ما ستجده في هذا المقال:
هل تعلم أن هناك اضطرابًا نفسيًا يجعل الأشخاص يسمعون أصواتًا وهمية ويتحدثون مع أشخاص غير موجودين؟ قد يبدو هذا وكأنه سيناريو من فيلم رعب، لكنه واقع يعيشه الكثيرون حول العالم. تعرف معنا على متلازمة جوسكا، هذا هو اسم هذا الاضطراب الغريب الذي يصيب نسبة قليلة من الأشخاص.
ما هي متلازمة جوسكا؟
تعتبر متلازمة جوسكا (Jouska) تجربة نفسية تتمثل في انخراط الشخص في حوارات داخلية مطولة وكاملة بجميع تفاصيله والردود على الاستفسارات المتوقعة، يتراوح ما بين الحديث الداخلي في الذهن وبين التحدث بصوت عالٍ. وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن يتحدث الشخص مع نفسه بين الحين والآخر، إلا أن هذا الحديث قد يتحول إلى اضطراب يؤثر على الأداء اليومي والاجتماعي.
من الجدير بالذكر أن هذه المتلازمة لا تصنف ضمن أنواع الاضطرابات النفسية المعترف بها رسمياً.
ما أعراض متلازمة جوسكا؟
من الأعراض الشائعة والتي تدل على أن هذا الحديث الداخلي قد تحول إلى متلازمة جوسكا:
- توقف الشخص عن الحديث مع الآخرين من حوله.
- عدم القدرة على الاندماج مع الجو الأسري أو العائلة أو الانعزال التام عنهم.
- كره المناسبات أو التجمعات العائلية والابتعاد عنها بشكل مبالغ.
- توهم بالحديث مع أشخاص غير موجودين في الواقع.
- امتلاك نظرة سوداوية والتفكير بشكل سلبي تجاه جميع مواقف الحياة.
- تحول الحديث مع النفس إلى أشكال وصور عنيفة تصل لدرجة قيام الشخص بأذية نفسه أو الآخرين من حوله.
- اضطرابات النوم، فكثرة التفكير أو التخيلات يمكن أن تجعله غير قادر على النوم بشكل جيد.
- الاهتمام بكافة التفاصيل الصغيرة بصورة مرضية.
غالباً ما يقوم الشخص بإهمال مسؤولياته، حيث أن انشغاله بالحديث مع نفسه والتخيلات يمكن أن يجعله غير قادر على أداء المهام اليومية المطلوبة منه.
قد يهمك: اختبار الاكتئاب | اعرف إذا كنت مصابًا بالاكتئاب!
كيف تؤثر هذه المتلازمة على الحياة اليومية؟
عندما يبدأ هذا الحديث الداخلي بالتحول إلى متلازمة جوسكا، فإن تأثيراته السلبية على الحياة اليومية تبدأ بالظهور أيضاً. حيث ملاحظة:
- زيادة الانفعال أو العصبية لدى الشخص.
- ارتفاع مستويات الضغط النفسي أو التوتر، وهذا ما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- فقدان الشخص شهيته للطعام.
ما أسباب الإصابة بها؟
يمكن أن تنتج متلازمة جوسكا عن عدة أسباب، مما يجعل سلوكيات وأفكار الشخص تتأثر بالمشاعر السلبية المتكونة لديه. ومن ضمن هذه الأسباب:
- زيادة الضغوط النفسية أو التعرض للصدمات العاطفية.
- شعور الشخص بالعجز أو الضعف وعدم قدرته على مواجهة مختلف المواقف في حياته، مما يؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه.
- كون الشخص ذو شخصية انطوائية أو يحب الانعزال، فعدم تفاعله مع الآخرين سيجعله يبحث عن طرق بديلة لقضاء وقته.
- وجود الكثير من المشكلات العائلية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هذه المتلازمة مرافقة أو ناتجة عن بعض المشكلات أو حالة نفسية قد يعاني منها الشخص. مثل:
- الإصابة بالاكتئاب.
- انفصام الشخصية.
- القلق.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب الوسواس القهري.
- بعض الأمراض العقلية أو العضوية.
قد تلعب العوامل الوراثية دوراً أساسياً في تطور متلازمة جوسكا لدى الشخص. فإن كان أحد أفراد العائلة يعاني من هذه المتلازمة فمن غير المستغرب أن يعاني منها الآخر.
