ما ستجده في هذا المقال:
يعد الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد، مما يجعلهم يعيشون في دوامة من الأفكار القهرية أو السلوكيات المتكررة. ومع ذلك، هناك طرق فعالة تساعد في التعايش مع الوسواس القهري وتحسين جودة الحياة. ما هي أبرزها؟
ما هو الوسواس القهري؟
يتميز اضطراب الوسواس القهري (OCD) بنمط من الأفكار أو المخاوف غير المرغوب فيها المعروفة باسم الهواجس:
- تدفعك هذه الهواجس إلى القيام بسلوكيات متكررة، وتسمى أيضًا بالإكراهات.
- تعيق هذه الهواجس أو الإكراهات الأنشطة اليومية وتسبب الكثير من الضيق النفسي.
- في النهاية، تشعر بالرغبة في القيام بأفعال قهرية لتخفيف التوتر. وحتى إذا حاولت تجاهل الأفكار أو الرغبات المزعجة أو التخلص منها، فإنها تستمر في العودة.
- يتمحور اضطراب الوسواس القهري غالبًا حول موضوعات معينة، مثل الخوف المفرط من التلوث بالجراثيم. ولتخفيف المخاوف قد تغسل يديك مرارًا وتكرارًا حتى تتشقق وتتألم.
إذا كنت تعاني من اضطراب الوسواس القهري، فقد تشعر بالخجل أو الإحراج أو الإحباط والفشل بشأن هذه الحالة، لكن العلاج يمكن أن يكون فعالاً
ما هي أعراض الاضطراب القهري؟
يتضمن اضطراب الوسواس القهري عادةً كلاً من الوساوس والسلوكيات القهرية. وتشمل الأعراض:
- الخوف من التلوث من خلال لمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
- الشك في أنك قمت بإغلاق الباب أو إطفاء الموقد.
- التوتر الشديد عندما لا تكون الأشياء منظمة أو تواجه اتجاهًا معينًا
- أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة أو عدم التصرف بالطريقة الصحيحة في الأماكن العامة.
- الابتعاد عن المواقف التي يمكن أن تسبب الوسواس القهري، مثل المصافحة.
- غسل اليدين حتى يصبح الجلد متشققًا.
- فحص الأبواب مرارًا وتكرارًا للتأكد من أنها مغلقة.
- فحص الموقد مرارًا وتكرارًا للتأكد من إطفائه.
- العد بأنماط معينة.
- محاولة استبدال فكرة سيئة بفكرة جيدة.
- ترتيب الأطعمة المعلبة بحيث تكون في نفس الاتجاه.
عادة ما يبدأ اضطراب الوسواس القهري في سن المراهقة أو الشباب، ولكنه قد يبدأ في مرحلة الطفولة.
ما هي طرق العلاج المتاحة لتسهيل التعايش مع الوسواس القهري؟
تختلف طرق العلاج (Treatment) المتاحة للاضطراب القهري، وتشمل:
- الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية النفسية في السيطرة على الهواجس والسلوكيات القهرية المرتبطة باضطراب الوسواس القهري، مثل مضادات الاكتئاب.
- التحفيز العميق للدماغ (DBS): تمت الموافقة عليه للذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر، أو الذين لا يستجيبون للعلاج التقليدي.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS): يستخدم عندما لا يكون العلاج التقليدي فعالاً. ويستخدم المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ لتحسين الأعراض.
في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال أو المراهقون والشباب تحت سن 25 عامًا من زيادة في الأفكار أو السلوك الانتحاري عند تناول مضادات الاكتئاب.
ما دور الدعم النفسي في العلاج والتعايش مع الوسواس القهري؟
يعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وهو نوع من العلاج النفسي فعالًا بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالاضطراب القهري:
- يتضمن التعرض ومنع الاستجابة (ERP)، وهو جزء من العلاج المعرفي السلوكي، تعريضك بمرور الوقت لشيء مخيف أو هوس، مثل الأوساخ.
- تتعلم بعد ذلك طرقًا لعدم القيام بطقوسك القهرية.
- يتطلب التعرض ومنع الاستجابة الجهد والممارسة، ولكن قد تستمتع بجودة حياة أفضل بمجرد تعلم كيفية إدارة هواجسك وسلوكياتك القهرية.
