ما ستجده في هذا المقال:
عندما يعاني الشخص من الاكتئاب فإن جميع تفاصيل شخصيته قد تبدو أنها تغيرت، مما يجعل الأخرين في حيرة من أمرهم حول هذه التغيرات. لذلك فإن التعرف على تصرفات مريض الاكتئاب غالباً ما يفيد في تفهم الحالة والقدرة على التعامل معها.
كيف تبدو تصرفات مريض الاكتئاب؟
لا تظهر أعراض الاكتئاب على شكل أعراض نفسية أو فكرية فقط، بل أن سلوكيات المريض في هذه الأثناء تتأثر بوضوح. فعلى الرغم من اختلاف الأعراض العامة للاكتئاب وما ينتج عنه من تصرفات من مريض إلى آخر، إلا أن سلوكياته تبدو على النحو التالي:
الانفعال والتهيج
لا يستطيع مريض الاكتئاب الجلوس أو الاستلقاء بشكل ساكن، حيث غالباً ما يبدو سريع الانفعال والتهيج من أبسط الأمور، الأمر الذي يفسر بعض من تصرفاته. مما يعمل على:
- الدخول في نوبات من الغضب.
- ارتفاع خطر الانتحار أو سلوكيات إيذاء النفس.
- إظهار العنف تجاه الآخرين الذين قد يكونون سبباً في هذا الانفعال.
الانسحاب الاجتماعي
يجد مريض الاكتئاب صعوبة في التفاعلات الاجتماعية، مما يضطره إلى اختلاق الأعذار في سبيل عدم اللقاء مع الآخرين. وهذا التصرف يبديه جميع مرضى الاكتئاب، ومع ذلك قد يكون أكثر وضوحاً لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي. بحيث يظهر الشخص الشعور بالتعب والقلق والانزعاج بسبب:
- طويل الليل وقصر النهار.
- عدم التعرض لأشعة الشمس.
أغلب حالات الاكتئاب الموسمي تبدأ خلال فصل الخريف وتزداد مع الشتاء، بينما حالات أخرى تبدأ مع فصل الربيع لتشاد مع فصل الصيف.
الخمول وقلة الطاقة
لا يمتلك مريض الاكتئاب القدرة على القيام بالنشاطات فهو فاقداً لطاقته وحيويته، حيث تظهر تصرفات هذا الشخص بطيئة بشكل ملفت للانتباه سواء كان ذلك بالحديث أو الحركة أو التفكير. كما يمكن أن تظهر عدم طاقته من خلال عدم قدرته على النهوض من السرير صباحاً، وقلة إيماءاته وتعابير وجهه أيضاً.
تغير أنماط النوم
يرتبط كل من الاكتئاب ومشكلات النوم بشكل متبادل، ففي حين تزيد شدة الاكتئاب وأعراضه عند عدم التمكن من النوم، فإن عدم القدرة على النوم يزيد من الانفعال والارتباك وعدم التركيز وباقي أعراض الاكتئاب. وقد يظهر مرضى الاكتئاب تغييرات مختلفة ومتباينة في النوم، مثل:
- النوم أكثر من المعتاد.
- قلة القدرة على النوم (الأرق) أكثر من المعتاد.
- الاستيقاظ باكراً.
- عدم القدرة على الاستمرار بالنوم.
- مواجهة صعوبة في النهوض من السرير صباحاً.
فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة
من المؤشرات الواضحة على الإصابة بالاكتئاب هو التوقف عن ممارسة الهوايات المفضلة بشكل مفاجئ. ففي الوقت الذي يلجأ الشخص المحبط لنشاطاته المفضلة للتقليل من مشاعره السلبية، فإن الشخص المكتئب يبتعد عنها بشكل نهائي.
تغير النمط الغذائي
لا يوجد اكتئاب دون تغير النمط الغذائي لمريض الاكتئاب، حيث أن التصرفات المتعلقة بالغذاء في هذه الأثناء يختلف من شخص لآخر. ففي الوقت الذي تزداد به الشهية لدى بعض المرضى، بينما البعض الآخر قد يتوقف عن تناول الطعام أو يصبح بأقل حد.
ما نسبته 80% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يلاحظ عليهم تغير سلوكيات الغذاء لديهم، وإن كان في أدنى حدوده بحيث بتناول الأطعمة المفضلة فقط.
المشكلات الاجتماعية
قد لا ينحصر الأمر على الانسحاب الاجتماعي، بل قد تصبح علاقات مريض الاكتئاب ضحلة أو تعاني من مشكلات حقيقية. حيث أن انفعاله السريع والشديد على أبسط الأمور يجعله دائم التحدي والمواجهة في علاقاته حتى مع أقرب الأشخاص عليه.
