ما ستجده في هذا المقال:
تعتبر فترة الدورة الشهرية من الأوقات الصعبة في حياة الكثير من النساء، إلا أن الأمر قد يمتد أكثر من ذلك، ففي حالة متلازمة ما قبل الدورة تعاني المرأة من أعراض نفسية وجسدية تمتد بين فترة الإباضة والأيام الأولى من الدورة الشهرية.
ما هي متلازمة ما قبل الدورة؟
متلازمة ما قبل الدورة (Premenstrual Syndrome PMS) هي مجموعة الأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية التي تعاني منها المرأة بعد حدوث الإباضة وقبل بدء الدورة الشهرية.
تنتج هذه المتلازمة عن انخفاض مستويات هرموني الإستروجين (Estrogen) والبروجسترون (Progesterone)، وتختفي هذه الأعراض بعد الأيام الأولى من نزول الدورة، حيث تبدأ هذه الهرمونات بالارتفاع من جديد.
معظم النساء، أكثر من 90٪ يعانين من بعض أعراض ما قبل الدورة الشهرية.
عوامل الخطر للإصابة بمتلازمة ما قبل الدورة
على الرغم من أن نسبة النساء التي تصاب بمتلازمة ما قبل الدورة قد تصل إلى 48%، إلا أن الأعراض تختلف بالشدة حيث أنه غالباً ما تكون أعراض هذه المتلازمة بسيطة، وتساهم بعض العوامل في حدوث أعراض المتلازمة بشكل أكبر، ومن ضمن هذه العوامل:
-
- التعرض لمستويات عالية من التوتر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب.
- إصابة المرأة بشكل مسبق بالاكتئاب أو اكتئاب ما بعد الولادة.
أسباب حدوث متلازمة ما قبل الدورة
إلى الآن لم يتوصل العلماء إلى السبب الحقيقي وراء الإصابة بمتلازمة ما قبل الدورة، إلا أن التفسيرات التالية قد تقدم توضيحاً للأمر بشكل عام:
التغيرات الدورية في الهرمونات
تحدث تقلبات متناقضة في الهرمونات الأنثوية طوال الدورة الشهرية للمرأة، حيث أنها تكون في ذروتها بعد الإباضة، وما تلبث أن تنخفض بسرعة، الأمر الذي يسبب التغيرات المزاجية الحاصلة.
التغيرات الكيميائية في الدماغ
ينتج عن التغيرات الهرمونية تغير في النواقل العصبية في الدماغ، حيث تتأثر مستويات كل من السيروتونين والدوبامين والنورابينفرين والاستيل كولين خلال الدورة الشهرية، مما يتسبب في ظهور أعراض المتلازمة أيضاً.
يلاحظ في الكثير من الحالات أن المرأة التي تعاني من أي نوع من أنواع الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب هي أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة ما قبل الحيض.
النمط الحياتي
تساهم الممارسات الحياتية غير الصحية على الشعور بالمزيد من الأعراض المرافقة للمتلازمة، ومن هذه الممارسات الحياتية:
-
- التدخين.
- تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والملح.
- قلة النشاط البدني الممارس.
- عدم الحصول على القدر الكافي من النوم أو عدم النوم بشكل صحي.
- الإفراط في تناول الكحول.
الحالة الصحية
تؤثر الحالة الصحية غير السليمة على مدى الشعور بأعراض متلازمة ما قبل الحيض، كما أن السمنة الزائدة لها الأثر الكبير في ذلك حيث أنه في حال زيادة الكتلة الجسم عن 30 فإن ذلك يعني زيادة احتمالية التعرض للمتلازمة ثلاثة أضعاف.
يجب الإشارة أن جميع الأعراض المرافقة لمتلازمة ما قبل الدورة تختفي في سن اليأس وفي حالة الحمل.
أعراض متلازمة ما قبل الدورة
تختلف الأعراض التي تعاني منها المرأة عند حدوث متلازمة ما قبل الحيض باختلاف المرحلة العمرية والظروف الحياتية المختلفة، فقد تختفي الأعراض مثلاً بسبب الحمل لتعود بعد ذلك بأعراض مختلفة، إلا أنه يمكن ملاحظة الأعراض التالية في معظم الحالات:
الأعراض الجسدية
في بعض الأحيان تكون الأعراض الجسدية معيقة للأنشطة اليومية بشكل مباشر، ومن هذه الأعراض:
-
- ألم في العضلات والمفاصل.
