وسواس الموت

متى ينتهي وسواس الموت؟

عندما يفكر الشخص بالموت بشكل مفرط فهو بهذه الحالة يعاني من وسواس الموت، حيث أنه لا يستطيع التحكم بأفكاره المتعلقة بالموت نهائياً، سواء كان هذا الموت متعلقاً به أو بأحد المقربين منه، إلا أن الأمر الجيد أنه يمكن السيطرة على هذه الأفكار، فكيف ومتى يمكن أن ينتهي هذا الأمر؟

متى ينتهي وسواس الموت؟

من الأخبار السارة أنه غالباً لا تستمر أفكار المتعلقة بوسواس الموت لفترة زمنية طويلة، فقد تنتهي وتتلاشى بعد مرور عدة أشهر فقط من تلقاء ذاتها لكي يبدأ مكانها وسواس آخر وموضوع جديد يشغل تفكير الشخص، فهي بذلك لا تعتبر من الحالات المزمنة أو المقلقة للشخص.(المرجع 3)

طرق علاج وسواس الموت

على الرغم من أن وسواس الموت لا يعتبر حالة خطيرة، إلا أنها تؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص ومدى استمتاعه بالحياة، حيث أن الأفكار المتطفلة والمتعلقة بالموت تبقيه يقظاً بشكل مفرط لأي أعراض يمكن أن يعاني منها، إلا أنه يمكن للشخص في هذه الحالة التخلص من وسواس الموت بشكل أسهل من خلال الخضوع لجلسات نفسية تعمل على إنهاء هذه الأفكار أو الحد منها قدر الإمكان، ومن ضمن الأساليب المتبعة في ذلك:

علاج التعرض ومنع الاستجابة ERP

من خلال هذا النوع من العلاج النفسي يتم تدريب الدماغ من جديد على عدم الانخراط بالسلوكيات القهرية خلال التعرض للمحفزات، فيتم تعريض الشخص لمخاوفه في هذه الحالة من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • مناقشة ماذا يحدث عندما يموت شخص ما.
  • الحديث عن سبب موت الناس.
  • التحدث عن الجنازات أو مراسم التأبين.
  • زيارة قبور المقربين.
  • المشاركة في مراسم العزاء.

العلاج السلوكي المعرفي

يتناول العلاج السلوكي المعرفي الأفكار التي يمتلكها الشخص وما تؤدي له من سلوكيات، حيث يتم في هذا العلاج:(المرجع 2)

  • تغير الأفكار المرتبطة بالموت، وما يتعلق بها من سلوكيات.
  • اكتشاف المعتقدات غير المنطقية المرتبطة بالموت، مثل المرور بجانب المقارب تؤدي إلى موت أحد المقربين.
  • إيجاد طرق أكثر فاعلية لتحدي الأفكار والمعتقدات التي يمتلكها الشخص، والعمل على إعادة هيكلتها لتصبح أكثر إيجابية أو قبولاً لديه.

العلاج الدوائي

تعتبر الأدوية المضادة للاكتئاب من نوع مثبطات امتصاص السيروتونين من الأدوية ذات النتائج الإيجابية للتقليل من الأفكار الوسواسية ومنها تلك الخاصة بالموت، حيث يمكن أن يصف الطبيب النفسي إحدى الأدوية التالية:

  • زولوفت (Zoloft).
  • بروزاك (Prozac).
  • باكسيل (Paxil).
  • لوفوكس (Luvox).

غالباً ما تكون الجرعة العلاجية من هذه الأدوية في حالة الإصابة بالوسواس القهري أكبر من الجرعة المستخدمة لعلاج الاكتئاب.

وسواس الموت وفوبيا الموت

قد يظن البعض أنهما الشيء ذاته، فعلى الرغم من أن الحالتين تتعلقان بالموت، إلا أن الاختلاف بينهما يظهر من خلال:(المرجع 3)

الأفكار التطفلية

تعد الأفكار التطفلية أمراً مزعجاً ومرهقاً فكرياً، ولتهدئة مجموعة الأفكار يحتاج الشخص إلى القيام ببعض السلوكيات، حيث يمكن التمييز بين الحالتين كما يلي:

  • لا يعاني الشخص المصاب بفوبيا الموت من أفكار تطفلية ، إذ أن المحفز دائماً هو التعرض لمواقف تثير المخاوف لديه.
  • في حالة وسواس الموت فإن الشخص يعاني من أفكار تطفلية ومعتقدات راسخة حول الموت لا يمكنه التوقف عن التفكير بها.

السلوكيات القهرية

في حالة فوبيا الموت يحاول الشخص تجنب أي موقف يمكن أن يثير المخاوف لديه، أما في وسواس الموت فهو يسعى للتأكد من ابتعاد الموت عنه بجميع الطرق، فمثلاً:

  • البحث عن أي دلالات تشير إلى وجود مرض مميت لديه.
  • البحث في الإنترنت عن قصص أشخاص مرور بتجارب قريبة من الموت أو البحث عن الأمور المتعلقة بالموت.
  • طلب التأكيدات من الأشخاص المحيطين حول الأمور الصحية.
  • محاولة التقييد الصارم في ممارسة الإجراءات الصحية للابتعاد عن الموت.
  • الإفراط في التقرب الروحاني والدعاء المستمر لكي يحمي الشخص نفسه.
  • القراءة والبحث المستفيض حول الأمور المتعلقة بالآخرة.

الاستمرارية

غالباً ما تختفي الأفكار الوسواسية المتعلقة بالموت من تلقاء نفسها في غضون أشهر، أما فوبيا الموت فهي بحاجة إلى علاج نفسي ليتخلص الشخص منها.

كلمة من عرب ثيرابي

لا يمكن التحكم بالموت، فهو من الأمور الحياتية البديهية والتي يتعرض لها الجميع، إلا أننا في عرب ثيرابي نتفهم أن البعض يعاني من مخاوف أكثر حدة من الآخرين فيما يخص هذا الأمر، ومع ذلك فإن الحياة ستبقى مستمرة إلى أن ينتهي أجل الشخص، لذلك ما عليه إلا محاولة الاستمتاع بها قدر الإمكان والابتعاد على السلوكيات والمعتقدات الخاطئة، فلا بأس في القيام بالأمور التي يشير إليها الأفكار الوسواسية على أنها قاتلة لأن تجارب الشخص السابقة أشارت لذلك، حيث أن الأمر لا يعني حتمية الموت في هذه الأثناء كما حصل للآخرين.