هل يمكن التعايش مع الوسواس القهري؟ وكيف؟
قد يكون العيش مع اضطراب الوسواس القهري تحديًا للفرد في العمل أو المدرسة أو العلاقات أو في أي جزء من الحياة. ولكن يمكن التعايش معه، ولذلك نعرض لك أبرز النصائح:
- تعرف على الاضطراب القهري: يمكن أن يمنحك التعليم حول حالتك القوة ويحفزك على الالتزام بخطة العلاج الخاصة بك.
- انضم إلى مجموعة دعم: يمكن أن تساعدك مجموعات الدعم في التواصل مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة.
- ركز على أهدافك: حافظ على الدافع من خلال وضع أهدافك في الاعتبار.
- ابق مشغولاً: حاول أن تظل مشغولًا بالعمل أو الهوايات أو اللياقة البدنية أو الأنشطة الأخرى.
- ابحث عن منافذ صحية: يمكن أن يكون لممارسة الرياضة بانتظام وتناول نظام غذائي صحي والحصول على قسط كافٍ من النوم تأثير إيجابي على علاجك.
- تعرف على المحفزات: تجنب المواقف التي تعرف أنها تسبب أعراضك. أو جرب تقنيات إدارة الإجهاد مثل التأمل واسترخاء العضلات والتنفس العميق واليوغا أو التاي تشي.
قد تتفاعل المهدئات أو المواد الممنوعة مع الأدوية النفسية وتزيد من أعراضك.
كيف يمكن التعايش مع شخص مصاب بالاضطراب القهري؟
في محاولة لتعزيز العلاقات بين الأفراد المصابين بالاضطراب القهري وأفراد أسرهم، وتعزيز التفاهم والتعاون داخل الأسر، نذكر لك بعضًا من الإرشادات المفيدة للتعامل مع شخص مصاب بالاضطراب القهري:
- التعرف على الإشارات: راقب التغيرات السلوكية، فمن المهم عدم تجاهل التغييرات السلوكية المهمة، وتذكر أنها يمكن أن تكون تدريجية.
- تعديل التوقعات: يذكر المصابون بالاضطراب أن أي تغيير يمكن أن يكون مرهقًا. خلال هذه الأوقات يمكنك المساعدة في تخفيف التوتر عن طريق تعديل توقعاتك في هذه الأوقات الانتقالية.
- تذكر أن الناس يتحسنون بمعدلات مختلفة: هناك اختلاف كبير في شدة الأعراض بين الأفراد، لذا تذكر قياس التقدم وفقًا لمستوى أداء الفرد نفسه، وليس وفقًا لمستوى أداء الآخرين.
- تجنب المقارنات اليومية: التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض بدلًا من علاجها.
اشرح للمريض بصوت هادئ أن السلوك القهري هو أعراض اضطراب الوسواس القهري وأنك لن تساعد في تنفيذها لأنك تريد منهم أن يقاوموا أيضًا.
ما النصائح للعلاجات المنزلية للتخفيف والتعايش مع الوسواس القهري؟
بينما يجب على متخصص علاج الاضطراب القهري إلا أنه يمكنك القيام ببعض الأشياء للبناء على خطة العلاج الخاصة بك للتأقلم (Coping):
- مارس ما تعلمته: اعمل مع أخصائي الصحة العقلية لتحديد الأساليب التي تساعد في إدارة الأعراض.
- تناول أدويتك حسب التوجيهات: حتى لو كنت تشعر بتحسن، فلا تتجاهل أدويتك.
- انتبه إلى علامات التحذير: قد تكون أنت وطبيبك قد حددتما مشكلات يمكن أن تسبب الأعراض؛ لذا ضع خطة حتى تعرف ما يجب عليك فعله إذا عادت الأعراض.
- اتصل بطبيبك أو معالجك: إذا لاحظت أي تغييرات في الأعراض أو كيف تشعر.
- تحقق أولاً قبل تناول أدوية أخرى: اتصل بالطبيب الذي يعالجك من الاضطراب قبل تناول الأدوية التي وصفها طبيب آخر أو قبل تناول أي فيتامينات أو علاجات عشبية أو مكملات أخرى.
يمكنك إجراء اختبار الشخصية أو اختبار القلق أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من الوسواس القهري، فالعلاج النفسي هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر راحة وسعادة. يوفر لك الدعم (Support) المتخصص والأدوات اللازمة للتعامل مع الأفكار والسلوكيات القهرية. لا تدع الوسواس يقيدك؛ استثمر في صحتك النفسية اليوم وابدأ رحلة الشفاء مع معالجين محترفين. احصل على الحياة التي تستحقها، وابدأ التغيير الآن!