ما ستجده في هذا المقال:
قد تثير فكرة الذهاب إلى المدرسة بعض القلق لدى الأطفال، وهذا أمر طبيعي تمامًا ولكن لا تقلق سنقوم معًا برحلة ممتعة لجعل الطفل يستعد للمدرسة ونجعل منها تجربة مريحة وممتعة. ويمكنك متابعة المقال ليساعدك على تحضير الطفل نفسياً للدخول إلى المدرسة.
هل يعاني طفلك من قلق الانفصال عن الأهل؟
يصاب العديد من الأطفال بقلق الانفصال؛ إذ ينزعجون عندما يحاول أحد الوالدين تركهم في المدرسة بعد عطلة طويلة أو لأول مرة. وعلى الرغم من أن قلق الانفصال جزء طبيعي تمامًا من الطفولة إلا أنه قد يكون مزعجًا. لذلك فإن فهم ما يمر به طفلك ثم امتلاك بعض الطرق للتعامل معه يمكن أن يساعد كلاكما على تجاوزه.
إذا ظهر قلق الانفصال فجأة لدى الأطفال الأكبر سنًا فقد تكون هناك مشكلة أخرى مثل التنمر المدرسي أو الإساءة.
كيف يمكنك مساعدته على التأقلم؟
يمكن أن تساعد هذه النصائح على إعداد نفسي (Psychological Preparation) مناسب للطفل لاجتياز هذه الفترة الصعبة:
- التوقيت مهم؛ لذلك اذهب أنت مع طفلك لتوصيله، عندما يكون من المرجح أن يظهر قلق الانفصال لأول مرة.
- تدرب مع طفلك على الابتعاد عن بعضكما البعض، وقم بتقديم أشخاص وأماكن جديدة له ببطء للتأقلم بشكل أفضل.
- إذا كان طفلك سيبدأ في الذهاب إلى مدرسة جديدة فقم بزيارتها معه عدة مرات قبل بدء الدوام الرسمي.
- تدرب على ترك طفلك مع مقدم رعاية لفترات قصيرة حتى يتمكن من التعود على الابتعاد عنك.
- حافظ على هدوئك وأظهر ثقتك في طفلك لتحسين ثقته بنفسه.
- أعطه انتباهك الكامل عندما تقول وداعًا وعندما تقول أنك ستغادر، وكن صادقًا فالعودة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.
الانفصال الذي يؤثر على الأنشطة العادية للطفل الأكبر سنًا قد يكون علامة على اضطراب قلق أعمق.
كيف يمكن تحضير الطفل نفسياً للدخول إلى المدرسة؟
السؤال الأهم هنا هو كيف كيف تعزز استقرار طفلك النفسي وتشجعه للدخول للمدرسة؟ لعزيز وتحضير الطفل نفسياً للدخول إلى المدرسة ثم تحسين استقراره النفسي يمكنك اتباع ما يأتي:
- حاول تنظيم مواعيد اللعب مع الأطفال الآخرين قبل اليوم الأول من المدرسة. ويمكن أن يكون هذا مفيدًا إذا كان طفلك يعرف طفلًا آخر يذهب إلى نفس المدرسة قبل بدء المدرسة.
- امنح طفلك الكثير من الحب والدعم، وكن متحمسًا لبدء طفلك المدرسة. لأن هذا يعطي طفلك رسالة إيجابية مفادها أن المدرسة مثيرة وأنه سيتعامل معها ثم يستمتع بها.
- إذا ظهر موضوع المدرسة أثناء الأنشطة اليومية مع طفلك فاستخدم هذا كفرصة لبدء محادثة. لكن لا تتحدث كثيرًا لأن ذلك قد يجعل طفلك يشعر بقلق أكبر.
- دع طفلك يعرف كيف سيتغير روتينه اليومي – على سبيل المثال، متى يجب عليه الاستيقاظ في الصباح، أو كيف سيذهب إلى المدرسة ويعود منها.
- اقرأ كتابًا للأطفال عن بدء الدراسة مع طفلك، إذ يمكن أن تساعدك قراءة الكتب في التحدث مع طفلك عن مشاعره.
من الطبيعي أن تشعر بالقلق أو الهم والحزن عند بدء المدرسة ولكن في بعض الأحيان قد يفيدك التحدث مع الآباء الآخرين حول ما تشعر به.
كيف تساعد طفلك في تطوير مهارات التواصل مع زملائه؟
يمكنك مساعدة طفلك في اكتساب المهارات (Skill acquisition) أو تعزيز أو تطوير مهارات التواصل كما يأتي:
- تحدث بانتظام مع طفلك: تتمثل مهمتك في تشجيع طفلك على بدء المحادثات أو الانضمام إليها قدر الإمكان. قد يساعد هذا طفلك على الشعور براحة أكبر ثم الابتعاد عن العزلة.
