ما ستجده في هذا المقال:
لا يمكن إنكار الترابط الكبير بين الصحة الجسدية والنفسية، حيث أن التأثير سلباً على إحداهما غالباً ما يكون له أيضاً تأثيراً سلبياً على الآخر. فقد توصلت الأبحاث أن العلاج الطبيعي يلعب دورًا حاسمًا في الصحة النفسية والعافية ولديه القدرة على تحسين نوعية حياة الفرد بشكل عام، بما في ذلك صحته العقلية وعافيته.
تعرف على دور العلاج الطبيعي في تحسين صحتك النفسية واسعى للاستفادة منه.
ما هو دور العلاج الطبيعي في علاج الاضطرابات النفسية؟
يمكن الاستفادة من العلاج الطبيعي في علاج الاضطرابات النفسية بسبب وجود ارتباطات مختلفة مثل:
تأثير المرض النفسي على الصحة الجسدية
قد تتسبب الأمراض النفسية ببعض المشكلات العضوية لدى الشخص. فمثلاً من الآثار الجانبية لتناول الأدوية المضادة للذهان زيادة الوزن، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري أو أو متلازمة التمثيل الغذائي. وكلتا الحالتين تحتاج إلى أخصائي علاج نفسي للتعامل معها.
كما أن زيادة الوزن يزيد من الضغط على العظام بشكل عام، وهذا قد يؤدي إلى مشكلات في مفصل الركبة أو عظام الظهر. وتعد هذه المشكلات من صميم عمل المعالج الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المشكلات الجسدية الناتجة عن محاولات الانتحار (مثل إصابات الأوتار أو العظام) دائماً ما تحتاج إلى معالج طبيعي ضمن فريق العلاج.
تأثير المرض الجسدي على الصحة النفسية
تعتبر الأمراض المزمنة محفزاً لتطور المرض النفسي. فمثلاً يصبح الشخص في حالات معينة أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية محددة على النحو التالي:
- الشخص المصاب بمرض الباركنسون هو شخص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
- في حالة الانسداد الرئوي المزمن، يصبح الشخص معرض للإصابة باضطراب القلق.
من هنا تظهر أهمية العلاج الطبيعي في مساعدة الأشخاص على إدارة هذه الحالات أو إبطاء تطورها في كثير من الأحيان. مما قد يؤدي بدوره إلى تقليل القلق المرتبط به ويكون له تأثير إيجابي على حالات الصحة النفسية الأخرى.
عدم وجود علاقة محددة
في بعض الأحيان لا توجد علاقة يمكن الاعتماد عليها في تفسير حاجة المريض النفسي إلى العلاج الطبيعي. إلا أن التعرض لبعض الحوادث الحياتية يحتم عليه طلب المساعدة المتخصصة. فمثلاً:
- تعرض الشخص المصاب بالفصام لحادث سيارة ويتعرض لإصابات تتطلب تدخل متخصصاً.
- تعرض الشخص المصاب بمرض نفسي لإصابة رياضية أو يصاب بالتهاب المفاصل ويتطلب علاجاً طبيعياً.
حيث أن عدم الحصول على المساعدة الطبيعية المتخصصة قد تكون هناك الكثير من العواقب طويلة الأمد، بما في ذلك الألم المزمن أو الإعاقة.
يهدف العلاج الطبيعي في الصحة النفسية إلى تحسين الرفاهية وتمكين الفرد من خلال تعزيز الحركة الوظيفية والوعي الحركي والنشاط البدني والتمارين، والجمع بين الجوانب الجسدية والنفسية.
كيفية الاستفادة من العلاج الطبيعي في الاضطرابات النفسية
بعد التعرف على كيفية الارتباط بين العلاج الطبيعي بالاضطرابات النفسية، فلا بد من التعرف على كيفية الاستفادة من هذا النوع من العلاج. ويتم ذلك من خلال:
النشاط البدني وممارسة الرياضة
عادة ما ينصح الأخصائيون النفسيون بالقيام بالمزيد من النشاط البدني أو ممارسة التمارين الرياضية في حال كان الشخص يعاني من مشكلة نفسية معينة. حيث تعتبر هذه النشاط البدني استراتيجية فعّالة في تحسين الصحة النفسية.
وبمعرفة المعالجين الطبيعيين التمارين الرياضية وكيفية تحقيق أقصى استفادة منها، يتم تصميم برامج فردية تدعم الحالة النفسية للشخص على وجه التحديد. وبناءً على تفضيلات الفرد واحتياجاته تتضمن هذه البرامج:
- التمارين الرياضية: مثل المشي أو الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة، تقلل من أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر.
