صدمة نفسية عند الأطفال: كيف نتعامل معها؟

صدمة نفسية عند الأطفال: كيف نتعامل معها؟

يمكن للأطفال أن يعانوا من صدمة نفسية عند مرورهم بحادث خطير أو عنيف يشكل تهديدًا لحياتهم أو سلامتهم الجسدية. ويمكن أن تؤدي هذه التجارب إلى مشاعر قوية وردود فعل جسدية يمكن أن تستمر لفترة طويلة بعد الحدث.

 

ما هي أعراض الصدمة النفسية عند الأطفال؟

تشمل أبرز الأعراض المحتملة ما يأتي:

أعراض الصدمة النفسية عند الرضع تحت سن الثانية

قد يعاني الأطفال الرضع مما يأتي:

  • المعاناة من التهيج أو يكون من الصعب تهدئته.
  • حدوث تغييرات في أنماط النوم أو الأكل.

أعراض الأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات

يمكن للأطفال في هذه المرحلة أن يعانوا من:

  • تظهر عليه علامات الخوف.
  • التشبث بالوالدين أو مقدمي الرعاية أكثر.
  • البكاء أو الصراخ أو الأنين.
  • التحرك بلا هدف أو التجمد.
  • العودة إلى سلوكيات الطفولة المبكرة، مثل مص الإبهام أو التبول اللاإرادي. 

مهما كان عمر طفلك فمن المهم تقديم المزيد من الطمأنينة والدعم بعد وقوع تجربة مؤلمة وصادمة.

أعراض الأطفال من سن 6 إلى 11 عامًا

قد يعاني الأطفال في هذه المرحلة من:

  • فقدان الاهتمام بالأصدقاء أو العائلة أو الأنشطة التي اعتادوا الاستمتاع بها.
  • تجربة الكوابيس أو مشاكل النوم الأخرى.
  • تقلب المزاج أو الانزعاج أو الغضب.
  • الصراع مع المدرسة أو الواجبات المنزلية.
  • الشكوى من مشكلات جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة.
  • نشوء مخاوف لا أساس لها.
  • الشعور بالاكتئاب وأعراضه أو الخدر العاطفي أو الشعور بالذنب تجاه ما حدث.

أعراض المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا

يمكن للمراهقين أن يعانوا من الأعراض التالية:

  • ذكريات الماضي عن الحدث، أو المعاناة من الكوابيس أو مشاكل النوم الأخرى.
  • تجنب تذكر الحدث أو تعاطي الكحول أو المخدرات أو منتجات النيكوتين.
  • التصرف بطريقة مزعجة أو غير محترمة أو عدوانية.
  • الشكوى من الأمراض أو الآلام الجسدية.
  • الشعور بالعزلة أو الذنب أو الاكتئاب.
  • فقدان الاهتمام بالهوايات أو الاهتمامات.
  • وجود أفكار انتحارية.

بفضل حبك وتوجيهك يمكن أن تبدأ الأفكار والمشاعر الناجمة عن الإجهاد والتوتر المؤلم في التلاشي ويمكن أن تعود حياة طفلك إلى طبيعتها.

 

كيف يمكن التعامل مع الصدمة النفسية عند الأطفال؟

تشمل أبرز الخطوات التي يمكنك اتباعها ما يأتي:

إعادة بناء الثقة والسلامة

يمكن للصدمة أن تغير الطريقة التي يرى بها الطفل العالم مما يجعله يبدو فجأة أكثر خطورة وخوفًا. وقد يجد طفلك صعوبة أكبر في الثقة ببيئته وبالأشخاص الآخرين. ويمكنك المساعدة من خلال:

  • إعادة بناء شعور طفلك بالسلامة والأمان.
  • يمكن أن تساعد المعانقة والطمأنينة في جعل الطفل يشعر بالأمان في أي عمر.
  • شجع طفلك على متابعة الأنشطة التي يستمتع بها.
  • حاول التأكد من أن طفلك لديه المساحة والوقت للراحة أو اللعب والمرح.
  • الحفاظ على الروتين لجعل الحياة تبدو أكثر استقرارًا مرة أخرى.
  • حاول الحفاظ على أوقات منتظمة لتناول الوجبات والواجبات المنزلية أو الأنشطة العائلية.
  • التحدث معه عن المستقبل ووضع الخطط. 

تقليل التعرض لوسائل الإعلام

يجد الأطفال الذين تعرضوا لحدث صادم غالبًا أن التغطية الإعلامية المتواصلة تسبب المزيد من الصدمة لهم.

إذ إن التعرض المفرط لصور أزمة أو حدث مزعج يمكن أن يخلق ضغطًا مؤلمًا لدى الأطفال الذين لم يتأثروا بشكل مباشر بالحدث.

