ما ستجده في هذا المقال:
يعمل الاكتئاب على تغير الحالة النفسية والسمات الشخصية للشخص بشكل كبير، فما كان معتاداً بالنسبة له يصبح أمراً مستهجناً، مما يترك المحيطين به في حيرة من أمرهم. فإن كان أحد المقربين منك يعاني من الاكتئاب فقد تتساءل كيف أتعامل مع الشخص المكتئب؟ تابع القراءة فدينا الإجابة على ذلك.
كيف أتعامل مع شخص مكتئب؟
عند تواجدك حول الشخص المكتئب قد ترغب في دعمه وتقديم المساعدة اللازمة له، إلا أنك قد لا تدرك كيفية التعامل الصحيحة معه والتي تأتي بنتائج إيجابية. قد تجد في النصائح التالية ما يفيدك:
فهم الاكتئاب بشكل أفضل
لا يعتبر الاكتئاب تقلب مزاجي يمكن أن يتخلص منه الشخص مع مرور الوقت، لذلك فإن فهم الاكتئاب على أكمل وجه يساعد في معرفة أفضل الطرق للتعامل مع الشخص المكتئب وتقديم الدعم له. لذلك خذ بعين الاعتبار:
- الاكتئاب حالة خطيرة تستنزف طاقة الشخص المكتئب وقد لا يستطيع الخروج منها دون علاج.
- عدم أخذ سلوكيات الشخص المكتئب على محمل شخصي، حيث أن أعراض الاكتئاب تجعله يقوم بسلوكيات ويتفوه بكلمات تجاه أقرب الأشخاص إليه أيضاً.
- عدم التستر على الأمر، حيث أن إخفاء الأمر عن الشخص المكتئب قد يفاقم الحالة ولن يستطيع تقدير أنه بحاجة إلى علاج.
- عدم إصدار الأحكام على الشخص المكتئب، فمثلا لا ينبغي القول إنه شخص كسول أو غير مبالي.
- عدم السعي لإجبار الشخص المكتئب على العلاج، حيث أن قرار العلاج قرار شخصي يمكن التشجيع عليه دون دفعه على ذلك.
التعرف على أعراض الاكتئاب
لا يمكن معرفة أن الشخص مكتئب دون معرفة الأعراض التي يعاني منها، وبالتالي التمكن من التعامل معه بناءً على ما يبديه من أعراض. فعلى الرغم من أن أعراض الاكتئاب تعتبر شائعة لدى الجميع، إلا أن حالة الاكتئاب تعد حالة فردية يتفاعل معها كل شخص اعتماداً على ظروفه.
معرفة ما يجب قوله وما لا يجب
من الجيد أن يشعر الشخص المكتئب أنك قلق بشأنه، فهو يعاني من مشاعر الوحدة وقد يلجأ إلى العزلة. لكن معرفة كيفية إبداء ذلك تعد مهمة صعبة نوعاً ما، لذلك كن مستمعاً رحيماً وقلل من تقديم النصائح قدر الإمكان. حيث يمكنك قول:
- أشعر بالقلق عليك في الآونة الأخيرة.
- في الآونة الأخيرة لاحظت بعض الاختلافات فيك وتساءلت عن أحوالك.
- أردت أن أطمئن عليك لأنك تبدو محبطاً جداً مؤخراً.
قد يبدي الشخص المكتئب ردود فعل متباينة تجاه الحديث، لذلك إن أبدى رغبته بالحديث، يمكن الاستفسار عن أمور أخرى مثل:
- متى بدأت تشعر بهذا الشكل؟
- هل حدث شيء مؤخراً جعلك تشعر بهذه الطريقة؟
- هل يمكنني تقديم أي نوع من المساعدة لك؟
- هل فكرت في الحصول على المساعدة؟
قد يحتاج الحديث مع الشخص المكتئب عدة محاولات قبل أن يرغب بالإفصاح عن مشاعره، لذلك حاول الموازنة فلا تكن ملحاً في ذلك ولا تستسلم.
اجعله يشعر بالطمأنينة
كما قلنا قد لا يرغب الشخص المكتئب بالحديث مباشرة، ومع ذلك لا بد أن تشعره باهتمامك به ورغبتك بتقديم المساعدة أثناء التعامل معه في أي وقت، ويمكن إظهار ذلك من خلال:
- تأكد انت لست وحدك في ذلك، أنا هنا من أجلك عندما تحتاج.