- تدريبات القوة: التي تساعد في تحسين احترام الذات وصورة الجسم، وكذلك تقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
- اليوجا واليقظة الذهنية: يمكن لممارسات اليوغا واليقظة الذهنية أن تساعد الأفراد على تقليل التوتر أو القلق وتحسين الرفاهية العامة.
لا يساعد النشاط البدني المنتظم على تقليل أعراض القلق والاكتئاب فحسب، بل يعزز أيضاً الحالة المزاجية ويعزز الوظيفة الإدراكية ويعزز الصحة النفسية بشكل عام.
التدخلات القائمة على الجسم
لإدارة الحالة النفسية، فقد يلجأ المعالج الطبيعي إلى إلى بعض التدخلات القائمة على الجسم، فمثلاً الممارسات القائمة على اليقظة الذهنية تساعد الأشخاص على التواصل بشكل أعمق مع أجسادهم، بالإضافة إلى تحسين مهارات التنظيم الذاتي. الأمر الذي يؤدي إلى إدارة التوتر والصعوبات العاطفية بشكل أفضل. ومن ضمن هذه التدخلات:
- التدريب على الاسترخاء.
- تمارين التنفس.
- تمارين الوعي الجسدي.
ومن الاضطراب النفسية التي تستفيد من هذه الأساليب بشكل أكبر، الصدمة أو اضطرابات الأكل أو الألم المزمن.
إدارة الألم وإعادة التأهيل
يعتبر الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية المتنوعة، حيث أن الارتباط بينهما معقداً نوعاً ما. لذلك كلما كانت الصحة البدنية جيدة كان الشخص أقل شعراً بالمشكلات النفسية.
فمن خلال التدليك اليدوي والتمدد والتمارين العلاجية، يصبح المعالج الطبيعي قادراً على تقييم الألم وإدارته، و التخلص من الخلل الوظيفي الذي يعاني منه الشخص.
حيث تمكن هذه الأساليب العلاجية الشخص المريض من:
- امتلاك الأدوات والموارد التي يحتاجها لإدارة حالته الصحية، بما في ذلك التمارين والأنشطة لتقليل الألم.
- زيادة القدرة على الحركة.
- تحسين الأداء البدني العام.
- اكتساب إحساساً بالسيطرة على الصحة البدنية.
- التقليل من التوتر والقلق ومن ثم تحسين الصحة النفسية.
- المساعدة على الاسترخاء.
العلاجات المائية مثل السباحة أو التمارين الرياضية المائية، يمكن أن تساعد الأشخاص على تقليل التوتر والقلق، وتحسين الاسترخاء العام.
الاضطرابات النفسية
تعد الاضطرابات النفسية حالات صحية مرتبطة بتغيرات في السلوك والتفكير والعاطفة. ومن هذه الاضطرابات الاكتئاب واضطرابات القلق والاضطرابات الذهانية واضطرابات الأكل والسلوكيات الإدمانية. مما يؤثر على القدرة على العمل في الحياة اليومية مثل المدرسة أو العمل أو أي علاقات اجتماعية أخرى. وفي معظم الحالات يتم إدارة الأعراض بمزيج من الأدوية والعلاج النفسي.
وقد تشتمل الأعراض التي قد يعاني منها الشخص في مثل هذه الحالات:
- تغيرات مزاجية شديدة.
- التفكير في الانتحار.
- امتلاك مخاوف متنوعة أو الشعور بالقلق المفرط.
- الشعور الشديد بالذنب.
- الانسحاب من الأصدقاء أو الأنشطة المفضلة.
- الانفصال عن الواقع (الأوهام).
- جنون العظمة أو الهلوسة.
- التعب الشديد أو الإرهاق.
- انخفاض الطاقة.
- مواجهة مشكلات في النوم.
- عدم القدرة على التعامل مع المشكلات اليومية.
- الإدمان على الكحول أو المخدرات.
كلمة من عرب ثيرابي
إن الحصول على العلاج المناسب للمشكلات النفسية لا يقل أهمية عن تلقي العلاج للمشكلات العضوية. حيث أن حالة التكامل التي تربط الصحة النفسية والجسدية معاً تعد سبباً كافياً في طلب المساعدة المتخصصة.
لذلك، يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة اللجوء إلى العلاج النفسي الذي يساعدك على السيطرة على أعراضك وفهم حالتك بشكل أوضح.