Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
البخل العاطفي

ما هي أسباب البخل العاطفي؟

دائماً ما يحتاج الشخص إلى الدعم العاطفي أو سماع الكلمات المحببة إلى النفس من الطرف المقابل، إلا أن بعض الأشخاص يتسمون بصفات مثل البخل العاطفي، فلا يمكنهم تقديم هذه الكلمات المقربة للنفس، فما أسباب هذا البخل العاطفي وكيف يمكن التغلب عليه؟

 

ما هي أسباب البخل العاطفي؟

غالباً ما يعكس البخل العاطفي علاقة غير صحية بين الأفراد، حيث يُنظر إليه على أنه حجب للعواطف أو المشاعر والتحكم بالآخرين والتلاعب بأحاسيسهم، إلا أن الأمر له أسبابه الخاصة، ومن ضمنها:

بيئة التنشئة

عندما ينشأ الطفل في بيئة تفتقر للعاطفة، سواء كان ذلك في المنزل أو المدرسة أو الأشخاص المقربين، فإن الطفل سيجد هذا الأمر طبيعياً مما يترتب عليه:

    • عدم تقديم عاطفته لأي شخص عندما يكبر.
    • عدم إدراك أهمية العاطفة أساساً.

    قد يرى الشخص المتسم بالبخل العاطفي أن الاعتراف بالمشاعر أو إبداء التعاطف ما هو إلا حالة ضعف لا يجب الوقوع فيها.

    الخوف من عدم مبادلة العاطفة

    بسبب خوف البعض من عدم المبادلة بالعاطفة ذاتها، فهم يحاولون إخفاء حالة اللطف والمشاعر الجميلة التي يمتلكونها ولا يكشفون عنها، فيظهرون بخيلين عاطفياً، وغالباً ما يعود ذلك إلى:

      • عدم احترام الشخص لذاته، أو تقديره المتدني لنفسه وإمكانياته.
      • تجارب الشخص السابقة، حيث أنه قد يكون بادر شخص آخر بالمشاعر والعاطفة لكن تم مقابلة الأمر من الطرف الآخر ببرود، مما تسبب له برد فعل على الصدمة التي عايشها.

      الخوف من الهجر

      على الرغم من صعوبة فهم الأمر، إلا أنه في بعض الحالات لا يرغب الشخص بإظهار عواطفه بل ويبخل بها خوفاً من قيام الطرف المقابل بهجرانه.

      القدرة التنافسية

      في بعض الأحيان يضع الشخص ذاته في منافسة مع الآخرين وبسبب حاجته للمقارنة معهم فهو:

        • لا يستطيع أن يمدح الآخرين أو يثني عليهم مهما كان إنجازهم أو نجاحهم.
        • احتفاظ هذا الشخص بجميع الكلمات التحفيزية أو التقديرية لنفسه فقط في سبيل إرضاء ذاته.

        الشعور بالنقص

        يشعر الشخص ذو البخل العاطفي بالنقص على صعيد العاطفة والاهتمام والسعادة والاحتياجات العاطفية، لذلك يفتقر إلى طريقة تقديم هذه المشاعر والعواطف.

        المشاعر السلبية

        قد يمتلك هذا الشخص مشاعر سلبية أو يشعر بالحزن الداخلي، لذلك فهو:

          • يرغب بأن يشعر الآخرين بالمشاعر ذاتها التي يشعر بها.
          • عدم امتلاكه لأي من المشاعر الجميلة لذلك فهو لا يمكنه مشاركتها مع أحد.

          بسبب الأنا المرتفعة التي يشعر بها الشخص ذو البخل العاطفي، فهو يجد نفسه مختلفاً عن الآخرين، مما يترتب عليها مدحهم له وعدم مقابلتهم بالأمر ذاته.

          الخوف من السيطرة

          يظن الشخص المتصف بالبخل العاطفي أن الآخرين قد يحاولون السيطرة عليه في حال أبدى لهم عاطفته، لذلك فهو يتجنب ذلك ويبقي نفسه في مأمن، حيث أنه دائماً ما يفكر بما يلي:

            • قد ينتبه الشخص المقابل لنقاط الضعف التي امتلكها فور إظهاري لعواطفي، مما يساعده في استخدامها ضدي.
            • قد يكتشف الطرف الآخر بأنه مميز لدي مما يشجعه على طلب المزيد من الاهتمام وبالتالي تحملي الكثير من المسؤولية اتجاهه. 

            عدم الثقة

            عدم ثقة الشخص بالآخرين وشعوره الدائم بالوحدة واعتماده على نفسه في جميع الأمور التي يواجهها، تساهم بشكل كبير في نمو البخل العاطفي لديه.

