ما ستجده في هذا المقال:
يعد الاكتئاب من الحالات النفسية التي تؤثر على جميع تفاصيل الحياة اليومية للشخص. ففي حال كنت مصاباً بالاكتئاب فلن تستمتع بأي من النشاطات الممتعة المفضلة لديك ما لم تتخلص من نوبة الاكتئاب التي تعاني منها. من هنا تظهر أهمية معرفة طول الفترة الزمنية التي قد تستمر فيها النوبة، وما يمكن القيام به للخروج منها.
طول فترة نوبة الاكتئاب
غالباً ما تستمر الأعراض المرهقة التي يعاني منها الشخص خلال إصابته بنوبة الاكتئاب ما لا يقل عن أسبوعين كاملين. إلا أن نوبة الاكتئاب بشكل عام تختلف مدتها باختلاف الأشخاص ففي بعض الأحيان يمكن أن تبقى ملازمة للشخص لمدة (6 – 8) أشهر اعتماداً على العوامل الفردية. حيث أن جميع الأشخاص معرضين للإصابة بنوبة اكتئابية أو أكثر خلال حياتهم بغض النظر عن أجناسهم أو أعمارهم. كما أن هناك نوبات شديدة وأخرى خفيفة يعتمد تقييمها على عدد الأعراض التي قد تحدث للشخص ومدى التأثير على حياته اليومية.
ويعتبر العلاج في الوقت المناسب عامل مهم في منع حدوث نوبات اكتئابية جديدة في المستقبل أو التقليل من احتمالية حدوثها. كما أنه يساعد في تقصير فترة النوبة في المرات القادمة.
قد يعاني بعض الأشخاص من نوبة واحدة تستمر لبضعة أسابيع فقط، بينما قد يعاني آخرون من نوبات متعددة على مدار عدة سنوات.
ما الأعراض المرافقة لنوبة الاكتئاب؟
تأتي نوبة الاكتئاب مع مجموعة من الأعراض التي تغير حياة الشخص المريض، حيث يمكن أن يعاني الشخص من مزاج مكتئب والشعور بالحزن أو الفراغ أو اليأس، أو يفقد الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة الممتعة لديه. بالإضافة إلى:
- الشعور بعدم القيمة أو الذنب بشكل مفرط.
- التعب أو الخمول طول الوقت.
- صعوبة في التركيز والتذكر واتخاذ القرار.
- اضطراب نمط النوم فقد يعاني من الأرق، أو الاستيقاظ مبكراً جداً أو النوم أكثر من المعتاد.
- تغيرات في الشهية وما يتبعها من تغيرات في الوزن غير مبررة بمرض معين.
- الشعور ببعض الآلام الجسدية غير مبررة والتي لا تستجيب للعلاج، مثل الصداع أو مشاكل الجهاز الهضمي أو ألم في العضلات.
- امتلاك أفكار حول الموت أو الانتحار، وأحياناً التخطيط أو محاولة الانتحار بشكل حقيقي.
تعتبر الأعراض السابقة هي الأعراض الأكثر شيوعاً عند الإصابة بالاكتئاب، إلا أن نوع الاكتئاب وجنس الشخص المصاب تؤثر في طريقة إظهار الأعراض وكيفية الشعور بها. ومع ذلك هناك بعض المعايير ليتم تشخيص الشخص بنوبة الاكتئاب، تابع القراءة لمعرفة هذه المعايير.
كيفية تشخيص نوبة اكتئابية الشديدة والخفيفة
يقوم المعالج النفسي بالنظر إلى الأعراض التي يعاني منها الشخص خلال مدة لا تقل من أسبوعين، حيث يظهر الفرق بين النوعين في التشخيص على النحو التالي:
- نوبة اكتئابية شديدة: لا بد أن تتوفر لديه خمسة أعراض على الأقل من الأعراض الشائعة للاكتئاب بشكل يومي. على أن يكون من ضمنها المزاج المكتئب أو فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة. ومن الضروري أيضاً أن تسبب الأعراض الشعور بضائقة كبيرة أو ضعفاً في الأداء الاجتماعي والوظيفي.
- نوبة اكتئابية خفيفة: وفيها يعاني الشخص من (2 – 4) من الأعراض السابقة، على أن يكون من ضمنها المزاج المكتئب أو فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة أو عدم الرغبة بفعل أي شيء.
