ما ستجده في هذا المقال:
لا يسبب نقص الزنك مشكلات عضوية فقط، بل الأمر يمتد ليتسبب ببعض الحالات النفسية والمعرفية بشكل واضح. إن بدأت في ملاحظة ظهور أعراض نقص الزنك لديك، فحاول العمل على رفع كمياته في الجسم للمستويات المطلوبة لضمان تأمين الحماية اللازمة من التأثيرات السلبية.
تابع القراءة لتتعرف معنا على ما يهمك حول هذا المعدن وكيف يفيد صحتك الجسدية والنفسية.
أهمية الزنك في الصحة النفسية
لضمان المحافظة على عمل المسارات الاستقلابية الرئيسية في الجسم، لا بد من الحصول على المغذيات الدقيقة المطلوبة والتي تتضمن المعادن والفيتامينات. وبالتالي تحقيق أفضل أداء للأنزيمات في الجسم.
ولأن الزنك معدن حيوي يشارك في أكثر من 200 تفاعل إنزيمي داخل الجسم، فهو له تأثيره الواضح على طريقة التفكير والشعور لدى الأشخاص. كما أن للزنك دور مهم في إنتاج الناقلات العصبية (المعروفة بهرمونات السعادة)، مثل:
- السيروتونين: يعد هرمون السيروتونين هو الهرمون المسؤول عن إبقاء الشخص سعيداً وواثقاً وهادئاً. حيث أن لها دور كبير في المحافظة على الحالة المزاجية والشهية ودرجة حرارة الجسم.
- الدوبامين: يعتبر هرمون الدوبامين هو الهرمون المعني بالشعور بالمكافأة والتحفيز لدى الشخص. حيث أنه يزيد من الدافعية والتركيز في آن واحد. ويأتي دور الزنك على هذا الصعيد في تعزيز صحة الجهاز العصبي (خاصة العصب المبهم)، مما يؤدي إلى نقل الرسائل الخاصة بالهدوء لتخفيف الشعور بالقلق.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبتت الدراسات وجود علاقة بين الاضطرابات النفسية وضعف الجهاز المناعي الالتهابات الموجودة في الجسم والدماغ أمراً لا يمكن التغاضي عنها. لكن من خلال ضمان توفر المستويات الجيدة من الزنك في الجسم، فإن لذلك تأثيرات جيدة على عمل الجهاز المناعي.
عندما يشعر الشخص بالإرهاق من التوتر أو القلق، فإن جسمه يستخدم مخازن الزنك لديك بشكل أسرع في محاولة للحفاظ على أداء الجسم عند خط الأساس.
أعراض تشير إلى نقص الزنك
على الرغم من أن البعض قد لا يظهر أي أعراض لنقص الزنك لديه، إلا أن البعض الآخر قد تكون لديه أعراض مختلفة في هذه الحالة. ومن ضمن هذه الأعراض:
- ضعف المناعة، وبالتالي الإصابة بنزلات البرد بشكل متكرر أو حدوث التهابات.
- وجود بقع بيضاء على الأظافر.
- الإصابة بالارتجاع الحمضي أو عسر الهضم أو حرقة المعدة.
- تساقط الشعر
- حدوث إسهال بشكل متكرر.
- ظهور حَبُّ الشّبَاب.
- فقدان الشهية وما يتبع ذلك من فقدان الوزن.
- بطء النمو عند الأطفال.
- فقدان حاسة الشم أو التذوق (أو الشعور بطعم كريه ولكنه ليس قوياً).
- الشعور بالتعب.
- صعوبة الرؤية في الظلام.
- وجود تقرحات جلدية وجروح يصعب شفاؤها.
تم الربط انخفاض مستويات الزنك بالعديد من مشكلات الصحة الجنسية (مثل العقم). وتظهر الدراسات أن إعطاء مكملات الزنك للنساء بعد انقطاع الطمث أدى إلى تحسن كبير في رغبتهن الجنسية ورضاهن.
كيفية تأثير نقص الزنك على الحالة النفسية
بشكل عام، يعد الزنك معدناً مهماً في الجهاز العصبي المركزي. فقد وجدت علاقة بين التغيرات في مستويات الزنك في الدماغ قد ومجموعة واسعة من الاضطرابات العصبية بما في ذلك ضعف نمو الدماغ والاضطرابات العصبية مثل اضطرابات المزاج ومرض الزهايمر ومرض باركنسون. ويمكن شرح ذلك على النحو التالي:
- الاكتئاب:
على الرغم من وجود أسباب كثيرة للإصابة بالاكتئاب، إلا أن الدراسات تشير إلى أن هناك نقص كبير في مستويات الزنك لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد. ليس هذا فقط، بل أن شدة أعراض الاكتئاب ترتبط طردياً مع المستويات المتدنية من الزنك.
