إن معرفة الوالدين كيفية تحفيز الدافع الذاتي لدى الطفل يشكل الخطوة الأولى والأساسية في تحريكه مستقبلاً، حيث أن تحقيقه للنجاحات ورضاه الذاتي عن نفسه يرتبط بشكل كبير بدوافعه الذاتية.
كيفية التحفيز الذاتي لدى الطفل
غالباً ما يكون الأطفال حتى سن السابعة، لديهم دوافعهم ومحفزاتهم الطبيعية، إلا أن الأمر يختلف بعد ذلك، حيث أن الطفل بحاجة إلى تحفيز ذاته باستمرار، ويمكن تشجيع التحفيز الذاتي لدى الطفل من خلال:
التفاؤل
قد يكون التفاؤل أمر نابع من داخل الإنسان، إلا أن تعوّد الطفل على رؤية الوالدين في حالة تفاؤل مستمرة و مبتعدين عن التشاؤم والشعور بالانتكاسات، يعمل على تشجيعه لسلوك النمط ذاته.(المرجع 1)
تشجيع الجهد
على الرغم من أن الوصول إلى النتيجة المتوقعة من الأمور الرائعة، إلا أن تشجيع الجهد والثناء عليه، يساعد في مواصلة الطفل في تطوير المهارات التي يكتسبها باستمرار.(المرجع 1) (المرجع 3)
العلاقات الاجتماعية
تساهم العلاقات الاجتماعية في تحفيز الطفل للتقدم، حيث أنها تشجعه على:(المرجع 1) (المرجع 3)
- ممارسة النشاطات التي غالباً ما ينظر إليها على أنها مملة.
- اكتشاف الأهداف المخفية عنه.
شرح الأسباب
عند توضيح النتائج المترتبة على قيام الشخص بالأمور المطلوبة منه، فقد يزيد هذا الأمر من تحفيزه لإنجازها بالشكل المطلوب.(المرجع 1)
وضع الأهداف
تعد وضع خطة متضمنة للأهداف من أهم الأمور التي تبعث الحافزية لدى الشخص، حيث أنه في البداية لا بد من وضع الأهداف المرجوة معاً، وتساعد الطريقة التالية تعلم الطفل القيام بالأمر منفرداً في المرات القادمة:(المرجع 2)
- يتم تقسيم الأهداف إلى يومية أو أسبوعية أو شهرية.
- يتم تقسيم كل هدف إلى مجموعة من الأقسام ليتمكن من إنجازها.
- يجب تحديد الأساليب والطرق المتوقعة لتنفيذ الأهداف.
التركيز على اهتمامات الطفل
قد تشكل الكثير من المهام المطلوبة من الطفل عبئاً نفسياً عليه، حيث أنها لا تعتبر من ضمن اهتماماته، لذلك لا بد من التركيز على الأمور التي يفضلها للتمكن من تمرير الأمور الأخرى.(المرجع 2)
التعزيز الإيجابي
عند إنجاز الطفل جزء من أهدافه، يجب تعزيزه إيجابياً، لتكوين الدافع الذاتي لدى الطفل لإتمام الهدف، مع الانتباه إلى الموازنة بين التعزيز والمدح، وإلا أصبح هدفه الوصول إلى المديح المتوقع.(المرجع 2)
الاستقلالية
تساعد إتاحة مساحة من الاستقلالية للطفل بتنمية الحافز لديه، حيث أن أخطائه الكثير خلال فترة طفولته ساعدته في التعلم، ويمكنه تعلم المزيد، مما يساهم في:(المرجع 2)
- تحفيز الطفل لاختيار ما هو أفضل له من بين الاختيارات المطروحة.
- تساهم في بناء في شعور الطفل بالمسؤولية تجاه قراراته وسلوكياته.
