ما ستجده في هذا المقال:
يُعد الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تؤثر على الأطفال، مما يعيق نموهم وتطورهم الاجتماعي. وفهم الوسواس القهري لدى الأطفال أمر مهم؛ فكلما تم التعرف عليه مبكرًا كان العلاج أفضل. نفهم في المقالة العلاقة بين الوسواس القهري والأطفال بشكل أفضل.
ما هو الوسواس القهري عند الأطفال؟
يعد اضطراب الوسواس القهري (OCD) حالة صحية عقلية:
- تتميز بالهواجس (الأفكار المؤلمة اللاإرادية، أو الرغبات، أو الصور الذهنية) والسلوكيات القهرية (السلوكيات المتكررة الجامدة).
- تسبب الهواجس مشاعر سلبية شديدة مثل القلق (Anxiety) أو الخوف أو الرعب.
- تعمل السلوكيات القهرية كآلية للتكيف مع الهواجس. وهي طقوس أو أفعال يشعر الطفل أنه يتعين عليه القيام بها لمنع نتيجة غير مرغوب فيها.
- يتضمن اضطراب الوسواس القهري عند الأطفال أفكارًا تدخلية وأفعالًا وقائية، تمامًا كما يحدث عند البالغين.
- ومع ذلك، قد يكون من الصعب التمييز بين أعراض اضطراب الوسواس القهري والسلوكيات التنموية النموذجية عند الأطفال.
إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من اضطراب الوسواس القهري، فابدأ بزيارة طبيب طفلك أو الطبيب النفسي للأطفال.
كيف يؤثر الوسواس القهري على الأطفال والعائلات؟
تؤثر الأفكار الوسواسية والسلوك القهري على قدرة الأطفال على الاسترخاء والاستمتاع بالحياة. لذا إذا كان طفلك يعاني من اضطراب الوسواس القهري، فقد يواجه أيضًا تحديات مثل:
- مشاكل في المدرسة: على سبيل المثال، صعوبة في الانتباه أو القيام بالواجبات المنزلية.
- روتين مضطرب: على سبيل المثال، صعوبة الذهاب إلى المدرسة أو النوم ما لم يتم أداء طقوسه.
- مشاكل جسدية: بسبب الشعور بالتوتر أو قلة النوم تنشأ مشاكل اجتماعية مثل؛ تجنب المواقف الاجتماعية أو قضاء المزيد من الوقت في هواجسهم وسلوكياتهم القهرية أكثر من الوقت الذي يقضونه مع أصدقائهم.
- مشاعر سلبية: مثل القلق من أنهم مختلفون عن الأصدقاء والعائلة أو أنهم لا يتحكمون في سلوكهم.
- مشاكل الصحة النفسية الأخرى: مثل قلق الطفل، أو اكتئاب الطفل، أو قلق المراهقين أو اكتئاب المراهقين.
أحيانًا يعاني الأطفال المصابون بالاضطراب القهري من مشاكل صحية نفسية أخرى في وقت لاحق من الحياة.
ما هي أعراض الوسواس القهري عند الأطفال؟
تشمل أبرز العلامات التي قد يلاحظها الآباء ما يأتي:
الهواجس
قد يلاحظ الآباء الوسواس القهري على أنه مخاوف أو قلق شديد. فقد يشعر الأطفال المصابون بالاضطراب بالانزعاج بشكل غير عادي بشأن:
- وجود الجراثيم، أو الأوساخ، أو المرض، أو الإصابة، أو الأذى.
- ما إذا كان شخص ما قد يمرض أو يتأذى أو يموت.
- الأشياء التي تبدو خاطئة أو غير مناسبة.
- ما إذا كانت الأفكار السيئة قد تتحقق.
- الأشياء غير المستقيمة أو المتساوية أو المرتبة “بشكل صحيح”.
الإكراهات
تعد هذه هي السلوكيات التي يقوم بها الطفل في محاولة للشعور بالتحسن. فقد يلاحظ الآباء أن الأطفال:
- يلمسون أو ينقرون بأصابعهم بطرق غير عادية.
- يرتبون الأشياء مرارًا وتكرارًا.
- يكررون الكلمات أو العبارات أو الأسئلة.
- لديهم العديد من الشكوك أو صعوبة في اتخاذ القرارات.
- يغسلون أيديهم أو ينظفون أكثر من اللازم.