- اضطراب ثنائي القطب:
يتسم الاكتئاب الهوسي بفترات من الاكتئاب وفترات من ارتفاع الحالة المزاجية (الهوس). تشير الأدلة المتزايدة إلى وجود خلل مستويات الزنك في فحوصات الدم لدى مرضى هذه الحالة النفسية. فقد لوحظ انخفاض مستويات الزنك لديهم بشكل عام.
- الانحدار المعرفي:
من المعروف أن حالات الاضطرابات المزاجية يرافقها أعراض معرفية وتراجع بعض القدرات المعرفية مثل عدم القدرة على التذكر أو التركيز، وبالتالي ضعف جودة الحياة بشكل عام. ثبت أن نقص الزنك يؤدي إلى موت الخلايا المبرمج في الخلايا العصبية الحصين، وفقدان التشابك العصبي، وضعف التعلم والذاكرة.
ما هي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الزنك؟
بسبب اعتماد امتصاص الزنك من المواد الغذائية على وجود مستويات كافية من الزنك، فإنه لا يمكن تحسين مستويات الزنك والتخلص من أعراض النقص الحاصل من خلال تناول الأطعمة الغنية فيه فقط. بل يحتاج الشخص في هذه الحالة إلى تناول المكملات الغذائية.
ومن المصادر الغذائية الأكثر غنى بالزنك:
- المحار.
- اللحم الأحمر أو البيض.
- العدس أو الفاصوليا.
- بذور اليقطين أو بذور زهرة عباد الشمس.
- الكاجو.
- الفطر.
- السبانخ.
كما يجب الانتباه إلى تناول الكحول والشاي والقهوة يعمل على منع امتصاص الزنك من المواد الغذائية مهما كانت كميتها كبيرة. لذلك لا بد من تجنب هذه المواد أو التقليل منها قدر الإمكان.
أشارت الدراسات إلى وجود صلة بين نقص الزنك وعدد من الحالات بما في ذلك مرض التوحد والفصام واضطراب نقص الانتباه وإدمان الكحول والاكتئاب والتوتر الشديد.
أسباب نقص الزنك لدى الأشخاص
هناك الأسباب الكثيرة رواء حدوث نقص في مستويات الزنك لدى الأشخاص. فقد يكون لبعض الحالات الطبية أو التغيرات في النظام الغذائي واتباع حميات غذائية محددة تأثيرات كبيرة. فمثلاً قد يكون سبب نقص الزنك لديك أحد الأسباب التالية:
- الإصابة بأحد اضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض كرون.
- الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي.
- كون الشخص نباتياً (وهذا قد يقلل (تناول مصادر الغذاء الغنية بالزنك).
- تعاطي الكحول، حيث أنه يسهل من عملية فقدان الزنك في الجسم.
- أن يكون عمر الشخص أكبر من 65 عاماُ.
- الحمل أو الرضاعة.
- الإصابة بالإسهال الشديد أو المستمر.
فوائد الزنك للصحة الدماغية
يجب الاهتمام بالحصول على الكميات الكافية من الزنك باستمرار لتفادي التأثيرات السلبية بل وللوصول إلى الفائدة الكبيرة على الصحة الجسدية والدماغية. ومن ضمن الفوائد الدماغية للزنك:
- تحسين الذاكرة: في دراسة أجريت عام 2017، وجد الباحثون أن الفئران التي أعطيت مكملات الزنك أظهرت علامات تحسن الذاكرة والأداء العقلي.
- التعافي من الاكتئاب: يعتقد الباحثون أن تناول الزنك يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على أعراض الاكتئاب على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
كلمة من عرب ثيرابي
لا يمكن التفريق بين الحالة النفسية والجسدية، بل إن ما يقوم الشخص بتناوله من الأطعمة له انعكاسات كبيرة على جسمه ودماغه على حد سواء.
لذلك، إن كنت قد بدأت بملاحظة تغيرات في حالتك النفسية بغض النظر عن السبب وراء ذلك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يفضلون بالحصول على الاستشارة النفسية المناسبة وبأسرع وقت قبل تفاقم الحالة بشكل غير مرغوب به.