على الرغم من زيادة النزعة الاستهلاكية في السنوات الأخيرة إلا أن إدمان التسوق تم التعرف عليه في أوائل القرن التاسع عشر، وتم اعتباره اضطرابًا نفسيًا في أوائل القرن العشرين.[مرجع2]
ما هو إدمان التسوق؟
هو إدمان سلوكي يتضمن التسوق القهري من خلال الإفراط في الشراء كوسيلة للشعور بالرضا، والتغلب على المشاعر والمواقف السلبية والصعبة، ومن الممكن أن ينتج عنه الكثير من المشاكل في مجالات الحياة الأخرى.[مرجع2]
ما الفرق بين التسوق العادي وإدمان التسوق؟
الفرق أنه في الإدمان يُصبح سلوك التسوق الطريقة الرئيسية التي يستخدمها الشخص للتعامل مع الإجهاد حتى مع الضرر والآثار السلبية له، دون القدرة على التوقف حتى مع الرغبة بذلك والمحاولات.[مرجع2]
علامات إدمان التسوق
فيما يلي العلامات التي تدل على وجود مشكلة الإدمان على التسوق:
المشاعر السلبية
من الأمور التي تدل على الإدمان على التسوق هي المشاعر السلبية التي تتبع عملية التسوق، وذلك مثل:[مرجع1]
- تدني احترام الذات.
- ضعف التنظيم الذاتي أو القدرة على التحكم في السلوكيات والتصرفات لتحقيق المصلحة الخاصة.
- الشعور بالكثير من المشاعر السلبية.
- الإحساس بأن الشخص لديه معرفة قليلة أو موارد دماغية قليلة.
- استخدام التسوق للسيطرة على المشاعر السلبية.
- مشاعر الذنب تجاه بعض المشتريات بشكل مستمر ومتكرر.
الحاجة للتسوق
إذا كان الشخص يقضي الكثير من الوقت في التسوق، أو التخطيط للتسوق، أو حتى التفكير بالتسوق في أوقات مختلفة وغير مناسبة قد يدل ذلك على إدمان التسوق، وذلك بسبب شعوره بالحاجة الملحة للتسوق حتى أنها تستهلك وقت طويل من جهده ووقته.[مرجع1]
التسوق عبر الإنترنت
بالأوقات الحالية أصبح من السهل للغاية التسوق عبر مواقع الإنترنت المختلفة، والتي تكون سرية بشكل أكبر من التسوق في الأسواق والمحال التجارية، ولذلك يميل المُدمن للتسوق الإلكتروني لإخفاء مشترياته، وحتى لا يشعر بالذنب تجاه سلوكه.[مرجع1]
عدم القدرة على التوقف
من أكبر العلامات التي تدل على إدمان التسوق هي عدم القدرة على التوقف عن التسوق بأي شكل من الأشكال، ومن الممكن التوقف لفترة قصيرة من الزمن، والعودة للتسوق بشكل أكبر والانتكاس.[مرجع1]
الاستمرار بالتسوق رغم العواقب
ينغمس المُدمن على التسوق في التسوق حتى لو كان ذلك يسبب له ضررًا وعواقب سلبية، وذلك مثل:[مرجع1]
- الإنفاق أكثر مما يستطيع.
- تجنب دفع الفواتير لإنفاق المال في التسوق.
- أعباء الديون أكثر من ما يستطيع.
- اقتراض المال أو أخذه من الآخرين للتسوق.
- التخلي عن القيم لأجل التسوق، مثل استخدام أموال التبرع والصدقات للتسوق.
أسباب إدمان التسوق
هناك أسباب محتملة متعددة قد تكون السبب في الإدمان على التسوق، ومنها:[مرجع2][مرجع3]
- محاولة لتعزيز الثقة بالنفس وتقدير النفس.
- وسيلة للتغلب على الألم العاطفي، وضغوطات الحياة.
- للشعور بالسعادة والفرح.
- القدرة على التعامل مع التوتر أو الشعور بالسيطرة.
- آلية للتكيف مع القلق والتوتر.
- حصول تغير كبير في حياة الشخص مثل الطلاق، أو الانفصال، أو الوفاة.
- الاضطرابات النفسية مثل الوسواس القهري، واضطرابات القلق، ونهم الطعام.
- الاضطرابات العاطفية مثل الاكتئاب.
- البيئة المحيطة بالشخص مثل العائلة وسلوكياتها.
آثار إدمان التسوق
يؤثر الإدمان على التسوق بشكل سلبي على جوانب مختلفة من حياة الشخص، وذلك مثل:[مرجع3]
- شراء سلع لا يُمكن تحمل تكلفتها أو لا يحتاجها حقًا.
