Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

تأثير الحرمان من النوم الصحي على الصحة النفسية

يعتبر النوم الصحي من الأمور المهمة للغاية لضمان الصحة النفسية، ومع ذلك يستهين الكثيرين بذلك، مما يؤدي إلى التأثير سلباً وبشكل كبير على صحتهم النفسية.

تعرف معنا على التأثيرات السلبية المحتملة للحرمان من النوم الصحي بشكل مستمر أو متكرر، وحاول تجنب الأمر قدر الإمكان.

 

ما هو النوم الصحي؟

لا يقتصر النوم الصحي على الحصول على القدر الكافي من النوم ليلاً، بل يعني أيضاً نوعية النوم الجيد الذي تحصل عليه. وللتمتع بالنوم الصحي، لا بد أن يشتمل على ما يكفي من دورات نوم:

  • حركة العين السريعة:

خلال هذه المرحلة من النوم، تتحرك العيون بسرعة في مجموعة من الاتجاهات دون إرسال إشارات بصرية إلى الدماغ. يبدأ نوم حركة العين السريعة عادةً بعد حوالي 90 دقيقة من النوم، مع حدوث فترات متعددة من نوم حركة العين السريعة طوال الليل، كل واحدة منها أطول من السابقة. يعد نوم حركة العين السريعة أمرًا بالغ الأهمية للحلم والنوم العميق ونشاط الدماغ أثناء دورة النوم.

  • حركة العين غير السريعة:

يحتاج الدماغ إلى هذه المرحلة لحدوث المرحلة السابقة من النوم. وفي هذا الجزء من دورة النوم يقوم الجسم بإعادة نمو الأنسجة وإصلاحها وبناء العظام والعضلات وتقوية جهاز المناعة.

 

العلاقة بين الحرمان من النوم الصحي والحالة النفسية

مع تسارع الأيام، أصبح التفريط بساعات النوم الليلية أمراً شائعاً في سبيل زيادة الإنتاجية. على الرغم من أن الحصول على النوم الصحي (7 – 9 ساعات ليلية) يعد أمراً في غاية الأهمية لضمان الصحة الجسدية والنفسية والعقلية على حد سواء. 

لذلك فإن التقليل المنتظم من ساعات النوم الصحي له تأثيرات سلبية كبيرة على الحالة النفسية، والتي تتضح على النحو التالي:

فقدان التنظيم العاطفي

يشترك كل من النوم والعواطف بطريقة معقدة للغاية. فمثلاً قلة النوم يجعل الشخص أكثر عرضة للتوتر بسبب المواقف البسيطة. حيث أن الحرمان من النوم يؤدي إلى زيادة التفاعل العاطفي مع الأمور. مما يؤدي إلى زيادة التهيج وتقلب المزاج وانخفاض القدرة على التعامل مع التوتر.

تشير الأبحاث التي أجريت في عام 2021 إلى أن عدم الحصول على النوم الكافي يمكن أن يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة باضطراب نفسي

تدني الأداء المعرفي

النوم بمثابة عملية التخلص من السموم في الدماغ وإعادة تكوين مسارات عصبية جديدة فيه وتجديد النشاط. لكن في حال كان الشخص محروماً من النوم لسبب أو آخر. فهذا يعاني عدم حصوله على الوقت الكافي لإعادة التوازن للدماغ، وبالتالي التأثير على العمليات المعرفية من خلال:

  • مواجهة صعوبة في التركيز خاصة في المهام التي تتطلب المزيد من الانتباه.
  • الارتباك عند الحاجة لاتخاذ القرارات.
  • صعوبة تذكر المعلومات المهمة.
  • انخفاض مستوى الإنتاجية، حيث أن التوصل إلى فكرة معينة تعتبر مهمة شاقة في حال عدم الحصول على القدر الكافي من النوم الصحي.
  • ضبابية الدماغ.
  • صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة عند الحديث.

