Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
التربية الجنسية

كيف تبدأ التربية الجنسية لأطفالك؟

من خلال التربية الجنسية المبكرة، يتمكن الطفل من الحصول على المعلومات الصحيحة من قبل الوالدين، بالإضافة إلى إدراكه أن الجنس ما هو إلا جزء صحي وطبيعي من الحياة لا يمكن تجاهله، كما أن هذه التربية تشجع الطفل على اللجوء إلى والديه للمعرفة بدلاً من لجوئه إلى مصادر غير موثوقة خلال نموه، فما هي الخطوات الصحيحة للبدء في هذه التربية؟

 

خطوات للبدء بالتربية الجنسية بشكل صحيح

للبدء في التربية الجنسية للأطفال بشكل صحيح، لا بد من اتباع بعض الخطوات الأساسية التالية:

تتبع معرفة الطفل

معرفة المعلومات التي يمتلكها الطفل عن الجنس، حيث أن الكثير من الأسئلة الجنسية الفضولية يمكن أن تشغل فكر الطفل منذ سن مبكر، ومن ضمنها:

  • من أين يأتي الأطفال؟
  • لماذا نتزوج؟

اختيار الوقت المناسب للحديث 

لا يمكن البدء بالأحاديث الجنسية دون وجود محفز للأمر، لذلك يفضل:

  • استغلال بعض المواقف مثل برنامج تلفازي لبدء حوار وتشجيع الطفل على طرح الأسئلة.
  • تجنب الحديث بالأمر أمام الآخرين لما يسببه ذلك من حرج أو الشعور بعدم الاحترام من قبل الطفل.

ملائمة المعلومات مع نمو الطفل

يجب دائما أن تكون الإجابات أو المعلومات الخاصة بالتربية الجنسية محددة وواضحة للطفل، بالإضافة إلى:

  • تصحيح المعلومات التي يمتلكها الطفل، حيث أنه غالباً ما يمتلك الكثير من المعلومات الجنسية البدائية الخاطئة.
  • مراعاة عمر الطفل أثناء تقديم المعلومات، فيتم تقديم المعلومات بما يتناسب مع المرحلة العمرية والتطورية لديه، بحيث تزيد هذه المعلومات لترضي فضوله وشغفه كلما تقدم بالعمر.

لا يحتاج طفلك إلى أن تكون خبيرًا! يحتاج طفلك فقط إلى معرفة أنه يمكنه أن يتحدث معك حول أي شيء.

اكتشاف الأفكار

من خلال المحادثات المتكررة المتعلقة بالتربية الجنسية، يمكن للوالدين معرفة الأفكار والتوجهات المتعلقة بالميول والمعتقدات الجنسية لدى الأطفال، مما يساعد الوالدين في:

  • تتبع المعلومات والأفكار وتعديل المغلوط منها بشكل مستمر.
  • التقليل من المخاوف الجنسية المتكونة لدى الطفل وإيجاد الحلول المناسبة لها.

لا تتعلق التربية الجنسية بالمعلومات الجنسية فقط، فهي تتطرق إلى كيفية تعامل الطفل مع نموه الجسماني والمشاعر المترتبة على ذلك، بالإضافة إلى سلوكياته اتجاه الآخرين.

 

متى تبدأ التربية الجنسية للأطفال؟

في وقتنا الحالي يمكن للأطفال الحصول عن المعلومات التي تشغل تفكيرهم بأي وقت وبسهولة كاملة، لذلك لا يفضل أن يقوم الوالدين بتأخير الحديث في الأمور الجنسية أو اتخاذ خطوات صحيحة في هذا الاتجاه، لما له من آثار سلبية في حصول الطفل على معلومات خاطئة بأساليب لا يجب أن يصل إليها.

 

ما هي التربية الجنسية المناسبة للعمر؟

لا يمكن الحديث عن الجنس مع طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات كما نتحدث مع طفل شارف على البلوغ، فلكل منهما الطريقة الخاصة في الحديث والمعلومات المناسبة التي يحتاجها، لذلك يمكن القيام بالتربية الجنسية اعتماداً على العمر كما يلي:

حديث الولادة إلى عمر سنتين

قد يستغرب البعض ذلك، إلا أن التربية الجنسية تبدأ من قبل أن يبدأ الطفل بالحديث، مما يساعده على التعبير عن المشكلات الصحية واكتشاف جسمه بشكل أفضل، ويكون ذلك من خلال:

  • تسمية الأعضاء التناسلية بأسمائها أو أسماء لطيفة، وشرح الوظيفة لكل عضو بشكل بسيط.
  • لمس الأعضاء التناسلية أثناء بعض النشاطات اليومية، مثل الاستحمام أو تغيير الحفاض.
  • توضيح بعض الفروقات البسيطة بين أعضاء الطفل الذكر عن الأنثى.
  • توضيح متى يمكن للطفل أن يخلع ملابسه وما هي الحدود لذلك.

