ما ستجده في هذا المقال:
بعد تعرض الشخص لحدث مؤلم، فغالباً ما تبدأ بعض الأعراض النفسية والسلوكية بالظهور لتؤثر على جميع جوانب حياته اليومية. لكن لا يقتصر الأمر على ذلك، فغالباً ما تظهر أعراض للصدمة النفسية تؤثر على الجسم بشكل عام.
تعرف معنا على الأعراض الجسدية للصدمة النفسية وحاول ربطها مع الأحداث المؤلمة التي مررت بها.
كيف تبدو أعراض الصدمة النفسية على الجسم؟
على الرغم من أن الجميع يربط ما بين الأعراض النفسية والعاطفية والصدمة النفسية، إلا أن كيفية تفاعل الجسم مع ما تعرض إليه من مشاعر خلال الموقف لا يمكن تجاهله.
فمن الأعراض الجسدية للصدمة النفسية:
- مواجهة مشكلات في نمط النوم، فقد لا يستطيع الشخص من النوم نهائياً (الأرق) أو لا يتمكن من الاستمرار في النوم. وإن تمكن من ذلك فهو غالباً ما يرى الكوابيس التي قد تتعلق بموضوع الصدمة النفسية.
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق الشديد والخمول المستمر.
- أبسط الأمور تجعله يندهش أو ينقز.
- تسارع ضربات القلب.
- فرط اليقظة والبقاء في حالة ترقب وانتباه لعلامات الخطر المحتملة.
- الشكوى من أوجاع وآلام غير المبررة.
- حدوث شد عضلي.
- عدم القدرة على التركيز.
- حدوث نوبات هلع بين الفترة والأخرى، لعدم قدرته على التكيف مع الظروف المحيطة به.
- التأثير على الممارسة الجنسية، حيث يلاحظ في معظم حالات الصدمة حدوث الخلل الوظيفي الجنسي.
في الكثير من الحالات تكون الأعراض الجسدية للصدمة حقيقية ومثيرة للقلق مثل أعراض الإصابة الجسدية أو المرض. لذلك يجب توخي الحذر لإدارة مستويات التوتر بعد وقوع حدث صادم.
كيفية تأثر الجسم بالصدمة النفسية وظهور الأعراض
إن بقاء الشخص تحت تأثير الصدمة النفسية يؤدي إلى حدوث تأثيرات مختلفة على الدماغ. ومن ضمن هذه التأثيرات:
- خلل في توازن الجهاز العصبي اللاإرادي، مما ينتج عنه استجابة طويلة الأمد للخطر (استجابة الهروب أو القتال). الأمر الذي يجعل الجسم في حالة تأهب مستمرة على الرغم من كونه في حالة راحة وعدم تعرض للمخاطر. وينعكس ذلك على ظهور الأعراض الجسدية للصدمة النفسية.
- التأثير على مناطق معينة في الدماغ (مثل الحصين، اللوزة، والقشرة الحزامية الأمامية). وذلك يتسبب في ظهور مشكلات متعلقة بالذاكرة والعاطفة والفكر والشعور بالذات وحل النزاعات.
- قد تساهم التغيرات في النشاط الأيضي، ومستويات الناقلات العصبية، وصحة الخلايا العصبية في ارتفاع مستويات التوتر التي يعاني منها الناجون من الصدمات.
أعراض أخرى للصدمة النفسية تؤثر على الجسم
بسبب ارتباط الحالة النفسية والفكرية بالحالة الجسدية بشكل وثيق، فإن ما يعانيه الشخص بعد تعرضه للصدمة النفسية من أعراض نفسية وسلوكية عاطفية تؤثر بطريقة غير مباشرة على الجسم بشكل عام. فمن ضمن هذه الأعراض:
أعراض معرفية للصدمة النفسية
تتأثر القدرات الإدراكية والمعرفية للشخص بعد تعرضه للصدمة النفسية وعدم علاجه بشكل كبير. حيث يلاحظ:
- توارد الأفكار والذكريات المتطفلة للحدث باستمرار.
- رؤية صور حية لموقف الصدمة.
- ضعف التركيز والذاكرة.
- إبداء الارتباك وعدم السيطرة على النفس.
الأعراض السلوكية
بسبب ما يعانيه هذا الشخص من مشاعر وأفكار غير مرغوب بها، فهو يقوم ببعض السلوكيات كرد فعل واستجابة للمواقف التي تمر عليه. فمثلاً قد يقوم بما يلي:
- تجنب الأماكن أو الأنشطة التي تذكره بالحدث المؤلم.