  • قلل من تعرض طفلك لوسائل الإعلام للحدث الصادم.
  • لا تسمح لطفلك بمشاهدة الأخبار أو التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشرة، واستفد من أدوات الرقابة الأبوية على التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهاتف.
  • شاهد التقارير الإخبارية للحدث الصادم مع طفلك؛ إذ يمكنك طمأنة طفلك أثناء المشاهدة ثم مساعدته في وضع المعلومات في سياقها الصحيح.
  • تجنب تعريض طفلك للصور ومقاطع الفيديو الحقيقية. 

بدون علاج يمكن أن يؤثر التعرض المتكرر في مرحلة الطفولة للأحداث الصادمة على الدماغ والجهاز العصبي.

إشراك طفلك

لا يمكنك أن تطلب من طفلك أن يتعافى من تجربة مؤلمة، ولكن يمكنك أن تلعب دورًا رئيسيًا في عملية الشفاء من خلال:

  • قضاء الوقت معًا والتحدث وجهًا لوجه بعيدًا عن التلفاز أو الهواتف أو الألعاب الإلكترونية وغيرها
  • ابذل قصارى جهدك لتهيئة بيئة يشعر فيها أطفالك بالأمان لتوصيل ما يشعرون به وطرح الأسئلة.
  • امنح طفلك فرصًا مستمرة للتحدث عما مر به أو ما يراه في وسائل الإعلام.
  • شجعه على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه ولكن لا تجبره على التحدث.
  • تواصل مع طفلك بطريقة مناسبة لعمره.
  • قم بأنشطة طبيعية مع طفلك لا علاقة لها بالحدث الصادم.
  • شجع طفلك على البحث عن الأصدقاء أو ممارسة الألعاب أو الرياضة أو الهوايات التي كان يستمتع بها قبل الحادث.

تشجيع النشاط البدني 

يمكن للنشاط البدني أن يطلق الإندورفين المحسن للمزاج، ويساعد طفلك على النوم بشكل أفضل في الليل:

  • ابحث عن رياضة يستمتع بها طفلك؛ إذ يمكن للأنشطة مثل كرة السلة أو كرة القدم أو الجري أو الفنون القتالية أو السباحة أن تساعد في إيقاظ الجهاز العصبي لطفلك.
  • اعرض المشاركة في الألعاب الرياضية أو الألعاب أو الأنشطة البدنية مع طفلك.
  • شجع طفلك على الخروج للعب مع الأصدقاء.
  • حدد موعدًا لنزهة عائلية مع المشي لمسافات طويلة.
  • اصطحب الأطفال الصغار إلى الملعب أو مركز الأنشطة أو قم بترتيب مواعيد اللعب.

الأطفال الذين يتعرضون باستمرار للأحداث الصادمة هم أكثر عرضة لتطوير ردود فعل الإجهاد واضطراب الصدمة.

النظام الغذائي الصحي

يمكن أن يكون للنظام الغذائي الذي يتناوله طفلك تأثير عميق على مزاجه وقدرته على التعامل مع التوتر الناتج عن الصدمة:

  • يمكن أن تؤدي الأطعمة المصنعة أو الجاهزة والكربوهيدرات المكررة والمشروبات السكرية والوجبات الخفيفة إلى تقلبات مزاجية وتفاقم أعراض الإجهاد الناتج عن الصدمة.
  • قد يساعد لتناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والبروتين عالي الجودة والدهون الصحية طفلك على التعامل بشكل أفضل مع التقلبات التي تتبع تجربة مزعجة. 

 

كيف تؤثر الصدمة النفسية على الأطفال؟

يمكن أن تؤثر الأحداث المؤلمة على كيفية نمو دماغ الطفل والتي يمكن أن يكون لها عواقب جسدية ونفسية واجتماعية:

  • الربو أو مرض القلب التاجي.
  • السكري أو السكتة الدماغية.
  • مشاكل السيطرة على الغضب أو الاكتئاب وأعراضه.
  • الاضطراب العاطفي أو مستويات عالية من التوتر.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو اضطرابات ذهانية.

يعد جمع العائلة حول طاولة لتناول الطعام فرصة مثالية للتحدث والاستماع إلى طفلك دون تشتيت انتباهه بالتلفزيون أو الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر.

 

نصيحة عرب ثيرابي

قد تنجم الصدمة عند الأطفال عن أسباب مختلفة. نذكر لك في عرب ثيرابي أبرز هذه الأسباب:

  • الكوارث الطبيعية أو العنف الأسري أو المجتمعي.
  • التمييز أو التحيز أو العنصرية.
  • فقدان مفاجئ أو عنيف لأحد الأحباء.
  • الانفصال الصادم أو اللجوء والحرب.
  • الحوادث الخطيرة أو الأمراض التي تهدد الحياة.
  • الإساءة الجسدية أو الجنسية أو النفسية والإهمال.