طلب المساعدة المتخصصة، لا تنسى الأخصائيون والأطباء النفسيون في عرب ثيرابي مستعدون لتقديم المساعدة والدعم على مدار الساعة. لا تتردد بالتواصل عند الحاجة لذلك.