Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

ما هي طرق علاج القلق الناتج عن العلاقات؟

تخيل أنك تعيش في منزل جميل مع شريك حياتك، ولكن داخلك عالم من التوتر والقلق. كل خلاف صغير يهدد بتدمير علاقتك، وكل ابتسامة تبدو لك كقناع يخفي مشاعر سلبية. هذا هو القلق الناتج عن العلاقات الزوجية، فهذا القلق هو أكثر من مجرد شعور عابر، إنه اضطراب يؤثر على جميع جوانب الحياة الزوجية ويحتاج إلى علاج فعّال.

 

ما هي أسباب القلق الناتج عن العلاقات الزوجية؟

من الطبيعي أن نشعر ببعض القلق في العلاقة، ولكن عندما يتحول هذا القلق إلى هاجس مستمر يؤثر على حياتنا اليومية، يتوجب البحث عن أسبابه. حيث أن فهم أسباب القلق (Anxiety) الناتج عن العلاقات الزوجية يعد الخطوة الأولى نحو إدارة مشاعرنا، مما يساعد في اختيار العلاج المناسب. فقد يكون السبب:

أساليب التعلق

تؤثر تجاربنا المبكرة بشكل كبير على طريقة تكوين علاقاتنا لاحقاً. فالأطفال الذين لم يحظوا برعاية مستقرة غالباً ما يتطور لديهم نمط تعلق قلق يجعلهم يخشون الفراق والرفض في العلاقات العاطفية. هذا القلق المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عديدة في العلاقات، مثل:

التجارب السابقة

إذا كنت قد تعرضت للأذى في الماضي، فقد تكون أكثر حذراً بشكل مفرط في علاقاتك الحالية. قد تجد نفسك تبحث باستمرار عن علامات تدل على الخيانة أو الرفض، مما يؤدي إلى تدمير الثقة التي تبنيها مع شريكك. مما قد يسبب:

تجارب الماضي تلقي بظلالها على الحاضر، وتحول كل موقف صغير إلى مصدر للقلق والمخاوف.

الشريك غير الصحي

العلاقات السامة يمكن أن تدمر ثقتنا بأنفسنا وتجعلنا نشعر بالقلق والتوتر (Stress) بشكل مستمر. الأزواج غير الأصحاء يستخدمون التلاعب العاطفي والإدمان أو السلوك المسيطر لزرع بذور الشك وعدم الأمان في قلوبنا. في هذه الأثناء، من المهم أن ندرك أننا لسنا مسؤولين عن سلوك الطرف المقابل، وأننا نستحق أن نعيش حياة سعيدة وصحية. فقد يكون الشريك السام:

  • شخص نرجسي.
  • متعاطياً للمخدرات أو مدمناً على الكحول.
  • لا يتواصل بشكل فعّال.
  • يقوم بالخيانة الزوجية.
  • يمارس العنف الأسري أو السلوكيات المتهورة.

اضطرابات القلق

ترتبط اضطرابات القلق ارتباطاً وثيقاً بمشاكل العلاقات. فالأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن غالباً ما يجدون صعوبة في بناء علاقات صحية ومستقرة. 

فمثلاً، الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام يشعرون بالقلق بشأن كل شيء، بما في ذلك علاقاتهم. مما يجعلهم يبالغون في تفسير تصرفات شركائهم ويخشون الخسارة. 

أما الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري في العلاقات فيقضون وقتاً طويلا ًفي التفكير في أسوأ السيناريوهات، مما يؤدي إلى انعدام الثقة في العلاقة.

الأشخاص الذين يعانون من الخوف (Fear) من اتخاذ القرارات الخاطئة غالباً ما يشعرون بالقلق بشأن ما إذا كانوا قد اتخذوا القرار الصحيح باختيار شريك حياتهم.

مشاكل الثقة بالنفس

انخفاض احترام الذات يؤثر على العلاقات، فعندما تشك في قيمتك، فإنك تزرع بذور الشك أو القلق أو عدم الثقة في علاقتك ذاتياً. قد تجد نفسك تبحث باستمرار عن تأكيد من شريكك، أو تخشى أن يتركك في أي لحظة. هذا القلق المستمر قادر على تدمير حتى أقوى العلاقات.

 

ما هي أهم العلامات التي تدل على وجود قلق نفسي ناجم عن العلاقات الزوجية؟

تحديد القلق الناتج عن العلاقات هو الخطوة الأولى نحو نحو علاقة أكثر صحة وسعادة وعلاج الأعراض المزعجة. لذلك فإن الانتباه إلى العلامات التالية وتفسيرها بشكل صحيح، يساعد في اتخاذ الخطوات اللازمة لحل المشاكل:

  • الشك في مشاعر الطرف الآخر: هل تنشغل الأفكار السلبية عن علاقتك؟ غالباً ما يكون هذا مؤشراً على وجود قلق في العلاقة.
  • الحاجة إلى الطمأنينة بشكل متكرر: عندما يطلب أحد الشريكين باستمرار تأكيد حب الآخر، فإنه قد يشير إلى وجود خوف داخلي من الرفض أو التعرض للخيانة.
  • البحث عن المشاكل: الرغبة في فهم كل كلمة أو فعل لشريكك قد تكون نابعة من الرغبة في ضمان سلامة العلاقة، ولكنها في الواقع قد تؤدي إلى نتيجة عكسية في الكثير من الأحيان.
  • الخوف من الهجر: إن الخوف المستمر من رحيل الشريك غالباً ما يكون علامة لا يمكن تجاهلها للقلق الناتج عن العلاقة.

