ما ستجده في هذا المقال:
يمكن أن تشكل الكوارث الطبيعية أو البشرية خطرًا كبيرًا على الصحة النفسية للإنسان. سواء خلال الكارثة أو بعدها مباشرة أو بعدها بأشهر أو حتى سنوات. وقد تؤدي إلى أعراض مستمرة للصحة النفسية مثل فرط النشاط أو القلق أو الاكتئاب. ولكن يمكن تقديم دعم نفسي للمصابين بعد هذه الكوارث.
كيف تؤثر الكوارث على الصحة النفسية للمصابين؟
يمكن أن تؤثر الكارثة على الصحة النفسية بعدة طرق:
- تشمل الاستجابات الشائعة في أعقاب الكارثة مباشرة الأرق أو الكوابيس أو التعب أو صعوبة التركيز أو الغضب ومشاعر الحزن أو اليأس.
- مع مرور الوقت، سيتمكن العديد من الأفراد من التعافي والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
- تشير الأبحاث إلى أن التعافي قد يكون مرجحًا بشكل خاص لشخص لم يعاني شخصيًا من خسائر كبيرة أو كانت لديه شبكة دعم قوية.
- قد يستمر بعض الأفراد في المعاناة من آثار سلبية نفسية دائمة، بما في ذلك القلق أو اليأس المستمر أو مرض الاكتئاب أو الانتحار أو اضطراب ما بعد الصدمة.
- تشير الدراسات إلى أن الذين فقدوا أحباءهم أو منازلهم أو أصيبوا بجروح خطيرة أو تعرضوا لخطر الموت. أو كانوا يعانون من أمراض نفسية سابقة، أو افتقروا إلى الدعم الاجتماعي هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
- وجدت بعض الدراسات طويلة الأمد أن الاكتئاب، والقلق، وقضايا الغضب قد تستمر لمدة تصل إلى 10 سنوات بعد وقوع حريق.
- قد تشمل التأثيرات للحروب على سبيل المثال لا الحصر، اضطراب ما بعد الصدمة، أو مرض الاكتئاب، أو الانتحار، أو تعاطي المخدرات، أو الحزن، أو اليأس.
- قد يؤدي العيش في كارثة خطيرة بينما فقد آخرون حياتهم إلى ما يُعرف بالذنب الناجي. إذ قد يعاني بعض الأشخاص من ذنب الناجي من خلال كونهم أقل تأثرًا نسبيًا من الآخرين.
هناك أدلة تشير إلى أن صدمة وقلق الحروب يمكن أن تنتقل عبر الأجيال، فقد تغير الآثار النفسية الطريقة التي يتفاعل بها الناجون مع أطفالهم وأحفادهم.
كيف تبدأ بتقديم الدعم النفسي للمصابين بعد الكوارث؟
تعطي العديد من المجتمعات الأولوية للدعم المادي بعد الكوارث. لكن الدعم النفسي غالبًا ما يكون بالغ الأهمية، ويمكن أن يساعد الأفراد المتضررين على إدارة أعراضهم:
- يمكن للمتخصصين مساعدة الأطفال أو البالغين على إدارة خوفهم وتوترهم. ثم وحل النزاعات بين الأفراد المتضررين، ثم تثقيف الناس حول مجموعة واسعة من الاستجابات الطبيعية للكوارث.
- سيعملون أيضًا على ربط الناس بالرعاية الصحية النفسية طويلة الأجل ثم تعليم مهارات التأقلم لمساعدة الناجين على بناء المرونة وإدارة التحديات الجديدة عند ظهورها.
- لا يحتاج الجميع إلى طلب المساعدة المتخصصة وإنما قد تزداد الحاجة إليها إذا كان الشخص قد فقد أحد أحبائه أو منزله أو غير ذلك.
- تهدف الإسعافات الأولية النفسية إلى تخفيف الضيق الحاد، ثم منع تفاقم الإجهاد، ثم تسهيل الوصول إلى الرعاية الداعمة.
- قد تقلل هذه الإسعافات من حدوث اضطراب ما بعد الصدمة في المجتمع المتضرر.
- يمكن تدريب المتطوعين وموظفي الطوارئ على هذه الإسعافات مما يسمح بمساعدة المزيد من الأشخاص بسرعة وربط المزيد من الناجين بالرعاية الصحية النفسية طويلة الأجل.
إذا كنت تشعر بالتوتر أو تعاني من أعراض الصحة النفسية المستمرة مثل الأرق أو القلق، فقد تكون زيارة المعالج حتى لبضع جلسات فقط مناسبة لحالتك.