الاضطرابات النفسية

الكثير من الاضطرابات النفسية لها أعراض تتعلق باضطراب نمط النوم، لذلك لا يمكن الفصل بين النوم الصحي والحالة النفسية. كما أن اضطراب نمط النوم يؤثر على مدى قدرة الشخص على التعافي من حالته النفسية المضطربة. مما يجعل الحصول على القدر الكافي والصحي من النوم جزء أساسياً في الخطة العلاجية. كما أنها تجعل الشخص أقل عرضة للإصابة بالمشكلات النفسية طويلة الأمد.

ومن الاضطرابات النفسية المرتبطة بشكل وثيق باضطراب نمط النوم:

  • اكتئاب:

سواء كان أرقاً أو مشكلة نوم أخرى، فهي من الأعراض الشائعة للإصابة بالاكتئاب. بالمقابل، فإن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن قلة النوم يمكن أن تسبب الاكتئاب بشكل مضاعف.

  • قلق:

يؤثر كل من قلة النوم والقلق على بعضهما البعض، مما يدخل الشخص في دورة معقدة من كلا الحالتين. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن مشاكل النوم هي عامل خطر لتطوير اضطرابات القلق. خاصة إن استمرت مشكلات النوم لدى الشخص أو تركت دون علاج. 

  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

يعاني ما نسبته 5.3٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (6 – 17) عاماً من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وقد وجدت الدراسات أن (25 – 55)% من هؤلاء الأطفال يعانون من مشكلات النوم المختلفة بما فيها قلة النوم.

  • اضطرابات الأكل:

على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لفهم العلاقة بين اضطرابات الأكل ومشكلات النوم، إلا أنه من الواضح أن كلا الحالتين تؤثران ببعضهما البعض أيضاً. 

  • اضطراب ما بعد الصدمة:

يعتبر الأرق أو الحرمان من النوم من الأعراض الشائعة لاضطراب ما بعد الصدمة. كما أنه يزيد من سوء الحالة لدى (80 – 90)% من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. بالإضافة إلى تأثيره على فاعلية الخطة العلاجية.

  • اضطراب ثنائي القطب:

سواء كان الأمر متعلق بالأرق أو رؤية الكوابيس أو الاستيقاظ المتكرر من النوم، فإن النوم غير الصحي من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب. كما أنه قد تزيد من حدة نوبات الهوس التي تحدث للشخص أو قد تولد نوبات جديدة.

وجدت إحدى الدراسات أن مشاكل النوم كانت مؤشراً لاضطراب القلق العام لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين (9 – 16) عاماً.

 

فوائد الحصول على نوم صحي

كما أن للحرمان من النوم الصحي تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، فإن الحصول على القدر الكافي من هذا النوم يعود بالفوائد الكثيرة على الحالة النفسية. فمثلاً يساعد في:

  • انخفاض مستويات التوتر والقلق.
  • تحسين الحالة المزاجية.
  •  امتلاك المزيد من الطاقة.
  • تحسين التركيز والذاكرة.

 

نصيحة عرب ثيرابي

سواء كنت تعاني من مشكلة نفسية أو تسعى للوصول إلى الرفاهية النفسية، فإن الاهتمام في نمط نومك والحصول على ما يكفي من ساعات النوم الليلية يعتبره الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي من الأمور الغاية في الأهمية للوصول إلى ذلك.

ولتحسين نمط نومك، ينصحك الأخصائيون بما يلي:

  • عمل روتين محدد للنوم، وذلك بالذهاب إلى السرير والاستيقاظ صباحاً في الوقت ذاته. قد تحتاج إلى بعض الوقت للتدرب على ذلك لكنه غالباً ما يعيد ضبط ساعتك البيولوجية.
  • الابتعاد عن النظر إلى الشاشات الإلكترونية قبل ساعة على الأقل من وقت النوم. 
  • التقليل من تلقي المحتوى السلبي قبل النوم (الأخبار المزعجة أو الأفلام الحزينة).
  • ممارسة الأنشطة المريحة والتي تساعد على الاسترخاء قبل النوم.
  • تهيئة غرفة النوم لتكون مناسبة للنوم من خلال جعل الإضاءة خافتة والحرارة مناسبة والأجواء هادئة.
  • الابتعاد عن تناول الكافيين أو الكحول قبل النوم.