ما ستجده في هذا المقال:
بلا شك أن السمنة تعود على الشخص بالكثير من الأضرار الجسدية وتسبب الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري. لكن الأمر لا يقف إلى هذا الحد، إن للسمنة تأثيرات نفسية لا يمكن تجاهلها.
إن لاحظت أنك بدأت تكسب المزيد من الوزن، فقد تكون السطور التالية محفزاً لك للبدء بإعادة التوازن لنظامك الغذائي وممارسة المزيد من الرياضة.
الأضرار النفسية المترتبة على السمنة
بالإضافة إلى المشكلات الجسدية، أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة غالباً ما يعانون أيضاً من اضطرابات نفسية تكون ناتجة عن المشاعر السلبية المتكونة لديهم بسبب سمنتهم. ومن ضمن هذه الاضطرابات النفسية:
قلق
على الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي وراء إصابة من يعاني من السمنة المفرطة بالقلق، إلا أنه من المتوقع أن التعرض للتنمر والتمييز غالباً ما يكون أسباب تقف وراء ذلك.
ومن ضمن اضطرابات القلق التي قد يصاب بها الشخص السمين:
- اضطراب الهلع.
- الخوف من الأماكن المكشوفة (فوبيا الخلاء).
- القلق الاجتماعي.
اكتئاب
هناك الكثير من الدراسات التي تناولت العلاقة بين الاكتئاب والوزن، حيث أثبتت هذه الدراسات أن الإصابة بالاكتئاب قد تؤدي في بعض الحالات إلى زيادة الوزن. ويعود ذلك إلى:
- حدوث تغيرات على الشهية وتغير أنماط تناول الطعام.
- تناول الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب تساهم في زيادة الوزن أو عدم حساسية الأنسولين مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل مرض السكري.
ومن أعراض الاكتئاب الشديد الذي قد يصاب به الشخص السمين:
- الشعور بالحزن.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة أو الهوايات.
- امتلاك مشاعر سلبية تجاه الذات.
حيث ترتفع احتمالية الإصابة بالاكتئاب في حال كان لديك وزناً زائداً بنسبة 55٪ في أي مرحلة من مراحل الحياة. كما يمكن أن ترتفع نسبة زيادة وزن الشخص المكتئب إلى 58٪.
اضطراب ذو اتجاهين
يعتبر اضطراب ثنائي القطب من الأضرار الناتجة عن السمنة بشكل أو بآخر، وعلى الرغم من عدم معرفة كيفية حدوث ذلك على وجه التحديد، إلا أن الاحتمالات الواردة هي:
- اللجوء إلى تناول المزيد من الطعام كوسيلة للتعامل مع الضيق والمشاعر السلبية التي يمتلكها الشخص في هذه الأثناء (خاصة في نوبات الاكتئاب).
- الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك بعض مثبتات المزاج، يمكن أن تسبب آثاراً جانبية مثل زيادة الشهية وزيادة الوزن.
اضطرابات الأكل
يساهم التركيز المفرط على فقدان الوزن واتباع نظام غذائي مقيد في زيادة خطر الإصابة باضطراب الأكل. في الواقع، يعتقد بعض العلماء أن اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن “قد يحمل مخاطر أكثر من الفوائد”. فمثلاً:
- تشير بعض الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 52% من الأشخاص المصنفين على أنهم يعانون من السمنة المفرطة في برنامج إنقاص الوزن يعانون من اضطراب الشراهة عند تناول الطعام.
- لا يتم تشخيص الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية غير النمطي (عندما لا يعتبر الشخص المصاب بفقدان الشهية أقل من الوزن الطبيعي) بالشكل الصحيح. ينطوي فقدان الشهية على مخاطر عالية لحدوث نتائج خطيرة، بما في ذلك الوفاة.