بصرف النظر عن شدة نوبة الاكتئاب، يجب أن تُؤخذ جميع نوبات الاكتئاب على محمل الجد ليتم علاجها بالشكل الصحيح قبل أن تتفاقم.
يتمكن الشخص من التعافي من هذه النوبات مع العلاج المناسب، إلا أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت. لذلك يجب على الشخص عدم استعجال رحلته العلاجية للوصول إلى الشفاء الكامل. تعرف على العوامل المؤثرة على التعافي فيما يلي.
متى يحدث تعافي من النوبة الاكتئابية؟
لا بد من معرفة أن التعافي من نوبة الاكتئاب غالباً ما يكون تدريجي ويحتاج إلى فترة من الزمن تختلف باختلاف الأشخاص وحدة النوبة. فعلى الرغم من أن البعض قد تستغرق عملية التعافي لديه أشهر فقد يحتاج البعض إلى سنوات، ومع ذلك كن على يقين أن نوبة الاكتئاب قابلة للشفاء من خلال الحصول على المساعدة المناسبة.
ومن بين العوامل المؤثرة على عملية التعافي:
- مدة النوبة وشدتها.
- عدد العلاجات المتاحة وفعاليتها.
- الظروف الفردية، مثل مستوى الدعم من العائلة والأصدقاء.
في كثير من الأحيان تتخلل فترة التعافي بعض النوبات الانتكاسية التي تشعر الشخص بعدم الجدوى من العلاج، لكن تذكر أن هذه النوبات ما هي إلا جزءاً من الرحلة العلاجية ويساعد التعرف على العلامات التحذيرية في اتخاذ الإجراءات الوقائية بشكل أفضل.
هل يمكن الوقاية من نوبة الاكتئاب؟
على الرغم من عدم وجود طريقة محددة يمكن من خلالها الوقاية من نوبة الاكتئاب. لكن إن كنت تعرف أنك عرضة للإصابة بواحدة منها فإن اتباع النصائح التي يقدمها الأخصائي النفسي غالباً ما تأتي بنتائج إيجابية على هذا الصعيد. ومن ضمن هذه النصائح:
- التحدث عن المشاعر عند الانزعاج وعدم كبتها.
- البقاء نشيطاً قدر الإمكان، من خلال ممارسة الرياضة والخروج في الهواء الطلق، مما يساعد في إعادة التوازن للهرمونات الدماغية.
- تناول نظام غذائي متوازن يضمن توفير العناصر والفيتامينات المهمة للصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.
- تجنب الكحول والمخدرات.
- تدوين العوامل التي قد تسبب الإصابة بالاكتئاب ومحاولة إيجاد الحلول لها أو التخلص منها.
إن شعرت أن نوبة اكتئابية في طريقة، غالباً ما يكون من المفيد التحدث مع الأخصائي النفسي. أنت لست بحاجة لزيارة العيادة النفسي، يكفي الحصول على الاستشارة عبر الإنترنت.
لكن هل تعني كل نوبة اكتئابية أن الشخص يعاني من اضطراب مزاجي أو اكتئاب؟ اكتشاف الاضطرابات النفسية الأخرى المرتبطة بهذه النوبات.
حالات نفسية مرتبطة بالنوبات الاكتئابية
لا يعني حدوث نوبة اكتئابية أن الشخص يعاني من الاكتئاب، فقد يرتبط الأمر بمجموعة أخرى من الاضطرابات النفسية، فمثلاً يمكن أن يعاني الشخص من:
- اضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطرابات القلق المختلفة.
كلمة من عرب ثيرابي
يعد الحصول على العلاج المناسب من أهم الأمور في حالة نوبات الاكتئاب، حيث لا يمكن للشخص التنبؤ بالفترة الزمنية التي يمكن أن تستمر بها أعراض النوبة. لذلك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن العلاج يضمن للشخص الحد من شدة الأعراض والحماية من حدوث نوبات اكتئابية مستقبلية. ومن أفضل الأساليب العلاجية المتبعة في هذه الحالة:
- العلاج التبادلي (IP).
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
علاج القبول والالتزام (ACT). - العلاج المعرفي القائم على اليقظة (MBCT).