Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
مريض نفسي

كيف أقنع المريض النفسي بالعلاج؟

قد يدرك المريض النفسي حاجته الملحة إلى العلاج، ولكن بسبب المعرفة المبنية مسبقاً لديه حول الأمر، بالإضافة إلى النظرة المجتمعية فقد لا يفضل اللجوء إلى العلاج النفسي، مما قد يتركه عرضة لتدهور حالته النفسية وتفاقم الأعراض لديه، لذلك ما هي الطرق التي يمكن من خلالها إقناع مريض نفسي بالعلاج؟

 

كيف أقنع مريض نفسي بالعلاج؟

يختلف الأمر بين الأمراض الجسدية والأمراض النفسية، حيث يمكن للشخص اللجوء إلى الطبيب العام بشكل تلقائي دون الحاجة إلى تدخل من قبل الآخرين. ولكن العلاج النفسي فقد لا يلجأ المريض النفسي إلى أخذ الاستشارة المناسبة لتلقي العلاج بشكل فردي، لذلك يمكن لبعض الخطوات أن تشجع الشخص على هذا الأمر، ومنها:

اختيار وقت الحديث بالأمر

يُعتبر اختيار الوقت والمكان المناسبين من أهم الأمور الواجب اتخاذها بعين الاعتبار، لذلك يجب مراعاة الأمور التالية:

    • عدم الحديث عن الأمر أثناء الاجتماعات واللقاءات الأسرية.
    • اختيار المكان المناسب للحديث، بحيث يكون آمن ولا يشكل خطر في حال انفعال المريض، بالإضافة إلى المكان المريح لبدء حديث كهذا.
    • لا بد من بدء الحديث في الأوقات التي يكون فيها المريض مرتاحاً غير منهك أو متوتر أو احتمالية أن يتشتت انتباهه فيه.

    اختيار أسلوب الحديث

    إن الطريقة التي يتم فيها الحديث لها الدور الكبير في تحديد المسار الأمر، حيث أن التركيز على الأمور التالية يساعد في قرار المريض بشأن العلاج:

      • عدم تقديم النصيحة بشكل مباشر، وبدلاً من ذلك يمكن طرح الأسئلة المتعلقة بالأمر، مثل ما رأيك في فكرة الذهاب إلى العلاج؟
      • اختيار بعض العبارات التي تشير إلى التعاطف بدلاً من اللوم، مثل أنا قلق عليك؟
      • إبداء الاهتمام بالرفاهية أو العافية النفسية للمريض النفسي بدلاً من القلق بشأن تأثير مرضه على الآخرين.
      • التركيز عند الحديث على الأعراض وسلوكيات المريض وليس على التشخيص، مثل لاحظت أنك تشعر بالحزن أو تبتعد عن الحياة الاجتماعية.
      • إظهار الاهتمام بتقديم المساعدة مهما كان نوعها مع مراعاة الحدود في ذلك، مما يشجعهم على طلبها أيضاً في الأمور العلاجية.
      ربما أفضل ما تفعله هو عدم إطلاق الأحكام أو الضغط على الشخص.

      إظهار الدعم

      يكاد لا يخفى على أحد النظرة المجتمعية للمرض النفسي والعلاجات النفسية، لذلك فإن هذا الشخص بحاجة إلى دعم نفسي وإظهار المساندة في هذه الحالة من خلال:

        • التحدث عن المرض بأسلوب بعيد عن وصمة العار المتداولة.
        • إبداء عدم الرغبة بتركه بسبب مشاكله النفسية.
        • التأكيد بتقديم المساندة له خلال مدة العلاج.

        الاستعداد للرفض

        غالباً لن يوافق المريض بسهولة على العلاج، لذلك يجب الاستعداد المُسبق لهذا الرفض، من خلال:

          • استخدام العلاقة الشخصية مع المريض كوسيلة للضغط، حيث يمكن إظهار مدى أهمية هذه العلاقة بالنسبة لجميع المحيطين.
          • الحديث مع المريض من خلال ذكر الصفات الإيجابية التي يمتلكها، مما يشجعه على تحسينها والاهتمام بالمحافظة على سماته هذه.
          •  قد لا يدرك المريض ما يعانيه بالفعل، لذلك يفضل إخباره بالأعراض التي يظهرها دون إبداء الحكم عليها، وإعطاء الأدلة على ذلك.

          عند التحدث إلى شخص مصاب بمرض نفسي ولا يريد المساعدة، فمن المهم معاملة الشخص بلطف واحترام.