- الصداع.
- الشعور بالتعب.
- زيادة الوزن بسبب احتباس السوائل.
- انتفاخ في البطن والشعور بالمزيد من الغازات.
- حنان الثدي (وهو الشعور بألم وتورم ورقة الثدي).
- ظهور بثور وحب الشباب.
- حدوث إمساك أو إسهال.
- حدوث مغص.
- ألم في الظهر.
- عدم القدرة على تحمل الضوضاء والضوء.
- الهبات الساخنة والتعرق المفرط.
الأعراض العاطفية
تعاني المرأة في هذه الأثناء من مجموعة كبيرة من الأعراض الجسدية، حيث يمكن ملاحظة:
-
- الانفعال والتهيج والسلوك العدواني.
- الشعور بالتعب.
- مشاكل متعلقة بالنوم، سواء بالنوم المفرط أو الأرق.
- تغيرات على صعيد الشهية والرغبة بتناول الطعام.
- مشكلات في التركيز والتذكر.
- التوتر والقلق.
- الاكتئاب أو الشعور بالحزن أو حدوث نوبات من البكاء.
- تقلبات المزاج.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية.
- الشعور بالحماقة بشكل غير اعتيادي.
- قلة الثقة بالنفس.
- الشعور بالوحدة وجنون العظمة.
يعتبر اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD) الشكل الحاد أو الشديد من متلازمة ما قبل الدورة، حيث تتأثر الحياة اليومية للمرأة في هذه الأثناء بشكل كبير ولا تستطيع القيام بالأنشطة المعتادة.
كيفية علاج أعراض متلازمة ما قبل الدورة
في الحالات الشديدة يمكن اللجوء إلى الطبيب المعالج، حيث تكون الخطة العلاجية متضمنة على الإجراءات التالية:
-
- العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي.
- وصف العلاجات الدوائية مثل الأدوية الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل المركبة) والأدوية المضادة للاكتئاب ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي تعمل على التقليل من ألم الثدي وتقلصات الرحم.
- المواظبة على المكملات الغذائية مثل فيتامين B12 وفيتامين B6 والكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين D أوميغا 3 وأوميغا 6.
- العلاج بالإبر الصينية.
- المعالجة الانعكاسية (Reflexology) وهي علاج بالضغط على أماكن معينة من اليدين والقدمين للوصول إلى الاسترخاء والشفاء بشكل أسرع.
التعامل مع أعراض متلازمة ما قبل الدورة
من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات يمكن للمرأة التقليل أو تخفيف من حدة الأعراض التي تعاني منها خلال فترة المتلازمة، حيث يمكنها تجربة:
-
- المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية على الرغم من الألم الذي تعاني منه.
- تناول الطعام الصحي المتوازن، ويفضل تقسيمه إلى وجبات متعددة يتم تناولها كل 3 ساعات، بدلاً من تناول 3 وجبات يومياً.
- الحصول على قسط كافي من النوم لا يقل عن 7 ساعات متواصلة ليلاً.
- التقليل من حدة التوتر من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة.
- تناول مسكنات الألم المتنوعة للتقليل من حدة الألم مثل إيبوبروفين (Ibuprofen) أو الباراسيتامول (Paracetamol).
- الاحتفاظ بسجل للأعراض لدورات متتالية والتحدث مع الطبيب المعالج بشأنها في حالة الحاجة لذلك.
- الابتعاد عن التدخين أو الإفراط في تناول الكحول.
أقل من 5% من النساء في سن الإنجاب يصبن بنوع أكثر خطورة من متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، يُسمى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD).
نصيحة عرب ثيرابي
خلال الفترة المرافقة لأعراض متلازمة ما قبل الدورة تتعرض المرأة لتقلبات مزاجية حادة، إلا أننا ننصح في عرب ثيرابي أن تتبع المواقف المحفزة وملاحظة ردود الفعل في هذه الأثناء، الأمر الذي يساعد المرأة بشكل كبير في الابتعاد عن مصادر الانفعال في المرات القادمة، وبالتالي التقليل من الأعراض النفسية المحتملة.