- يستغرقون وقتًا طويلاً للقيام بالأشياء مثل؛ ارتداء الملابس أو الاستحمام أو تناول الطعام أو القيام بالواجبات المنزلية.
قد يعاني المراهقون أو الأطفال المصابون بالاضطراب القهري من الهواجس أو الإكراهات أو كليهما.
المشاعر
تصبح أفكار الاضطراب القهري ومشاعره وطقوسه مع الوقت حلقة مفرغة من التوتر. وقد يجعل هذا من الصعب التركيز في المدرسة، أو الاستمتاع مع الأصدقاء، أو النوم، أو الاسترخاء. قد يبدو الأطفال:
- قلقون أو محبطون.
- سريعو الانفعال أو حزينون.
- متعبون أو منزعجون عندما لا يستطيعون أداء طقوس.
- يحتاجون إلى طمأنة مستمرة من أحد الوالدين بأن الأمور على ما يرام.
كيف يمكن علاج الوسواس القهري عند الأطفال؟
يتم علاج (Treatment) الاضطراب القهري عند الأطفال أو البالغين عادةً بنوع من العلاج المعرفي السلوكي (CBT) يسمى التعرض ومنع الاستجابة (ERP):
- يتعرض الأطفال في العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة تدريجيًا للمخاوف الكامنة في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة ويتم توجيههم بعدم الانخراط في سلوك قهري.
- يساعدهم هذا على تعلم أن المخاوف مبالغ فيها وأن المشاعر السلبية تمر دون إجبار.
- قد يُنصح بالأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، عندما لا يكون العلاج المعرفي السلوكي فعالاً بما فيه الكفاية أو عندما تكون الأعراض شديدة.
- قد يستفيد الأطفال أيضًا من؛ العلاج الأسري لأو مجموعات الدعم أو تدريب الاسترخاء أو برامج دعم المجتمع والمدارس أو التثقيف النفسي.
يمكنك إجراء اختبار الشخصية أو اختبار القلق أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
ما هي النصائح للأهل لدعم الأطفال المصابين بالوسواس القهري؟
إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من اضطراب الوسواس القهري:
- تحدث مع طفلك عما لاحظته: تحدث معه بطريقة داعمة، واستمع إليه، وأظهر له الحب. قل له شيئًا يناسب حالته
- تحدث معه عن الاضطراب القهري: ثم أخبره أن الفحص مع الطبيب يمكن أن يكتشف ما إذا كان هذا هو السبب فيما يحدث.
- أخبر طفلك أن هذا يمكن أن يتحسن، وأنك تريد المساعدة: حدد موعدًا مع طبيب نفسي للأطفال للتشخيص الذي سيحتاج إلى طرح أسئلة حول أعراض طفلك أو أمور أخرى.
- شارك في علاج طفلك: يعد تدريب الوالدين على كيفية الاستجابة لأعراض الاضطراب القهري لدى طفلهم جزءًا من العلاج. تعلّم كل ما يمكنك عن الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة
- كن صبورًا: التغلب على الاضطراب القهري عملية صعبة، إذ ستكون هناك العديد من الزيارات للعلاج، تأكد من الذهاب إليها جميعًا، ثم ساعد طفلك على ممارسة الأشياء التي يُظهرها لك المعالج.
- امتدح جهد طفلك: أظهر مدى فخرك به، وذكّره بأن الاضطراب ليس خطأه.
- احصل على الدعم، وقدمه: هناك الكثير من الموارد والدعم (Support) للأسر التي تتعامل مع الاضطراب القهري لذلك ابحث عنها وشارك فيها.
تشير دراسة إلى أن خطر إصابة الطفل بالاضطراب القهري قد يزداد أيضًا بسبب عوامل أثناء الحمل، مثل التاريخ النفسي للأم، واستخدام السجائر أثناء الحمل.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كان طفلك يعاني من تحديات نفسية مثل الوسواس القهري، فالعلاج النفسي يمكن أن يكون الحل. في عرب ثيرابي، نقدم برامج علاجية مخصصة للأطفال تساعدهم على فهم مشاعرهم وتطوير مهارات التكيف. دعنا نساعد طفلك على استعادة سعادته وثقته بنفسه. اتصل بنا اليوم لبدء رحلة الشفاء والنمو.