          التحلي بالصبر

          قد لا يتم الأمر بالسرعة التي يتوقعها الشخص، لذلك لا بد من التحلي بالصبر والهدوء اللازمين للتمكن من إقناع المريض النفسي بالطريقة الصحيحة دون تشكيل أي نوع من الضغط عليه، مع الانتباه إلى:

            • لا يمكن إجبار الشخص على الحديث عما يشعر به إلا عند رغبته بذلك.
            • لا يمكن إجباره على تلقي العلاج أو الإلحاح عليه في الأمر، فهذا شأن خاص به.

            المحافظة على الحياة الطبيعية

            كنوع من الدعم العاطفي للمريض، يجب أن نُبقي الأمور طبيعية ولا تتأثر بمجريات الحوار، حيث أنه يفضل أن:

            • تستمر الحياة الاجتماعية في وضعها الطبيعي.
            • تستمر الحوار والنقاشات المختلفة والمتعلقة بشؤون الحياة اليومية في وضعها الطبيعي.

            الاستماع إلى المخاوف

            في حالة رفض المريض للعلاج فغالباً ما يوجد مجموعة من الأسباب يفكر بها، لذلك يجب على الطرف المقابل الاستماع التفاعلي لهذه الأسباب وإظهار التعاطف والإحساس والموافقة مع المريض في بعض الأمور، مثل القول:

              • أنا أوافقك أن الأمر ليس سهلاً.
              • أعلم مدى تأثير هذا عليك.
              • أعلم بالتكاليف المترتبة على الأمر.

              يخاف بعض الأشخاص من رؤية المعالج بمفردهم أو الاشتراك في العلاج الجماعي.

              عدم التوجيه المباشر

              يمكن من خلال البدء بالحديث عن مدى تأثر حياة المريض اليومية بما يعانيه أن يبدأ الحديث عن المرض ثم التوجه للحديث عن الاحتمالات المطروحة للعلاج، ولكن:

                • يجب عدم توجيه المريض لنوع معين من العلاج.
                • احترام رأي المريض في الطريقة التي يفضلها في الخضوع للعلاج.
                • عدم الإلحاح عليه فيما يتعلق بالعلاج، بل الاكتفاء بإظهار المساندة والدعم في حال اتخاذه لقرار العلاج.
                • الانتظار إلى أن يقتنع المريض دون البحث عن الأسلوب الأفضل في تلقيه العلاج.

                التجارب الشخصية

                في حال امتلاك الشخص التجربة الشخصية المتعلقة بالمشكلات النفسية، أو معرفة أحد الأشخاص لديه هذه الخبرة، يفضل طرحها على المريض النفسي، مما يعمل على:

                • تشجيع المريض من خلال معرفة أن الآخرين يعانون من الأمر ذاته، وأنه ليس وحيداً في ذلك.
                • إدراك مدى فائدة العلاج النفسي التي يمكنه الحصول عليها.

                تسهيل الحصول على العلاج

                في حال بدء المريض الاقتناع بالعلاج، يجب تسهيل الأمر عليه من خلال:

                • تشجيعه على الأمر.
                • تقديم ما يحتاجه من المعلومات المتعلقة بطريقة الحصول على العلاج .
                • مساعدته في اختيار أفضل معالج للحالة التي يعاني منها المريض.

                توضيح ماهية العلاج النفسي

                غالباً ما يكون عدم المعرفة الحقيقة بالعلاج النفسي والفائدة المترتبة عليه من أسباب الرفض، لذلك فإن إعطاء المريض المعلومات الكافية عن هذا العلاج وأهميته للصحة النفسية تقابل أهمية باقي العلاجات للصحة الجسدية مما له الدور الكبير في تغيير مسار الحوار.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                قد يجد البعض صعوبة في الحديث مع شخص يعاني من مشكلات نفسية بشأن اللجوء إلى العلاج النفسي، ولكن في بعض الحالات ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بعدم التردد في التدخل والحديث بالأمر عند ملاحظة العلامات التالية:

                • عدم قدرة الشخص على الحفاظ على نظافته العامة.
                • التقلبات المزاجية الحادة والتي يظهر فيها الشخص سعيد أو نشيط وما يلبث ليتحول إلى مكتئب وخامل.
                • ملاحظة جنون العظمة لدى الشخص.
                • التخطيط أو محاولة الانتحار.
                • فقدان الاتصال بالواقع بسبب الهلاوس السمعية أو البصرية.
                • التهديد بإيذاء الآخرين أو القيام بسلوكيات متهورة.