ما ستجده في هذا المقال:
بسبب التأثير المباشر للتوتر والقلق على الجهاز العصبي الودي المسؤول عن تنظيم الضغط الشرياني، فإن الشخص عند قلقه يصبح أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم لديه، وفي هذه الأثناء تظهر مجموعة من الأعراض المرافقة للحالة. ومع ذلك لا تقلق فإن هذا الارتفاع يعتبر ارتفاعاً مؤقتاً يزول بزوال المسبب له.
تعرف معنا على أهم الأعراض التي قد تلاحظها في هذه المواقف وكيف يمكنك السيطرة على حالتك من جديد.
أعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي
ما أن يتعرض الشخص لموقف مقلق أو يشعر بالتوتر حتى ترتفع لديه مستويات هرمونات التوتر (الكورتيزول والأدرينالين)، وهذه الهرمونات بدورها تؤدي إلى ارتفاع عصبي لضغط الدم يرافقه الأعراض التالية:
قد يهمك: الضغط العصبي | تعرف على أعراضه وآثاره
- يبدأ القلب بالخفقان بشكل خفيف ومتقطع في بداية الموقف، ومن ثم يتزايد هذا الخفقان ليصبح مزعجاً ومتكرراً. كما أن معدل ضربات القلب تزداد بشكل عام ليزداد الضغط عليه.
- الشعور بضيق في التنفس والحاجة إلى زيادة عدد مرات التنفس (تنفس سريع لكنه ضحل) مع الشعور بآلام في الصدر.
- يأخذ الجسم بالارتعاش، كما يمكن أن يشعر الشخص بخدر أو وخز في أطرافه.
- إبداء التهيج والعصبية تجاه أبسط الأمور التي تدور حوله.
- تشنج في العضلات مرافق للارتعاشات.
- الشعور بقشعريرة أو حدوث هبات ساخنة أو قد يتعرق الشخص بشكل مفرط.
- الشعور بالتعب العام وضعف يشمل كافة أجزاء الجسم والشكوى من الصداع أيضاً.
- تغييرات إدراكية، حيث يصبح الشخص أقل قدرة على التركيز أو الانتباه لما حوله.
- التأثير على الرؤية، ففي بعض الأحيان قد يحدث بعض التغيرات بصرية.
ومن الجدير بالذكر أن علاج مسبب التوتر أو التخلص منه يعمل على تقليل احتمالية حدوث ارتفاع ضغط الدم مقاوم للعلاج بالأدوية في المستقبل.
لكن كيف لتحفيز الجهاز العصبي أن يؤدي في النهاية إلى ارتفاع ضغط الدم عند التعرض لموقف عصبي أو مقلق في الحياة اليومية؟ تابع القراءة للتعرف على العلاقة في ذلك.
العلاقة بين التوتر ارتفاع ضغط الدم العصبي
للتوتر والقلق الكثير من التأثيرات على الجسم، حيث يحدث الكثير من التغيرات الملحوظة في هذه الأثناء والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجهاز العصبي الودي المسببة بالتالي ارتفاع ضغط الدم. ويمكن إيضاح هذا الارتباط على كما يلي:
- حدوث اختلالات في العديد من النواقل العصبية خلال تحفيز الجهاز العصبي، هذه الاختلالات تعمل على إطلاق المزيد من النورادرينالين.
- في حال كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم والحساسية لكلوريد الصوديوم، يزيد كلوريد الصوديوم الغذائي من نشاط الجهاز العصبي الودي بشكل مباشر وغير مباشر.
- إن التأثيرات المتبادلة لكل من الجهاز المناعي والجهاز العصبي الودي تلعب دوراً في تطور ارتفاع ضغط الدم.
- أظهرت الدراسات الحديثة إلى أن زيادة الأنسولين والجلوكوز ونقص أكسيد النيتريك خلال المواقف المقلقة قد يزيدان من تأثير الجهاز العصبي الودي في تطوير خالة ارتفاع ضغط الدم.
هناك حالة يؤدي فيها القلق والخوف من زيارة المنشآت الطبية إلى ارتفاع ضغط الدم. تسمي هذه الحالة متلازمة الرداء الأبيض.
هل يجب الاطمئنان وعدم الاكتراث لما أعاني منه خلال ارتفاع ضغط الدم لدي بعض المواقف العصبية؟ بالطبع لا، حيث يجب أن تلاحظ أعراضك جيداً، حيث أن بعض الأعراض تشير إلى ضرورة الحصول على المساعدة الطبية.
أعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي تستدعي زيارة الطبيب
على الرغم من قدرة الشخص على التحكم بحدة الأعراض أو منعها طالما استطاع التحكم بمستويات التوتر لديه. إلا أن هناك بعض الأعراض ترافق ارتفاع ضغط الدم العصبي تحتم عليه الحصول على المساعدة المتخصصة. مثل:
- تعب شديد.
- غثيان.
- تقيؤ.
- ارتباك.
- ألم في الصدر.
- ارتعاش العضلات.
- ضيق شديد في التنفس.
- ألم في الظهر.
- خدر أو ضعف عام.
- صعوبة الكلام.
يعتبر زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي بمثابة مقدمة أولية لارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص.
هناك الكثير مما يمكنه فعله لمساعدة نفسك في السيطرة على ردود أفعالك في المواقف العصيبة، تعرف فيما يلي على الإجراءات الحياتية المفيدة لذلك.
نصائح للحد من ارتفاع ضغط الدم العصبي
يستطيع الشخص التحكم في طريقة تعامله مع المواقف المرهقة، وبالتالي يضمن تفاعل جسمه بشكل أكثر صحية مع المحفزات وما يرافقها من أعراض مزعجة. لكن يمكنك أيضاً القيام ببعض التغييرات الحياتية التي تساعدك في هذه السيطرة، فمثلاً جرب:
- الحصول على الراحة والنوم بشكل كافي. بحيث تستهدف ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم الليلي لضمان إعادة التوازن لكيميائية الدماغ من جديد.
- تناول نظاماً غذائياً متوازناً والمتضمن على الأغذية المفيدة للصحة العقلية والنفسية. والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة أو السريعة الغنية بالسكريات والدهون غير الصحية.
- زيادة النشاط البدني اليومي. سواء كان ذلك برفع الأثقال أم المشي فقط فإن تأثيره واضح في تقليل مستويات القلق وزيادة الإندورفين في الجسم.
- ممارسة تمارين اليقظة الذهنية التي تساعدك في زيادة وعيك الذاتي، الأمر الذي يساهم في الحد من قلقك بشكل الأمور المختلفة.
أنت لست بحاجة لدواء خاص لعلاج ارتفاع ضغط الدم لديك، بل يكفي السيطرة على قلقك وتوترك من خلال الممارسات الشخصية أو بعض الأدوية المساعدة في ذلك. تعرف على الأدوية النفسية المفيدة في هذه الحالة.
هل الأدوية النفسية تساعد في التخلص من ارتفاع ضغط الدم العصبي؟
تساعد الأدوية النفسية المستخدمة في التقليل من القلق والتوتر في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم في حال كان هذا الارتفاع ناتج على موقف عصبي، وبالتالي تساعد الشخص في التخلص من الأعراض المزعجة التي يعاني منها. ومن ضمن الأدوية النفسية المساعدة في تخفيف حدة القلق:
- مثبطات امتصاص السيروتونين: والتي تعمل على زيادة امتصاص هرمون السيروتونين من قبل الدماغ، وبالتالي الحد من أعراض القلق.
- البنزوديازيبينات: ولتسببها بالإدمان عند استخدامها على المدى الطويل، فإن الطبيب يقوم بوصفها لفترات قصيرة فقط ليشعر الشخص بالمزيد من الراحة في المواقف المجهدة.
لا بد من الحذر، حيث أن بعض أدوية القلق تعمل على ارتفاع ضغط الدم بدلاً من خفضه… اسأل الطبيب عن أفضل الخيارات العلاجية.
نصيحة عرب ثيرابي
تعتبر أعراض ارتفاع ضغط الدم سواء كان هذا الارتفاع عصبي أم عضوي أعراضاً مزعجة يرغب الشخص في التخلص منها. لكن بمعرفتك أن ما تعاني منه له جذور نفسية يساعدك في التخلص منه بطرق أكثر فاعلية.
لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بضرورة الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة فور ملاحظة أن قلقك أو توترك بدأ يؤثر على حالتك الصحية ويسبب لك المشاكل. ففي معظم الحالات يكون العلاج النفسي قادراً على تعليمك مهارات وأساليب للتأقلم مع المواقف المجهدة.