المشاركة بالاهتمامات
على الرغم من عدم توافق الاهتمامات بين الأطفال والوالدين، إلا أن إبداء الاهتمام ومشاركة الطفل باهتمامه يساعد في تكوين حافز لديه لإنجازه بالشكل الصحيح.(المرجع 2)
الروتين
لا يمكن للطفل أن يمتلك الحافز والدافع الذاتي للقيام بالأمور في حال لم يحصل على الوقت الكافي من الراحة والنوم، لذلك يعد جدولة يوم الطفل ووضع روتيناً محكماً من الأمور الأساسية.(المرجع 3)
تشجيع اللعب
يشجع اللعب على اكتشاف الطفل لذاته وتطوير مهاراته ومشاعره، لذلك يجب عدم التركيز على المنهجية فقط، بل يجب أن يتاح للطفل الوقت الكافي للعب.(المرجع 3)
إيجاد الرابط
بدلاً من تحفيز الطفل للقيام بالأمر من خلال تقديم المحفزات المادية بشكل مسبقاً، يجب إيجاد الحافز الطبيعي الداخلي لديه، والبحث عن رابط بينه وبين الأمر.(المرجع 3)
الأعمال المنزلية
قد يرغب الطفل بالمشاركة في الأعمال المنزلية، الأمر الذي يولد لديه إحساساً بالإنجاز والمسؤولية تجاه ما قام به، مما يحفز الدافع الذاتي لدى الطفل للقيام بالأمر مراراً.(المرجع 4)
تقديم المكافأة
يعتبر أسلوب المكافأة من الأساليب القديمة، إلا أن اتباعه في إتمام المهام المملة للطفل يساعد في:(المرجع 4)
- تعليم الطفل كيفية البدء بالمهمة وتوليد الدافع الذاتي للقيام بها.
- إتمام المهمة بشكل كامل وعدم ترك جزءاً منها لإحدى الوالدين.
- القيام بها بناءً على معايير المحددة.
الاقتداء بالآباء
عندما يرى الطفل أحد والديه لا يتوقف عند تعرضه للعقبات في طريقه لتحقيق هدف محدد، يمكن أن يتعلم منه عدم الاستسلام والمواظبة إلى حين تحقيق الهدف.(المرجع 4)
التوقعات المنطقية
يجب على الوالدين عدم وضع توقعات كبيرة لما يمكن لطفلهم أن يحققه، حيث أن هذا الأمر قد يشعره بالنقص وعدم الكفاءة في حال فشله من تحقيقها.(المرجع 5)
بناء الشخصية
إيجاد نقاط القوة لدى الطفل يعتبر أمراً مهماً في بناء شخصيته، فمن خلال التركيز على هذه النقاط، وتنمية الرغبة في أن يكون صورة أفضل لذاته يمكن أن تحفيز الدافع الذاتي لدى الطفل.(المرجع 5)
الفرق بين الدافع الذاتي لدى الطفل والدافع الخارجي
يوجد نوعين من الدوافع التي تحرك الطفل، الدافع الذاتي والدافع الخارجي، ويعتمد اختيار إحدى الدافعين على الأسباب الكامنة ورائها، ويكمن الفرق بينهما كما يلي:
الدافع الذاتي
من الأمور المهمة في التعلم، ويعتمد على شعور الطفل بالقدرة مع تحكمه بالبيئة المحيطة، حيث أنه:(المرجع 5)
- كلما زاد استمتاع الطفل بالمهام التي يقوم بها، زاد سعيه خلف المهام الأصعب.
- عند تركيز الطفل على النتيجة النهائية قل الدافع الذاتي لديه.
- يغذي الدافع الذاتي لدى الطفل التفكير الإيجابي.
الدافع الخارجي
عندما يرتبط التعلم بالدافع الخارجي، غالباً ما يكون بسبب الضغط المستمر على الطفل للحصول على نتائج معين، مما ينتج عنه:(المرجع 5)
- خوف الطفل المستمر من العواقب.
- عدم الشعور بالمتعة الحقيقية وإن كانت النتيجة مطابقة لما كان مرجو.
- يغذي هذا الدافع الرغبة في الحصول على الفرص والامتيازات.
- سعي الطفل الدائم إلى إرضاء الآخرين دون النظر لما يرضيه ذاتياً.
أمور يجب تجنبها عند تحفيز الدافع الذاتي لدى الطفل
يوجد العديد من الأخطاء التي يقوم بها الوالدين عند محاولتهم لتحفيز الدافع الذاتي لدى الطفل، ومن هذه الأمور:(المرجع 2)
- وضع توقعات عالية لا يمكن للطفل الوصول إليها، مما يشعر بالفشل الدائم.
- التركيز على الإخفاقات، فغالباً سيخفق الطفل في العديد من الأمور قبل وصوله للنتيجة المرجوة.
- نقد الطفل بشكل دائم، وجعله يشعر بخيبة الأمل التي يسببها لوالديه، بل يجب توليد شعور الفخر في ذاته.
- الدخول في معارك لتحقيق السلطة الشخصية، وبدلاً من ذلك يجب الاعتماد على الخيارات واحترام ما يقوم باختياره.
- الاعتماد على المحفزات والدوافع المادية لتحقيق الأهداف، والتي غالباً ما تكون مفيدة على المدى القصير.