            عدم التعاطف مع الآخرين

            قد لا يمتلك البخيل عاطفياً مشاعر أو عاطفة اتجاه الآخرين، حيث أنه لا يشعر بما يفرحهم أو يحزنهم، فهو دائم التركيز على نفسه ومشاعره فقط.

            الخوف من خسارة المشاعر

            يعتقد البعض أن ما يتم مشاركته مع الآخرين يمكن أن يقل مع مرور الوقت، لذلك يحتفظ البخيل عاطفياً بجميع مشاعره وعواطفه بداخله خوفاً من خسارتها أو قلتها.

             

            اختبار البخل العاطفي

            من خلال الأسئلة التالية، يمكن للشخص إدراك ما إذا كان يتصف بالبخل العاطفي أم لا، فما عليه إلا الإجابة بشكل صادق وشفاف مع نفسه على الأسئلة التالية:

              • هل يبحث الشخص عن المكاسب التي يمكن تحقيقها قبل تقديمه لمشاعره؟
              • ما هي المشاعر التي يمتلكها الشخص عند سماعه بخبر نجاح أحد المقربين، فمثلاً هل يشعر بالغيرة لامتلاك أحدهم منزلاً جديداً؟
              • ما هو شعور الشخص عند ثناءه على أحد المقربين، هل يشعر بأريحية أم يشعر أنه يجب عمله بجد لينال الثناء؟
              • هل يمكن للشخص البخيل عاطفياً الاعتذار على أخطائه بسهولة، أم يحتاج إلى طلب ذلك منه؟ فغالباً لن يعتذر دون توجيه.

              يميل معظم الناس إلى التفكير في المال عندما يفكرون في كلمة بخيل، ولكن يمكنك أن تكون بخيلًا بعواطفك ومشاعرك.

               

              كيفية التعامل مع البخيل عاطفياً

              على الرغم من عدم سهولة الأمر، إلا أنه من خلال النصائح التالية يمكن للشخص التعامل من الشخص القريب والبخيل عاطفياً بشكل أفضل، حيث يمكنه:

              التحدث مع البخيل عاطفياً

              لا بد من الحديث بشكل صريح وواضح مع هذا الشخص، حيث أن الأمر لا يتعلق به فقط، لذلك يمكن إيضاح النقاط التالية:

                • إظهار عدم قبول القسوة التي يبديها بمشاعره.
                • إعطاء بعض الأمثلة على سلوكياته العاطفية السيئة، مع مراعاة عدم طرحها على هيئة اتهامات أو إلقاء اللوم عليه بشكل مباشر.
                • توضيح كيف لهذه السلوكيات أن تساهم في تكوين المشاعر السلبية لديه.
                • توضيح الصفات الإيجابية التي يتسم بها هذا الشخص، وكيفية قدرته على زيادتها من خلال عدم تكتمه على عواطفه.
                • مقارنة سلوكيات الشخص العاطفية مع سلوكيات البخيل عاطفياً، وكيف أنه يحاول أن يبدو كريماً عاطفياً لذلك فهو يستحق الأمر ذاته.
                • في حال أظهر البخيل عاطفياً تقبلاً واستمع بإنصات لما تم الحديث عنه، فلا بد من إعطائه المزيد من الوقت لتقييم وضعه وإجراء بعض التغييرات في سلوكه.
                • قد يلجأ الشخص إلى إعادة تقييم علاقته مع البخيل عاطفياً في حال لم يظهر الأخير أي تعاطف أو قبول لما قيل، أو أبدى هجوماً معاكساً للأمر.

                يجب أن يشعر الشخص المتصف بالبخل العاطفي بالمزيد من الأمان في علاقته مع الأشخاص المقربين، بحيث أنهم لن يتخلوا عنه ولن يقوموا باستغلاله، مما يزيد ثقته بهم ويجعله يعبر عن عواطفه بطلاقة.

                تفهم أسبابه

                غالباً ما يكون لسلوكيات هذا الشخص أساساً نفسياً متراكماً منذ الطفولة، لذلك يجب على الطرف المقابل أن:

                •  يستمع إلى البخيل عاطفياً جيداً وتفهم مخاوفه.
                • العمل معاً على التخلص منها.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                في بعض الحالات يكون الحصول على العلاج النفسي مفيداً ليصبح الشخص أكثر تعاطفاً مع الآخرين. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج النفسي يعمل في هذه الحالة على:

                • تعلم كيفية التعرف على المشاعر وتصنيفها.
                • تطوير استراتيجيات التكيف الفعالة.
                • تعزيز الوعي الذاتي والتحكم في النفس.
                • تحسين العلاقات.
                • زيادة الرضا العام عن الحياة.