ما ستجده في هذا المقال:
تؤثر كل من الاضطرابات الجسدية والاضطرابات النفسية على بعضها البعض. فقد تسبب الأمراض المزمنة بما فيها مرض القلب بعض أعراض المشكلات النفسية مثل الإصابة بالاكتئاب مثلاً. كما أن بعض أعراض التي يشعر بها الشخص في المواقف المجهدة نفسياً قد تتشابه وبشكل كبير مع أعراض أمراض القلب.
ولتتمكن من التفريق بين الحالتين لا بد أن تتعرف على الأعراض التحذيرية والشائعة للمشكلات القلبية، وكيف يمكن أن ترتبط بحالتك النفسية.
علامات وأعراض لمرض القلب
بغض النظر عن نوع مرض القلب الذي تعاني منه، فإن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي غالباً ما تشير إلى وجود مشكلة حقيقية لا يمكن إرجاعها إلى الحالة النفسية. ومن ضمن هذه الأعراض:
ألم صدر
ألم الصدر هو الشعور بعدم الراحة أو الألم على طول الجزء الأمامي من الجسم، بين الرقبة وأعلى البطن. ويعد هذا العرض هو الأكثر شيوعاً لضعف تدفق الدم إلى القلب أو الأزمة القلبية. ويسمى هذا النوع من آلام الصدر بالذبحة الصدرية.
ويحدث هذا الألم عندما لا يحصل القلب على كمية كافية من الدم أو الأكسجين. ويختلف مقدار ونوع الألم من شخص لآخر، حيث لا ترتبط شدة الألم دائماً بمدى خطورة مشكلة القلب. بل يمكن ملاحظة:
- شعور بعض الأشخاص بألم حاد، بينما لا يشعر البعض الآخر إلا بعدم راحة خفيفة فقط.
- قد يكون الألم على شكل ثقل في الصدر أو ضغطاً على الصدر والقلب. أو قد يكون الألم حاداً وحارقاً في الصدر.
- في بعض الأحيان قد يشعر الشخص بالألم تحت عظمة الصدر أو في الرقبة أو الذراعين أو المعدة أو الفك أو الجزء العلوي من الظهر.
- غالباً ما يحدث ألم الصدر الناتج عن الذبحة الصدرية مع النشاط أو الانفعال، ويختفي مع الراحة أو تناول دواء يسمى النتروجليسرين (Nitroglycerin).
هناك أسباب عديدة لآلام الصدر التي لا علاقة لها بالقلب، فقد يسبب عسر الهضم السيئ أيضاً ألماً في الصدر.
ضيق في التنفس
يحدث ضيق التنفس عندما لا يتمكن القلب من ضخ الدم كما ينبغي، يتراكم الدم في الأوردة التي تنتقل من الرئتين إلى القلب وتتجمع السوائل داخل الرئتين. حيث يعد هذا العرض من أعراض مرض قصور القلب. فقد يحدث ضيق في التنفس خلال:
- النشاط أو ممارسة أي مجهود.
- أوقات الراحة دون القيام بأي شيء.
- الاستلقاء الظهر، وعندها قد يوقظ الشخص من النوم.
يمكن أن يكون السعال أو الصفير الذي لا يختفي علامة أخرى على تراكم السوائل في الرئة. قد يلاحظ أيضاً وجود مخاط وردي أو الدموي مع السعال.
نقص تروية الأطراف
على الرغم من أن إن تضييق الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم ليس مثل أمراض القلب، ولكنها قد تعني أن احتمالية تعرض الشخص لخطر الإصابة بنوبة قلبية أكبر. يمكن أن يحدث ذلك عندما يتراكم الكوليسترول والمواد الدهنية الأخرى على جدران الشرايين.
في هذه الحالة، قد يلاحظ الشخص:
- ألم أو وجع أو تعب أو حرقان أو عدم راحة في عضلات قدميه أو ساقيه أو فخذيه.
- شعوره بالأعراض غالباً أثناء المشي أو ممارسة الرياضة، وما أن يرتاح حتى يلاحظ اختفاء الأعراض بعد عدة دقائق.
- شعوره بخدر في ساقيه أو قدميه عندما يكون في حالة راحة. كما أن ساقيه قد تكون باردتان عند لمسها وقد يبدو الجلد شاحباً.