- التغير بالحالة المزاجية أثناء التسوق والشعور بالراحة، والعودة للشعور بالذنب والإحباط بعد الانتهاء من التسوق.
- مواجهة مشاكل مالية بسبب إنفاق الكثير من المال بالتسوق.
- المشاكل في الأداء العملي والتحصيل الأكاديمي.
- توتر العلاقات الشخصية والأسرية.
كيفية التعامل مع إدمان التسوق
من الصعب التعامل مع الإدمان على التسوق؛ لأن التسوق بحد ذاته حاجة ضرورية في حياة الإنسان، ولكن يُمكن التعامل معها بالطرق التالية:[مرجع2]
- البحث عن طرق بديلة للاستمتاع بوقت الفراغ بدلًا من التسوق.
- توكيل مهمة التسوق لشخص آخر في المنزل لشراء احتياجات المنزل.
- إلغاء بطاقات الائتمان أو التخلص منها، والاحتفاظ بكميات صغيرة من الأموال النقدية للحالات الطارئة.
- التسوق مع أشخاص لا ينفقون بشكل مبالغ به؛ لمساعدة الشخص في التوقف عن الإنفاق والشراء.
- إعداد قائمة قبل الذهاب للتسوق، والإلتزام بشراء الموجود بها فقط.[مرجع3]
علاج إدمان التسوق
هناك خيارات عديدة لعلاج الإدمان على التسوق، ومنها:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يتضمن العمل مع المُعالج أو الطبيب لفهم كيف يؤثر الإدمان على التسوق على حياة الشخص، وما دور مشاعر، وأفكار، وسلوكيات الشخص في الإدمان، ومن الممكن أن يكون العلاج جماعي؛ لتوفير شبكة دعم أفضل، وتبادل الخبرات والتجارب.[مرجع5]
العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
يهدف العلاج السلوكي الجدلي إلى ربط أفكار الشخص بسلوكياته، ومساعدة الشخص للسيطرة على حوافز وأسباب الرغبة بالتسوق من خلال دمج التدريب على المهارات الاجتماعية والعلاج الفردي.[مرجع5]
الأدوية
ربما يكون الإدمان على التسوق بسبب اضطراب نفسي أو حالة صحية أخرى، في هذه الحالة يتم وصف الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، واستخدامها لعلاج الاضطراب الأصلي المصاب به الشخص، وتخفيف الأعراض الخاصة به.[مرجع5]
استراتيجيات التخلص من إدمان التسوق
بالإمكان التخلص من الإدمان على التسوق بأحد الاستراتيجيات التالية:
إلغاء الاشتراك من قوائم البريد الإلكتروني
أهم ما يجب فعله هو إلغاء الاشتراك في قوائم البريد الإلكتروني الخاصة بالتسوق، وإلغاء متابعة حسابات التواصل الاجتماعي؛ لتجنب الإغراءات والعروض التي قد تحفز على التسوق.[مرجع6]
تتبع الفواتير
يجب تتبع الفواتير ومراجعة الحساب المصرفي بانتظام؛ لمراقبة المصاريف والوضع المالي، وكمية الإنفاق التي تتم على التسوق، ومن ثم تنظيم المصاريف، وتحديد مبلغ مُسبق للتسوق.[مرجع6]
الدفع نقدًا
عندما يستخدم الشخص بطاقة الائتمان للدفع فإنه لن يشعر بأنه يصرف الأموال كما يشعر بها عند استخدام الدفع النقدي، كما أن الدفع باستخدام بطاقة الائتمان قد يترتب عليه الديون التي يدفعها الشخص مرة واحدة.[مرجع6]
تطوير هوايات جديدة
الكثير من الأشخاص يذهبون للتسوق بسبب الشعور بالملل، ولتعبئة وقت الفراغ، والذي يُمكن تعبئته من خلال تعلم هوايات جديدة مثل:[مرجع6]
- اختيار تمارين رياضية أو رياضة جديدة.
- تعلّم آلة موسيقية.
- قضاء المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء.
اختبار ذاتي إدمان التسوق
إليك اختبار إذا أجبت على معظم أسئلته بـ “نعم” من الممكن أن تكون مدمنًا على التسوق:[مرجع4]
- هل تتسوق عندما تشعر بالغضب أو خيبة الأمل؟
- يُسبب لك الإنفاق الزائد مشاكل في حياتك؟
- هل تواجه المشاكل والصراعات مع الأصدقاء والمقربين حول حاجتك للتسوق؟
- أثناء التسوق تشعر بالنشوة، والاندفاع، والقلق؟
- بعد التسوق تشعر كأنك انتهيت من القيام بشيء خطير أو اندفاعي؟
- تشتري الأشياء بشكل متكرر دون أن تستخدمها أو تكون بحاجة لها؟
- تفكر بالمال طوال الوقت تقريبًا؟