ما ستجده في هذا المقال:
تعد العلاقات الاجتماعية ووجود شبكة دعم نفسي من الأمور الغاية في الأهمية للشعور بالرفاهية النفسية. ومع ذلك فإن الضغوط الحياتية التي نمر بها قد تزيد من شعور الشخص بالمزيد من الوحدة، مما يستدعي البحث على علاج أو طريقة فعّالة للتخلص من هذه المشاعر السلبية والشعور بالمزيد من الانتماء.
تعرف معنا على كيفية التخلص من الوحدة وكيفية الوقاية من الشعور بها.
ما هو علاج الوحدة؟
لا يوجد علاج دوائي يمكن من خلاله التخلص من الوحدة، إلا أن اتباع بعض الاستراتيجيات والأساليب يساهم بشكل فعال في التخلص من الوحدة والبدء في حياة اجتماعية مفعمة بالنشاط. لذلك قم بتجربة الاستراتيجيات التالية:
- الاعتراف بالمشاعر:
على الرغم من المشاعر السلبية التي تحيط بالوحدة، إلا أنه الاعتراف بالأمر يعد الخطوة الأولى نحو التعافي. فلن تسعى إلى التغيير طالما لم تعترف أن هناك مشكلة يجب مواجهتها.
- ممارسة الامتنان:
بسبب ارتباط الوحدة بمشاعر مثل التشاؤم والسلبية، فإن ممارسة أي نشاط يساعد على الشعور بالامتنان من شأنه أن يحسن نفسيتك. فمثلاً يكفي أن تكتف 3 أشياء يومياً تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك.
- التواصل أكثر مع الأصدقاء والمقربين:
بغض النظر عن طريقة التواصل سواء كانت بمكالمة هاتفية أو إرسال رسالة إلكترونية أو الاتفاق على اللقاء نهاية الأسبوع. فإن هذا التواصل مهما بدى لك أنه قليل، إلا أنه له تأثيره الإيجابي على نفسك ونفسية الطرف المقابل.
- الممارسات الفنية:
إن لم يكن لديك أحد، فاجعل الفنون رفيقك. بغض النظر عن نوع الفنون التي تتقنها سواء كان رسماً أو الرقص أو موسيقى، فإن اللجوء إلى الفنون يمكن أن يساعد في تخفيف الشعور بالوحدة. حيث أن اللجوء إلى الفنون يمكن أن يساعد على التعبير عما نشعر به في الداخل.
- ممارسة الرياضة في الخارج:
إن ممارسة النشاط البدني في المناطق المفتوحة من شأنه أن يعزز الحالة المزاجية، ويساعد في التخلص من بعض التأثيرات السلبية المرتبطة بالوحدة.
لا يوجد حل واحد يناسب جميع الأشخاص في إدارة مشاعر الوحدة. ولكن أن كنت تشعر بالوحدة فالأمر يستحق التجربة لمعرفة ما يزيد من ارتباطك بالآخرين.
كيف تؤثر الوحدة على الصحة النفسية؟
تؤثر الوحدة في حال تركها دون علاج أو التعامل معها بالطرق الصحيحة على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء. فبالإضافة إلى أنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية. فإنها تغير وظيفة المخ وتعمل على زيادة احتمالية:
- تناول الكحول وتعاطي المخدرات.
- تطور مرض الزهايمر والخرف.
- تقلب الحالة المزاجية.
- الإصابة بالاكتئاب أو التفكير بالانتحار.
- ارتفاع مستويات التوتر.
تعمل الوحدة على التأثير سلباً على القدرات الإدراكية فمثلاً يمكن أن تؤدي إلى تراجع حدة الذاكرة والقدرة على التعلم، أو مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات.
ما هي الأسباب الشائعة للشعور بالوحدة؟
هناك الكثير من العوامل التي تلعب دور في شعور الشخص بالوحدة. فمثلاً:
- العوامل الخارجية أو الظرفية: مثل الانتقال إلى مكان سكن جديد، أو الطلاق أو وفاة أحد الأشخاص المقربين.
- الاضطراب النفسية: قد تكون الوحدة أحد أعراض مشكلة نفسية. فإن كان الشخص مصاب بالاكتئاب فمن الطبيعي أن يرغب بالانعزال اجتماعياً عن الآخرين وبالتالي شعوره بالوحدة.
- عوامل داخلية: مثل انخفاض احترام الذات، حيث أن الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس غالباً ما يعتقد أنه غير مستحق لاهتمام الآخرين وتقديرهم، لذلك فهو يفضل الابتعاد عنهم.