- وصف اليوم: شجع طفلك على إخبارك كيف سار اليوم بأكبر قدر ممكن من التفاصيل. واسأله ما هو أفضل أو أسوأ شيء في المدرسة لأن هذا يساعد هذا في التذكر والتسلسل.
- استمع إلى ما يقوله طفلك وكرره: يمكنك أن تظهر لطفلك أهمية الاستماع من خلال القيام بذلك بنفسك. وبعد أن يخبرك طفلك بشيء ما كرر جزءًا منه ثم تابع بسؤال ما حول الموضوع.
- تدرب على المحادثات مع طفلك: تحدث عن أنواع المواقف التي قد يشعر طفلك بالتوتر والقلق الشديد بشأنها. فقد يشمل ذلك التحدث إلى أطفال آخرين أثناء انتظار الحافلة، أو الجلوس معهم في الغداء.
- أشر إلى لغة الجسد: فكر في إظهار وشرح لغة الجسد أثناء المحادثة.
- اسأل طفلك عن رأيه: يتطلب التواصل من الأطفال التفكير في مشاعرهم، ويمكن أن تكون محادثة بسيطة أمرًا مهمًا ومفيدًا.
شجع طفلك على الاحتفاظ بمذكرات حول الأنشطة أو المشاعر اليومية لأن هذا قد يشعر طفلك بمزيد من الاستعداد والثقة بالنفس.
كيف تدعم طفلك في تطوير مهارات حل المشكلات؟
إليك أبرز الخطوات لمساعدة طفلك على تعلم مهارات حل المشكلات:
- تشجيع الإبداع: اسمح للأطفال والمراهقين بالتفكير خارج الصندوق وتجربة أفكار جديدة.
- التحلي بالصبر: اقضِ بضع دقائق إضافية للسماح للطفل بحل مشكلته بمفرده بدلاً من حلها بسرعة نيابة عنه.
- لعب ألعاب حل المشكلات: الألعاب مناسبة لجميع الأعمار وليست للأطفال الصغار فقط.
- كن قدوة: فكر بصوت عالٍ ودع أطفالك يستمعون إليك أثناء حل المشكلة.
- اسمح لهم بالفشل: على الرغم من صعوبة الأمر فإن السماح لطفلك بالفشل يوفر فرصة تعليمية مذهلة.
- اطلب مساعدتهم: اطلب المساعدة من أطفالك في اتخاذ القرارات أو حل مشكلة.
- اقترح احتمالات متعددة: قد يساعد تقديم مجموعة متنوعة من الإجابات المحتملة لحل مشكلة ما في تحريك الأمور.
إن تعزيز هذه المهارات يسمح للأطفال باكتساب الاستقلال والثقة بالنفس ثم يؤهلهم للنجاح في التعلم الأكاديمي والقيادة والعلاقات والمهارات الاجتماعية.
كيف تمنحه الشعور بالأمان قبل الدخول المدرسي؟
إليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحضير الطفل نفسياً للدخول إلى المدرسة الابتدائية ولسير الأسابيع القليلة الأولى فيها بسلاسة:
- حاول توصيل طفلك إلى المدرسة قبل أن يرن الجرس في الصباح.
- إذا كان طفلك قلقًا بشأن انفصاله عنك فابحث عن طرق لتشتيت انتباهه عند توصيله إلى المدرسة.
- خذ طفلك بعد المدرسة في الوقت المحدد في مكان الالتقاء المعتاد.
- تحدث مع المعلمين إذا لم يكن طفلك قد تأقلم بشكل جيد، أو إذا أخبرك عن المضايقات أو تعرضه للتنمر.
- إذا كان طفلك متعبًا بعد المدرسة فدع طفلك يستريح ويلعب في المنزل.
- تحقق من حقيبة طفلك بحثًا عن ملاحظات المدرسة أو الاستمارات أو المعلومات.
أخبر المدرسة إذا كان طفلك بحاجة إلى عناية خاصة في أي وقت مثل وجود بعض المشكلات الصحية أو في الأسرة.
نصيحة عرب ثيرابي
بثقتنا القوية وخبرتنا العميقة في الصحة النفسية، نحن هنا لدعمك في رحلة تأهيل أطفالك للمدرسة بثقة واستعداد. ابدأ الآن في بناء أسس قوية لعالمهم الداخلي، لتمنحهم القوّة التي يحتاجونها لمواجهة التحديات بثقة واستقلالية.