عندما يسيطر هذا الشعور على علاقتنا ويحل محل الفرح، فقد حان الوقت لإعادة النظر في الأمور. يجب أن يكون هناك توازن بين القلق والسعادة في أي علاقة ناجحة.

 

ما هو تأثير القلق الناتج عن العلاقات على الصحة النفسية والعلاقة؟

عندما يكون هناك قلقاً في العلاقة فهو ينتشر ببطء ويؤثر على كل من الشريكين. فالشخص القلق يعاني من أعراض جسدية ونفسية، وشريكه يشعر بالإرهاق والضغط. هذا الوضع يؤدي إلى تآكل الثقة والحميمية، مما يجعل من الصعب على العلاقة أن تزدهر أو يشعر أحد الطرفين بالرضا والأمان. لحماية العلاقة، يجب على كلا الشريكين العمل معًا للتعامل مع القلق ومن ثم بناء علاقة صحية وقوية.

 

ما هي أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع القلق الناتج عن العلاقات الشخصية؟

يمكن علاج القلق الناتج عن العلاقات والتغلب عليه من خلال طلب المساعدة المهنية ومن ثم التواصل المفتوح مع الشريك. مما يساعد في تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع القلق ومن ثم بناء علاقة أكثر استقراراً وسعادة. ومن بين هذه الاستراتيجيات:

  • تحديد السبب: قلق العلاقات ليس مجرد شعور عابر، بل هو مؤشر على وجود أسباب عميقة. لذلك فإن اكتشاف هذه الأسباب هو الخطوة الأولى نحو التخلص من القلق وبناء علاقات صحية.
  • التفريق من المشاعر والأفكار: أفكار مثل “سيتركني” قد تسبب لك الكثير من الألم، ولكن يمكنك التغلب عليها. حاول أن تستبدل هذه الأفكار بأفكار إيجابية عن نفسك وعلاقتك. تذكر، الثقة بالنفس هي مفتاح بناء علاقات قوية وصحية.
  • التواصل مع الشريك: قد يكون من الصعب التحدث في بعض الأحيان، لكن التواصل المفتوح مع الشريك هو مفتاح بناء علاقة قوية. مشاركة مخاوفك معه يمكن أن تقربكما من بعضكما البعض وتساعدك على الشعور بدعم أكبر. ومن جانب آخر، يجب الاستماع إلى الشريك بتركيز كامل.
  • تهدئة النفس: يمكن أن تساعدك ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل على تهدئة جسمك وعقلك. جرب هذه التقنيات وستلاحظ الفرق.
  • وضع الحدود الشخصية: الحدود الصحية هي مفتاح أي علاقة ناجحة. عندما نضع حدوداً، فإننا نحترم احتياجاتنا واحتياجات شريكنا. هذا يساعدنا على بناء علاقة متوازنة وقوية. 

 

كيف يمكن تحسين جودة العلاقات للحد من القلق؟

يمكن لتحسين العلاقة مع الشريك أن يقلل من القلق أو يمنع حدوثه أساساً. ويتم ذلك من خلال التركيز على بعض الأمور مثل:

  • التواصل بصدق واستمرار، الأمر الذي يعزز الثقة.
  • العمل على تقوية الشعور بالأمان في العلاقة، من خلال الاعتراف بمشاعر الشريك مع ضرورة عدم التقليل من أهمية احتياجاته النفسية.
  • محاولة التغلب على جميع المشاكل أو المخاوف التي تنتاب العلاقة بشكل مشترك أو كفريق واحد.

 

هل علاج القلق الناتج عن العلاقات يتطلب مساعدة متخصصة؟

في الحالات الشديدة أو إن كان الشخص لا يستطيع التعامل مع مخاوفه وقلقه بشكل ذاتي، فغالباً ما يحتاج إلى مساعدة متخصصة قد تأخذ شكل من الأشكال التالية:

 

كلمة عرب ثيرابي

في عالم مليء بالتحديات العاطفية، نحن هنا لنمد يد العون. اكتشف السلام الداخلي واستعيد السيطرة على حياتك من خلال خدماتنا المتميزة. دعنا نكون جزءًا من رحلتك نحو الشفاء والتجدد، حيث يجتمع الاحترافية بالرعاية، والخبرة بالتفاني. ابدأ اليوم رحلتك نحو حياة أفضل معنا في عرب ثيرابي.