كيف للسمنة أن تتسبب بأضرار نفسية؟
هناك الكثير من العوامل التي تساهم في إصابة الشخص الذي يعاني من السمنة بأضرار ومشكلات نفسية. ومن ضمن هذه العوامل:
تدني مستوى جودة الحياة
كون الشخص يعاني من السمنة، فإن مستوى جودة حياته غالباً ما يكون متدني. حيث يواجه صعوبات تتعلق في مدى قدرته على ممارسة النشاطات الحياتية بسبب وزنه، كما أن الأمراض المزمنة التي قد يصاب بها تقف عائقاً أمام قدراته.
فمثلاً عدم القدرة على المشاركة في المناسبات الممتعة أو السفر أو القيام بالنشاطات المفضلة قد يسبب الشعور بالعزلة الاجتماعية والوحدة.
تم الربط بين الشعور بالألم المزمن وبين الإصابة بالاكتئاب.
التعرض للتحيز أو التمييز
هناك نظرة عامة حول الأشخاص الذين يعانون من السمنة، حيث غالباً ما ينظر إليهم الآخرين بصورة نمطية على أنهم:
- غير جذابين أو قبيحين وغير مرغوب فيهم.
- كسالى وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليهم.
- غير منضبطين، فهم لا يستطيعون التحكم بما يجب أن يتناولونه من طعام، وبالتالي فقد لا يستطيعون التحكم بأنفسهم بشكل عام.
كل ذلك يمكن أن يأتي بتبعيات أشد، مما يجعلهم:
- أكثر عرضة للسلوك التمييزي الذي يؤثر على احترامهم لأنفسهم.
- غير مؤهلين للحصول على فرص العمل.
- يعانون من تدني جودة الرعاية الصحية التي يتلقونها.
- معرضين للتنمر من قبل أفراد عائلاتهم أو أقرانهم أو أماكن عملهم.
غالباًَ ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن حكماً أو وصمة عار من أشخاص آخرين. قد يسمعون في كثير من الأحيان رسائل مفادها الرفض الاجتماعي.
صورة الجسم السيئة
غالباً ما ينظر الشخص السمين إلى شكل جسمه بصورة سيئة، حيث أنه يكتسب وصمة العار بسبب نظرة المجتمع إليه. مما يزيد من شعوره بالحرج بشأن وزنه وعدم الرضا عن مظهره.
ومن الطبيعي أن يشعر هذا الشخص بالقلق حول الأحكام التي قد يصدرها الآخرين عليه، مما يمنعه من المشاركة في الكثير من المناسبات. الأمر الذي قد يعني إصابته بالقلق الاجتماعي مع مرور الوقت.
المشكلات العضوية
السمنة الزائدة تعني تناول المزيد من الدهون واتباع العادات الغذائية السيئة والتي تزيد من علامات الالتهاب في الجسم. وقد أثبتت الدراسات ارتباط هذه الالتهابات وتراجع صحة الجهاز المناعي لدى الشخص بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
كيفية الارتباط بين السمنة والاضطرابات النفسية
لا يمكن تجاهل العلاقة المتبادلة بين السمنة والحالة النفسية. حيث أنه:
- فكلما كان الشخص سميناً كلما كان تعرضه للمواقف المرهقة أكثر، مما ينعكس على رغبته بتناول المزيد من الطعام (الأكل العاطفي) للشعور بالتحسن والتقليل من التوتر.
- كما أن الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق قد تؤدي إلى أنماط غذائية غير صحية بسبب عدم امتلاك الحافز لإعداد الطعام الصحي أو الحاجة إلى تناول الطعام للشعور بالتحسن. مما يسبب في النهاية زيادة مفرطة في الوزن.
نصيحة عرب ثيرابي
سواء كان الهدف هو الحصول على وزن مثالي أو تحسين الحالة النفسية والتقليل من أضرار السمنة عليك، فإن هناك مجموعة من النصائح يقدمها الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي غالباً ما تكون ذات فائدة. ومن بينها:
- تناول الطعام الصحي المعتمد على الدهون الصحية والفواكه والخضار والحبوب الكاملة.
- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.
- الحصول على القدر الكافي من النوم الليلي يومياً.
- الحد من مستويات التوتر اليومي من خلال اتباع أفضل الاستراتيجيات وتقنيات الاسترخاء.