كيف يمكن تشخيص المتلازمة؟
بسبب عدم وجود أي اختبار يمكن الاعتماد عليه لتشخيص متلازمة جوسكا، فإن الأخصائي النفسي بحاجة إلى الاطلاع على التاريخ الطبي للشخص في البداية. ومن ثم يقوم بتقييم الأعراض التي يشير إليها، وإجراء اختبارات نفسية توضح على وجه التحديد ما إذا كان يعاني منه ومدى ارتباط الحالة بالمشكلات النفسية الأخرى.
ما طرق العلاج المتاحة لمتلازمة جوسكا؟
يجب أن يراقب الشخص نفسه ما أن تتحول الأحاديث الذاتية إلى أعراض متلازمة جوسكا والانخراط بشكل كبير فيها. حيث أن الأعراض المتفاقمة يعني الحاجة إلى علاج فوري قبل أن تصبح الأعراض أكثر تأثيراً على الحياة اليومية. ويمكن السيطرة على الأمر من خلال:
- الخضوع لجلسات العلاج السلوكي والنفسي والتي تتم تحت إشراف طبيب مختص بالأمراض النفسية، سواء كانت هذه الجلسات شخصية أو عن بعد. حيث يساعد ذلك في معرفة سبب القيام بمثل هذه السلوكيات ومعرفة المحفزات للتمكن من مواجهتها بطرق صحية.
- تناول بعض الأدوية التي يقوم الطبيب بوصفها للمريض، فقد يقوم الطبيب النفسي بوصف بعض مضادات الاكتئاب لبعض الحالات.
- الحصول على الدعم من قبل أفراد الأسرة والأشخاص المقربين. مع ضرورة الانخراط بالنشاطات الاجتماعية قدر الإمكان.
- اللجوء إلى كتابة ما يخطر على الذهن على أوراق وتنظيمها في قوائم مهام أو استخدام المنبهات والتذكيرات والتقويم.
إن كنت تظن أنك تتحدث مع نفسك بشكل مفرط وتخشى من التأثير سلباً على حياتك الشخصية، فيمكنك وقائة نفسك من خلال بعض الاستراتيجيات. تابع القراءة للتعرف عليها.
هل يمكن الوقاية منها؟
من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات، يمكن للشخص التقليل من تفكيره الداخلية ووقاية نفسه من الانخراط بالسلوكيات غير السليمة لمتلازمة جوسكا. ومن هذه الاستراتيجيات:
- التفاعل الاجتماعي مع الأسرة، والمجتمع بشكلٍ عام.
- تجنب الأفكار السلبية، والتفكير بنظرة تشاؤميَّة للأمور. وبدلاً من ذلك يجب البحث عما يثير المشاعر الإيجابية في النفس.
- التطوع في الأعمال الخيرية، كوسيلة للانخراط في المجتمع.
- عدم البقاء وحيداً لفترات طويلة.
- تجنب كل ما يسبب التوتر والقلق أو الضغط النفسي. مع ضرورة العمل على التخفيف من حدة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء.
- تدوين الأفكار والمعلومات لملاحظتها فور ظهورها.
ما الفوائد والسلبيات المرتبطة بمتلازمة جوسكا؟
من خلال تخيل السيناريوهات المختلفة وتدريب نفسه على الردود المناسبة، يمكن للشخص الذي يعاني من متلازمة جوسكا أن يطور مهارات جديدة في حل المشكلات واتخاذ القرارات، مما يساعده على تجنب الأخطاء وتحقيق النجاح وتخطي أية مخاطر أو مواقف حرجة سيتعرض لها.
لكن في الوقت ذاته، قد تعمل طريقة الحديث مع الذات هذه على:
- انعزال الشخص عن الآخرين، والاعتماد على عالم خيالي خاص به. مما يؤدي إلى فقدان الاتصال بالواقع وتشوه تصوره عن نفسه والآخرين.
- امتلاك الشخص لأفكار سلبية أو توقعات غير منطقية، الأمر الذي يصعّب عليه التكيف مع المواقف الحياتية المختلفة.
- وضع تخيلات أو سيناريوهات سلبية، مما يزيد من القلق والتوتر.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام مقالنا عن متلازمة جوسكا، ندعوك إلى اتخاذ خطوة نحو الصحة النفسية المثلى. مع عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم اللازم من معالجين نفسيين مؤهلين، حيث يمكنك الحصول على علاج مخصص يناسب احتياجاتك. لا تتردد في التواصل معنا، فصحتك النفسية تستحق الأفضل. انطلق الآن لتحيا حياة أكثر سعادة وهدوء!