الأطفال في عمر (2 – 5) سنوات

في هذا العمر يبدأ الطفل في تعلم الحدود بشكل أكبر، بالإضافة إلى إظهاره للفضول الذي يتملكه، لذلك يجب الانتباه إلى النقاط التالية لتقديم تربية جنسية صحيحة في هذا العمر:

  • توضيح حركات اللمس المسموحة وغير المسموحة، بالإضافة إلى تعليم الطفل كيفية الاستدلال على الإيماءات والإيحاءات غير المرغوبة.
  • عند رؤية الطفل يلعب دور الطبيب ويستكشف الأعضاء التناسلية للآخرين، فلا بد من تنبيهه أن هذه الأعضاء خاصة ولا يسمح للآخرين بلمسها.
  • طرق باب الحمام قبل الدخول إليه.
  • لا يمكن لمس الأعضاء التناسلية في الأماكن العامة.

الأطفال في عمر (6 – 8) سنوات

خلال هذه الفترة يجب لفت انتباه الطفل إلى أمور أكثر تنوع في التربية الجنسية، حيث يجب التركيز على:

  • مراقبة استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية للتقليل من تعرضه للمواد الإباحية، ويجب التنبيه عليه أن هذه المواد خاصة بالكبار.
  • المحافظة على النظافة الشخصية، خاصة في منطقة الأعضاء التناسلية.
  • التحدث مع الطفل عن العادة السرية وما لها من تبعات.
  • وجود اختلافات في الميول الجنسية لدى البعض ووجوب الحذر من الأمر.

 

فوائد التربية الجنسية المبكرة

على الرغم من صعوبة الحديث عن الأمور الجنسية مع الأطفال، إلا أنه أمر لا بد منه لما له من الكثير من الفوائد للطفل، ومن ضمن هذه الفوائد:

  • تقبل الطفل لجسمه بشكل إيجابي والتقليل من الخجل المتعلق بالأمر، وذلك من خلال الحديث عن الأعضاء وتسميتها باسمها.
  • تكوين هوية جنسية بشكل صحي، وامتلاك الطفل للمشاعر والأفكار التي تتفق مع جنسه، مما ينتج عنه رضا الطفل عن جنسه عندما يكبر.
  • زيادة التواصل بين الوالدين والطفل، فلا يجد الطفل موضوعاً مخجلاً أو لا يمكن الحديث به مع والديه، وبالتالي قدرة الوالدين إلى الوصول إلى مكنونات الطفل من خلال الحوار السليم.
  • تحديد الحدود الجنسية للطفل، بحيث يتم تعليم الطفل ما هي اللمسات المسموح بها أو ما هو غير لائق، فيستطيع التميز بينها والحفاظ على نفسه من التعرض للتحرش الجنسي في أي وقت.
  • تقبل الطفل لمرحلة البلوغ القادمة دون امتلاك المزيد من المشاعر السلبية اتجاها أو محاولة مقاومتها داخلياً.

 

الإجابة على الأسئلة الجنسية الأكثر طرحاً من قبل الأطفال

هناك مجموعة من الأسئلة يمكن للطفل أن يطرحها يومياً ما لم يحصل على المعلومات التي تشبع فضوله، لذلك فإن إعطائه لما يتناسب مع عمره يعد أمراً شاقاً للوالدين، وفيما يلي بعض أكثر هذه الأسئلة شيوعاً:

كيف يدخل الطفل إلى الداخل؟

لا بد من التأكيد عند الإجابة على هذا السؤال أن الأمر متعلق فقط بالكبار ولا يمكن للصغار القيام بذلك، حيث يمكن الإجابة بما يلي:

  • يقوم الأب والأم بعمل ذلك من خلال حمل بعضهما البعض بطريقة خاصة.
  • من خلال التقاء خلية من الأب وأخرى من الأم معاً.

كيف يولد الطفل؟

قد تكون الإجابة بسيطة، إلا أنها تشكل معضلة للطفل، لذلك يفضل الإجابة كالتالي:

  • يقوم الأطباء والممرضات بالمساعدة في ذلك عندما يكون الطفل جاهزاً للخروج.
  • يتم إخراج الطفل من بطن الأم.

لماذا لا تمتلك الأنثى عضواً ذكرياً؟

يمكن الإجابة بأن للجميع أعضاء تناسلية، إلا أن لكل من الذكر والأنثى أعضاء مختلفة الشكل.

إذا كنت لا تعرف ماذا تقول، أخبر طفلك أنك سعيد لأنه سأل، وأنك لا تعرف الإجابة ولكن ستبحث عنها.

 

كلمة من عرب ثيرابي

لا ينحصر التثقيف الجنسي للأطفال على عمراً محدد، بل هي عملية مستمر ومتواصلة، تكمل فيها المعلومات بعضها البعض. لذلك يجب على الوالدين عدم الشعور بالخجل من الأمر وإعطاء أبنائهم المعلومات اللازمة. الأمر الذي يساعد في:

  • تعلم الأطفال بشكل أفضل مع تكرار المعلومات.
  • عدم خجل الطفل من هذه المواضيع مستقبلاً وبالتالي مصارحتك بما يجول بباله.
  • اتاحة المجال للحديث عن القيم إلى جانب التربية الجنسية.

ففي حال عدم معرفتك الطريقة المثلى للحديث من الأبناء حول الامور الجنسية أو الإجابة على أسئلتهم المتكررة، يمكن اللجوء إلى الأخصائي النفسي الذي يساعد في تدريبك على الأمر بأفضل الطرق وتزويدك بالمزيد من الأفكار. يمكنك التواصل مع أطباء عرب ثيرابي والحصول على الدعم الذي تحتاجه.