- الانسحاب الاجتماعي والعزلة والرغبة بالبقاء وحيداً بعيداً عن الآخرين.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الاعتيادية أو المفضلة.
- القيام ببعض الأفعال القهرية.
الأعراض العاطفية للصدمة النفسية
من الطبيعي أن ترافق الصدمة النفسية مجموعة من الأعراض النفسية والعاطفية التي تبقي الشخص تحت تأثير الصدمة ما لم يحصل على المساعدة المتخصصة. ومن هذه الأعراض النفسية:
- الشعور بالخوف الشديد والمستمر.
- الشعور بالخدر العاطفي والانفصال عن الذات والواقع في الوقت ذاته.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور بالذنب والخجل ولوم النفس على ما حدث.
- التقلبات المزاجية الحادة وحدوث انفجارات عاطفية غير متوقعة.
- الغضب والتهيج والانفعال بشكل سريع ومفرط.
- البقاء في حالة القلق والذعر.
من المحتمل أن يقوم الشخص بعد تعرضه للصدمة النفسية بتوجيه المشاعر الغامرة التي يعاني منها نحو الأصدقاء والأصدقاء المقربين. مما يجعل الأمر صعباً عليهم أيضاً.
الآثار قصيرة المدى وطويلة المدى للصدمة
يمكن أن تحدث جميع أعراض الصدمة النفسية على مدى فترة قصيرة من الزمن أو على مدى أسابيع وحتى سنوات. لذلك ينبغي معالجة أي آثار للصدمة على الفور لمنع استمرارها أو تفاقمها. فكلما تمت معالجة الصدمة بشكل أسرع، زادت فرصة تعافي الشخص بنجاح وبشكل كامل.
يمكن أن تكون التأثيرات قصيرة المدى وطويلة المدى للصدمة متشابهة، لكن التأثيرات طويلة المدى تكون أكثر حدة بشكل عام.
تعد التقلبات المزاجية قصيرة المدى طبيعية إلى حد ما بعد الصدمة، ولكن استمرارها لفترة أطول من بضعة أسابيع، فمن الممكن أن يحدث تأثير طويل المدى.
العلامات التحذيرية الدالة على تأثر الشخص بالصدمة النفسية
هناك بعض العلامات التحذيرية التي تشير ‘إلى ضرورة رؤية الطبيب المتخصصة للتخلص من آثار الصدمة النفسية. ومن ضمن هذه العلامات:
- امتلاك مشاعر شديدة أو أحاسيس جسدية لا يمن التخلص منها ذاتياً.
- استمرار الشعور بالخدر والفراغ الداخلي.
- الاستمرار في الشعور بمشاعر مؤلمة قوية.
- بقاء الأعراض الجسدية الناتجة عن التوتر والقلق.
- استمرار رؤية الكوابيس أو اضطراب النوم.
- الشعور بعدم وجود أحد يمكن الاعتماد عليه أو الثقة به.
- الحاجة المستمرة للمنشطات.
- وجود مشاكل في العلاقات مع الأصدقاء والعائلة، أو الشعور بعدم القدرة على تكوين العلاقات الصحية.
- إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرت لأكثر من بضعة أسابيع.
- مواجهة صعوبة في تنفيذ المهام الموكلة أو النشاطات الاعتيادية.
- استخدام الكحول أو المخدرات للشعور بالتحسن.
وفي الوقت ذاته، لا بد من الانتباه إلى اختيار الطبيب أو المعالج المناسب والمتخصص في علاج حالات الصدمات النفسية. ولكي تتمكن من معرفة مدى مناسبة المعالج، قم بملاحظة الأمور التالية:
- الشعور بالراحة خلال مناقشة المشكلة مع المعالج.
- قدرة المعالج على فهم ما تمر به.
- أخذ مخاوفك على محمل الجد وعدم تجاهلها.
- مدى قدرتك على الثقة بالمعالج.
نصيحة عرب ثيرابي
لست بحاجة إلى التعامل مع الصدمة النفسية والأعراض الناتجة عنها. حيث أن مثل هذه الحالات قابل للشفاء والتحسن ما أن يحصل الشخص على المساعدة المناسبة.
لذلك، دائماً ما ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بطلب المساعدة من قبل أحد المعالجين المتخصصين بذلك. حيث تعمل الأدوية على تحسين الأعراض الجسدية، بينما يعمل العلاج النفسي على تعلم أفضل الطرق للتكيف والتعامل مع المواقف الحياتية بشكل صحي.