تورم في الساقين أو القدمين
الوذمة هي تجمع للسوائل في أسفل الساقين، وهي تدل على وجود مشكلة في القلب. ويحدث ذلك عندما لا يعمل القلب بالشكل الصحيح ويتباطأ تدفق الدم، فيعود إلى الأوردة في الساقين بدلاً من أكمال طريقه إلى القلب والرئتين. فتتجمع السوائل في أنسجة الجسم المختلفة (قد يلاحظ الشخص زيادة في وزنه).
يجب الاتصال بالطوارئ وطلب سيارة إسعاف إذا بدأ الشخص يشعر بالحرارة والتعرق مع وجود آلام في الصدر، حيث قد يكون ذلك نوبة قلبية
ما العلاقة بين اضطرابات النفسية وأمراض القلب؟
تظهر الكثير من الدراسات ارتباط الاضطرابات النفسية بعوامل الخطر في الإصابة بأمراض القلب، سواء كان ذلك قبل تشخيص الحالة أو خلال تلقي العلاج المناسب. ويعود الأمر إلى:
- العلاقة البيولوجية المباشرة:
حيث أن التأثيرات الفسيولوجية الناتجة عن التعرض القلق والتوتر مثلاً، والتي تشمل زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض تدفق الدم إلى القلب وارتفاع مستويات الكورتيزول، قد تؤدي مع مرور الوقت إلى تراكم الكالسيوم في الشرايين، وأمراض التمثيل الغذائي، وأمراض القلب.
- الأدوية النفسية:
تشير بعض الدراسات أن تناول الأدوية النفسية تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. فمثلاً ارتبط استخدام بعض الأدوية المضادة للذهان بالسمنة ومقاومة الأنسولين والسكري والنوبات القلبية والرجفان الأذيني والسكتة الدماغية والموت.
- السلوكيات غير الصحية:
من الشائع أن يمارس من يعاني من اضطرابات نفسية بعض السلوكيات غير الصحية مثل التدخين المفرط أو تناول الطعام غير الصحي أو التوقف عن ممارسة الرياضة أو التوقف عن تناول الأدوية الخاصة بأمراض القلب لديهم. جميع هذه السلوكيات لها تأثيرات سلبية على صحة القلب وزيادة احتمالية تجربة أعراض المرض.
تشير الأدلة إلى أن الاضطرابات النفسية (مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة) يمكن أن تتطور بعد الإصابة بأمراض القلب، بسبب عوامل مثل الألم والخوف من الموت أو الإعاقة والمشكلات المالية.
حالات الصحة النفسية المرتبطة بأمراض القلب
يرتبط كل من القلق والاكتئاب بشكل واضح بأمراض القلب. ويمكن توضيح الارتباط بين هذه الحالات النفسية ومشكلات القلب على النحو التالي:
- يعد كل من القلق والاكتئاب وأمراض القلب التاجية من الحالات الشائعة والتي غالباً ما تحدث معاً.
- يمكن أن تتطور حالات الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب بعد الإصابة بنوبة قلبية أو الخضوع لجراحة القلب.
- يعد الاكتئاب والقلق من عوامل الخطر المستقلة للإصابة بأمراض القلب.
- يمكن أن يؤثر الاكتئاب على تعافي الأشخاص المصابين بأمراض القلب التاجية ويزيد من خطر تعرضهم لمزيد من مشاكل القلب، مثل نوبة قلبية أخرى.
- الأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو العزلة الاجتماعية لديهم خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية.
نصيحة عرب ثيرابي
على الرغم من أن الأعراض التي قد تشير إلى مرض في القلب والمرافقة للحالات النفسية المختلفة قد لا تكون خطيرة. إلا أنه في بعض الحالات قد يكون هناك مشكلة حقيقية في القلب ولا بد من التعامل معها بشكل فوري.
لذلك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أنه من الضروري الحصول على المساعدة الطبية الفورية في حال:
- لديك ألم في الصدر أو أعراض أخرى لنوبة قلبية.
- تعلم أنك تعاني من الذبحة الصدرية وتشعر بألم في الصدر لا يختفي بعد 5 دقائق من الراحة.
- تعتقد أنك قد تصاب بنوبة قلبية.
- تصاب بضيق شديد في التنفس.
- تعتقد أنك ربما قد تفقد الوعي.