كيف تقدم الدعم النفسي للمصابين بعد الكوارث؟
فيما يلي بعض الطرق لتقديم دعم نفسي للمصابين والتي قد تتمكن من خلالها من تقليل صدمة الكارثة إذا كنت قد تعرضت لها أنت أو أحد معارفك أو أقربائك:
- ابحث عن الدعم الاجتماعي واتصل به: وجدت الأبحاث باستمرار أن التدخل المبكر أو الموارد أو الدعم من الآخرين يمكن أن يكون عاملاً رئيسيًا في مساعدة الناس على التغلب على الآثار السلبية لحدث صادم.
- تحدث مع المستشارين: حدد مجموعات الدعم المحلية أو مستشاري الأزمات المتاحين للتحدث معهم بعد الكارثة.
- حاول وضع جدول زمني: حدد أوقاتًا منتظمة للوجبات، أو الاستيقاظ في الصباح، أو التحدث مع العائلة والأصدقاء. لأن الكارثة قد تكون عطلت جدولك المعتاد مما يزيد من شعورك بالفوضى وخروج حياتك عن السيطرة.
- تحدث عن تأثير الكارثة: شارك مشاعرك مع الآخرين، أو على الأقل ابحث عن طريقة للتعبير عن مشاعرك. إذ يمكن أن تؤدي الكارثة إلى مشاعر قوية من الغضب أو القلق أو الحزن والبكاء.
- ركز على العناية الذاتية: يمكن أن تستنزفك الكارثة الطبيعية جسديًا أو عاطفيًا. لذلك من المهم جدًا أن تخصص وقتًا للعناية بنفسك. إذ يمكن أن يؤدي الاهتمام بجسدك وعقلك وروحك إلى زيادة قدرتك على التعامل مع الصدمة.
- مارس استراتيجيات التأقلم الصحية: بعد كارثة طبيعية، سوف تواجه عددًا من المشاعر السلبية الشديدة. لذلك، من المهم جدًا تحديد طرق صحية لإدارة هذه المشاعر.
- حاول الحد من مصادر التوتر الأخرى: على الرغم من أنك قد لا تملك سيطرة كبيرة على مصادر التوتر الأخرى في حياتك. فحاول الحد من مدى اتخاذك لقرارات كبرى أو تغييرات في الحياة.
- ابحث عن طرق لمساعدة الآخرين: يمكن أن تمنحك مساعدة الآخرين شعورًا بوجود هدف أو السيطرة أو التمكين.
تنتهي الأعراض النفسية بشكل طبيعي بمرور الوقت بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يتعرضون لحدث صادم مثل كارثة طبيعية.
هل هناك خطوات لتقديم الدعم النفسي والمساعدة للمصابين بالكوارث؟
توجد خطوات أخرى يمكنها مساعدتك أو يمكنك استخدامها لمساعدة المصابين بعد الكوارث. وتشمل:
- تناول الطعام، وترطيب الجسم، وممارسة الرياضة، والحصول على الراحة بشكل منتظم؛ فالاعتناء بالجسم يقلل من الآثار السلبية للتوتر.
- البحث عن طرق صحية للاسترخاء، مثل تمارين التنفس أو التأمل أو اليقظة الذهنية أو الحديث الذاتي الهادئ.
- الانخراط في أنشطة ممتعة ومتجددة، بما في ذلك التمارين الرياضية أو الهوايات أو الأنشطة الاجتماعية.
- البقاء على اطلاع بالمعلومات أو التطورات الجديدة مع استخدام مصادر موثوقة للمعلومات لتجنب التكهنات والشائعات.
- البقاء على اتصال بالأصدقاء أو العائلة أو الجيران أو الزملاء لتقديم الدعم وتلقيه.
- تذكير النفس والآخرين أنه من الطبيعي أن يكون لديك العديد من المشاعر المختلفة. بالإضافة إلى “الأيام الجيدة” و”الأيام السيئة” كجزء طبيعي من التعافي.
اطلب المساعدة من أخصائي نفسي إذا ظلت الأعراض بعد أسابيع. أو كنت تعاني من مشكلات في العمل أو المنزل، أو تفكر في إيذاء نفسك.
نصيحة عرب ثيرابي
يعاني الناجون من الكوارث من أعراض نفسية مختلفة. نذكر لك في عرب ثيرابي أبرزها كما يأتي:
- صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا.
- الحزن، الاكتئاب، فرط النشاط، الانفعال أو الغضب.
- الشعور بالإرهاق طوال الوقت.
- نقص الشهية أو زيادتها.
- صعوبة في التركيز أو الشعور بالارتباك.