التشتت وعدم التركيز
يصبح مريض الاكتئاب أكثر تشتتاً ويصعب عليه التركيز عند الحديث إليه أو عند قراءته لكتاب، مما يؤثر بشكل واضح على:
- عمله فلا يستطيع إنجاز المهام الموكلة إليه في الوقت المناسب وقد يؤدي إلى فقدانه لوظيفته.
- تراجعه الأكاديمي لتشتت انتباه خلال الحصص الصفية.
عدم اتخاذه للقرارات المهمة
لا يستطيع مريض الاكتئاب التفكير بوضوح أو التركيز في أمر محدد، أو قد يأخذ قرارات غير مناسبة بسبب نظرته التشاؤمية أو السوداوية.
تسويف الأمور
يظهر التسويف لدى مريض الاكتئاب بسبب أمرين أساسيين. حيث أنه يشعر بالراحة لعدم قيامه بأي شيء ولا يحتاج إلى بذل جهداً إضافياً. كما أن توقع بأن شيء لن يفيد في تحسين حالته وتشاؤمه المستمر لن يحفزه للقيام بالأمور التي قد تحسن حالته حقاً.
تسويف مريض الاكتئاب للأمور الواجب القيام بها يزيد من شعوره بالذنب، وبالتالي يغذي اكتئابه ويزيده مع مرور الوقت.
نوبات من البكاء
لا يحتاج الأمر إلى سبب ليدخل مريض الاكتئاب في نوبات من البكاء المفرط، سواء كان المريض ذكر أو أنثى فقد تزيد حساسيته لجميع الأمور يبدأ باجترار الأفكار السلبية والبكاء.
تصرفات مريض الاكتئاب المثيرة للقلق
يرتبط الاكتئاب والتصرفات المحفوفة بالمخاطر بشكل كبير، حيث أن مريض الاكتئاب قد يلجأ إلى التأقلم بطرق خاطئة للتقليل مما يعانيه. حيث يمكن أن يتصرف على النحو التالي:
التأقلم غير الصحي
في كثير من الأحيان يحتاج مريض الاكتئاب إلى التأقلم مع ما يشعر به ويعانيه خلال اكتئابه. لذلك فهو يلجأ إلى تناول المزيد من الكحول أو التدخين بشكل مفرط. كما أن البعض قد يبدأ في تعاطي المخدرات أو ينخرط بعلاقات جنسية غير آمنة.
النشاط المفاجئ
على الرغم من عدم امتلاك مريض الاكتئاب الطاقة والحافز للقيام بالأمور والنشاطات، فإن إظهاره للنشاط بشكل مفاجئ لا يدل على تحسن الحالة. بل المزيد من القلق حيث أنه غالباً ما وجد حلاً جذري لمشاعره المزعجة، فهو إما يفكر بإيذاء نفسه أو يخطط للانتحار. فلا بد من الانتباه والتركيز الدقيق في جميع تصرفاته لمحاولة منعه من ذلك.
أسباب تصرفات مريض الاكتئاب التدميرية
هناك أسباب متنوعة وبعضها غريبة لقيام مريض الاكتئاب بسلوكيات تدميرية تجاه نفسه، لكنها غير غريبة بالنسبة له فهو يفكر بهذه الطريقة في هذه الأثناء. ومن ضمن هذه الأسباب:
- التكيف مع المشاعر السلبية التي يعاني منها مثل مشاعر الغضب وتدني تقدير الذات والتقليل من الشعور بالخسارة.
- لفت الانتباه لوجوده، فهو يشعر بالوحدة وأن لا أحد يهتم به لذلك يحاول أن يجعلهم ينتبهون له ويعيرونه المزيد من الاهتمام.
- شعوره بعدم استحقاقه للصحة الجيدة أو المشاعر السعيدة، وذلك لما يظنه أن “لا أحد يحبه” أو أنه “غير مهماً لأحد”.
- نمذجة سلوكيات أفراد العائلة، حيث أن مريض الاكتئاب قام بامتصاص تصرفات المحيطين به أثناء طفولته.
نصيحة عرب ثيرابي
الاكتئاب من الحالات النفسية التي لا يمكن تركها دون علاج لما لها من تأثيرات واضحة على جميع تفاصيل الحياة اليومية. لذلك إن كنت تعاني أنت أو أحد أفراد العائلة من الاكتئاب فإن الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ينصحون بالحصول على العلاج المناسب في أقرب وقت لتفادي المضاعفات التالية:
- فقدان الوظيفة أو التراجع الأكاديمي.
- العزلة الاجتماعية.
- مواجهة مشكلات في العلاقات الشخصية.
- زيادة المشكلات الجسدية.
- الإصابة القلق أو اضطراب الهلع أو الرهاب الاجتماعي.
- الإدمان على المخدرات أو الكحول.
- توارد الأفكار والسلوكيات الانتحارية.