- عوامل الشخصية: على الرغم من اختلاف الانطوائية عن الوحدة، إلا أن الأشخاص الانطوائيين يكون أقل مسلاً للانخراط بالعلاقات الاجتماعية أو تكوينها. مما قد يساهم في الشعور بالعزلة والوحدة.
ما دور الدعم الاجتماعي في علاج الوحدة؟
وفقاً لدراسة أجريت في عام 2019، فإن البالغين بين عمر (18 – 27) عام قد أفاد 25% منهم بعدم وجود أصدقاء مقربين لديهم يمكن التحدث معهم بأريحية. بينما كان صرح 22% من الأشخاص أنهم لا يملكون أصدقاء على الإطلاق.
تعتبر الحياة الاجتماعية ووجود شبكة دعم نفسي للشخص من الأمور المهمة للمحافظة على الصحة النفسية وعدم الشعور بالوحدة. لكن مع انتشار استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، قد وجود الأشخاص المقربين لدى الشخص بشكل كبير.
لذلك فإن وجود أصدقاء مقربين وإن كانوا بأعداد قليلة يعتبر كافياً لتقليل الشعور بالوحدة وما ينتج عنها من عواقب سلبية. كما أن الاتصال الفعلي وجهاً لوجه مع الأصدقاء يساهم في تعزيز شعور الأشخاص بالرفاهية.
كيف يمكن للعلاج النفسي المساعدة في علاج الوحدة؟
إن كنت لا تزال غير مدرك لحقيقة مشاعرك فقد يكون العلاج النفسي حلاً جيداً يساعدك في استكشاف ما يعنيه الشعور بالوحدة بالنسبة لك. كما أنه يساعدك في تطوير طرق مختلفة لإدارة مشاعرك.
فمثلاً يمكن للعلاج المعرفي النفسي أن يكون فعّال بشكل كبير في التقليل من القلق بشأن المواقف الاجتماعية والذي يعزز سلوكيات العزلة لديك. حيث أن هذا النوع من العلاج يركز على معرفة كيفية تأثير أفكارك ومعتقداتك ومواقفك على مشاعرك وسلوكك. الأمر الذي يمكن المعالج من مساعدتك في تطوير استراتيجيات التكيف مع المواقف المختلفة التي تجدها صعبة.
وجدت الأبحاث أن العلاج بالفن يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية ومكافحة التوتر وتعزيز احترام الذات أيضاً.
كيف يمكن للأنشطة والهوايات أن تساعد في تقليل الشعور بالوحدة؟
لا تساهم النشاطات والهوايات فقط في التخلص من المشاعر السلبية، بل هي وسيلة جيدة في تكوين المزيد من العلاقات الاجتماعية الجديدة مع أشخاص يمتلكون الهوايات ذاتها. بالإضافة إلى ذلك فهي تعزز العلاقات الاجتماعية الموجودة من الأساس. فمثلاً عند مشاركة وصفة طعام على وسائل التواصل قد يصلك عليها العديد من التعليقات التي تحفزك على التفاعل معها.
ما هي النصائح للوقاية من الشعور بالوحدة؟
إن كنت تشعر أن علاقاتك الاجتماعية ليست بالكفاءة التي تساعدك في الوقاية من الشعور بالوحدة، فقد يكون من الجيد التفكير ببعض الأساليب والنشاطات التي تحسنها. فمثلاً يمكنك:
- فكر في الخدمة المجتمعية أو أي نشاط آخر تستمتع به.
- توقع القبول من الآخرين وبادر بالتحدث معهم أو تكوين العلاقات.
- ابحث عن الأشخاص يحملون الهوايات والأفكار مقاربة لما تمتلكه.
- افهم تأثير الوحدة على حياتك. هناك عواقب جسدية وعقلية للوحدة. إذا لاحظت بعض هذه الأعراض التي تؤثر على شعورك، فابذل جهدًا واعيًا لمكافحتها.
- انضم إلى مجموعة تمارس أي نشاط، مثلاً الاشتراك في نادي رياضي أو التسجيل في دورة.
- حاول تقوية علاقاتك الاجتماعية الحالية.
- التواصل باستمرار مع الأشخاص المقربين أو الأصدقاء.
تأكد أن الشعور بالوحدة هو علامة على أن شيئاً ما يحتاج إلى التغيير.
كلمة من عرب ثيرابي
يعد الحديث إلى شخص مقرب أو يستطيع فهم ما تعنيه أو تشعر به أمراً في غاية الأهمية للتقليل من حدة المشاعر التي تعاني منها داخلك. لكن في حال لم يكن لديك من تثق به أو تستطيع البوح له، فيمكنك التواصل في أي وقت مع الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي. حيث أنهم على أتم الاستعداد للاستماع إليك وتوجيهك نحو ما يفيدك.