- قد يكون من الصعب تصديق ذلك الآن، ولكن مؤكداً الطريقة التي تشعر بها ستتغير.
- من فضلك أخبرني ما الذي يمكنني فعله الآن لمساعدتك.
- قد لا أستطيع فهم ما تشعر به حقاً، إلا أنني أتفهم أنك تشعر بالضيق وأنا حزين لذلك.
- أنت مهم بالنسبة لي وحياتك تعني لي الكثير.
بالإضافة إلى ما سبق، لا بد من التركيز على تلقي العلاج المناسب وتشجيع المريض بأسلوب فعّال. تابع القراءة لمعرفة كيفية ذلك.
كيفية التعامل مع الشخص المكتئب فيما يتعلق بالعلاج
لن يشعر الشخص المقرب منك بالتحسن من أعراض الاكتئاب لديه دون الخضوع للعلاج المناسب. لذلك قد يكون لك تأثير إيجابي في تلقي العلاج وذلك من خلال:
- الاقتراح على الشخص المكتئب البحث عن أفضل الخيارات العلاجية المتاحة وحجز موعد في الوقت المناسب.
- سؤال الشخص المكتئب إن كان يفضل الذهاب لوحدة للجلسة العلاجية الأولى أم يرغب بمرافقته.
- تشجيعه على إعداد قائمة بالأعراض التي يعاني منها وما قام به في محاولة للتخلص من هذه الأعراض.
- عدم التسرع في التعافي، بل يجب التحلي بالصبر وعدم إحباط الشخص المكتئب في حال حاجته لمزيد من الوقت لإظهار التحسن على حالته.
- تشجيعه على اتباع نمط حياة صحي سواء كان بإعداد وجبات غذائية متوازنة أو ممارسة التمارين الرياضية معه.
في هذه الأثناء قد يواجه الشخص المكتئب خطر الانتحار، لذلك لا تستخف بالأمر حاول مراقبته عن كثب والانتباه إلى العلامات التحذيرية.
انتبه عند التعامل مع الشخص المكتئب لعلامات الخطر
قد تستبعد أو لا تفكر بموضوع انتحار الشخص المكتئب، إلا أن الحقيقة تظهر عكس ذلك، فهو يصل إلى مرحلة من اليأس يشعر خلالها أن لا قيمة من وجوده. لذلك يتوجب عليك الانتباه والتركيز على سلوكيات الشخص المكتئب عند التعامل معه وملاحظة أي علامات تحذيرية مثل:
- حديث الشخص المكتئب عن الانتحار أو الموت أو الانشغال بأفكار حول الموت.
- قيامه بإيذاء نفسه.
- تعبير عن الشخص المكتئب عن مشاعر اليأس أو كراهية ذاته.
- التصرف بطرق خطيرة أو متهورة تسبب أضراراً للذات.
- القيام بترتيب الأمور أو كتابة الوصية أو توديع الشخص المكتئب للأشخاص المحيطين.
- القيام بالبحث عن المواد التي يمكن من خلالها إنهاء الحياة.
- الشعور المفاجئ بالهدوء بعد الاكتئاب أو التحسن دون علاج.
يؤثر الاكتئاب على الحكم ويشوه التفكير، مما يجعل الشخص العقلاني عادة يعتقد أن الموت هو الطريقة الوحيدة لإنهاء الألم الذي يشعر به.
كلمة من عرب ثيرابي
في خضم الاعتناء بمريض الاكتئاب، قد ينسى الشخص السليم الاعتناء بنفسه مما يساهم بشعوره بالإحباط واليأس وقد يدخل في حالة نفسية غير سوية مع مرور الوقت. لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة التركيز على الرعاية الذاتية بشكل أكبر في هذه الأثناء، ويمكن ذلك من خلال:
- التحدث بصدق ولكن بلطف مع الشخص المكتئب حول مشاعرك قبل أن تبدأ بالتراكم والشعور بالعبء.
- ضع حدوداً لنفسك وللشخص المكتئب، فإن كنت ترغب حقيقة بالمساعدة فلا يعني ذلك التواجد حول الشخص المكتئب طوال الوقت.
- لا ضير في طلب المساعدة من الأصدقاء أو الدعم النفسي المتخصص في هذه الأثناء إذا شعرت أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة.